لبنان ٢٤:
2025-03-09@20:48:55 GMT

خيط رفيع بين الحرب واللاحرب

تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT

خيط رفيع بين الحرب واللاحرب

كتبت غادة حلاوي في"نداء الوطن": بعيداً عن الكلام الدائر حول جدوى ساحة الإشغال انطلاقاً من الجنوب، فإنّ هناك واقعاً جديداً تولّد بنتيجة ما تشهده ساحتا غزة والجنوب مرتبطاً بإسرائيل التي اهتزت صورتها عسكرياً وسياسياً وهو ما تمظهر بقوة في الإعلام الإسرائيلي الذي لم يتوانَ عن شن هجومه على الحكومة متقصداً تحييد الجيش.

من وجهة نظر الصحافة الإسرائيلية فإنّ اسرائيل لا تريد شن حرب واسعة على لبنان، كما أنّ «حزب الله» لا يسعى إليها. ‎ثمة حقيقتان يأخذهما كل طرف معني بتوسيع الحرب في الإعتبار، تعترف إسرائيل حسب صحافتها أنّ الحرب على لبنان لن تكون نزهة وستفتح باب جهنم في المواجهة مع «حزب الله»، وأنّه من الأفضل الشروع في حل ديبلوماسي للحدود الشمالية، ومن خلال الضغط السياسي على الحكومة اللبنانية و»حزب الله». أما بالنسبة إلى «حزب الله» فهو أيضاً، وإن كان لا يرغب في الحرب، يعتبر أنّ ظروف حرب تموز ليست ذاتها في ما يتعلق بموقع لبنان والحاضنة العربية والإقليمية والدولية، ولإيران ما يكفيها من جبهات وهي الدولة التي تواجه عقوبات فلن يكون في وسعها مساندة لبنان بالشكل اللازم، وهو أي «حزب الله» لن يكون السبّاق إلى شنّ هذه الحرب، ولذا فإنّه يصوب على أهداف معينة في الداخل الإسرائيلي ويردّ على مستوى استهدافات إسرائيل. ولكن متى وقعت الحرب وصارت أمراً مفروضاً فلن يتورع عن خوضها بقوة. ما لا يدركه الكثيرون أنّ واقع «حزب الله» ليس بالشكل الذي يتخيّله البعض، وكما قال أمينه العام السيد حسن نصر الله هناك طلبات انتساب تتقدم بأعداد كبيرة من مجموعات شبابية تطلب أن تكون شريكة على جبهة المواجهة. أمّا من الناحية العسكرية فوقوع الحرب سيشكل عنصر مفاجأة بالنظر إلى الإمكانات العسكرية التي يملكها «الحزب» والتي لا يزال يتجنب استخدامها إلا في حال الحرب الكبرى، كما أنّ حرباً كهذه ستفتح ساحة المواجهات في أكثر من جبهة دفعة واحدة. ‎رغم كثافة العمليات والردّ الاسرائيلي الذي توسع إلى ما بعد القرى المحاذية للحدود، إلّا أنّ «حزب الله» لا يزال يعتبر أنّ اسرائيل ستحاذر قبل المغامرة في الحرب الكبرى، والأوضاع لا تزال تحت السيطرة من دون أدنى فكرة عن موعد ولو تقريبي لنهاية هذا الواقع الذي يزداد تعقيداً يوماً بعد يوم. ‎وما دام «حزب الله» ربط حرب الجنوب بنهاية حرب غزة يعني دخول لبنان في حال من الانتظار التي يصعب على الموفدين الدوليين خرقها بوساطات أو بإغراءات، كما يحاول أن يفعل الموفد الأميركي آموس هوكشتاين وغيره. العروض كثيرة، ولكن مسار المفاوضات بطيء للغاية ونتائجه لن تبصر النور بين ليلة وضحاها على ما يؤكد أصحاب الشأن. بين الحرب واللاحرب خيط رفيع. وفي الحالين جمود وترقب لآتٍ سيكون الأسوأ.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

11 مليار دولار لإعادة الإعمار.. البنك الدولي يكشف خسائر لبنان من الحرب

أظهر تقرير البنك الدولي الأخير عن الأضرار والتعافي في لبنان بسبب هجمات الاحتلال الإسرائيلي خلال الفترة من 8 تشرين الأول / أكتوبر 2023 إلى 20 كانون الأول / ديسمبر 2024، وكشفت أن البلاد بحاجة إلى حوالي 11 مليار دولار لتلبية احتياجات إعادة الإعمار.

ويشير التقرير إلى أن احتياجات التعافي تتوزع بين القطاعين العام والخاص، ومن المتوقع أن يتطلب القطاع العام تمويلًا يتراوح بين 3 إلى 5 مليارات دولار، حيث يحتاج قطاع البنية التحتية (بما في ذلك الطاقة، الخدمات البلدية، النقل، والمياه) إلى حوالي مليار دولار.

ويتوقع تقرير البنك الدولي أن يحتاج القطاع الخاص إلى تمويل يتراوح بين 6 إلى 8 مليارات دولار، سيتم توجيه الجزء الأكبر منه إلى القطاعات الاقتصادية المهمة مثل الإسكان، الصناعة، التجارة، والسياحة.

وكشفت تقديرات البنك الدولي أن التكلفة الاقتصادية الإجمالية الحرب في لبنان تقدر بحوالي 14 مليار دولار تشمل هذه التكلفة الأضرار المادية التي لحقَت بالاقتصاد والتي بلغت نحو 6.8 مليار دولار، بالإضافة إلى الخسائر الاقتصادية الناجمة عن انخفاض الإنتاجية، وتكاليف التشغيل المفقودة، والتي تُقدر بحوالي 7.2 مليار دولار.


وتعرض قطاع الإسكان اللبناني لأكبر الأضرار، حيث سجلت الأضرار في هذا القطاع بمقدار 4.6 مليار دولار. كذلك، تأثرت القطاعات الحيوية الأخرى مثل التجارة، الصناعة، والسياحة بشكل كبير، حيث تم تقدير الخسائر في هذه القطاعات بنحو 3.4 مليار دولار.

ومن ناحية التوزيع الجغرافي، أظهر التقرير أن المحافظات الأكثر تضرراً كانت النبطية، الجنوب، ومنطقة جبل لبنان، التي تضم ضاحية بيروت الجنوبية، وهي المناطق التي شهدت خسائر كبيرة في البنية التحتية والأنشطة الاقتصادية.

على المستوى الاقتصادي الكلي، أوضح التقرير أن الحرب أدت إلى انكماش كبير في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للبنان بنسبة 7.1% في عام 2024. يشير التقرير إلى أن هذا الانخفاض يعتبر انتكاسة كبيرة بالمقارنة مع النمو الذي كان متوقعاً في حال عدم وقوع الصراع والذي كان يبلغ نحو 0.9%.

كما لامس الانخفاض التراكمي في الناتج المحلي الإجمالي للبنان منذ عام 2019 نحو 40% مع نهاية عام 2024، مما يعمق الركود الاقتصادي في البلاد ويؤثر بشكل سلبي على آفاق النمو المستقبلي.

مقالات مشابهة

  • الشيخ نعيم قاسم : اسناد غزة لم يكن سبب الحرب على لبنان ..!
  • سعد: على الحكومة أن تدرك أن الدبلوماسية وحدها لن تزيل الاحتلال
  • مسؤول سوداني: النساء يمثلن 98% من الأسر التي تعاني أوضاعًا قاسية
  • خطة الجحيمفي غزة.. ما الذي تخطط له حكومة نتنياهو ؟
  • حماية المنافسة يستقبل وفدا رفيع المستوى من المفوضية الأوروبية
  • أخطر أزمة أمام حزب الله.. تقريرٌ إسرائيلي يتحدّث عنها
  • 11 مليار دولار لإعادة الإعمار.. البنك الدولي يكشف خسائر لبنان من الحرب
  • التأكيد على المضي على النهج الذي سار عليه الفقيد وما كان يمثله من فكر وخلق آل البيت عليهم السلام
  • دعوة إسرائيلية لـكيسنجر جديد لحماية الاحتلال من الغرور والتضخم الذي يعيشه
  • بوتين بعد رفض هدنة مؤقتة في أوكرانيا: علينا اختيار السلام الذي يضمن أمننا