ملحمة كروية اليوم بين "الأحمر العماني" و"الأخضر السعودي" في أولى المواجهات بكأس أمم آسيا

الرؤية- أحمد السلماني

تنطلق اليوم في تمام الساعة التاسعة والنصف مباراة منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم أمام المنتخب السعودي، وذلك ضمن منافسات الجولة الأولى من المجموعة السادسة لكأس أمم آسيا "الدوحة 2023"، إذ من المتوقع أن يمتلئ إستاد خليفة بن حمد بعد نفاد تذاكر المباراة، وسط ترقب آسيوي لهذه الملحمة الكروية التي تضم أسماء لامعة في عالم الساحرة المستديرة.

واستعد المنتخبان جيدا لهذه المباراة متسلحين بخبرة المدربين الكبيرة، إذ بدأ الأحمر العماني استعداداته مبكرا لهذه البطولة بعد جولتي التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لكأس العالم وكأس آسيا 2027، واستطاع الفوز على الصين تايبيه بثلاثية لكنه خسر من قيرغيزستان بهدف في عاصمتها بيشيك، ليدخل الأحمر في معسكر خارجي بأبوظبي لثلاثة أسابيع.

واشتمل المعسكر على حصص تدريبية صباحية ومسائية ولعب مباراتين وديتين، فاز على الصين بثنائية أرشد العلوي ومحسن الغساني، ثم واجه الشقيق الإماراتي في أبوظبي وتفوق عليه بهدف عبدالله فواز، وأدى منتخبنا الحصة التدريبية الأخيرة قبل مواجهة الأخضر السعودي في ملعب جامعة قطر بمشاركة جميع اللاعبين.

وأعرب صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب، عن ثقته الكبيرة في قدرة منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم على تقديم أداء مميز، وتحقيق نتائج إيجابية في هذه البطولة، كما حث سموه اللاعبين وأعضاء الجهازين الفني والإداري على التحلي بالروح الرياضية العالية، وأوصاهم التمسك بالأمل، والدفاع عن ألوان الوطن بجسارة، إعلاء لاسم سلطنة عمان، وتحقيق غايات وآمال الجماهير العريضة والوفاء بتطلعاتهم.

وقال سموه: "ندرك صعوبة الاستحقاق القاري وحدة المنافسة ولكنكم قادرون، وإنني لألمس مستوى رغبتكم الصادقة في رفع اسم وطنكم العزيز لمعانقة الإنجازات، وأثمن ذلك وأقدره، وتحدوني الثقة المفعمة بالأمل في ظهور راق وأداء عال ونتائج إيجابية".

وأكد سموه متابعته الحثيثة لمنتخبنا الوطني الأول في كل استحقاقاته، واعدا بمواصلة دعمه ومساندته وتوفير ما يلزم لنجاح المنتخب في مهمته آملاً لهم عودة مظفرة، وتسجيل نجاح جديد يضاف إلى النجاحات التي يشهدها عصر النهضة المتجددة في ظل القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه.

من جهته، أكد سالم الوهيبي رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم، ثقته بالمنتخب الوطني في البطولة وتقديم أداء يرضي الجماهير، موضحا: "التنافس بين منتخبات القارة الصفراء محتدم؛ بعدما تقاربت المستويات الفنية بين المنتخبات المشاركة، بيد أن ثقتنا برجال الأحمر أكبر من تلك التحديات وتتجاوز الحدود كلها، ونحن قادرون بالعزيمة على بلوغ أبعد نقطة في البطولة، مرتكزين على عمل دؤوب يمهد طريقنا، ويدفع عجلتنا رعاية واهتمام كبيرين من حكومتنا الرشيدة مستلهمين الثقة من إعلامنا العماني، منطلقين نحو آفاق أرحب يعزز مساره شغف ووفاء وإخلاص جمهورنا العماني".

وأضاف: "ينتظر الأحمر من جماهيره الأوفياء سيل من عبارات الدعم ترفع منسوب ثقته، وأود أن أثمن جهود صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب لمتابعته الحثيثة، واهتمامه الكبير، ودعمه المباشر لمنتخبنا الوطني، مقدرين مساعي سموه، آملين تحقيق ما يرضي طموحاته وتطلعاته، ومعانقة إنجاز كروي جديد يضاف إلى الإنجازات التي يشهدها وطننا المعطاء تحت قيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه".

تشكيلة الأحمر العماني

وكان برانكو اعتمد القائمة النهائية والتي ضمت في حراسة المرمى: إبراهيم المخيني (النهضة)، فايز الرشيدي (المنامة البحريني)، أحمد الرواحي (السيب)، وفي خط الدفاع: فهمي دوربين (النصر)، محمود المشيفري (النصر)، جمعة الحبسي (عبري)، أحمد الخميسي (السيب)، غانم الحبشي (النصر)، أحمد الكعبي (النهضة)، خالد البريكي (الشباب)، علي البوسعيدي (السيب)، عبدالعزيز الغيلاني (النهضة)، وفي وسط الميدان: حارب السعدي (النهضة)، تميم البلوشي (السيب)، مصعب المعمري (النصر)، أرشد العلوي (السيب)، صلاح اليحيائي (النهضة)، زاهر الأغبري (السيب)، عبدالله فواز عرفة (النهضة)، جميل اليحمدي (الخريطيات القطري)، معتز صالح عبدربه (ظفار)، أما في خط الهجوم: محسن الغساني (السيب)، عمر المالكي (النهضة)، عبدالرحمن المشيفري (السيب)، عصام الصبحي (النهضة) وعبدالله المشرفي (ظفار).

وضمت قائمة المستبعدين: أمجد الحارثي وناصر الرواحي وبلال البلوشي، بالإضافة إلى محمد العامري بداعي الإصابة.

ويثق مدرب منتخبنا برانكو إيفانكوفيتش في قدرات فريقه قبل المواجهة المرتقبة أمام الأخضر السعودي، وقال في مؤتمر صحفي: "المنتخب السعودي دائما مرشح للفوز، وهو الوحيد الذي انتصر على بطل العالم، ولديهم مدرب عالمي ولاعبون بإمكانيات عالية، ولا يعني ذلك أننا نخشى منتخب السعودية بل نحترمهم، ونحن متشوقون للمباراة وفخورون بأننا جزء من البطولة ونشارك بطموح عال".

وأضاف: "مجموعتنا صعبة جدا، سنواجه في البداية الخصم الأقوى، ونتتظر مباراة السعودية لتقديم أفضل ما لدينا، فخورن بالتواجد في هذه البطولة، ومستعدون جيدًا لخوض المنافسات، لدينا معلومات عن المنتخب السعودي، وهو حاصل على البطولة ثلاث مرات، وهو منتخب غني عن التعريف ودائمًا مرشح للفوز بالبطولة ومشارك في كأس العالم".

وأكد حارب السعدي قائد منتخبنا جاهزية الفريق لخوض اللقاء المرتقب، موضحا: "متحمسون للمشاركة في البطولة، اللاعبون على قدر المسؤولية وسنقدم كل ما لدينا ونسعى بأن نرفع اسم عمان، لعبنا أمام السعودية في مباراتين بالتصفيات الآسيوية وقدمنا مستوى جيدا، ندرك قوة المنتخب السعودي ولكن نحن جاهزون للقاء".

وتأهل منتخبنا إلى نهائيات كأس آسيا للمرة الخامسة في تاريخه، ولأول مرة سيشارك في 3 نسخ متتالية من البطولة القارية، وكان الإنجاز الأبرز للمنتخب تجاوزه دور المجموعات لأول مرة في نسخة الإمارات عام 2019، لكنه خسر أمام إيران بهدفين دون مقابل في ثمن النهائي.

وفي المقابل، فقد استبعد المدرب الإيطالي مانشيني حارس المنتخب السعودي الأساسي نواف العقيدي الذي كان ضمن معسكر الفريق، كما تم استبعاد عباس الحسن وأيمن يحيى للإصابة والاستعانة بمحمد البريك وطلال حاجي، لتكون القائمة النهائية للمنتخب السعودي على النحو التالي: محمد اليامي، وراغد نجار، وأحمد الكسار، وحسن كادش، وعلي البليهي، وعون السلولي، وحسان التمبكتي، وعلي لاجامي، وسعود عبد الحميد، وفواز الصقور، وناصر الدوسري، ومحمد البريك، وعبد الله الخيبري، ومختار علي، وعبد الإله المالكي، وعيد المولد، وسالم الدوسري، وفيصل الغامدي، ومحمد كنو، وسامي النجعي، وعبد الرحمن غريب، وطلال حاجي، وفهد المولد، وعبد الله رديف، وفراس البريكان، وصالح الشهري.

وتعززت ثقة الجماهير السعودية واتحاد الكرة في حظوظ الأخضر في النهائيات بالتعاقد مع مانشيني (59 عاما) والذي يحظى بسيرة ذاتية مميزة، حيث قاد إيطاليا للفوز بكأس أمم أوروبا 2020، وانتر ميلان للقب الدوري الإيطالي 3 مرات، وكأس إيطاليا مع لاتسيو مرة واحدة، لكن إنجازه الأبرز مع الأندية كان عندما حقق لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لأول مرة مع مانشستر سيتي.

وبدأ عهد الايطالي مانشيني مع المنتتخب السعودي في سبتمبر بخسارتين أمام كوستاريكا (1-3) وكوريا الجنوبية (0-1)، ثم التعادل مع نيجيريا (2-2) والخسارة أمام مالي (1-3)، قبل أن يحقق فوزين على باكستان المتواضعة (4-0) والأردن (2-0) في التصفيات المؤهلة الى كأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027، والفوز على لبنان وديا عشية البطولة (1-0).

ويتطلع المنتخب السعودي لتحقيق اللقب الغائب عنه منذ 27 عاما للمرة الرابعة، حيث توج بالبطولة 3 مرات أعوام 1984، 1988 و1996، وقد خاض خلال مشاركاته السابقة في كأس آسيا 48 مباراة، فاز في 21 مباراة، وتعادل في 13، وخسر 14، وسجل 69 هدفا واستقبلت شباكه 48 هدفا.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية