استراتيجية بن غوريون ونبوءة المندوب السوري!
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
اقتحم مسلحون من "الهاغاناه" فندق سميراميس بالقرب من حي القطمون بغرب القدس ليلة 4 – 5 يناير 1948 وقاموا بتفجيره تماما بقنبلة زرعت داخله ما أودى بحياة 19 فلسطينيا وإصابة 20 آخرين.
إقرأ المزيدالهدف في تلك الفترة التي كان يجري فيها القتال في أكثر من منطقة عامي 1947 – 1948، كان إرهاب السكان العرب المسلمين والمسيحيين وإجبارهم على إخلاء منازلهم وقراهم تمهيدا لبناء الدولة العبرية على الانقاض.
كان معظم الضحايا في ذلك التفجير الإرهابي ينتمون إلى عائلة "أبو صوان" الفلسطينية المسيحية، وكان هؤلاء قد التجأوا إلى هذا الفندق الذي يقع في منطقة بعيدة عن مناطق القتال، إلا أن الموت لاحقهم إلى هناك، كما أودى التفجير أيضا بحياة نائب القنصل الإسباني، مانويل أليندي سالازار.
في تلك الأشهر الأخيرة للسيطرة البريطانية على فلسطين، اشتد الصراع وكانت الكمائن على الطرقات وعمليات التفجير وإطلاق النار شائعة في الشوارع والأحياء. في الغالب كان البريطانيون يفضلون عدم التدخل ومغادرة "الجحيم" الذي صنعوه بأقل خسائر في صفوفهم.
كان القائد الفلسطيني عبد القادر الحسيني قد عقد اجتماعا في 3 يناير 1948 في قاعة المؤتمرات بفندق سميراميس، ثم غادره، إلا أن الزيارة كانت سببا في استهدافه من قبل العصابات "الهاغاناه"، لورود معلومات كاذبة بتمركز مقاتلين عرب فيه، فيما لم يكن للضحايا الذين سقطوا في ذلك التفجير العنيف والدموي أي علاقة بالقتال.
التفجير الإرهابي الذي نفذ باستعمال أكثر من 80 كيلوغراما من المتفجرات حقق هدفه، بنشر حالة من الذعر وهروب السكان العرب من المنطقة.
كانت العملية ضمن سلسلة من الهجمات المشابهة التي نفذت بطريقة منهجية لتفريغ البلاد من سكانها قبل إعلان الدولة اليهودية. ولتحقيق هذا الهدف في حي القطمون، مهدت "الهاغاناه" قبل ذلك التاريخ في 31 ديسمبر 1947 ، بتفجير 7 منازل عربية.
متحدث باسم عصابات "الهاغاناه" زعم حينها بأن الهجوم على فندق سميراميس تم لأنه "كان ملتقى هاما للعصابات العربية وتوزيع الأسلحة في القرى في منطقة القدس. لسوء الحظ، لا يمكننا ضرب مقر العرب الرئيس، الذي يوجد في المسجد".
المندوب السوري في الأمم المتحدة فارس الخوري كان تنبأ بما ستؤول إليه الأمور في منطقة الشرق الأوسط، وارتفع صوته بنبرة مليئة بالألم والغضب في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر عام 1947 قائلا: " لقد بدأت المأساة بالفعل... ستمر أرضنا الآن بسنوات عديدة من الحرب، ولن يكون هناك سلام في الأماكن المقدسة لعدة أجيال قادمة".
في "النكبة" الفلسطينية عام 1948، ارتكبت العصابات الصهيونية المسلحة عشرات المجازر التي أودت بحياة الآلاف من المدنيين الفلسطينيين العزل في مختلف القرى والمدن الفلسطينية، وهو الأمر الذي تستميت الدولة الإسرائيلية في إنكاره وطمس معالمه وآثاره حتى الآن، على الرغم من الأدلة التي ظهرت في أوقات لاحقة عن "المقابر الجماعية"، وشهادات الجنود الإسرائيليين الذين شاركوا في ارتكاب تلك الهجمات الدموية ضد المدنيين الفلسطينيين.
صحيفة "هآرتس" على سبيل المثال كانت ذكرت في تقرير عام 2019، أن فرقا تابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية، قامت منذ بداية العقد الماضي، بإزالة مجموعات من الوثائق التاريخية لإخفاء أدلة النكبة والفظائع التي رافقتها، كما جرت محاولات إخفاء شهادات من الجنرالات حول قتل المدنيين وهدم القرى وطرد البدو خلال العقد الأول من تأسيس الدولة.
ومن ذلك أيضا، أن مؤسسة الأقصى للأوقاف والتراث أثناء قيامها بأعمال ترميم في مقبرة يافا في عام 2013، اكتشفت 6 مقابر جماعية ضمت مئات الرفات والهياكل العظمية لمدنيين قتلوا بين عامي 1936 و1948 في فلسطين.
صحيفة هآرتس تحدثت عن دليل آخر في 21 يناير عام 2022، تمثل في مقبرة جماعية لفلسطينيين قتلوا خلال حرب عام 1948 على شاطئ قيصرية شمال البلاد، موضحة أن "عمليات قتل جماعي للعرب وقعت بعد استسلام قرية الطنطورة" عام 1948، وأن حوالي 200 فلسطيني جرى دفنهم بعد إعدامهم، في مقبرة جماعية توجد حاليا تحت موقف سيارات!
الاستراتيجية الإسرائيلية علاوة على تفريغ الأرض من سكانها العرب، صاغها بوضوح زعيمهم ديفد بن غوريون، وهي تشدد على ضرورة يحافظ اليهود في القدس وفي كل أرجاء فلسطين على كل ما تملكه أيديهم، كما يحظر على أي يهودي مغادرة منزله أو مستوطنته أو مزرعته أو مكان عمله من دون إذن. كما يتوجب الدفاع عن كل بؤرة استيطانية أو منطقة مهما كانت معزولة، كما لو أنها تل أبيب ذاتها.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف النكبة الفلسطينية
إقرأ أيضاً:
«BME» تُعلن عن شراكات استراتيجية لتعزيز صناعة الألعاب الإلكترونية في مصر
أعلنت شركة BME، الرائدة في مجال الألعاب الإلكترونية في مصر، عن توقيع اتفاقيات شراكة استراتيجية مع كل من وزارتي التربية والتعليم والتعليم الفني ووزارة الشباب والرياضة وشركة ريد بُل مصر، بجانب شراكتها مع شركة Riot Games Inc وهي شركة تطوير ألعاب الفيديو ونشرها وتنظيم بطولات الرياضات الإلكترونية، وشركة Tencent Holdings Ltd الصينية وهي واحدة من أكبر شركات الوسائط المتعددة و صناعة ألعاب الفيديو، وذلك في إطار دعم مساعي BME لتعزيز مكانتها كرائد في صناعة الألعاب الإلكترونية عبر تنظيم فعاليات وبطولات كبرى في عام 2025.
أبرمت شركة BME اتفاقية شراكة مع ريد بُل لمدة ثلاث سنوات بدءًا من العام الجاري 2025، وبموجب هذه الاتفاقية ستصبح ريد بُل أحد الرعاة الرئيسيين لكلاً من مهرجان انسومنيا للألعاب الإلكترونية في مصر وبطولة السوبر دوم، حيث تهدف هذه الشراكة إلى تعزيز مكانة مصر على خريطة الرياضات الإلكترونية العالمية. كما تركز الاتفاقية على تحقيق تأثير مستدام يدعم الابتكار ويعزز النمو في هذا المجال المتسارع.
كما تتضمن هذه الشراكات تنظيم بطولة نجوم المدارس للألعاب الإلكترونية SSGL مع وزارتي التربية والتعليم و التعليم الفني ووزارة الشباب والرياضة بجمهورية مصر العربية وكذلك تنظيم مهرجان انسومنيا للألعاب الإلكترونية في مصر، اللذين يهدفان إلى تطوير القطاع واستقطاب المزيد من اللاعبين والمواهب الشابة، بالإضافة إلى فعاليات حصرية مع شركة ريد بُل ومسابقات وبطولات محلية "Homegrown Tournaments” في بطولة السوبر دوم، مما يدمج المواهب المحلية في منظومة الرياضات الإلكترونية العالمية.
في هذا السياق، قال أحمد الجوهري، المدير التنفيذي لشركة BME، إنّ هذه الشراكات تمثل نقطة تحول محورية في مسار صناعة الألعاب الإلكترونية في مصر، موضحًا أن الشركة تستهدف من خلال هذه الخطوة الاستراتيجية تقديم تجارب استثنائية وفعاليات غير مسبوقة تسهم في تعزيز مكانة مصر كواحدة من الدول الرائدة عالميًا في مجال الألعاب والرياضات الإلكترونية.
كما أكد أن تلك الشراكات تأتي ضمن رؤية شاملة لتعزيز الابتكار واستقطاب المواهب الشابة، وأشار إلى أن الفعاليات القادمة مثل مهرجان انسومنيا للألعاب في مصر وبطولة نجوم المدارس للألعاب الإلكترونية SSGL ستوفر منصات فريدة للمواهب المحلية لعرض قدراتها والمنافسة على مستويات عالمية مما يفتح أمامها آفاقًا جديدة في هذا المجال المتنامي.
وأضاف أنها تهدف أيضًا إلى توفير تجارب غامرة للجمهور تجمع بين المنافسة والمرح من خلال فعاليات حصرية ومسابقات مبتكرة حيث تسعى BME إلى خلق بيئة تجمع اللاعبين وعشاق الرياضات الإلكترونية في مصر ومنطقة الشرق الأوسط تحت مظلة واحدة، لنشر ثقافة الألعاب الإلكترونية كوسيلة للتعبير والتواصل والإبداع، مؤكدًا حرص شركة BME على الاستثمار في المواهب الشابة لوضع مصر على خريطة الرياضات الإلكترونية العالمية.
ومن المقرر انطلاق بطولة نجوم المدارس للألعاب الإلكترونية SSGL على مستوى الجمهورية بالشراكة مع وزارتي الشباب والرياضة و التربية والتعليم والتعليم الفني. وتستهدف البطولة اكتشاف المواهب الناشئة وتنمية مهاراتهم، حيث سيتم تنظيم التصفيات النهائية في فبراير 2025، وتتجاوز أهداف البطولة مجرد المنافسة لتشمل ورش عمل تدريبية في تطوير الألعاب وبرمجتها مما يمنح المشاركين أدوات لبناء مستقبل واعد في القطاع الرقمي.
بينما ينطلق مهرجان انسومنيا للألعاب في مركز مصر للمعارض الدولية بالقاهرة، في الفترة من 24 إلى 26 أبريل 2025، حيث يجمع المهرجان محترفي الألعاب وعشاقها للاستمتاع بأحدث الإصدارات والمنافسات الحية مما يعزز الأجواء الغامرة ويرفع مستوى التفاعل مع الحضور.
يشار إلى أن مهرجان انسومنيا للألعاب الإلكترونية منذ انطلاقه في عام 2018 أصبح منصة تجمع عشاق الألعاب من مختلف الأعمار، وبفضل ريادة شركة BME حقق هذا المهرجان إنجازات بارزة في خمسة نسخ متميزة بحضور أكثر من 100، 000 زائر، وبالتعاون مع أكثر من 400 شركة مشاركة، وأكثر من 53 شريكًا إعلاميًا، حيث ساهمت BME في تقديم أكثر من 85 تجربة تفاعلية واحتضان أكثر من 200 موهبة محلية وإقليمية وأكثر من 72 بطولة رياضة إلكترونية في مختلف الألعاب مما جعله أحد أهم الأحداث في صناعة الألعاب الإلكترونية في الشرق الأوسط.
اقرأ أيضاً«هبعتلكم الأكواد على التليجرام».. القبض على نصاب الألعاب الإلكترونية في الجيزة
خبير تكنولوجيا: 70% من جرائم الإنترنت سببها الألعاب الإلكترونية (فيديو)