لبنان ٢٤:
2024-10-06@06:12:11 GMT

خيط رفيع بين الحرب واللاحرب

تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT

خيط رفيع بين الحرب واللاحرب

كتبت غادة حلاوي في"نداء الوطن": بعيداً عن الكلام الدائر حول جدوى ساحة الإشغال انطلاقاً من الجنوب، فإنّ هناك واقعاً جديداً تولّد بنتيجة ما تشهده ساحتا غزة والجنوب مرتبطاً بإسرائيل التي اهتزت صورتها عسكرياً وسياسياً وهو ما تمظهر بقوة في الإعلام الإسرائيلي الذي لم يتوانَ عن شن هجومه على الحكومة متقصداً تحييد الجيش.

من وجهة نظر الصحافة الإسرائيلية فإنّ اسرائيل لا تريد شن حرب واسعة على لبنان، كما أنّ «حزب الله» لا يسعى إليها. ‎ثمة حقيقتان يأخذهما كل طرف معني بتوسيع الحرب في الإعتبار، تعترف إسرائيل حسب صحافتها أنّ الحرب على لبنان لن تكون نزهة وستفتح باب جهنم في المواجهة مع «حزب الله»، وأنّه من الأفضل الشروع في حل ديبلوماسي للحدود الشمالية، ومن خلال الضغط السياسي على الحكومة اللبنانية و»حزب الله». أما بالنسبة إلى «حزب الله» فهو أيضاً، وإن كان لا يرغب في الحرب، يعتبر أنّ ظروف حرب تموز ليست ذاتها في ما يتعلق بموقع لبنان والحاضنة العربية والإقليمية والدولية، ولإيران ما يكفيها من جبهات وهي الدولة التي تواجه عقوبات فلن يكون في وسعها مساندة لبنان بالشكل اللازم، وهو أي «حزب الله» لن يكون السبّاق إلى شنّ هذه الحرب، ولذا فإنّه يصوب على أهداف معينة في الداخل الإسرائيلي ويردّ على مستوى استهدافات إسرائيل. ولكن متى وقعت الحرب وصارت أمراً مفروضاً فلن يتورع عن خوضها بقوة. ما لا يدركه الكثيرون أنّ واقع «حزب الله» ليس بالشكل الذي يتخيّله البعض، وكما قال أمينه العام السيد حسن نصر الله هناك طلبات انتساب تتقدم بأعداد كبيرة من مجموعات شبابية تطلب أن تكون شريكة على جبهة المواجهة. أمّا من الناحية العسكرية فوقوع الحرب سيشكل عنصر مفاجأة بالنظر إلى الإمكانات العسكرية التي يملكها «الحزب» والتي لا يزال يتجنب استخدامها إلا في حال الحرب الكبرى، كما أنّ حرباً كهذه ستفتح ساحة المواجهات في أكثر من جبهة دفعة واحدة. ‎رغم كثافة العمليات والردّ الاسرائيلي الذي توسع إلى ما بعد القرى المحاذية للحدود، إلّا أنّ «حزب الله» لا يزال يعتبر أنّ اسرائيل ستحاذر قبل المغامرة في الحرب الكبرى، والأوضاع لا تزال تحت السيطرة من دون أدنى فكرة عن موعد ولو تقريبي لنهاية هذا الواقع الذي يزداد تعقيداً يوماً بعد يوم. ‎وما دام «حزب الله» ربط حرب الجنوب بنهاية حرب غزة يعني دخول لبنان في حال من الانتظار التي يصعب على الموفدين الدوليين خرقها بوساطات أو بإغراءات، كما يحاول أن يفعل الموفد الأميركي آموس هوكشتاين وغيره. العروض كثيرة، ولكن مسار المفاوضات بطيء للغاية ونتائجه لن تبصر النور بين ليلة وضحاها على ما يؤكد أصحاب الشأن. بين الحرب واللاحرب خيط رفيع. وفي الحالين جمود وترقب لآتٍ سيكون الأسوأ.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

ما الذي يدفع مثقفين تقدميين لدعم جيش الحركة الإسلامية ..!!؟؟ محاولات للفهم ..

 

ما الذي يدفع مثقفين تقدميين لدعم جيش الحركة الإسلامية ..!!؟؟

محاولات للفهم ..

شمس الدين ضوالبيت

 

كتب الأستاذ أحمد عثمان عمر مقالاً مهماً في تقديري، حاول الإجابة فيه على هذا المسالة المحيرة. وللحقيقة كانت هذه واحدة من أكثر المسائل المثيرة للارتباك والحيرة، بعدما تكشفت لي من وسائط التواصل الاجتماعي عقب انقطاع طويل عنها أثناء وجودي في الخرطوم..

 

قال أحمد عثمان عمر إن الحجة الرئيسية لهؤلاء المثقفين التقدميين هي ان دعمهم للجيش في وجه المليشيا سيعيد الجيش للصف الوطني ويفك ارتباطه بالحركة الإسلامية، بما يسمح بالحفاظ على الدولة الوطنية ووحدتها وسلامة مؤسساتها. يصف الكاتب هذه الحجة بأنها (تسويق للوهم)، ويرد عليها بأن (محاولة استعادة الجيش المختطف للصف الوطني فشلت والحركة الجماهيرية في عنفوانها وقمة تقدمها لحظة الصعود الجماهيري خلال ثورة ديسمبر.. فكيف سيتسنى للحركة الجماهيرية استعادة الجيش المختطف للصف الوطني بدعمه خلال حرب صنعتها الحركة الإسلامية المختطفة له، وفي ظل انحسار حركة الجماهير وتفتتها؟ وكيف يمكن لجيش مختطف أشعل حربا من أجل السيطرة وحماية تمكين الحركة الإسلامية، أن يعود إلى حضن حركة الجماهير في حال دعمه من قبلها؟).

ما بين الحدثين: ثورة ديسمبر وإشعال الحرب، يعدد أحمد عثمان عمر محطات انحياز الجيش للحركة الإسلامية ووقوفه ضد الحركة الجماهيرية: انقلاب القصر؛ مجزرة فض الاعتصام مع الع*م ال*س*يع؛ تخريب فترة الانتقال؛ انقلاب أكتوبر 21‘؛ ليصل إلى إشعال الحرب (بسبب خروج المليشيا عن طاعة الحركة الإسلامية).

وللحقيقة فهذه الوقائع التي أوردها الكاتب هي ما حدث على الأرض بكل تفاصيلها. وزادت عليها الحرب بالجرائم المروعة التي حدثت أثناءها. والمؤكد أن جميع المثقفين التقدميين يعلمون كل هذه التفاصيل، بل إن كثيرين منهم كانوا هم من نبه إليها وكشف مستورها قبل الحرب.

فما الذي حدث !!؟؟

يقدم أحمد عثمان عمر عدة إجابات بدءا من العنوان وفي ثنايا المقال، على الوجه التالي:

– العجز والخوف من المليشيا (بمعنى شلل في الفكر بسببهما)

– أوهام وطنية (عودة الجيش للصف الوطني)

– حسن النية (المؤدي إلى جهنم)

– دعم أخف الضررين (يتجاهل أن ذلك يعني إعادة الحركة الإسلامية بأجندة تصفوية شاملة للثورة والثوار بدأت معالمها، في الحلفايا)

– وقوع في مستنقع الانتهازية (عدو عدوي صديقي، يتجاهل أن العدو المدعوم هو الأسوأ مقارنة بالعدو من صنعه)

….

كما ذكرتُ في البداية هذه واحدة من أكثر المسائل إثارة للحيرة، ولست أدري إن كانت الأسباب المذكورة تفسرها، كما أنني لا أعتقد أنها يمكن أن تغيب عن أذهان وعقول لا يتطرق شك لرجاحتها وقدراته التحليلية.

إن كان لي أن أضيف عاملاً إلى القائمة المذكورة كأسباب لهذه الظاهرة العجيبة، فهو العنصرية والانتماءات الجهوية القاتلة المغروسة عميقاً في ثقافتنا، فلها أيضاً القدرة الفائقة على شل التفكير وتغبيش الوعي، لا سيما إبَان الاستقطابات المجتمعية الحادة..

 

#بالمعرفة_نصنع_السلام_والتنمية

الوسومالجهوية العنصرية تقدميين شمس الدين ضو البيت ظاهرة

مقالات مشابهة

  • مصدر رفيع بحزب الله: الاتصال مع هاشم صفي الدين مقطوع منذ يوم الجمعة
  • من لبنان المنهك إلى سوريا التي تخنقها الأزمات.. مئات الآلاف يهربون بحثا عن الأمان
  • ‏مصدر أمني لبناني: هاشم صفي الدين كان في المكان الذي استهدفته إسرائيل بالضاحية الجنوبية
  • ما الذي يدفع مثقفين تقدميين لدعم جيش الحركة الإسلامية ..!!؟؟ محاولات للفهم ..
  • إعلام عبري: إسقاط 73 طنا من القنابل على المكان الذي يُعتقد أن هاشم صفي الدين فيه
  • أسرار تكشف للمرة الأُولى .. الوحدة 504 التي لعبت دورًا أساسيًا في اغتيال نصر الله
  • حزب الله ينكل بقوات الاحتلال التي حاولت التوغل في الجنوب اللبناني
  • ما الذي قاله قائد أنصار الله عبد الملك الحوثي عن الضربة الصاروخية الإيرانية التي أرعبت “إسرائيل”؟
  • ما هي التحديّات التي تنتظر إسرائيل في لبنان؟
  • قائد الثورة يكشف تفاصيل حساسة بشأن الهجوم الإيراني على كيان العدو والمواقع التي تم استهدافها وما الذي حدث بعد الضربة مباشرة