العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن يرفع المخاطر الاقتصادية الدولية في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
الاعتداء يهدد بعودة الضغوط التضخمية لكافة الصناعات في الاقتصادات العالمية أسعار النفط تقفز عقب العدوان على اليمن بنحو 4% تغيير عدد من ناقلات النفط الخام والوقود لمسارها خوفا من التصعيد 15% من التجارة العالمية، بما فيها 8% من الحبوب العالمية، و12% من النفط المنقول بحراً، و8% من الغاز الطبيعي المسال في العالم تحت التهديد الأمريكي وزارة الخزانة البريطانية: ارتفاع أسعار النفط الخام لأكثر من 10 دولارات للبرميل وزيادة بنسبة 25% في الغاز الطبيعي
تزايدت حدة الاضطرابات الجيوسياسية العالمية مع بداية العام الجاري، وأصبحت مخاطر البحر الأحمر، تهدد بعودة الضغوط التضخمية في كافة الصناعات وعبر جميع الاقتصادات العالمية، بالتزامن مع العدوان الأمريكي البريطاني الصهيوني على اليمن فجر الجمعة الفائت ، ويترقب المستثمرون في سوق النفط التطورات العسكرية الجديدة عن كثب ، وبرغم أن الأمريكي والبريطاني يعرف المخاطر الكبيرة التي ستنعكس على الاقتصاد العالمي قبل ارتكاب حماقة خوض المعركة المباشرة مع اليمن ، إلا أنه غامر وقامر وصعد المعركة بانتهاك السيادة في الجو والبحر اليمني ، وهو يدافع عن “إسرائيل” التي أعلن اليمنيون أنها هي المستهدفة فقط دون غيرها بسبب الجرائم والمجازر التي ترتكب في غزة المحاصرة ، وأصبح هو من يهدد الملاحة الدولية والاقتصاد العالمي .
الثورة / أحمد المالكي
قال عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي ان الأمريكيين والبريطانيين يعملون على تهديد العالم والتجارة العالمية من خلال تصرفاتهم الإرهابية غير القانونية .
وأكد الحوثي في حسابه على منصة ” إكس ” ان الأمريكيين والبريطانيين هم من يمنعون مرور السفن في البحر الأحمر .. مضيفاً إن الأمريكي بالتوجيهات التي أصدرتها القوات البحرية المشتركة – التي يقودها – إلى رابطة السفن بالتوقف عن المرور أثبت أنه هو من يهدد قناة السويس ويحمّل الشركات عبء تصرفه الخاطئ والإرهابي.
وأكد الحوثي ان الحل الأنجع هو إيقاف العدوان الإسرائيلي على غزة وفك الحصار عنها بدلا من همجية الضربات الموًجهة ضد اليمن والتي كانت بالتأكيد سبب صدور التوجيهات الأمريكية بتوقف مرور السفن عبر باب المندب .
ارتفاع
وعقب العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن صباح الجمعة، قفزت أسعار النفط بنحو 4 % ليتجاوز سعر الخام 80 دولارًا للبرميل للمرة الأولى هذا العام على خلفية التصعيد الأخير، والذي يخشى المستثمرون أن يؤثر على الإمدادات العالمية.
وكشفت بيانات مجموعة لندن للبورصات وشركة “كبلر” أيضًا عن تغيير عدد من ناقلات النفط الخام والوقود لمسارها صباح الجمعة الماضية ، لتجنب البحر الأحمر ومنطقة باب المندب خوفًا من التصعيد، خاصة بعد تحذير ما يسمى بالقوات الدولية للسفن.
وفي ذات الوقت ، تعطلت منشآت صناعية في أوروبا بسبب تأخر تسليم قطع الغيار والسلع الأولية للإنتاج، بما في ذلك مصانع شركتي “فولفو” و”تسلا”.
ممر حيوي
ويعد البحر الأحمر ممرًا ملاحيًا حيويًا للتجارة العالمية، حيث تعبر من خلاله 15 % من التجارة العالمية المنقولة بحرًا، ويشمل ذلك 8 % من الحبوب العالمية، و12 % من النفط المنقول بحراً، و8 % من الغاز الطبيعي المسال في العالم.
ووفق التقارير فقد وضعت بريطانيا سيناريوهات تشير إلى أن المزيد من الاضطراب قد يؤثر على الاقتصاد، حيث توقعت وزارة الخزانة ارتفاع أسعار النفط الخام بأكثر من 10 دولارات للبرميل وزيادة بنسبة 25% في الغاز الطبيعي.
ضغوط تضخمية
ويهدد ارتفاع أسعار الطاقة بإثارة المزيد من الضغوط التضخمية في الوقت الذي بدأ فيه التباطؤ، بالتزامن مع تزايد تكلفة شحن الحاويات على السفن، خاصة أن بعض الشركات بدأت في نقل هذه التكلفة إلى المستهلكين.
ووفقا لخبراء الاقتصاد فإن تجدد الضغوط التضخمية قد يعني عرقلة جهود صناع السياسة النقدية حول العالم لإنهاء دورات التشديد وبدء سلسلة من خفض الفائدة، وهو ما قد يثير اضطرابات في الأسواق المالية التي تعلق آمالًا عريضة على هذا التحول.
كما أن تضارب بيانات التضخم الأمريكية واستمرار مؤشرات التضخم الجوهرية التي تستثني عوامل التذبذب في الانخفاض زاد من توقعات الأسواق أن البنك الفيدرالي الأمريكي قد يلجأ إلى خفض أسعار الفائدة في وقت مبكر من هذا العام.
الذهب
ووفقا لتقارير اقتصادية دولية، فإنه وعند مرحلة ما من التعاملات هذا الأسبوع، ارتفعت أسعار الذهب أيضًا بنحو 2 % أو بمقدار 48 دولارًا تقريبًا لتتجه العقود نحو تسجيل أعلى إغلاق منذ منتصف ديسمبر، مع إقبال المستثمرين على حيازة الأصول الآمنة.
يأتي ارتفاع الذهب بعد أن سجل انخفاضا الأسبوع الأول من هذا العام بنسبة 0.8 %، وبذلك يكون الذهب انخفض منذ بداية العام بنسبة 0.7 %، واستطاع المعدن أن يقلص خسائره هذا الأسبوع بشكل كبير ليرتفع من أدنى مستوياته في شهر وينهي تداولات هذا الأسبوع على ارتفاع بالقرب من مستوى المقاومة 2050 دولاراً للأونصة.
الملاذ الآمن
وحصل الذهب على دعم كبير من ارتفاع الطلب على الملاذ الآمن في الأسواق المالية بعد عدوان الولايات المتحدة وبريطانيا على اليمن.
يأتي هذا بعد أن تأثر الذهب سلباً عقب صدور بيانات التضخم الأمريكية عن شهر ديسمبر، ليظهر مؤشر أسعار المستهلكين ارتفاعاً بنسبة 3.4 % على المستوى السنوي مقارنة مع القراءة السابقة بنسبة 3.1%.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
واشنطن تحمل الحوثيين مسؤولية فشل مفاوضات السلام في اليمن
حملت الولايات المتحدة الأمريكية، الأربعاء، جماعة الحوثي مسؤولية فشل جهود عملية السلام في اليمن.
ونقلت قناة العربية السعودية، عن الخارجية الأمريكية قولها إن جماعة الحوثي تتحمل مسؤولية فشل مفاوضات السلام في اليمن.
وأضافت أن واشنطن أكدت تغير سياساتها تجاه الحوثي بعد مهاجمتها خارج اليمن.
ويوم أمس، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج إن الحوثيين عازمون على ضرب السفن الحربية الأميركية والأوروبية كجزء من حملتهم المستمرة للهجمات في البحر الأحمر.
وأضاف ليندركينج في مقابلة مع موقع بيزنس إنسايدر ترجمها للعربية "الموقع بوست" إن قيادتنا كلها قلقة للغاية بشأن تصميم الحوثيين على ضربنا على ما يبدو - ضرب أصدقائنا - في البحر الأحمر، ومثابرتهم في القيام بذلك، وتصميمهم على القيام بما كانوا يفعلونه بشكل أفضل".
وتابع "لقد أسقطنا كل شيء تقريبا أطلقوه في طريقنا". لكن هذا تهديد متطور. وقال إن أحد المخاوف الرئيسية هو أن تحاول روسيا مساعدة الحوثيين، وهو تطور محتمل وصفه بأنه "شيطاني".
وقال ليندركينج إن السفن المتجهة إلى اليمن والتي تحمل إمدادات إنسانية أو تجارية أُجبرت على تحويل مسارها، مما أدى إلى ارتفاع التكاليف في البلاد.
وأردف: "عدد أقل من السفن ترسو في موانئ اليمن نتيجة لما يفعله الحوثيون".
وفي وقت سابق، كشف مصدر مطلع "عربي21" عن تقديم أبوظبي لواشنطن مقترحا لتشكيل ائتلاف عسكري لتأمين حركة السفن في البحر الأحمر، وتأمين حركة الملاحة الدولية عبر باب المندب، ممر الملاحة الدولية، من هجمات الحوثيين.
وأضاف المصدر، أن مقترح الدولة الخليجية تضمن أن يتم دمج تحالف "حارس الازدهار" التي أطلقته واشنطن نهاية العام الماضي في تحالف عربي، وسط الهجمات المتكررة التي يشنها الحوثيون على السفن التجارية العابرة لمضيق باب المندب.
وطبقا للمصدر فإن أبو ظبي تريد من وراء هذا الائتلاف الجديد حماية مصالحها الاقتصادية التي تضررت من استهداف السفن في البحر الأحمر.
كما أن الإماراتيين الذين سبق أن أعلنوا رفضهم الانضمام لتحالف "حارس الازدهار" التي أعلنت عنه أمريكا في كانون أول/ ديسمبر 2023، "يسعون لإقحام السعودية التي نأت بنفسها أيضا عن المشاركة في التحالف، والتي دخلت في تهدئة مع الحوثيين، وإبقائها في مستنقع الحرب في اليمن، لتعزيز فرصها الاقتصادية في المنطقة، بعد تعاظم التنافس بين الدولتين الخليجيتين وطموحات الرياض الاقتصادية".
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت نهاية ديسمبر/ كانون الأول من عام 2023 إطلاق تحالف من قوة حماية بحرية متعددة الجنسيات لدعم الملاحة في البحر الأحمر، تحت اسم "حارس الازدهار"، لصد الهجمات الحوثية في البحر الأحمر.
وشن الحوثيون أكثر من 130 هجوما استهدفوا السفن العسكرية والمدنية. وفي الأسبوع الماضي فقط، أطلقوا مجموعة من الصواريخ والطائرات بدون طيار على مدمرتين أمريكيتين أثناء عبورهما مضيق باب المندب الاستراتيجي.