ناقش مجلس النواب، برئاسة المستشار الدكتور حنفى جبالي، خلال جلسته العامة أمس الاثنين، تقرير لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية عن مشروع القانون المقدم من الحكومة، بشأن تعديل بعض أحكام قانون الإجراءات الجنائية «استئناف الأحكام الصادرة في الجنايات»، وانتهت الجلسة بتأجيل الموافقة على قانون الإجراءات الجنائية، بسبب بعض المسميات التي تتعارض مع القانون الحالي.

ومن جانبه، أوضح الدكتور مصطفى سعداوي، أستاذ القانون الجنائي بجامعة المنيا، ما هو نظام استئناف الأحكام الجنائية الذي يناقش البرلمان استحداثه، قائلا إن مشروع القانون، يعد إقلاع من المشرع المصري عن مبدأ معصومية الحكم الصادر من محكمة الجنايات، وتكاملت رؤية المشرع المصري في تقديم رؤية لاستئناف الأحكام الجنائية التي يصدرها البرلمان، لكن هناك بعض الإشكاليات الفقهية التي تتعلق بهذا المشروع، وهو ما جاوبه في المادة الثالثة منه التي نصت على أن يبدأ العمل بهذا القانون من 1 أكتوبر، ويسري على الأحكام التي تصدر بعد سريانه.

استئناف الأحكام الصادرة في الجنايات

وأضاف «السعداوي» في تصريحات خاصة لـ«الوطن» أن هذه القاعدة تتعارض مع طبيعة الحال مع مبدأ رجعية القوانين الجنائية الأصلح للمتهم، وهو مبدأ دستوري يلقي بهذه المادة في إشكالية المخالفة الدستورية، بما يعرضها بالطعن عليها بعدم الدستورية، وهو ما يجب بطبيعة الحال أن يفطن المشرع المصري للعوار التشريعي في المادة «3»، فيما يتعلق بعدم سريان القاعدة الإجرائية بأثر رجعي إذا كانت في صالح المتهم، وهذه إشكالية فقهية يجب أن يفطن إليها المشرع المصري؛ لضمان ثبات واستقرار النصوص الإجرائية.

وأشار، إلى أن من الإشكاليات الأخرى التي برزت في مشروع القانون هي كفالة حق النيابة العامة في استئناف الحكم الغيابي، أي أنه يجوز للنيابة العامة الطعن على هذا الحكم بالاستئناف، فلا بد أن يحاط المشرع علم بأن المتهم إذا كفل للنيابة العامة حق الطعن بالاستئناف، وقرر المتهم بإعادة الإجراءات في هذا الحكم الغيابي، فلن تستطيع محكمة الجنايات المستأنفة نظر استئناف النيابة العامة؛ حتى يفصل في طعن المتهم بإعادة الإجراءات وهو ما يسمى الأثر الواقف لإعادة الإجراءات، وهو ما كان يجب بطبيعة الحال أن يفطن إليه المشرع المصري، ويتصدى له وينص عليه.

قانون الإجراءات الجنائية

أمّا فيما يتعلق بنظام استئناف الأحكام الجنائية، أوضح «السعداوي» أنّ المقصود هو استئناف الأحكام الصادرة من محاكم الجنايات، أي أن المشرع المصري أقلع عن مبدأ معصومية الحكم الصادر من محكمة الجنايات، وعرف التقاضي على درجتين أمام محكم الجنايات، وكفل لكل من المتهم والنيابة العامة أن يطعنا بالاستئناف على الحكم الصادر، فإذا على سبيل المثال صدر حكم بالإعدام ولم يطعن المتهم بالاستئناف في المواعيد المحددة قانونا، ألقي التزامًا على النيابة العامة أن تعرض الحكم خلال 40 يوم على محكمة النقض للنظر في حكم الإعدام، ومراقبة مدى صحة هذا الحكم من عدمه.

وأكد، أن هذا الأمر من الضمانات الإجراءات العظيمة التي قررها المشرع المصري؛ لسلامة الحكم الصادر بالإعدام، الذي أوجب في كل الحالات أن يكون صدوره بإجماع الآراء. 

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأحكام الجنائية النواب النيابة العامة قانون الإجراءات الجنائية الإجراءات الجنائية الحکم الصادر وهو ما

إقرأ أيضاً:

ارفضوا.. نداء مشترك من 4 منظمات دولية إلى البرلمان المصري

حذرت 4 منظمات حقوقية دولية من تداعيات إقرار مشروع تعديل "قانون الإجراءات الجنائية"، باعتباره سيقوّض حماية حقوق المحاكمة العادلة التي "أُضعفت أصلاً في مصر" وسيزيد من تمكين منتهكي الحقوق والقوانين من موظفي الأمن المصري، وفق ما جاء في بيان مشترك.

وأضاف البيان، الذي نُشر الأربعاء، على موقع هيومن رايتس ووتش تحت عنوان "مصر: ارفضوا مشروع قانون الإجراءات الجنائية"، أن مشروع القانون وهو النسخة المعدّلة من قانون الإجراءات 1950 المعمول به حالياً، يبتعد كثيرا عن قانون ومعايير حقوق الإنسان الدولية.

لذلك، حثّت "منظمة العفو الدولية" و"ديغنِتي" و"هيومن رايتس ووتش" و"لجنة الحقوقيين الدولية"، مجلس النواب المصري، على رفض مشروع القانون المقترح .

الحرية الآن أم في 2027؟.. محامي الناشط المصري علاء عبد الفتاح يوضح للحرة تثير قضية حبس الناشط السياسي المصري البريطاني المسجون، علاء عبد الفتاح، إشكالية الحبس الاحتياطي في مصر وكيفية تطبيقه والقوانين التي تحكم ذلك. "حوار وطني"؟

وقالت مصادر إعلامية مؤيدة للحكومة إن مشروع قانون الإجراءات الجنائية صيغ استجابةً لتوصيات "الحوار الوطني" المصري لعام 2023، وأجرت السلطات في سياقه مناقشات مطولة مع شخصيات المعارضة والمجتمع المدني بشأن السجناء السياسيين والاستخدام المنتهِك للحبس الاحتياطي، من بين مواضيع أخرى. 

لكن، بحسب البيان المشترك للمنظمات، فإن مشروع قانون الإجراءات الجنائية "يبتعد كثيرا عن قانون ومعايير حقوق الإنسان الدولية من خلال عدم إنهاء لجوء السلطات المصرية على نطاق واسع إلى استخدام الحبس الاحتياطي بشكل ينطوي على انتهاكات لمعاقبة المنتقدين، وإدامة الإفلات من العقاب لمسؤولي إنفاذ القانون، وكذلك ترسيخ سلطة واستنسابية النيابة العامة بطريقة قد تسهل مزيدا من الانتهاكات لحقوق المحاكمة العادلة".

وقال سعيد بن عربية، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة الحقوقيين الدولية: "بدل اغتنام الفرصة لتقديم الحماية والضمانات الضرورية جدا للحقوق الإنسانية للمعتقلين والمتهمين وإنهاء الاحتجاز التعسفي، يعتزم المشرعون المصريون إدامة نفس الأطر التي سهّلت الانتهاكات الماضية والحالية".

وأضاف بن عربية أن مشروع التعديلات "يستهزئ بالحوار الوطني المزعوم بين الحكومة والمعارضة، وبمخاوف الضحايا وممثلي المجتمع المدني وهيئات الأمم المتحدة والخبراء المستقلين" على حدّ تعبيره.

وكانت الحكومة المصرية اقترحت التعديلات على قانون 1950، الذي استعرضته لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية في مجلس النواب المصري في أغسطس الماضي، ووافقت عليه في سبتمبر. 

وستحل أحدث مسودة للتشريع، التي نشرتها بعض المواقع الإخبارية الموالية للحكومة، محل قانون الإجراءات الجنائية لعام 1950، مع الاحتفاظ ببعض أحكامه.

كما سيُناقَش مشروع قانون الإجراءات الجنائية في الجلسات العامة لمجلس النواب، ويمكن الموافقة عليه في وقت قد لا يتعدى أكتوبر الحالي.

وأشار بيان المنظمات إلى أن عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، شهد مصادقة تلقائية من قبل مجلس النواب المصري الذي يهيمن عليه أعضاء موالون للحكومة، مرات عديدة على القوانين التي تقترحها الحكومة.

وأثار مشروع القانون المذكور حين الإعلان عنه، انتقادات واسعة من جهات مصرية مثل نقابة الصحفيين ونقابة المحامين. 

وقال كل منهما بشكل منفصل إن التعديلات المقترحة تحتوي عديدا من الأحكام غير الدستورية، وتقوّض الحق في الدفاع، ودور المحامين، ومبدأ المحاكمة العلنية العادلة، بحسب ما نقل البيان الذي نشرته "هيومن رايتس ووتش" على موقعها.

"أي كلمة قد تلقي بك في السجن".. وقائع تحول ثورة يناير في مصر إلى كابوس لم يكن يتوقع أشد مؤيدي المظاهرات التي خرجت في 25 يناير 2011 أنها تنجح في الإطاحة بنظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، الذي استمر لمدة 30 عاما، ثم ينتهي الحال بشبابها بعد 10 سنوات إلى السجون. "تأثير كارثي"

وقال محمود شلبي، باحث مصر في منظمة العفو الدولية، إن مشروع القانون "لا يفي بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان، وسيكون له تأثير كارثي على حقوق المتهمين قبل المحاكمة وأثناءها".

"فهو لا يضمن حق المحتجز في المثول أمام قاض بسرعة في غضون 48 ساعة على الأكثر من وقت الاعتقال للحكم في احتجازه" أضاف شلبي.

أيضاً، ستسمح التعديلات لأعضاء النيابة العامة باتخاذ قرارات حاسمة بشأن الاستماع إلى شهود الدفاع وتمكين أعضاء النيابة العامة من إجراء التحقيقات دون حضور محامي الدفاع، إذا اعتبروا ذلك ضروريا للكشف عن الحقيق، بحسب ما ذكر شلبي في البيان.

وعدّلت السلطات المصرية قانون الإجراءات الجنائية في مناسبات عدة في العقود الأخيرة – خلال فترات شملت عهد الحكومة الحالية - لتقويض استقلال القضاء وسيادة القانون، وتآكل المعايير الدولية للمحاكمة العادلة بشكل أكبر وزيادة قمعها للمعارضة السياسية.

وذكر البيان أن السلطات المصرية، منذ عام 2013، سيّست القضاء وفككت ضمانات استقلاليته وسيادة القانون والمحاكمة العادلة، لاستخدام القضاء أداةً لقمع المعارضة السلمية في جميع أنحاء البلاد، وترسيخ سلطة أعضاء النيابة بشكل أكبر.

كما يتجاهل مشروع قانون الإجراءات الجنائية تواطؤ السلطات في الاحتجاز التعسفي على نطاق واسع والتعذيب وغيره من أشكال سوء المعاملة والإخفاء القسري.

وبعض الأحكام المقترحة، إذا سُنَّت بصيغتها الحالية، ستقصّر فترات الحبس الاحتياطي. مع ذلك، فأن الفترات الجديدة ستظل طويلة بشكل غير ملائم، ولا يحد مشروع قانون الإجراءات الجنائية سلطات المدعين العامين الحالية في تمديد الحبس الاحتياطي التعسفي دون إشراف قضائي، بما فيه بإصدار أمر بحبس المعتقلين احتياطيا بتهم مماثلة في قضايا جديدة، في ممارسة يشار إليها عادة باسم "التدوير". 

ويتضمن مشروع القانون، كما ذكر بيان المنظمات الدولية، أحكاما تنظم وتوسع استخدام نظام "الفيديو كونفرنس" لجلسات الادعاء والمحكمة، بما يقوّض ضمانات المحاكمة العادلة ويعرقل قدرة الموظفين القضائيين على تقييم سلامة المتهمين، بالتالي يجعلهم أكثر عرضة للانتهاكات أثناء الاحتجاز التي تسببها عوامل تشمل ظروف السجن التعسفية. 

بالإضافة إلى ذلك، يحافظ مشروع القانون على أحكام تديم الإفلات من العقاب على الانتهاكات التي يرتكبها موظفو الأمن بتقييد حقوق الضحايا في محاسبة العناصر على الجرائم الدولية كالتعذيب والإخفاء القسري، والتي تنتشر على نطاق واسع في مصر، وفق البيان.

في السياق نفسه، قال غرانت شوبين، المستشار القانوني في "ديغنِتي"، إن مشروع القانون "لا يعالج إساءة استخدام الحبس الاحتياطي من قبل السلطات، ما يديم استخدامه التعسفي كأداةً عقابية".

ويصف احتفاء الدولة المصرية بمشروع القانون المعدّل، بأنه يُظهر إلى أي مدى "ابتعدت الحكومة القمعية عن أبسط معايير حقوق الإنسان الدولية" على حد قوله.

كما يُظهر، وفق تعبير شوبين "قدرة الأجهزة الأمنية على تقنين ممارساتها المنتهِكة دون مقاومة تذكر من مؤسسات الدولة".

وبناء على ما سبق، فإن المنظمات الحقوقية التي صاغت البيان، تدعو السلطات المصرية إلى إسقاط مشروع القانون وإعداد مشروع قانون جديد يتماشى مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان، وأن يتم بالتشاور الصادق والشفاف مع المنظمات غير الحكومية المصرية والدولية، والخبراء المستقلين، والضحايا، والمحامين.

مقالات مشابهة

  • د. حازم توبات يوضح تداعيات الحكم بالسجن سنة على نائب .. هل يفقد عضويته ؟
  • تفاصيل الحكم الصادر بحق نائب متهم بالرشوة
  • قانوني يكشف لـ«الوفد» تفاصيل أزمة سوزي الأردنية والتهم الموجهة إليها
  • تهم ثقيلة وتصريحات مثيرة لمارين لوبان أمام محكمة الجنايات بباريس
  • في رسالة لـالنواب.. منظمات دولية تحذر من مشروع قانون الإجراءات الجنائية المصري
  • مطرب المهرجانات مجدي شطة أمام الجنايات.. تفاصيل
  • ارفضوا.. بيان مشترك من 4 منظمات دولية إلى البرلمان المصري
  • ارفضوا.. نداء مشترك من 4 منظمات دولية إلى البرلمان المصري
  • الداخلية: 10326 مواطنا ومواطنة أجروا البصمة البيومترية في اليوم الأخير من المهلة المحددة بالمراكز التابعة للأدلة الجنائية
  • "النواب" يحيل 11 مشروع قانون ورسالة بشأن قانون الإجراءات الجنائية إلى اللجان النوعية المختصة (تفاصيل)