لا تزال اصداء ونتائج المهمة التي قام بها الموفد الاميركي الخاص اموس هوكشتاين الى لبنان الخميس الفائت محور متابعة.
وكتب نقولا ناصيف في" الاخبار": ما سمعه الزائر الاميركي من المسؤولين اللبنانيين دونما ان يستخلص الجواب الذي يتطلبه، فهو الآتي:
1 ـ ما يجري في غزة يقتضي توقفه كي تقفل جبهة الجنوب. تالياً الحل السياسي في تلك يرتد تلقائياً على شمال اسرائيل بالذهاب بعد وقف النار الى الجلوس الى طاولة التفاوض وايجاد الحلول المناسبة.


2 ـ ما تحتاج اليه اسرائيل جزئياً يطلبه لبنان كلياً، وهو تطبيق كامل للقرار 1701 عند جانبي الحدود اللبنانية - الاسرائيلية. لا تقل الالتزامات والاعباء المترتبة على لبنان لتطبيق القرار كاملاً عن تلك المترتبة على اسرائيل. على ان التطبيق الكامل يقتضي اقترانه بما نص عليه القرار بنفسه في الاصل من خلال تثبيت النقطة B1 في الناقورة غرباً، ذهاباً الى تحرير مزارع شبعا مروراً بالنقاط الحدودية المختلف عليها الـ13 والانسحاب من خراج بلدة الماري المعاد احتلالها عام 2006 بعدما كان شملها التحرير عام 2000. في المقابل تتوقف اسرائيل نهائياً عن انتهاكاتها الجوية والبحرية والبرية، وسبق ان وثّقها لبنان منذ عام 2006 في 30 الف انتهاك. لا يوازي المنطقة المجردة من السلاح سوى وقف الانتهاكات.
3 - في اعتقاد لبنان ان تطبيقاً كاملاً لقرار مجلس الامن هو فرصة حقيقية لاستقرار جدي ودائم عند الحدود الدولية. هو الضامن الفعلي للطرفين لا لأحدهما. على ان توقيت التطبيق اضحى ملازماً لوقف حرب غزة.
4 - المسافة القصيرة التي تريدها اسرائيل لتراجع حزب الله عن الخط الازرق يريدها لبنان كاملة تبعاً لما اورده القرار، وهو منطقة منزوعة السلاح جنوب نهر الليطاني ما خلا القوة الدولية والجيش اللبناني على ان يمتد الى مزارع شبعا بتحريرها. اسرائيل غير معنية بتسوية الخلاف اللبناني - السوري على ملكية المزارع.
5 - إظهار هوكشتاين حرصه على امن المستوطنين الاسرائيليين وعودتهم الآمنة الى مستوطناتهم، ليس الاول يسمعه المسؤولون اللبنانيون. يكاد معظم الزوار الدوليين يدلون بدلوهم في الحجة هذه. على ان المرة الاولى كانت عندما افصح عنها الممثل الاعلى للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية جوزيب بوريل في 21 تشرين الثاني الفائت، بانقضاء شهر ونصف شهر على اندلاع حرب غزة، امام بوحبيب في اجتماع بروكسل بقوله له ان عودة المستوطنين الى مستوطناتهم «تتطلب ضمانات آمنة لهم» تطمئنهم الى ان لا يتكرر مع حزب الله ما شهدوه مع حماس منذ 7 تشرين الاول المنصرم. تحدّث يومذاك عن تطبيق القرار 1701 من ثقب الباب، متناولاً الشق المقصور على إبعاد حزب الله ومقاتليه عن الخط الازرق. سمع الوزير اللبناني العبارة نفسها في اجتماع بروكسل من انريكي مورا مساعد بوريل وقناة تواصل الحوار الاميركي - الايراني في جنيف.
لدى زيارته بيروت مجدداً في 6 كانون الثاني، اياماً قليلة قبل هوكشتين، اعاد بوريل تأكيد الموقف نفسه بحصر المشكلة بالقلق على إبعاد المستوطنين عن مستوطناتهم.
6 - ما يستخلصه المسؤولون اللبنانيون مما يسمعونه من الزوار الدوليين وآخرهم الموفد الاميركي الخاص اولوية عودة المستوطنين على الايغال في تنفيذ مجلس الامن على انها همّ اول لدى الغرب كما لدى اسرائيل، فيما بات تنفيذ القرار 1701 مطلباً لبنانياً محضاً. راح بعض هؤلاء يتحدث عنه في حلقات مقفلة، وفق ارقام متفاوتة عن المستوطنين الاسرائيليين تارة 73 الفاً وطوراً 80 الفاً واحياناً مئة الف، انهم يعيشون في الوقت الحاضر مهجّرين من مستوطناتهم على نفقة الحكومة الاسرائيلية في فنادق ومنتجعات ومنازل مستأجرة ما يحتم اعادتهم الآمنة الى بلداتهم. جلّهم من حملة جنسية مزدوجة هددوا بترك البلاد.
وكتبت ميسم رزق في " الاخبار": قبلَ زيارة الموفد الأميركي، نُقلت عنه «دردشات» حول نقاط من شأنها أن تكون سبباً لوقف إطلاق النار في الجنوب، وتحديداً حول تثبيت الحدود، وانسحاب إسرائيل من 13 نقطة متنازع عليها بما فيها نقطة الـ B1 عند رأس الناقورة. لكن يبدو أن هناك من أعطى «هذه الدردشات» قيمة أكبر من حجمها الحقيقي، معتقداً أن ذلك من شأنه أن يحرج حزب الله داخلياً، ويتحوّل الى ورقةٍ تُرفَع في وجهه من باب الضغط لدفعه إلى «صفقة» هدفها الوحيد «نأي لبنان بنفسه عمّا يجري في غزة».
لكن هوكشتين خيّب آمال «المُراهنين» عليه، وخصوصاً بعدما اتّضح بأنّ الرجل حينَ حطّ في لبنان لم يتحدث سوى عن بعض الأفكار التي تصبّ في تهدئة الجبهة بهدف إراحة الكيان. وفي الحالتين، كان الجواب عند حزب الله في مكان آخر، وظلّ مرتبطاً بوقف العدوان على غزة، قبل أيّ نقاش. وفي كلمته الأخيرة، الأحد الماضي، أرسى السيد نصر الله معادلة أن «أمن البحر الأحمر وهدوء الجبهة مع لبنان والوضع في العراق مرهونٌ بوقف العدوان على غزّة. أوقفوا العدوان وبعدها لكل حادث حديث».
لم تكُن المرة الأولى التي يسمع فيها هوكشتين أو أيّ موفد أميركي أو أوروبي أو حتى وسيط عربي هذا الشرط. وحين قال الموفد الأميركي ما قاله، سمِع جواباً إضافياً مفاده أن «لا ضرورة للبحث في اتفاق جديد. القرار 1701 موجود، اذهبوا وطبّقوه واضغطوا على إسرائيل لتنفيذه فتحلّ المشكلة…ولكن بعد وقف العدوان على غزة»، تكررت الجملة التي فهم منها هوكشتين أن مقاربته الماكرة «لن تنفع».
حتى يوم أمس، حاول مواكبون للملف التأكيد أن «الاتصالات لم تتوقف»، وهذا ما لا تبدو عليه الأمور فعلاً، إذ علّق بعض العارفين بالقول: «call was disconnected». وقرأ هؤلاء زيارة هوكشتين من زاويتين لا ثالث لهما: هي تمهيد صريح لما يهدّد به العدوّ الإسرائيلي، من أنه سيشن حرباً على لبنان في حال استمرار تهديد أمن المستوطنين وإلحاق الضرر بهم على الحدود. كما تمثّل الزيارة اعترافاً ضمنياً بأن الولايات المتحدة توفّر التغطية لأيّ عدوان سيحصل، لذا تحاول واشنطن أن تقوم بدور «الناصح» للبنان بعدم الغرق في حربٍ جديدة تستنزفه بشرياً ومادياً وسياسياً، علما أن الأميركيين يعرفون جيداً أنّ أيّ معركة ستُفتح ضد لبنان، ستكون نتائجها على إسرائيل كبيرة جداً، ولا يمكن مقارنتها بحرب تموز عام 2006. مع فارقٍ إضافي، وغير بسيطٍ هذه المرّة، ألا وهو تعدُّد الجبهات والصفعات التي ستنزل على الكيان. ولهذا الغرض، لا تزال واشنطن تتوسط بين لبنان وإسرائيل لفرملة التصعيد.
لكن الموفد الأميركي لم يجِد بين يديه ما يُقنِع المقاومة بما يريده، مكرّراً مرات عدة الحديث عن المرحلة الثالثة في غزة ولم يفلح. حتى الوسطاء الذين التقوا به، وكذلك المسؤولون الرسميون فقد شكّكوا بما تعنيه هذه المرحلة، متسائلين عن ضمانات التزام إسرائيل بها من دون أن تعود لتوسعة الحرب. ومن جملة الأسئلة التي طُرحت عليه، كان عن الضمانات بعدم استمرار إسرائيل في تنفيذ عمليات اغتيال في لبنان لقادة فلسطينيّين قد تسهِم في تصعيد المواجهة.
لم ترُقْ هوكستين هذه التساؤلات لأنه لم يكن يملِك جواباً عنها. هذا ما أوحى للقوى المعنية في لبنان بأن الرجل آتٍ لتكرار الرسائل التي حملها زملاؤه في الإدارة الأميركية، بما يتحقق مع المصلحة الإسرائيلية من دون زيادة أو نقصان. وهذا ما جعله يغادر one way إلى بلاده مجدداً من دون أن يعرّج على كيان الاحتلال بعدما سمِع الردّ الأولي، الذي قال مطّلعون إنه «أحبط هوكشتين وجعلته يقتنع بأن لا فائدة من مجيئه».
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله على ان

إقرأ أيضاً:

أدعية للتخلص من القلق والتوتر.. راحة للنفس وطمأنينة للقلب

يعد القلق والتوتر هما من أكثر المشاعر التي تؤثر على الإنسان في حياته اليومية، وقد يكونان نتيجة لمواقف حياتية ضاغطة أو خوف من المستقبل أو حتى نتيجة التفكير الزائد، وفي الإسلام يعتبر الدعاء هو وسيلة قوية للتخلص من هذه المشاعر السلبية، حيث يربط الإنسان بربه، ويمنحه الطمأنينة والسكينة، وسنتناول في هذه السطور مجموعة من الأدعية التي تساعد في التخلص من القلق والتوتر، مدعومة بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية.

دعاء يذهب الخوف والقلق

إن الخوف والقلق والوسواس قد تسيطر على الإنسان في مواقف مختلفة، مما يجعله يعيش في حالة من الاضطراب، وللتخلص من هذه المشاعر، يمكن للإنسان أن يردد دعاء يذهب الخوف والقلق والوسواس الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وغلبة الدين وقهر الرجال"، وهذا الدعاء يعكس شمولية الإسلام في معالجة الجوانب النفسية المختلفة، حيث يجمع بين طلب العون من الله والتخلص من كل ما يثقل النفس، وهو من أدعية للتخلص من القلق والتوتر  التي وردت في السنّة النبوية الشريفة.

دعاء القلق والتوتر عند النوم

ويشكل القلق والتوتر أزمة كبيرة عند النوم فقد يمنعان الإنسان من الحصول على نوم هادئ، مما يؤثر على صحته وحياته اليومية، وللتخلص من هذا القلق عند النوم، يمكن للإنسان أن يردد دعاء القلق والتوتر عند النوم عن النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم غارت النجوم وهدأت العيون، وأنت حي قيوم لا تأخذك سنة ولا نوم، يا حي يا قيوم أهدئ ليلي وأنم عيني".

ويعتبر الاكتئاب شعور بالحزن واليأس وقد يصيب الإنسان بسبب ظروف حياتية صعبة، وفي مثل هذه الحالات، يمكن اللجوء إلى الله بالدعاء التالي: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال"، ويعد هذا دعاء القلق والاكتئاب الذي يعالج جوانب متعددة من المشاعر السلبية، مما يساهم في تحسين الحالة النفسية.

دعاء الخوف والقلق من شخص

كما أن في بعض الأحيان، قد يشعر الإنسان بالخوف من شخص معين لأسباب مختلفة، وفي مثل هذه الحالات، يمكن الدعاء لله طلباً للحماية والتخلص من هذا الخوف ويردد دعاء الخوف والقلق من شخص ويقول : "اللهم اكفنيهم بما شئت وكيف شئت إنك على ما تشاء قدير"، وهذا الدعاء يعبر عن الثقة في قدرة الله على حماية عبده من أي ضرر.

كما أن الخوف من المستقبل والمجهول هو شعور طبيعي يمر به الكثيرون، خاصة عندما تواجههم تحديات جديدة، والدعاء في هذه الحالة يعكس التوكل على الله والاستعانة به، ومن الأدعية المأثورة: "اللهم لا طاقة لي بالخوف من المجهول، فاجعل لي طمأنينة في قلبي وثقة في تدبيرك"، وهذا دعاء الخوف من المجهول يعبر عن الاستعانة بالله في مواجهة المجهول، والاعتماد عليه في تدبير الأمور.

دعاء التفكير الزائد والوسواس

والتفكير الزائد والوسواس هما من المشاعر التي تزعج الإنسان وتجعله يعيش في حالة من القلق المستمر، ومن الأدعية التي يمكن أن تساعد في التخلص من هذه الحالة: "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق"، وهذا دعاء التفكير الزائد والوسواس يحمل معاني الحماية والطمأنينة، ويُعد من الأدعية التي تساعد في تهدئة النفس.

والخوف من الناس قد يمنع الإنسان من ممارسة حياته بشكل طبيعي، وفي مثل هذه الحالات، يمكن اللجوء إلى الله بالدعاء: "اللهم اكفني شر الناس، واصرف عني كيدهم، واجعلني في حفظك وأمانك"، وهذا دعاء الخوف من الناس يعبر عن طلب الحماية من الله من أي شرور قد تأتي من الناس.

فضل أدعية التخلص من القلق والتوتر

إن الدعاء هو وسيلة فعالة للتخلص من القلق والتوتر، حيث يمنح الإنسان الطمأنينة والسكينة. قال الله تعالى: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب"، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلجأ إلى الدعاء في جميع المواقف، مما يعكس أهمية الدعاء في حياة المسلم، والدعاء هو سلاح المؤمن الذي يساعده على مواجهة القلق والتوتر في حياته اليومية. من خلال الدعاء، يمكن للإنسان أن يربط قلبه بالله، مما يمنحه الطمأنينة والسكينة. لذا، يجب أن نحرص جميعاً على اللجوء إلى الله بالدعاء في كل الأوقات، وخصوصاً في الأوقات التي نشعر فيها بالقلق والتوتر. فالدعاء ليس فقط وسيلة للتخلص من المشاعر السلبية، بل هو أيضاً تعبير عن التوكل على الله والثقة في قدرته على تدبير الأمور.

مقالات مشابهة

  • عسيران: إعادة الثقة الى اللبنانيين مهمة اساسية للحكومة المقبلة
  • اغتيال مسؤول في حزب الله بالرصاص أمام منزله في البقاع الغربي
  • اسرائيل لن تنسحب؟
  • مقتل مسؤول في "حزب الله" إثر تعرضه لكمين مسلح في البقاع الغربي
  • محاولة اغتيال مسؤول حزب الله في البقاع الغربي.. إليكم ما حصل
  • ميقاتي استقبل وفدا من اللجنة التي شكلها مجلس الوزراء العراقي للاشراف على تقديم مساعدات عاجلة الى اللبنانيين
  • في العهد الجديد.. هل يتعزّز أمن المعلومات والاتصالات لحماية اللبنانيين؟
  • أدعية للتخلص من القلق والتوتر.. راحة للنفس وطمأنينة للقلب
  • ميشال سليمان: المطلوب من المنتصرين اللبنانيين والغزاويين تجيير انتصارهم
  • اسرائيل والاسئلة الكبرى