مسؤولون أمميون: غزة تحت وطأة شبح المجاعة والمرض
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
حذر رؤساء ثلاث وكالات رئيسية تابعة للأمم المتحدة من أن غزة بحاجة ماسة إلى المزيد من المساعدات وإلا فإن سكانها اليائسين سيعانون من المجاعة والمرض على نطاق واسع، في حين أفادت السلطات في القطاع أن عدد القتلى في الحرب بين إسرائيل وحماس تجاوز 24000.
في حين أن رؤساء وكالات الأمم المتحدة لم يوجهوا أصابع الاتهام مباشرة إلى إسرائيل، إلا أنهم قالوا إن تسليم المساعدات يتعرقل بسبب فتح عدد قليل للغاية من المعابر الحدودية، وبطء عملية فحص الشاحنات والبضائع المتجهة إلى غزة، واستمرار القتال في جميع أنحاء القطاع – وهي الأمور التي تلعب إسرائيل دوراً حاسماً فيها.
أدت الحرب التي تشنها إسرائيل ضد حماس في غزة، والتي أشعلها هجوم الحركة المسلحة في 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل، إلى دمار غير مسبوق في القطاع الساحلي الصغير وأثارت كارثة إنسانية أدت إلى نزوح معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة ودفعت أكثر من ربعهم إلى النزوح والمجاعة بحسب الأمم المتحدة.
وبعد يوم من إعلان البيت الأبيض أن الوقت قد حان لإسرائيل لتقليص هجومها العسكري، قال برنامج الأغذية العالمي واليونيسف ومنظمة الصحة العالمية إنه يجب فتح طرق دخول جديدة إلى غزة، ويجب السماح لمزيد من الشاحنات بالدخول كل يوم. ويجب السماح لعمال الإغاثة وأولئك الذين يطلبون المساعدة بالتنقل بأمان.
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش إن وكالات الأمم المتحدة وشركائها "لا تستطيع تقديم المساعدات الإنسانية بشكل فعال بينما تتعرض غزة لمثل هذا القصف العنيف والواسع النطاق والمتواصل". وقال إن مقتل 152 من موظفي الأمم المتحدة في غزة منذ بداية الحرب هو "أكبر خسارة في الأرواح في تاريخ منظمتنا".
ارتفاع عدد القتلى
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس أن جثث 132 شخصا قتلوا في الغارات الإسرائيلية تم نقلها إلى مستشفيات غزة، مما يرفع عدد القتلى منذ بداية الحرب إلى 24100.
تقول الوزارة، التي لا تميز بين المقاتلين وغير المقاتلين في إحصائها، إن ثلثي القتلى في الحرب كانوا من النساء والأطفال. وتقول إسرائيل إن قواتها قتلت ما يقرب من 8000 مسلح من الفصائل الفلسطينية.
وقال الجيش الاثنين إن قواته وطائراته استهدفت مسلحين في مدينة خان يونس، ثاني أكبر مدن البلاد، وهي محور الهجوم البري الحالي، وكذلك في شمال غزة، حيث يقول الجيش الإسرائيلي إنه يواصل توسيع سيطرته.
وتلقي إسرائيل باللوم على حماس في ارتفاع عدد القتلى، قائلة إن مقاتليها يستخدمون المباني المدنية ويشنون هجمات من مناطق حضرية مكتظة بالسكان.
في إسرائيل، قُتلت امرأة وأصيب 12 آخرون في هجوم دهس وطعن في إحدى ضواحي تل أبيب قالت الشرطة إنه من تنفيذ فلسطينيين اثنين على الأقل. تم القبض عليهما في وقت لاحق. تقول الشرطة إن المشتبه بهما سرقا ثلاث سيارات مختلفة وحاولا دهس المشاة.
ونفذ الفلسطينيون عددا من الهجمات ضد الإسرائيليين منذ بداية الحرب، خاصة في القدس أو الضفة الغربية المحتلة. قتلت القوات الإسرائيلية حوالي 350 فلسطينيا في الضفة الغربية، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية، معظمهم في مواجهات خلال مداهمات اعتقال إسرائيلية أو احتجاجات عنيفة.
حماس: مقتل رهينتين في غارات جوية
ونشرت حماس مقطعا مصورا في وقت متأخر الإثنين يظهر ثلاث رهائن – نوا أرغاماني، 26 عاما، يوسي شرابي، 53 عاما، وإيتاي سفيرسكي، 38 عاما. تضمن التسجيل المصور تصريحات فردية مختصرة من الثلاثة، من المحتمل أنهم تحدثوا تحت الإكراه، ودعوا فيها إسرائيل إلى وقف الحرب. وقالوا إن لديهم القليل من الطعام والماء ويواجهون خطر الغارات الجوية الإسرائيلية.
في وقت لاحق من التسجيل، تقول أرغاماني إن غارات جوية منفصلة قتلت شرابي وسفيرسكي وأنها أصيبت هي نفسها. تظهر اللقطات بعد ذلك ما يبدو أنه جثتي شرابي وسفيرسكي.
وقال دانييل هاغاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن الجيش أبلغ عائلات سفيرسكي ورهينة أخرى أنه "قلق للغاية" بشأن ما إذا كانا لا يزالان على قيد الحياة. وأضاف أن إسرائيل قصفت مبنى بالقرب من مكان احتجاز الرهائن لكنها لم تكن تعرف موقعهم في ذلك الوقت.
أزمة إنسانية غير مسبوقة
أدى القتال، الذي دخل أيامه الأولى بعد المائة، إلى أزمة إنسانية غير مسبوقة في القطاع الذي كان يعاني بالفعل من حصار طويل بعد استيلاء حماس على السلطة في عام 2007.
وقالت الأمم المتحدة الأحد إن أقل من ربع قوافل المساعدات وصلت إلى وجهاتها في الشمال في يناير لأن السلطات الإسرائيلية منعت معظمها من الوصول. ولم يكن لدى المسؤولين الإسرائيليين تعليق فوري.
قالت وكالات الأمم المتحدة إنها تريد الوصول إلى ميناء أشدود الإسرائيلي على بعد حوالي 40 كيلومترا شمال غزة، وهو ما تقول إنه سيسمح بشحن كميات أكبر من المساعدات ثم إرسالها مباشرة إلى شمال غزة، والتي قامت إسرائيل بتسوية جزء كبير منها بالأرض في الأسابيع الأولى للحرب.
ألقت إسرائيل باللوم على الأمم المتحدة ومنظمات أخرى في مشاكل توصيل المساعدات.
قال موشيه تيترو، المسؤول الإسرائيلي في وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي هيئة تابعة لوزارة الدفاع مسؤولة عنالشؤون المدنية الفلسطينية الأسبوع الماضي إن تسليم المساعدات سيكون أكثر بساطة إذا زادت الأمم المتحدة عدد العمال القادرين على تلقي الإمدادات وتعبئتها. وقال إن هناك حاجة لمزيد من الشاحنات لنقل المساعدات إلى إسرائيل لإجراء فحوصات أمنية، وإن هناك حاجة لتمديد ساعات العمل عند معبر رفح بين غزة ومصر.
بعد الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر، أغلقت إسرائيل المنطقة أمام المساعدات. وقد رضخت بعد أن ضغطت عليها الولايات المتحدة، حليفتها الكبرى، لتخفيف قيودها. وواصلت الولايات المتحدة، وكذلك الأمم المتحدة، الضغط على إسرائيل لتسهيل تدفق المساعدات.
وتكثف الولايات المتحدة أيضا ضغوطها على إسرائيل للانتقال إلى مستوى أقل حدة من القتال. وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، الأحد، إن الولايات المتحدة تحدثت مع إسرائيل "حول الانتقال إلى عمليات منخفضة الشدة" في غزة.
وقال في برنامج "واجه الأمة" الذي تبثه شبكة سي بي إس: "نحن لا نقول ارفعوا قدمكم عن الأرض تماما ولا تستمروا في ملاحقة حماس. إننا نعتقد أن الوقت سيأتي هنا قريبا جدا للانتقال إلى هذه المرحلة الأقل حدة".
مع ذلك، تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمواصلة الحرب، حتى يتم تدمير قدرات حماس الحاكمة والعسكرية وحتى إعادة الرهائن إلى ديارهم.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات إسرائيل حماس برنامج الأغذية العالمي اليونيسف منظمة الصحة العالمية غوتيريش حماس مستشفيات غزة خان يونس تل أبيب الضفة الغربية رهائن الغارات الجوية الإسرائيلية حماس ميناء أشدود الإسرائيلي الشؤون المدنية الفلسطينية بنيامين نتنياهو إسرائيل غزة الأمم المتحدة حماس حصار غزة قصف غزة المساعدات الإنسانية إسرائيل حماس برنامج الأغذية العالمي اليونيسف منظمة الصحة العالمية غوتيريش حماس مستشفيات غزة خان يونس تل أبيب الضفة الغربية رهائن الغارات الجوية الإسرائيلية حماس ميناء أشدود الإسرائيلي الشؤون المدنية الفلسطينية بنيامين نتنياهو أخبار إسرائيل الولایات المتحدة الأمم المتحدة عدد القتلى
إقرأ أيضاً:
دعوات لتوقيع ميثاق إنساني في السودان بآلية مساءلة مستقلة
اقترح لوكيير أن يتضمن الميثاق الجديد وقفًا مؤقتًا للقيود المفروضة على إيصال المساعدات، واستبدال نظام ضبط الحدود الحالي بآخر يحترم كرامة وبقاء الشعب السوداني.
التغيير: وكالات
دعا الأمين العام لمنظمة “أطباء بلا حدود”، كريستوفر لوكيير، إلى استبدال “إعلان جدة” بميثاق إنساني جديد يضمن حماية المدنيين، ويوفر مساحة آمنة لمنظمات الإغاثة، ويخضع لآلية مساءلة مستقلة تضمن التزام الأطراف المتحاربة بواجباتها الإنسانية.
جاء ذلك خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي الخميس، خُصصت لمناقشة الوضع في السودان والتداعيات الإنسانية للصراع.
وأكد لوكيير أن “إعلان جدة”، الموقع في 11 مايو 2023 بوساطة أمريكية سعودية، لم يُنفَّذ فعليًا، حيث لم يلتزم الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ببنوده التي تشمل حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية.
وانتقد غياب آليات الرقابة والمساءلة، معتبرًا أن الإعلان تحوّل إلى “ذريعة خطابية” تُستخدم دون اتخاذ إجراءات حقيقية لحماية المدنيين.
واقترح لوكيير أن يتضمن الميثاق الجديد وقفًا مؤقتًا للقيود المفروضة على إيصال المساعدات، واستبدال نظام ضبط الحدود الحالي بآخر يحترم كرامة وبقاء الشعب السوداني، مشددًا على أن تحقيق ذلك يتطلب إرادة سياسية وقيادة قادرة على إلزام أطراف النزاع بالضرورات الإنسانية.
تدهور الوضع الإنسانياتهم لوكيير الجيش السوداني بقصف المناطق السكنية بشكل متكرر وعشوائي، فيما اتهم قوات الدعم السريع بشن “حملة وحشية” شملت أعمال عنف جنسي ممنهجة، وعمليات اختطاف، وقتل جماعي، ونهب للإغاثة، واحتلال المرافق الطبية.
وأشار إلى أن فرق “أطباء بلا حدود” قدمت الرعاية لـ 385 من ضحايا العنف الجنسي، غالبيتهن من النساء والفتيات، بما في ذلك طفلات دون سن الخامسة، مؤكدًا أن نصف هذه الاعتداءات وقعت أثناء عمل الضحايا في الحقول.
وحذر لوكيير من أن القيود المفروضة على وصول الإغاثة تفاقم الأزمة الإنسانية، حيث تؤخر قوات الدعم السريع قوافل المساعدات بشكل تعسفي، وتفرض رسومًا وضرائب غير مبررة، وتفرض عقبات بيروقراطية تعيق عمل منظمات الإغاثة.
أزمة غذائية متفاقمةمن جانبها، سلطت المديرة التنفيذية لمنظمة “يونيسيف”، كاثرين راسل، الضوء على معاناة الأطفال في السودان، مشيرةً إلى أنهم يواجهون العنف والاغتصاب وسوء التغذية والمجاعة.
وأكدت أن 30.4 مليون سوداني، بينهم 16 مليون طفل، بحاجة إلى مساعدات إنسانية، فيما يعيش 1.3 مليون طفل دون سن الخامسة في مناطق تشهد مجاعة، ويواجه ثلاثة ملايين آخرون خطر الأمراض المميتة.
وحذرت راسل من أن العنف الجنسي يُستخدم كوسيلة لإذلال السكان المدنيين وإرهابهم، حيث تواجه 12.1 مليون امرأة وفتاة، إلى جانب أعداد متزايدة من الرجال والفتيان، خطر العنف الجنسي.
ودعت إلى وقف عاجل لإطلاق النار، واستئناف الحوار السياسي لإنهاء النزاع، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية عبر الحدود وخطوط التماس لمكافحة المجاعة والتخفيف من حدتها.
وفقًا لتقرير صادر عن نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أُعلنت المجاعة رسميًا في خمس مناطق بشمال دارفور وجنوب كردفان في 24 ديسمبر الماضي، فيما تواجه 17 منطقة إضافية خطر المجاعة الوشيكة.
الوسومآثار الحرب في السودان أطباء بلا حدود العمل الإنساني