حرب غزة.. لهذا لم تقطع تركيا جميع علاقاتها مع إسرائيل
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
عندما شبَّه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بهتلر، فيما يتعلق بقتل أكثر من 20 ألف فلسطيني في غزة آنذاك، اندلعت ضجة في إسرائيل، لكن نشطاء يتهمون أردوغان بالنفاق، بحسب رجب صويلو في تحليل بموقع "ميدل إيست آي" البريطاني (MEE).
ويقول هؤلاء النشطاء إن أردوغان يستخدم خطابا قاسيا ضد إسرائيل مع الحفاظ على العلاقات التجارية، وإن تركيا لا تزال تسهل تدفق النفط الأذربيجاني إلى سفن الشحن التي تحمله إلى الموانئ الإسرائيلية.
صويلو لفت، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إلى أن أنقرة ألغت زيارة كان من المقرر أن يقوم بها نتنياهو، واستدعت سفيرها في تل أبيب للتشاور، وجمدت المحادثات بشأن التعاون في مجال الطاقة، وفي انفصال واضح عن حلفائه في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، يدين أردوغان إسرائيل بقوة".
وأضاف أن "النهج الدبلوماسي التركي تجاه الحرب يتجاوز مجرد الخطابة، إذ تتشابك حسابات أنقرة تجاه إسرائيل مع قضيتين رئيسيتين، وهما حل الدولتين وإسقاط نتنياهو. وكرر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الحاجة إلى حل الدولتين، واقترح نموذج ضمان يمكن أن يشمل الناتو والحلفاء العرب من خارجه لحماية أي اتفاق".
وأردف: كما "شكلت تركيا ودول عربية وإسلامية أخرى وفدا من وزراء الخارجية يسافرون حول العالم لإقناع أعضاء مجلس الأمن والدول الغربية بالدفع نحو وقف إطلاق النار".
"وأثمرت تلك الجهود، ففي 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أيدت 120 دولة قرار الأردن في الجمعية العامة للأمم المتحدة بوقف إطلاق النار، مع تصويت 14 ضد القرار وامتناع 45 عن التصويت"، كما أردف صويلو.
واستطرد: "لكن بعد الجهود الدبلوماسية المكثفة التي بذلها أردوغان وفيدان والوفد العربي الإسلامي بين الدول التي لم تدعم القرار، تغيرت الأرقام بشكل كبير، إذ شهد التصويت في ديسمبر الماضي دعم 153 دولة لوقف إطلاق النار، مع معارضة 10 وامتناع 23 عن التصويت.. وكان هذا إنجازا كبيرا، لكنه لم ينل التقدير المستحق وسط الكارثة الإنسانية المستمرة بغزة".
اقرأ أيضاً
أردوغان: نتنياهو لا يختلف عن هتلر.. ورئيس وزراء الاحتلال يرد
إجراءات دقيقة
صويلو قال إن "أنقرة تسعى أيضا إلى توحيد الفصيلين الفلسطينيين الرئيسيين، "حماس" و"فتح". وقال أردوغان إن أنقرة تحاول جمع الطرفين معا لتقديم جبهة موحدة قبل مناقشة نهائية حول إقامة دولة فلسطينية".
وشدد على أن "مثل هذه الخطوات الدبلوماسية الدقيقة والمخططة بعناية تتجاوز الإجراءات العقابية المبسطة وقصيرة النظر، والتي لم تكسب أنقرة أي نفوذ بين صناع القرار الإسرائيليين في الماضي".
و"المسؤولون الأتراك، وبينهم أردوغان، قالوا مرارا إن نتنياهو يتحمل المسؤولية الأساسية عن حرب غزة، في حين يبدو أن حياته السياسية تقترب من نهايتها"، بحسب صويلو.
وأردف: "ولهذا، أردوغان يستهدف نتنياهو مباشرة، بدلا من انتقاد المجتمع الإسرائيلي بأكمله. وكثيرا ما يذكر المعارضة الإسرائيلية لحكم نتنياهو، مما يترك مجالا للمناورة بعد مغادرته منصبه".
وزاد بأن "تركيا تدعم رسميا قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، واعتقلت مؤخرا أكثر من عشرين جسوسا لإسرائيل يشتبه بأنهم كانوا يجمعون معلومات عن فلسطينيين في تركيا".
اقرأ أيضاً
طالبه بوقف دعم إسرائيل.. أردوغان لبايدن: كفى لمأساة غزة
مستقبل غزة
و"فيما يتعلق بالتجارة، لا تؤمن أنقرة بإمكانية فرض عقوبات جماعية على المجتمع الإسرائيلي بأكمله عبر قطع العلاقات تماما، وهي خطوة من شأنها أن تؤثر سلبا أيضا على الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، وحتى بعد مذبحة (سفينة) مافي مرمرة عام 2010 التي نفذها جنود إسرائيليون، لم تنه تركيا علاقاتها التجارية الثنائية"، كما زاد صويلو.
واستدرك: "لكن إذا قارنت بيانات التصدير من ديسمبر 2023 مع ديسمبر 2022، فستجد انخفاضا بنسبة 30% في السلع والخدمات التركية المباعة إلى إسرائيل، إذ انخفضت من 611 مليون دولار إلى 431 مليون دولار".
"كما انخفض إجمالي تجارة تركيا مع إسرائيل بين 7 أكتوبر و31 ديسمبر 45% مقارنة بالفترة نفسها من 2022، من حوالي 2.3 مليار دولار إلى 1.2 مليار دولار"، وفقا لصويلو.
وتابع: "ولن يقوم المسؤولون الأتراك بإلغاء الصفقات التجارية الملزمة بين الكيانات الخاصة، مثل الترتيبات المتعلقة بالصادرات الأذربيجانية عبر الموانئ التركية إلى إسرائيل، أو الشركات التركية الخاصة التي تحمل البضائع المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية".
و"استنادا إلى محادثاتي مع المسؤولين الأتراك، من الواضح جدا أن أنقرة مستعدة لأن تكون جزءا من قوة حفظ سلام في غزة تحت رعاية اتفاق يهدف إلى حل الدولتين، كما أنها مستعدة للمساهمة في مشاريع إعادة الإعمار في ظل حكومة فلسطينية شرعية"، كما ختم صويلو.
اقرأ أيضاً
لماذا يهاجم أردوغان إسرائيل؟ وهل تعصف حرب غزة بالعلاقات الثنائية؟
المصدر | رجب صويلو/ ميدل إيست آي- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حرب غزة تركيا إسرائيل علاقات إبادة جماعية حل الدولتين نتنياهو
إقرأ أيضاً:
بما فيها التدخل العسكري..تركيا: سنتدخل إذا لم تحل الحكومة السورية مشكلة الأكراد
أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أمس السبت أن بلاده ستفعل "كل ما يلزم" لضمان أمنها إذا لم تتمكن الإدارة السورية الجديدة من معالجة مخاوف أنقرة من الجماعات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة والتي تعتبرها جماعات إرهابية.
وفي مقابلة مع قناة فرانس 24، قال فيدان، إن الخيار المفضل لدى أنقرة هو أن تعالج الإدارة الجديدة في دمشق المشكلة بما يتماشى مع وحدة الأراضي السورية وسيادتها وسلامتها، مضيفاً أنه يتعين حل وحدات حماية الشعب على الفور. وأضاف "إذا لم يحدث ذلك، فعلينا حماية أمننا القومي".وعندما سئل إذا كان ذلك يشمل العمل العسكري، رد فيدان "كل ما يلزم".
ورداً على سؤال عن تصريحات قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي حول إمكانية التوصل إلى حل تفاوضي مع أنقرة، قال فيدان إن المجموعة يجب أن تسعى إلى مثل هذه التسوية مع دمشق، لأن هناك "واقعاً جديداً" هناك الآن.
وأضاف "الواقع الجديد، نأمل أن يعالج هذه القضايا، ولكن في الوقت نفسه، تعرف وحدات حماية الشعب الكردية ما نريده. لا نريد أن نرى أي شكل من أشكال التهديد العسكري لنا. ليس التهديد الحالي، ولا أيضاً التهديد المحتمل".
وشنت أنقرة، وحلفائها السوريين، عدة هجمات عبر الحدود ضد قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب في شمال سوريا، وطالبت مراراً وتكراراً الولايات المتحدة، حليفتها في حلف شمال الأطلسي، بوقف دعمها للمقاتلين.
وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية، امتداداً لمسلحي حزب العمال الكردستاني الذين خاضوا تمرداً ضد الدولة التركية لمدة 40 عاماً وتعتبرهم أنقرة وواشنطن والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.
FİDAN'IN SURİYE AÇIKLAMALARI
Dışişleri Bakanı Hakan Fidan, "France 24" televizyonuna Suriye ve bölgedeki terör hakkında önemli açıklamalarda bulundu. Fidan, Suriye'deki yeni yönetimle görüşmeyi planladığını da belirtti. İşte detaylar. pic.twitter.com/4GsQSYhDG7
وتصاعدت الأعمال القتالية منذ الإطاحة ببشار الأسد، حيث سيطرت تركيا والجماعات السورية التي تدعمها على مدينة منبج من قوات سوريا الديمقراطية في 9 ديسمبر(كانون الأول). وترك سقوط الأسد الفصائل الكردية في موقف دفاعي إذ تسعى إلى الاحتفاظ بالمكاسب السياسية التي حققتها في السنوات الثلاث عشرة الماضية.