الدوحة - صفا

تشهد بطولة كأس آسيا 2023 لكرة القدم التي تستضيفها قطر، حضورا لافتا لفلسطين، لا سيما مع ما يجري في قطاع غزة من عدوان مستمر لأكثر من 100 يوم خلّف عشرات آلاف الشهداء والمصابين والمفقودين، ومأساة إنسانية.

وبرز العلم الفلسطيني في ملاعب البطولة وفعالياتها المرافقة، إلى جانب عبارات الدعم والتضامن مع قطاع غزة، في حين شهدت منطقة "درب لوسيل" السياحية وقفة تضامنية من قبل مشجعي "الفدائي" (المنتخب الفلسطيني) وعدد من المنتخبات المشاركة بدعوة من حملة "حلم فلسطيني".

وفي الوقفة التي تزامنت مع حراك دولي في نحو 60 مدينة حول العالم، هتف المشاركون لفلسطين، وطالبوا بوقف فوري لإطلاق النار، ولوحوا بالأعلام الفلسطينية، واحتشدوا عند ركن "فلسطين في درب" لوسيل السياحي على مقربة من ملعب لوسيل الأيقوني الذي استضاف نهائي كأس العالم الأخير كما يستضيف نهائي البطولة الحالية.

حلم فلسطيني

وتحت شعار "حلم فلسطيني" انطلقت لأول مرة مع بداية بطولة كأس العالم في قطر حملة إعلامية وميدانية سعت لاستثمار المحافل الرياضية العالمية للتعريف بالقضية الفلسطينية للمشجعين الذين أتوا من كل دول العالم.

وعادت "حلم فلسطيني" لتدشين مجموعة من الأعمال والفعاليات والدعوات خلال البطولة الحالية التي تستمر حتى العاشر من فبراير/شباط القادم، حيث وجهت الدعوة إلى جماهير البطولة لرفع لافتات في المدرجات تحمل عبارات "أوقفوا العدوان" و"الحرية لفلسطين".

وبالإضافة للوقفة التي تم تنفيذها في "درب لوسيل"، رفع النشطاء في الحملة علما عملاقا لفلسطين في المباراة التي جمعت "الفدائي" مع نظيره الإيراني على ملعب المدينة التعليمية المونديالي كتبت عليه عبارة "الحرية لفلسطين" باللغة الإنجليزية.

ووفقا للمسؤول الإعلامي في الحملة أحمد القرعاوي، فإن نشاطاتها خلال هذه البطولة تأتي في ظرف استثنائي تستدعي كل تحرك من الممكن أن يعري حرب الإبادة التي يمارسها الاحتلال، ويسهم في الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة.

وفي حديثه للجزيرة نت، قال القرعاوي "عملنا هو امتداد لما تقوم به قطر من أشكال الدعم التي رأيناها خلال افتتاح البطولة وعبر الشاشات العملاقة التي اكتست بالعلم الفلسطيني والتذكير بمأساة غزة"، مضيفا "نرى تفاعل شعوب العالم الإيجابي وتضامنه مع فلسطين، والمطلوب منا الاستمرار في تذكيره بما يحصل، ودفع الجميع للعمل لوقف المجازر".

لنصرة غزة

بدوره، قال فادي مسلم أحد القائمين على الحملة، إن نشاطهم خلال البطولة يأتي تحت السؤال المركزي "كيف ننصر غزة في كأس آسيا؟" مشيرا إلى أن أعمال ودعوات الحملة تتنوع بين نشاطات في الملعب مثل رفع العلم الفلسطيني، وارتداء الكوفية، وشارات وأوشحة مناصرة لفلسطين، فضلا عن الهتاف لغزة خلال المباراة ورفع لافتات تطالب بوقف الحرب والحرية لفلسطين.

وأضاف مسلم أن "الشكل الآخر والمهم من الأعمال المطلوبة في الشارع وأروقة البطولة هي الاستمرار في المقاطعة للسلع الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى الاحتكاك بالجماهير من الدول المختلفة وتوضيح أصل القصة الفلسطينية وطبيعة ما يحصل في غزة".

وختم مسلم بالحديث عن أهمية استثمار الجانب الرقمي لتغطية الفعاليات التضامنية، وقال إن "الحملة تستقطب عشرات المؤثرين والشخصيات العامة لدعم أفكارها وفعالياتها ورسائلها".

وتكثّف الحملة نشرها لمواد إعلامية تتضمن رسائل من مواطنين في دولة عربية وآسيوية موجّهة لغزة تهدف من خلالها -وفقا للقائمين عليها- "لإظهار مدى ضخامة الحاضنة الشعبية لغزة والمقاومة الفلسطينية، وكيف أفشل "طوفان الأقصى" كل سيناريوهات ومطامع التطبيع".

ويشهد كأس آسيا إقامة 51 مباراة على 9 ملاعب من بينها 7 مونديالية احتضنت مباريات كأس العالم الأخير والتي توجت فيه الأرجنتين، ويشارك في البطولة 24 منتخبا بينهم 10 منتخبات عربية.

المصدر : الجزيرة

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: طوفان الأقصى حلم فلسطینی

إقرأ أيضاً:

فلسفتنا الرياضية .. أحادية الدعم الانتخابي !

بقلم : حسين الذكر ..

من وجهة نظر عالمية متحضرة فان مجرد الوصول الى ( كاس العالم ) لغرض المشاركة ومن ثم الخروج باي نتائج بائسة .. يعد طموحا غير حضاري لا يتسق مع الفلسفات الرياضية الحديثة التي جعلت من الملف الرياضي صانع للحياة بمختلف اوجهها . بل ربما تقف خلفه رؤى لمصالح ضيقة لا تعي من الملف الكروي سوى ( لعب الطوبة ) .

من حيث المبدا فان رفع عدد الفرق المتاهلة اسيويا لكاس العالم ( ثمان مقاعد ونصف ) جعل عملية الصعود ليست متعسرة لمن يجيد فنون التخطيط بابسط صورها .. الا ان المشكلة تكمن بالمشاركات الشبيهة بتاهل الكويت 1982 والعراق 1986 والامارات 1990 التي كان التاهل فيها بمثابة وبال عليهم اذ ماتت الكرة وغابت ردحا من الزمن الطويل الذي كانت فيه عقلية التاهل وغموض التاهل والتستر السياسي خلف ستار رياضي هو من فرض تلك المعادلة الظالمة التي أدت الى تراجع كرة القدم بهذا الشكل المخيف .
من ناحية أخرى لو اخذنا الانموذج الياباني على سبيل المثال سنجد ان اليابان دخلت عالم الكرة بشكل رسمي منذ مطلع ثمانينات القرن المنصرم وقد خططت بشكل استراتيجي لتطوير الأدوات المؤسساتية الضامنة للتطوير الفني بمختلف اوجهه وتعدد ملفاته ( التسويقية والاحترافية والمالية والرياضية والمجتمعية فضلا عن السياسية ) .. كاهداف استراتيجية تسعى وتتعهد الحكومة اليابانية بتحقيقها من خلال برامج ومراحل مدروسة مراقبة مقيمة يتم فيها التأكد وضمان دوام التاهل والمشاركة المونديالية وثم الهيمنة على الكاس الاسيوية والسيطرة على لائحة الفيفا الشهرية كافضل المنتخبات العالمية معززة بتفوق الأندية اليابانية ببطولات اسيا وتقديم لاعبين محترفين يلعبون بأفضل الدوريات العالمية مع الحضور الدائم للمنتخب الياباني بمونديالات العالم بمشاركات تنافسية وليست صورية .. بالإضافة الى تامين انسيابية دوريات فرق الفئات السنية بمختلف اعمارها ودرجاتها وباستراتيج ثابت حاسم لا يقبل التلاعب والتهميش والتغيير ..
قطعا ان الرياضة ليست كرة قدم فحسب .. وان دعم الكرة على حساب بقية الألعاب بشكل واضح جلي لا يقبل اللبس ماديا ومعنويا يعد انتحارا سياسيا كبيرا لا تغطيه النجاحات الانتخابية قصيرة الأمد .. فان الرؤية الحكيمة لفلسفة الدولة رياضيا تتطلب النهوض بمختلف الألعاب وان لا تكون كرة القدم هي الأول والأخير خصوصا بعرضها التشويهي الفاقد لحسن الأداء والنتيجة والفن المتوخى وما بعد بعد ذلك .
فان معالم التطور الحضاري لكرة القدم لا يقاس بالعب ( المصادفتي للمونديال ) بل هناك خطط على الأرض تحسم قبل التفكير باي مشاركة او فوز تهريجي وبهرج اعلامي مشترى بالمال العام ..
تقدم كرة القدم يعد جزء من تطور ملفات الحياة الحضارية .. فلا تقدم يحسب دون اندية احترافية حقيقية لا تأخذ أموالها من الدولة .. وثانيا وجود دوري كروي بمختلف درجاته الأولى والثانية والثالثة والرابعة .. بذات النظام والقوة والانسيابية والشروط الاحترافية .. الاهم وجود مراكز ومدراس كروية للموهبين معززة بدوري كروي للفئات بعيدا عن أي تزوير وتلاعب بالاعمار يكون الهم الأول فيه ليس تحقيق النتائج بل صناعة اللاعب المحترف المنتج القادر على دخول منظومة ومعايير الاحتراف في المستقبل .
غير ذلك .. يعد من سوء حظ الجماهير المغلوبة على امرها والمخدوعة بزخارف إعلامية مفروضة فرضا ولا تعي بما يحيط ويخطط لها الا بعد سنوات .. حينما يكون الراس شج بالفاس وانقطع النفس .. للأسف الشديد !

حسين الذكر

مقالات مشابهة

  • محافظ المنيا: ضبط 147 مخالفة تموينية خلال حملة رقابية على الأسواق والمخابز
  • موقع أميركي: مشروع إستر مكارثية خطيرة تستهدف كل داعم لفلسطين
  • حملة تحصين ومعالجة سوء التغذية لأطفال الحديدة
  • خالد مرتجي يستفسر  عن لائحة مكافآت كأس العالم للأندية باجتماع فيفا
  • حملة إنسانية يمنية لدعم الشعب اللبناني تتجاوز حاجز المليوني دولار
  • فلسفتنا الرياضية .. أحادية الدعم الانتخابي !
  • خالد مرتجى يستفسر عن لائحة مكافآت كأس العالم للأندية في اجتماع الـ «فيفا»
  • نزلة برد شديدة وراء غياب الخطيب عن مقر النادي الأهلي
  • سحر السنباطي: إطلاق حملة "اختلافنا مش بيفرقنا" لدعم حقوق الأطفال ودمجهم في المجتمع
  • الطفولة والأمومة يطلق حملة "اختلافنا مش بيفرقنا" لدعم حقوق الأطفال ودمجهم بالمجتمع