ضربة يمنية قاصمة .. وأمريكا تلتزم الصمت
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
أعلنت قواتنا المسلحة في بيان ناطقها الرسمي نهاية الأسبوع الماضي عن استهداف سفينة أمريكية، كانت تقدم الدعم للكيان الصهيوني بعدد كبير من الصواريخ الباليستية والصواريخ البحرية والطائرات المسيَّرة، وهو ما يشير إلى أنها عملية نوعية كبيرة، وأشار البيان أيضا إلى أن هذا الاستهداف هو الرد الأولي على اعتداء القوات الأمريكية على قواتنا البحرية، مؤكدا أن القوات المسلحة لن تتردد في التعامل المناسب مع كافة التهديدات المعادية وانها مستمرة في منع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن إخواننا في غزة.
هذه العملية نفذتها قواتنا المسلحة وأعلنت عنها بالتزامن مع حراك دبلوماسي أمريكي له ثلاثة اتجاهات، الأول دولي في محاولة لإقناع دول أوروبية بالانضمام إلى مؤامرة أمريكا المعنونة بـ “حارس الازدهار ” ولا يزال الإخفاق الأمريكي في هذه المساعي هو سيد الموقف.
الاتجاه الثاني أممي في أروقة مجلس الأمن وحصلت بعد جهودها على قرار نفاق هزيل بإدانة عمليات صنعاء في البحر الأحمر وهذا القرار لا يلبي طموحها بتشكيل حلف عسكري دولي ضد اليمن ولم تنجح به حتى الآن.
أما الاتجاه الثالث فهو في المنطقة يخوضه وزير خارجيتها بلينكن وهدفه التهيئة لتنفيذ مؤامرة التهجير للغزاويين إلى خارج قطاع غزة من خلال البحث عن دول عربية توافق على فتح أراضيها لأهالي غزة وابرز تلك الدول هي تلك المتواطئة مع الكيان الصهيوني المجرم كمصر والأردن والسعودية هذا من جهة وفي محاولة البحث عن وساطة لإقناع صنعاء بالتهدئة وخفض التصعيد في البحر الأحمر من جهة أخرى، وهو ما يشير إلى أن صنعاء اختارت التوقيت المناسب لتنفيذ هذه العملية المباركة وفي ظل هذا الحراك الأمريكي لتأكيد ثباتها على موقفها عبر توجيه رسائل عديدة من هذه العملية المباركة لكل الأطراف، وأولى تلك الرسائل موجهة للنظام الأمريكي والمجتمع الدولي مفادها إنه لا تهدئة من صنعاء إلا بوقف العدوان الصهيوني على غزة ورفع الحظر كليا عنها وهذا هو السبيل الوحيد والسهل الذي يضمن اختفاء التوتر في البحر الأحمر، ما يعني أن قرار مجلس الأمن لن يغير من الأمر شيئا في حال حصلت أمريكا عليه.
أما رسالة صنعاء الثانية فهي التأكيد على أن أي تواجد عسكري أجنبي في البحر الأحمر سيكون هدفا لقواتنا المسلحة مثله مثل التواجد الأمريكي، سواء كان بقرار من مجلس الأمن أو بدونه.
الرسالة الثالثة فهي ان دافع القرار اليمني هدف إنساني بحت وأن المفترض أن يحظى هذا القرار بتأييد المجتمع الدولي لا الوقوف ضده وأن الواجب على مجلس الأمن أن يصدر قراراً ملزماً لإسرائيل بوقف العدوان ورفع الحظر وليس العكس.
الرسالة الرابعة: موجهة للعدو الأمريكي أيضا مفادها أن هذه العملية هي بداية الرد اليمني على الجريمة الأمريكية بحق قواتنا البحرية، وأن عمليات الرد ستستمر ما دام التواجد العسكري الأمريكي في البحر الأحمر باقيا.
الرسالة الخامسة: رسالة موجهة للعالم أجمع مفادها أن التواجد الأمريكي هو أكبر خطر يهدد التجارة العالمية في البحر الأحمر وأن التماهي مع الغطرسة الأمريكية والانجرار وراء مؤامرتها في البحر الأحمر سيفاقم حجم المخاطر على التجارة العالمية وعلى مصادر الطاقة وسيلحق اضراراً كبيرة بكل دول العالم.
وأسفرت هذه العملية المباركة عن ضربة قاسية جدا تلقاها النظام الأمريكي والتزم الصمت حيال العملية، فلم يعلن عنها ولا عن نتائجها، وموقفه هذا له عدة تفسيرات محتملة، ومن وجهة نظري الشخصية إن أقرب تفسير للصمت الأمريكي تجاه العملية هو أنه ادرك أخيرا أنه وقع في ورطة كبيرة باستعجاله وتواجده منفردا لحماية السفن الصهيونية في البحر الأحمر وفي عدوانه على قواتنا البحرية، ولم يعد أمامه إلا 3خيارات :
– إما الانسحاب منكسرا بفضيحة عظمى في تاريخ الاستكباري.
– أو أن يكابر ويستمر منفردا في مواجهة القرار اليمني الإنساني والعادل محاولا حماية السفن الصهيونية وفي هذه الحالة ستكون نتائج بقائه وتصعيده كارثية عليه في كل الأحوال.
– اما الخيار الثالث فهو خياره الاستراتيجي ويعمل بكل قوته على تحقيقه ويتمثل في الحصول على قرار من مجلس الأمن يشرعن تشكيل تحالف عسكري دولي تحت مؤامرة حارس الازدهار ضد اليمن والسعي بكل إمكانياته لإقناع دول أوروبا بمشاركته في محاولة حماية السفن الصهيونية ولم يحقق أي تقدم عملي في ذلك حتى الآن فيما عدا موقف إعلامي لبعض الدول الأوروبية فقط.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
مصر.. انسحاب شركات عالمية من التنقيب في البحر الأحمر
يمن مونيتور/قسم الأخبار
أعلن مسؤول مصري عن انسحاب ثلاث شركات نفط عالمية من مناطق امتيازها للتنقيب عن الغاز في البحر الأحمر، بعد نتائج غير مشجعة للمسوح الزلزالية في المنطقة.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته لـ”بلومبرغ” إن شركات “شل” الهولندية البريطانية و”شيفرون” الأمريكية و”مبادلة” الإماراتية أبلغت شركة جنوب الوادي القابضة للبترول التابعة لوزارة البترول المصرية بنتائج المرحلة الثانية من عمليات المسح السيزمي التي أظهرت عدم جدوى اقتصادية للتنقيب في هذه المناطق.
من جهته، أوضح مسؤول في شركة “شل مصر” أن قرار الانسحاب يأتي في إطار استراتيجية الشركة للتركيز على عمليات الاستكشاف في منطقة البحر المتوسط، مشيراً إلى أن نتائج المسح السيزمي في البحر الأحمر لم تكن بالمستوى المطلوب.
وقال المسؤول الحكومي إن الجهات المعنية ستقوم بإعادة تقييم الوضع الحالي للمناطق الاستكشافية في البحر الأحمر، ودراسة إمكانية طرحها مجدداً على شركات البترول العالمية خلال الفترة المقبلة، مؤكداً أن هناك شركات أخرى أبدت اهتماماً بالمنطقة رغم الحاجة لمزيد من الدراسات.
يأتي هذا القرار بعد حصول الشركات الثلاث على حقوق التنقيب في أول مزايدة عالمية للبترول والغاز في البحر الأحمر طرحتها مصر عام 2019، حيث فازت الشركات بمناطق امتياز تزيد مساحتها عن 10 آلاف كيلومتر مربع، مع التزام باستثمارات أولية تقدر بـ326 مليون دولار كان من المقرر زيادتها إلى مليارات في حال تحقيق اكتشافات تجارية.
وكانت شركة “شل” قد حصلت على امتياز قطاعي الاستكشاف 3 و4 في المزايدة، حيث تعمل كمشغل رئيسي في المنطقتين. وطبقاً للاتفاقيات الموقعة، كان من المفترض أن تستثمر الشركة أكثر من 120 مليون دولار لحفر بئرين استكشافيين في مناطق امتيازها بالبحر الأحمر.
يذكر أن مصر تسعى لتعزيز إنتاجها من الغاز الطبيعي لسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك الذي يبلغ 6.2 مليار قدم مكعبة يومياً مقابل إنتاج محلي يصل إلى 4.6 مليار قدم مكعبة. وقد قدمت الحكومة المصرية مؤخراً حزمة حوافز للشركات الأجنبية تشمل السماح بتصدير جزء من الإنتاج الجديد ورفع أسعار الحصص المخصصة للشركات، في محاولة لزيادة جذب الاستثمارات في قطاع الطاقة.
المصدر: بلومبرغ