لا عنصرية ممنهجة في فرنسا.. خبير ديموغرافي: أذلك حق؟
تاريخ النشر: 17th, July 2023 GMT
إن تكرار أنواع مختلفة من العنف في فرنسا الذي يشارك فيه بالأساس -وليس حصريا- شباب عنصريون يستدعي تفسيرًا آخر غير تكرار أن الأمر لا يعدو كونه أفعالا فردية معزولة، كما يحذر الخبير الديموغرافي ومدير الأبحاث في وحدة الهجرة الدولية والأقليات في المعهد الوطني الفرنسي للدراسات الديموغرافية.
هكذا مهدت صحيفة "ليبراسيون" (Liberation) الفرنسية لمقال للخبير باتريك سيمون لفت في بدايته لردة فعل الحكومة الفرنسية على البيان الصحفي الذي صدر عن لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري في الثامن من يوليو/تموز الحالي والذي حث فرنسا على اتخاذ تدابير أكثر فعالية ضد التنميط العنصري والاستخدام المفرط للقوة من قبل الشرطة.
وقال سيمون إن الوزارة استشاطت غضبا، كما هي حالها دائما كلما تعلق الأمر بعنف الشرطة، مشددة على أن "أي اتهام بالعنصرية أو التمييز المنهجي من قبل الشرطة في فرنسا لا أساس له من الصحة"، وهنا تساءل الخبير: "أذلك حق؟ هل فعلا مثل هذا الاتهام لا أساس له؟"
وأبرز الخبير الديموغرافي في معرض مناقشته هذه القضية أن فكرة العنصرية المنهجية غدت خطا أحمر، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمؤسسات، وحتى لو أدان الرئيس الفرنسي أو وزير داخليته علنا بعض أعمال العنف البوليسية كما في قضية مقتل المراهق نائل على يد شرطي أثناء فحص على جانب الطريق في 27 يونيو/تموز الماضي، فإن تلك الإدانة تحصر الأمر في السلوك الفردي.
وأوضح أن نظريات التفاحة الفاسدة أو قلة التدريب أو الضغط النفسي وظروف عمل الشرطة هي دوما الذرائع التي تقدم لتفسير أعمال الشرطة تلك، بعيدا عن أي ذكر لإطار العمل المؤسسي الذي يجعل من الممكن تكاثر الوفيات العنيفة وأشكال العنف المختلفة التي لا يمكن أن تظل تعزى لأفعال فردية معزولة.
ولانتقاد طريقة تعامل الحكومة الفرنسية الحالية مع مثل هذه الأحداث مقارنة بفترات سابقة، أورد الكاتب مقارنة بين أحداث الشغب عامي 2005 و2023 نفسها، قائلا إن ما حدث في كلتا الحالتين كان متشابها في العديد من النقاط ، لكن طريقة التعامل معه سياسيا كانت مختلفة تماما؛ ففي عام 2005 اعتبر الرئيس الفرنسي آنذاك جاك شيراك أعمال الشغب "إخفاقا في نموذج الاندماج"، وأقر بنوع من المسؤولية القانونية حيث قال "لن نبني أي شيء يدوم من دون محاربة هذا السم الذي هو التمييز داخل المجتمع، لن نبني أي شيء مستدام إذا لم نعترف ونوطد تنوع المجتمع الفرنسي".
أما أحداث عام 2023، فتميز الخطاب الرئاسي فيها بإلقاء اللوم في المسؤولية على الوالدين والشبكات الاجتماعية وألعاب الفيديو لشرح أعمال الشغب،
وأضاف أنه إذا كان قانون تكافؤ الفرص الذي تم إقراره في مارس/آذار 2006 قد تضمن عددًا قليلاً جدًا من التدابير ضد التمييز ومهد لــ"عقد مسؤولية الوالدين" في ما يقوم به أطفالهم مثيرو الشغب، فإن ثمة ما لا يمكن إنكاره وهو أن التمييز يقضي على التماسك الاجتماعي ويعيقه.
ونبه الخبير إلى أن الاختلاف الكبير بين الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى وفرنسا لا يكمن في تواريخ العنصرية والعبودية والاستعمار ولا في حدة ذلك ومظاهره التي لها خصوصياتها، بل إن الاختلاف الأساسي يكمن في الاعتراف بمسؤولية المؤسسات في إنتاج العنصرية والتمييز، فسياسات مناهضة التمييز في الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى تفترض أن هناك بنية تمييزية في المجتمع، وأن الدولة ومؤسساتها مسؤولة عن تغيير ذلك.
أما في الحالة الفرنسية، فإن خيال الدولة الفاضلة يجعل البلد ينظر للعنصرية على أنها سلوكيات فردية يجب معاقبة من يقومون بها، وهنا حذر الخبير من أن هذا العمى المتعمد يضمن -على نحو مباشر من خلال مضاعفة التحيزات في الإجراءات وبشكل غير مباشر عن طريق التقاعس عن تصحيحها- الحفاظ على التمييز وتعزيز العنف العنصري، وكذلك عندما يأتي من قوى النظام مثل وفاة نائل وأولئك الذين سبقوه وما يذكرنا به ذلك من ألم.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ماكغريغور يوجه إهانات عنصرية وشتائم نابية لحبيب نور محمدوف
وجّه بطل الفنون القتال المختلط الأيرلندي كونور ماكغريغور إهانات وشتائم عنصرية للروسي المعتزل حبيب نور محمدوف ولعائلته، وذلك بعد أيام من النزال الذي جمع مواطنه بول هيوز بالمقاتل عثمان -ابن عم حبيب- في دوري المقاتلين المحترفين (PFL).
ونشر ماكغريغور تغريدة، عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، احتوت على كلمات تحمل طابعا عنصريا ضد محمدوف وعائلته، قبل أن يقوم بحذفها في وقت لاحق.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2منتخب مصر لكرة اليد وقصة تكرار الإقصاء بسيناريوهات قاتلةlist 2 of 2ملخص ونتيجة مباراة مصر ضد فرنسا في بطولة العالم لكرة اليدend of listمن جهته، قدّم المقاتل الأيرلندي بول هيوز دعمه الكامل لحبيب نور محمدوف رغم هزيمته في النزال الذي جمعه بابن عم الثاني عثمان يوم السبت الماضي.
وقال هيوز "لست مثل ذلك الرجل (ماكغريغور) لديّ شخصية مستقلة، تحاول وسائل الإعلام جعلنا نبدو وكأننا لا نحترمك، لكنك تعلم أنني أحترمك دائما".
ويبدو أن هذه الكلمات لم ترق لماكغريغور الذي أطلق سيلا في الشتائم البذيئة لبول قبل أن يشكّك في أصوله، حيث وُلد الثاني في أستراليا قبل أن يرحل عنها طفلا ويستقر في أيرلندا الشمالية.
وقال ماكغريغور لبول هيوز "أقترح أن تزيل العلم الأيرلندي عنك، فأنت لا تعرف ماذا تفعل"، ليرد الأخير "لطالما قلت إنك الأفضل وكنت أمدحك في كل فرصة، لكن هجومك على هويتي الأيرلندية تُظهر إلى أين وصلت بك الأمور".
إعلانوهنا تدخّل حبيب نور محمدوف وأشاد بهيوز واحترافيته ثم قال له "أنت أيرلندي حقيقي، ولست مغتصبا ومدمن مخدرات مثل ذلك اللقيط" (ماكغريغور).
يُذكر أن حبيب نور محمدوف وماكغريغور قد تنافسا على لقب العالم للوزن الخفيف في عام 2018، ويومها فاز الروسي بذلك النزال منذ الجولة الرابعة، وقبل ذلك بدأت العداوة بين الرجلين وما زالت مستمرة حتى الآن.
وكان حبيب نور محمدوف قد أشاد قبل أيام بهيوز وبالشعب الأيرلندي ووصف الثاني بـ"أكبر داعم لفلسطين".
KHABIB TAKES THE MIC AND SHOWS RESPECT TO IRELAND FOR SUPPORTING PALESTINE ????????????????????????
“Ireland is the biggest supporter in the world for Palestine, we love you guys because you show support to our brothers in Palestine”
???? @PFLMMA
pic.twitter.com/nMphWDoPAa
— ACD MMA (@acdmma_) January 25, 2025
وقال نور محمدوف مشيرا للخلافات بينه وبين ماكغريغور "أعلم أن هذا ليس وقتي للحديث، أريد فقط أن أقول شيئا واحدا: مع كل ما حدث بيني وبين كونور عندما كنا نقاتل، لا تنسوا أن أيرلندا هي أكبر داعم في العالم لفلسطين، لا تنسوا هذا، نحن نحبكم يا رفاق، أنتم وحكومتكم وكل شخص".
وتابع "عندما نكون داخل القفص، لا يوجد سوى المنافسة، فنون القتال المختلطة، كل شيء يتعلق بالاحترام. نحن نحبكم يا رفاق لأنكم تدعمون إخواننا في فلسطين".