«كل أسبوع» رجب.. شهر دخول بيت المقدس
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
استقبلت الأمة الإسلامية شهر رجب في مطلع هذا الأسبوع، وهو من الأشهر الحرم التي جاء ذكرها إجمالا في كتاب الله عز وجل، وتفصيلا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد وقعت فيه عدة أحداث من تاريخ الإسلام كغيره من شهور السنة، فكان فيه انتصار المسلمين على الصليبيين في الشام، ودخولهم بيت المقدس بقيادة صلاح الدين الأيوبي يوم الجمعة في السابع والعشرين من شهر رجب عام 583 هـ، وكان يوماً مشهودا رفعت فيه الأعلام الإسلامية على أسوار المدينة المقدسة، وبسقوط القدس انهارت أمام صلاح الدين معظم المدن، والمواقع التي كانت لا تزال تحت سيطرة الصليبيين في معظم أنحاء بلاد الشام.
وفى شهر رجب كانت غزوة تبوك إلى الروم التي قادها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وذلك سنة تسع من الهجرة، وتعد آخر الغزوات التي خاضها الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ دفاعا عن الدين، وهى الغزوة التي أرست دعائم الدولة الإسلامية ومهدت لفتوح الشام.
وبدأت تداعيات تلك الغزوة عندما قرر الرومان إنهاء القوة الإسلامية التي أخذت تهدد الكيان الروماني المسيطر على المنطقة، فخرجت جيوش الروم بقوى رومانية وعربية تقدر بأربعين ألف مقاتل قابلها ثلاثون ألفا من الجيش الإسلامي، فكانت الغزوة الأشهر التي غيرت استراتيجية العالم العسكري وقتها، وانتهت المعركة بلا صدام أو قتال لأن الجيش الروماني تشتت وتبدد في البلاد خوفا من المواجهة، مما رسم تغيرات عسكرية في المنطقة جعلت حلفاء الروم يتخلون عنها ويحالفون العرب كقوة أولى في المنطقة.
وقد وردت الكثير من الأحاديث النبوية التي تدل على فضل إحياء بعض ليالي هذا الشهر، وفضل المداومة على الصيام والصدقة والذكر فيه وما شابه ذلك، وقد كان النبي الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ يكثر من الصيام في هذا الشهر، لذلك يجب على المسلمين الاقتداء بسنة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، حيث يعتبر شهر رجب من الشهور التي شهدت أكبر معجزة في الإسلام، وهى معجزة الإسراء والمعراج والتي تأتي في اليوم السابع والعشرين منه، وفيها أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، حيث جُمع له النبيون جميعا فصلى بهم إماما إظهارا لشرفه وقدره وأنه أفضل خلق الله أجمعين، وبعد ذلك فتحت أبواب السماء السبع وعُرج بالنبي المصطفى، ليرى من آيات ربه الكبرى.
وشهر رجب فيه الاستعداد للطاعات والعبادات، وتهيئة النفس لاستقبال شهر رمضان المعظم، وهو شهر عزيز على قلوب المسلمين، ولكن فيه مات عدد كبير من رموز الإسلام في عدة سنوات متفرقة، حيث كانت فيه وفاة النجاشي ملِك الحبشة، الذى توفي على الإسلام في السنة التاسعة للهجرة من شهر رجب وكان رجلا صالحا وليا، لجأ إليه جمع من الصحابة بإشارة من الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكان فيهم جعفر بن أبي طالب، فعرضوا عليه الإسلام فأسلم وصار من الصالحين، وصلى عليه الرسول صلاة الغائب لما مات، وقد توفي الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لخمس بقين من رجب سنة إحدى ومائة عن تسع وثلاثين من عمره، وكان عالما وليا تقيا زاهدا، وفي شهر رجب سنة أربعة ومائتين، توفي الإمام الشافعي رضي اللهُ عنه عن أربع وخمسين سنة ودفن في مصر.
اللهم ببركة هذا الشهر الكريم وحد صفوف المسلمسن واجمع كلمتهم، وعجل بنهاية الصهاينة المعتدين الغاصبين، ورد إلينا المسجد الأقصى، واحفظ مصرنا من كل مكروه وسوء.. اللهم آمين.
اقرأ أيضاًشهر رجب.. فضائله وحكم صيامه
دعاء دخول شهر رجب.. اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: شهر رجب رجب فضائل شهر رجب ـ صلى الله علیه وسلم ـ شهر رجب
إقرأ أيضاً:
فضل صلاة الجمعة وأهميتها في حياة المسلم
فضل صلاة الجمعة وأهميتها في حياة المسلم،صلاة الجمعة هي شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام، وقد خصها الله بمكانة مميزة بين سائر الصلوات.
يوم الجمعة هو سيد الأيام، وصلاة الجمعة تجمع المسلمين في وقت واحد لتقوية روابط الأخوة الإيمانية، والاستماع إلى خطبة تذكرهم بالله وتحثهم على الخير.
إنها ليست مجرد صلاة عادية، بل محطة إيمانية أسبوعية تمنح المسلم دفعة من النشاط الروحي والوعي الديني.
فضل صلاة الجمعة وأهميتها في حياة المسلمصلاة الجمعة هي فريضة على كل مسلم بالغ عاقل مقيم، وهي علامة على الوحدة والتكافل بين المسلمين.
فضل صلاة الجمعة وأهميتها في حياة المسلمقال الله تعالى في كتابه العزيز: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ." (الجمعة: 9).
فضل صلاة الجمعة1. تكفير الذنوب:
من فضل الله ورحمته أن جعل صلاة الجمعة سببًا في مغفرة الذنوب. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر." (رواه مسلم).
2. ساعة الإجابة:
يوم الجمعة يحتوي على ساعة مباركة لا يُرد فيها الدعاء، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: "فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه." (رواه البخاري).
3. تضاعف الأجر:
حضور صلاة الجمعة يمنح المسلم أجرًا مضاعفًا، ويعتبر من أعظم الطاعات.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من غسل يوم الجمعة واغتسل، ثم بكّر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغُ، كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها." (رواه الترمذي).
4. تأكيد على وحدة الأمة:
تجمع المسلمين في صلاة الجمعة يعكس وحدة صفوفهم وتماسكهم، وهو أمر يعزز الأخوة الإيمانية ويقوي الروابط بينهم.
1. الاغتسال والتطيب:
يُستحب للمسلم أن يغتسل ويتطيب قبل التوجه لصلاة الجمعة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم." (رواه البخاري).
2. لبس أحسن الثياب:
من السنة أن يرتدي المسلم أفضل ما لديه من ملابس نظيفة وجميلة، مما يظهر احترامًا لبيت الله وللمناسبة.
3. المشي إلى المسجد:
من المستحب الذهاب إلى المسجد سيرًا على الأقدام بهدوء ووقار، لما في ذلك من أجر عظيم.
4. الإنصات للخطبة:
من آداب صلاة الجمعة الاستماع باهتمام إلى الخطبة دون حديث أو تشويش، فذلك جزء من العبادة.
5. قراءة سورة الكهف:
يُستحب قراءة سورة الكهف يوم الجمعة لما لها من فضل كبير، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين." (رواه الحاكم).
1. تعزيز الروح الجماعية:
صلاة الجمعة تجمع المسلمين وتعلمهم قيم التآخي والمساواة، حيث يقف الجميع سواسية أمام الله.
2. زيادة الوعي الديني:
خطبة الجمعة تذكّر المسلم بتعاليم دينه، وتحثه على الطاعات، وتوجهه نحو القيم السامية في الحياة.
3. تجديد النشاط الإيماني:
يوم الجمعة بمثابة محطة أسبوعية يُراجع فيها المسلم نفسه، ويجدد نشاطه الروحي لمواصلة الحياة بقلب مطمئن.
دعاء للأخ في يوم الجمعة المبارك
صلاة الجمعة ليست مجرد فريضة يؤديها المسلم، بل هي شعيرة تحمل في طياتها العديد من الفضائل والدروس.
إنها يوم تلتقي فيه الأرواح على طاعة الله، ويستعيد المسلم فيه قوته الإيمانية.
فلنحرص على أداء هذه الصلاة بخشوع واتباع آدابها، ولنغتنم بركات هذا اليوم العظيم بالذكر والدعاء والعمل الصالح.