تتابع الاوساط النيابية والسياسية المعطيات المتوافرة عن عزم المملكة العربية السعودية تحريك اللجنة الخماسية التي تشارك في عضويتها للملف الرئاسي، والاسراع بانهاء الشغور الرئاسي.
وفي اليوم الاول لعودته من المملكة العربية السعودية، زار السفير وليد بخاري دار الفتوى، والتقى المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان، وجرى التداول في القضايا العامة التي تخص لبنان والعدوان الاسرائيلي المستمر على غزة والشعب الفلسطيني.


وجدّد السفير بخاري ان «المملكة مع لبنان شعباً ومؤسسات ولن تألوَ جهداً في تقديم اي مسعى وجهد لحل ما يعانيه لبنان من ازمات متعددة.
واعرب المفتي دريان عن امله في «ان تسفر جهود المملكة واللجنة الخماسية في ايجاد حلّ في اقرب فرصة ممكنة للمساعدة في انتخاب رئيس للجمهورية كخطوة اولى نحو نهوض الدولة ومؤسساتها».
وكتبت" نداء الوطن": عودة سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان وليد البخاري الى مزاولة عمله، أعادت تحريك المسارات الديبلوماسية المرتبطة بالاستعصاءات اللبنانية وأبرزها الاستعصاء الرئاسي. وفي الوقت نفسه، فان حراك البخاري هدفه الأساسي الدفع الى تحصين الوضع اللبناني والتأكيد على المظلة العربية والدولية التي لا تريد انزلاق لبنان إلى أزمات خطرة أو حرب لا أحد يعلم نتائجها وتداعياتها المدمرة.
وقال المصدر إنّ عودة البخاري تستبق الاجتماع المرتقب للجنة الخماسية العربية والدولية الذي يرجح عقده خلال الأسبوعين المقبلين في جدة. وسيكون منطلقاً لعودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الى بيروت للعمل مجدداً على تشجيع الحوارات الثنائية لتأمين تقاطع وطني واسع على كيفية انجاز الاستحقاق الرئاسي.
وكشف المصدر أن اجتماع «الخماسية» لن يبحث في الأسماء، إنما سيعيد التأكيد على المواصفات التي تؤمّن عهداً رئاسياً سلساً ومستقراً داخلياً ومسانداً عربياً ودولياً بعيداً من أي اصطفاف أو تمحور ثبت أنه يعمق الأزمات في لبنان.
وشدّد المصدر تكراراً على «أنّ أولوية اللجنة الخماسية هي منع تمدد الحرب الى لبنان وإبقاء الأمور تحت السيطرة، على الرغم من كل المحاولات التي لم تسفر حتى الآن عن نتيجة، كما حصل أخيراً مع المبعوث الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين. وتهدف هذه المحاولات الى الاتفاق مع «حزب الله» على عدم توسيع نطاق الحرب».
ويقول المصدر نفسه إن «الحزب» يشترط انتخاب مرشحه لرئاسة الجمهورية ويريد بيع الملف الرئاسي لـ «الخماسية»، لكنه في الوقت نفسه لا يريد انتخابات إذا لم يحصل على مكاسب تتعلق بدوره العسكري والسياسي في الجنوب، ما يعيد الاوضاع الى ما قبل 7 تشرين الأول الماضي. ما يعني أنّ الاستحقاق الرئاسي مؤجل الى ما بعد حرب غزة، كون «الحزب» لن يحصل من المجتمع الدولي على أي وعد بمكسب».

وتحدثت مصادر “البناء” عن حراك سعودي في الملف الرئاسي عبر المسؤولين في لبنان وعلى صعيد اللجنة الخماسية التي ستجتمع خلال وقت قريب للبحث في إعادة تحريك استحقاق رئاسة الجمهورية قبيل زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الى لبنان.

وكتبت" النهار": استمرت ترددات المواقف الأخيرة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله داخليا ليس لجهة إعلانه استعداد حزبه وجهوزيته للحرب الواسعة مع إسرائيل فحسب، علما ان هذا الموقف يتسم بطابع تعبوي ونفسي وإعلامي بعد مئة يوم على مواجهات "المشاغلة" التي تركت خسائر بشرية كبيرة ودمارا واسعا ونزوحا ضخما في الجانب اللبناني يجري التستر عليه وحجبه من جانب الحزب وحلفائه كما من الحكومة والسلطة الرسمية، بل أيضا لجهة تداعيات ما اعتبر مسارعة نصرالله الى اقفال الطريق على وساطة التهدئة في الجنوب وقطع دابر أي احتمال للفصل بين جبهتي غزة والجنوب.

في هذا السياق ثمة معطيات ودلالات إضافية تسوقها أوساط ديبلوماسية معنية تعتقد ان موقف نصرالله جاء منسجما تماما مع ترددات انفجار المواجهة بين الاميركيين والبريطانيين والحوثيين في اليمن عقب شروع الولايات المتحدة وبريطانيا في شن الهجمات الجوية على قواعد الحوثيين. وتقول هذه الأوساط ان المهمة السابقة قبل الأخيرة للموفد الأميركي آموس هوكشتاين في بيروت شهدت "مرونة" اكبر في تعامل "حزب الله" معها، الامر الذي شجع "الحلقة الوسيطة" الحليفة للحزب والتي يتقدمها طبعا رئيس مجلس النواب نبيه بري على المضي قدما في التهيئة للمهمة الثانية التي قدم عبرها الموفد الأميركي إلى بيروت قبيل نهاية الأسبوع الماضي. غير ان ما تلفت اليه الأوساط نفسها ان من جملة "المتغيرات" الأساسية التي واكبت الزيارة الثانية لهوكشتاين ان "حزب الله" كان مني بضربتين قاسيتين من خلال اغتيال إسرائيل الرجل الثاني في "حماس" صالح العاروري في قلب معقل الحزب و"عاصمته" في الضاحية الجنوبية لبيروت، والقائد الميداني البارزفي "حزب الله" وسام حسن طويل، كما تزامنت مع الضربات الأميركية – البريطانية للحوثيين في اليمن. تبعا لذلك تضيف الأوساط الدبلوماسية ترك السيد نصرالله للموفد الأميركي ان يفرغ ما في جعبته بعدما كان وضع نصرالله مسبقا في أجواء ما سينقله هوكشتاين . وترك نصرالله الجواب عن مقترحات هوكشتاين إلى كلمته الأحد في ذكرى أسبوع طويل المتزامنة مع مرور مئة يوم على حرب غزة ومواجهات الجنوب، فأسقط علنا و"رسميا" كل ما ادرج في اطار وساطة التبريد والتهدئة والحل الموقت، واعلن "نفير" الاستعداد للمواجهة الأوسع بصرف النظر عما اذا كانت ظروف حرب واسعة قائمة ام لا تزال مستبعدة. وهذا الامر شل في اعتقاد الأوساط الديبلوماسية نفسها شللا تاما الوسطاء اللصيقين بالحزب أيضا ولم يسقط فقط وساطة هوكشتاين في شقها الأول المتعلق بالتهدئة الميدانية . ويترتب على هذا الواقع تصاعد المحاذير والمخاوف ان يبقى لبنان بمجمله تحت وطأة التطورات الميدانية بل "تحت رحمة الميدان" .

وكتبت" الديار": وفقا لاوساط سياسية بارزة، فان هوكشتاين كان قبيل وصوله الى بيروت، مقتنعا ان لا امكانية للتوصل الى تفاهمات حدودية قبل وقف الحرب في غزة، ولهذا لم يطرح اي مقترح محدد ازاء الحدود البرية، لكن البحث تركز على صيغة يحاول الجانب الاميركي الحصول على اجابات حولها، وتتعلق «باليوم التالي» لانطلاق المرحلة الثالثة في «الحرب الاسرائيلية» على غزة. وفي هذا السياق، طلب اجابات محددة من حزب الله عن الظروف التي قد تدفعه الى وقف النار جنوبا، وعما اذا كان يقبل صيغة مماثلة لوقف الاعمال العدائية، في القطاع، كما حصل بعد حرب 2006 على الجبهة مع لبنان.
لكن الثغرة الرئيسية كانت في عدم امتلاكه جوابا محددا وتفصيليا عما تعنيه المرحلة الثالثة من الحرب على غزة، وعما اذا كانت شبيهة بما حصل بعد حرب تموز؟ ام انها مجرد «خديعة اسرائيلية» للتخلص من عبء الجبهة مع حزب الله. ولانه لم يملك الاجابات جاء الرد علنيا وواضحا ومحددا من السيد نصرالله، قاطعا الطريق امام اي «مناورة» اميركية – «اسرائيلية».
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

التشكيك: سلاح خفي في الحرب النفسية التي تشنها المليشيات

في الحروب، لا تُطلق النيران فقط من فوهات البنادق والمدافع، بل تنطلق أيضاً من وراء الشاشات وصفحات التواصل، عبر رسائل مشبوهة وأحاديث مثبطة، في إطار ما يُعرف بالحرب النفسية. ومن بين أبرز أدوات هذه الحرب وأكثرها خبثاً: “التشكيك”. هذا السلاح الناعم تُديره غرف إلكترونية متخصصة تابعة للمليشيات، تهدف إلى زعزعة الثقة، وتفتيت الجبهة الداخلية، وبث الهزيمة النفسية في قلوب الناس، حتى وإن انتصروا في الميدان.

التشكيك في الانتصارات العسكرية، أحد أكثر الأساليب استخداماً هو تصوير الانتصارات المتحققة على الأرض من قِبل القوات المسلحة السودانية على أنها “انسحابات تكتيكية” من قبل المليشيات، أو أنها “اتفاقات غير معلنة”. يُروّج لذلك عبر رسائل تحمل طابعاً تحليلياً هادئاً، يلبسونها لبوس المنطق والرصانة، لكنها في الحقيقة مدفوعة الأجر وتُدار بخبث بالغ. الهدف منها بسيط: أن يفقد الناس ثقتهم في جيشهم، وأن تتآكل روحهم المعنوية.

التشكيك في قدرة الدولة على إعادة الإعمار، لا يكاد يمر يوم دون أن نقرأ رسالة أو منشوراً يسخر من فكرة إعادة الإعمار، خصوصاً في مجالات الكهرباء والمياه وإصلاح البنى التحتية المدمرة. هذه الرسائل تهدف إلى زرع الإحباط وجعل الناس يشعرون أن لا جدوى من الصمود، وأن الدولة عاجزة تماماً. لكن الواقع أثبت أن إرادة الشعوب، حين تتسلح بالإيمان والثقة، أقوى من أي دمار، وقد بدأت بالفعل ملامح إعادة الحياة تظهر في أكثر من مكان، رغم ضيق الموارد وشدة الظروف.

التشكيك في جرائم النهب المنظمة، مؤخراً، لاحظنا حملة تشكيك واسعة، تُحاول التغطية على جرائم النهب والسلب والانتهاكات التي ارتكبتها المليشيات طوال عامين. الحملة لا تنكر تلك الجرائم بشكل مباشر، بل تثير أسئلة مغلّفة بعبارات تبدو عقلانية، لكنها في جوهرها مصممة بعناية لإثارة دخان كثيف ونقل التركيز نحو جهات أخرى.

كيف نُساهم – دون قصد – في نشر التشكيك؟ المؤسف أن الكثير منا يتداول مثل هذه الرسائل بعفوية، وأحياناً بدافع الحزن أو القلق على الوطن، دون أن يتوقف ليتساءل: من كتب هذه الرسالة؟ ولماذا الآن؟ وما الذي تهدف إليه؟ وبهذا نُصبح – دون أن ندري – أدوات في ماكينة التشكيك التي تخدم أجندة المليشيات وتطعن في ظهر الوطن.
كيف نواجه هذه الحرب النفسية؟
الرد لا يكون بصمتنا أو بتكرار الرسائل المشككة، بل بـ:
وقف تداول أي رسالة مجهولة المصدر أو الكاتب.
عدم إعادة نشر أي محتوى يحمل ظنوناً أو يشكك أو يُحبط أو يثير اليأس.
نشر الإيجابيات، وبث الأمل، وتعزيز الثقة بالله أولاً، ثم بمؤسسات الدولة مهما كانت لدينا من ملاحظات أو انتقادات.

في الختام، التشكيك لا يبني وطناً، بل يهدمه حجراً حجراً. فلنكن على وعي، ولنُفشل هذا السلاح الخفي، بمناعة داخلية قائمة على الإيمان، والعقل، والأمل، والثقة بأن الوطن سيعود أقوى، ما دام فينا من يرفض الانكسار ويؤمن بأن النصر لا يبدأ من الجبهة، بل من القلب والعقل.
عميد شرطة (م)
عمر محمد عثمان
٢١ أبريل ٢٠٢٥م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • التشكيك: سلاح خفي في الحرب النفسية التي تشنها المليشيات
  • مناظرة العيدروس للوليد مادبو التي ارجات احمد طه الى مقاعد المشاهدين
  • وصول تمثال نصفي للفيلسوف طاغور الى لبنان
  • كيف نعيد توجيه أدوات الإعلام الجديد بعد ثلاث سنوات من حرب عبثية للمساهمة في وقفها واستعادة المسار المدني الديمقراطي؟
  • حاولوا التخلص من طبيب لبناني في الكويت عبر خطة مُحكَمة.. وهذا ما حصل لاحقًا
  • على شاطئ لبناني قرب فندق... العثور على جثة متحللة!
  • الرئيس اللبناني يؤكد أن سحب سلاح حزب الله "حساس" ورهن توافر "الظروف"  
  • اجتماعات الربيع في واشنطن تبدأ اليوم.. ووفد رسمي لبناني يناقش ملف الانتظام المالي
  • مدرب الاتفاق: مباراة الاتحاد صعبة والخماسية لن تتكرر
  • قتيلان بقصف إسرائيلي على لبنان وتصريحات لعون حول سلاح حزب الله