تنسيق مستمر بين جبهات المقاومة في الشمال والجنوب والشرق

"حزب الله" يستهدف المواقع العسكرية لجيش الاحتلال

تأثر الاقتصاد الإسرائيلي بسبب العمليات العسكرية في البحر الأحمر

أكثر من 120 عملية استهداف للقواعد الأمريكية في العراق وسوريا

 

الرؤية- عبدالله الشافعي

توهّم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن حربه الغاشمة على قطاع غزة ستكون سهلة وسريعة، لكنه غاص بأقدامه في رمال القطاع المحاصر، واستطاعت فصائل المقاومة الفلسطينية تلقينه درسًا عسكريًا قاسيًا، وقتلت وأصابت الآلاف من جنوده.

وإلى جانب المقاومة في غزة، فقد توحدت جبهات المقاومة في الشمال والجنوب والشرق، لتجد إسرائيل نفسها في أزمة حقيقية وتخشى توسع العمليات العسكرية ضدها في هذه الجبهات.

توحيد الجبهات

ومع بدء هذه الحرب في السابع من أكتوبر، أعلن حزب الله اللبناني مساندة فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة عبر استهداف المواقع والمستوطنات الإسرائيلية وجنود الاحتلال على الحدود الجنوبية للبنان.

كما قررت جماعة أنصار الله في اليمن استهداف أي سفينة إسرائيلية أو متجهة إلى الموانئ الإسرائيلية في البحر الأحمر، كما أن حركة المقاومة الإسلامية في العراق تستهدف باستمرار القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة.

تنسيق مستمر

وفي خطابه الأخير، قال أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أنهم تلقوا رسائل من جبهات المقاومة تفيد بتوسيع العمليات العسكرية في الأيام المقبلة، وهو ما يؤكد وجود التنسيق المتواصل بين هذه الجبهات.

كما وجه أبو عبيدة رسالة إلى هذه الجبهات قائلا: "نحيي الأيدي الضاربة الوفية من مقاتلي أمتنا في لبنان العطاء والبطولة، وفي يمن الحكمة والإيمان، وفي العراق، وفي كل ساحات أمتنا، وننعى إلى أمتنا شهداء ونبارك جهدهم وعطاءهم، والعالم يرى كيف هرعت قوى الظلم وكيف شكلت التحالفات واستدعت زبانية النفاق والغطرسة لضرب وتهديد من ينصر شعب غزة بعد أن عبروا عن تضامنهم ونصرتهم بما يمليه واجب الأخوة الإسلامية والعربية والإنسانية".

جبهة لبنان

قال حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله اللبناني إن جبهة المقاومة في لبنان هدفها وقف العدوان على غزة، مضيفا: "فليتوقف العدوان على غزة، وعند ذلك في ما يتعلق بلبنان لكل حادث حديث".

وحذر نصر الله إسرائيل من شنّ حرب على لبنان، مشيرا إلى أن القتال سيكون "بلا ضوابط" وذات تكلفة باهظة، مؤكدا أن حزب الله وباقي الفصائل في المنطقة تتّخذُ قراراتها بنفسِها، وأوضح: "هذا المسار إذا استمر سواء في غزة أو الضفة الغربية أو لبنان واليمن والعراق، سوف يوصل إلى نتيجة واضحة، وهي أن حكومة العدو لن تجد أمامها سبيلا آخر سوى القبول بشروط المقاومة في غزة، وبالتالي الوصول إلى نقطة إعلان وقف للعدوان على غزة والذهاب إلى التفاوض".

وحول الأوضاع في مختلف جبهات المقاومة المساندة للمقاومة في قطاع غزة، أكد الأمين العام لحزب الله أنّ "الأميركيين والعديد من الدول الغربية عملوا على مدى 100 يوم على إسكات هذه الجبهات، وإخضاعها وإحباطها، لكنهم فشلوا".

وتتسبب ضربات حزب الله في بقاء آلاف الإسرائيليين في الملاجئ، ممن يسكنون المستوطنات الإسرائيلية القريبة من الحدود مع لبنان، بالإضافة إلى مقتل وإصابة العديد من جنود الاحتلال وتدمير عدد من الآليات والبنى العسكرية في المواقع الحدودية.

جبهة اليمن

أما في الجنوب، فقد أكدت جماعة أنصار الله مواصلة استهداف السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى موانئ الاحتلال الإسرائيلي لحين إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية وفك الحصار.

وقررت العديد من شركات الشحن العالمية وقف عملياتها في البحر الأحمر، لحين انتهاء الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، كما اتخذت بعض الشركات الأخرى طريق رأس الرجاء الصالح لتفادي استهدافات اليمنيين.

وتصاعدت الأحداث في البحر الأحمر بعدما استهدفت الطائرات والسفن الحربية التابعة للتحالف الدولي الذي شكلته أمريكا، عددا من المواقع في الأراضي اليمنية، في محاولة لوقف استهداف السفن في البحر الأحمر.

وعلى الرغم من ذلك، لم تتوقف هذه العمليات، وبالأمس قال الجيش الأمريكي إن صاروخا باليستيا مضادا للسفن أطلقته جماعة أنصار الله اليمنية أصاب سفينة حاويات تمتلكها وتديرها شركة أمريكية وترفع علم جزر المارشال.

وقال القيادي في جماعة أنصار الله، نصر الدين عامر: "يكفي أن تكون السفن أمريكية حتى نستهدفها، والولايات المتحدة على أعتاب أن تفقد أمنها الملاحي".

ولقد نتج عن هذه الموقف اليمني تأثر الاقتصاد الإسرائيلي بشكل كبير، إذ قال الرئيس التنفيذي لميناء إيلات الإسرائيلي، غدعون غولبر: "إن نشاط الميناء تراجع 85% منذ تكثيف الحوثيين في اليمن هجماتهم على السفن المتجهة إلى إسرائيل في البحر الأحمر".

وتابع: "لسوء الحظ، إذا استمر الأمر فسنصل إلى وضع عدم وجود سفن في ميناء إيلات".

جبهة العراق

ودخل على خط المقاومة ما يسمى بـ"المقاومة الإسلامية في العراق"، والتي تعلن باستمرار استهداف القواعد الأميركية في الشرق الأوسط ردا على الدعم غير المشروط من قِبَل الولايات المتحدة لإسرائيل منذ بداية الحرب.

وتلقت القواعد العسكرية في العراق وسوريا أكثر من 120 هجوما بمختلف الأسلحة، تبنتها المقاومة الإسلامية في العراق، والتي نشرت العديد من المققاطع المصورة لإطلاق الطائرات المسيرة باتجاه هذه القواعد.

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الحوثي تكشف تفاصيل عملية استهداف عسقلان وإيلات بالمسيّرات والصواريخ

أعلنت جماعة الحوثي اليمنية، الاثنين، أنها هاجمت بثماني طائرات مسيّرة وخمسة صواريخ، هدفين إسرائيليين وحاملتي طائرات أمريكيتين.

وقال المتحدث العسكري لقوات الحوثيين يحيي سريع، في بيان متلفز: "نفذ سلاح الجو المسيرُ عمليتين عسكريتين".

وتابع: "استهدفت أولاهما هدفا حيويا للعدو الإسرائيلي بمنطقة عسقلان المحتلة، وذلك بطائرة مسيرة نوع يافا"، دون مزيد من التفاصيل.

"فيما استهدفت الأخرى هدفا عسكريا للعدو الإسرائيلي بمنطقة أم الرشراشِ (إيلات)، بطائرة مسيرة نوع صماد1"، وفق البيان.

وأكد أن العمليتين تمثلان "انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني، ورفضا لجريمة الإبادة الجماعية التي يشنها العدو الإسرائيلي، وبدعم أمريكي، على إخواننا في غزة".

كما نفذت قوات الحوثيين "عمليتين عسكريتين نوعيتين"، الأولى نفذتها القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير ضد حاملة الطائرات الأمريكية "ترومان" والقطع التابعة لها شمال البحرِ الأحمر، بصاروخين مجنحين وطائرتين مسيرتين، حسب سريع.

وذكر أن العملية الأخرى نفذتها القوات البحرية وسلاح الجو المسير والقوة الصاروخية واستهدفت حاملة الطائرات الأمريكية "فينسون" والقطع الحربية التابعة لها في البحر العربي، وذلك بثلاثة صواريخ مجنحة وأربع طائرات مسيرة.

سريع قال إن العمليات العسكرية الأربع "حققت أهدافها بنجاح"، مؤكدا أن استهداف الحاملتين جاء "في إطار التصدي للعدوان الأمريكي على بلدنا، وردا على مجازره المرتكبة بحق أبناء شعبنا والتي كان آخرها جزرة العاصمة صنعاء".

والاثنين، أعلنت جماعة الحوثي استشهاد 12 شخصا وإصابة 30 في غارات أمريكية على سوق وحي فروة السكني بصنعاء مساء الأحد، فيما تعرضت 3 محافظات لغارات صباح الاثنين.

وقالت الجماعة الأحد إن الولايات المتحدة تجهز لعملية عسكرية برية في اليمن، وحذرت من أن مثل هذه الخطوة "تهدد بتفجير الوضع بشكل شامل".

ومنذ 15 آذار/ مارس وحتى الأحد، رصدت الأناضول مئات الغارات الأمريكية على اليمن، ما أدى لاستشهاد 217 مدنيا وإصابة 436 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، حسب بيانات حوثية رسمية لا تشمل الضحايا من القوات التابعة للجماعة.

وتأتي الغارات بعد أوامر أصدرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لجيش بلاده بشن "هجوم كبير" ضد جماعة الحوثي، قبل أن يهدد بـ"القضاء عليها تماما".

غير أن الجماعة تجاهلت تهديد ترامب، واستأنفت قصف مواقع إسرائيلية وسفن في البحر الأحمر متوجهة إليها، ردا على استئناف تل أبيب منذ 18 آذار/ مارس الماضي حرب الإبادة بحق الفلسطينيين في غزة.



بيان القواتِ المسلحة اليمنية بشأن استهداف "هدفاً حيوياً للعدوِّ الإسرائيليِّ في منطقةِ عسقلان وهدفاً عسكرياً في منطقةِ أمِّ الرشراشِ" واستهداف حاملتي الطائرات الأمريكية "ترومان وفينسون" وقطعهما البحرية في البحر الأحمر - 21 أبريل 2025م
pic.twitter.com/pefFLzg7lA

— العميد يحيى سريع (@army21yemen) April 21, 2025

مقالات مشابهة

  • هل ينجح العراق في تجاوز الفساد والضغوط لإحياء صناعته العسكرية؟
  • موقع أمريكي: الحملة العسكرية على اليمن غير واضحة ومخاوف من استنزاف موارد البنتاغون
  • تخوف إسرائيلي من اتساع رقعة تواقيع الجنود على عرائض وقف حرب غزة
  • الحوثي تكشف تفاصيل عملية استهداف عسقلان وإيلات بالمسيّرات والصواريخ
  • العدو الإسرائيلي يواصل استهداف مخيمات قطاع غزة والمقاومة ترد بالمزيد من الكمائن
  • اتساع دائرة الغضب بالمنصات من تزايد استهداف إسرائيل أطفال غزة
  • تقرير أمريكي: العراق يقود ممرات بديلة تتجاهل إيران وتربط آسيا بأوروبا
  • القسام تبث مشاهد استهداف 3 دبابات إسرائيلية شرقي غزة
  • تحذير يمني من كارثة كبرى في البحر الأحمر بعد قصف أمريكي عنيف لميناء رأس عيسى
  • استهداف دبابة إسرائيلية بصاروخ كورنيت على حدود قطاع غزة