“طوفان الأقصى” تكشف حقيقة النفاق الأمريكي والغربي و”إزدواجية المعايير”
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
يمانيون – متابعات
منذ أن انطلقت معركة “طوفان الأقصى” المُباركة في السابع من أكتوبر من العام المنصرم، والتي أطلقتها المقاومة الفلسطينية ضد كيان العدو الصهيوني وقطعان مستوطنيه.. انكشف أمام العالم نفاق أمريكا والغرب الكافر وازدواجية معاييرهم في التعامل مع العرب والمسلمين.
ففي المعركة الأخيرة التي باغتت فيها المقاومة الفلسطينية جيش العدو الصهيوني وتمكنت من قتل وأسر عشرات الجنود والضباط الصهاينة، علت الأصوات الأمريكية ومن خلفها أصوات دول الغرب تنديداً بما يحدث لبني صهيون.
وعلى مدى سنواتٍ طُوال من الاحتلال الصهيوني الغاشم لأرض فلسطين، كانت أمريكا ودول الغرب يتعاملون مع قتل الفلسطينيين على أنه حق مشروع للصهاينة، في حين يرون رد أصحاب الأرض نوعاً من أنواع الإرهاب.
وفي هذا الموقف تجاوزت أمريكا والغرب حقيقة أن من حق الفلسطينيين مواجهة هذا الاحتلال، وأن ذلك أمر يكفله لهم القانون الدولي، بل أصبح من يتباكى على “إسرائيل” ينفق اليوم مليارات الدولارات لتمكين الأوكرانيين من فعل الأمر نفسه أمام الروس، في اختلال فاضح للمعايير الأخلاقية التي تنُصب بحسب الطلب.
ويختلف الموقف الأمريكي الغربي بين حرب أوكرانيا وحرب غزة، فبينما تصاعدت الدعوات ضد روسيا وجرى تقديم مساعدات مالية وعسكرية لأوكرانيا واستقبال اللاجئين منها لكي تستطيع مواجهة الآلة العسكرية الروسية، تجاهل الغرب تماماً هذا مع غزة، ولم يكن دعمه المالي والسياسي والإنساني على المنوال نفسه.
ويؤكد الخبير المتخصص في الشأن الروسي نبيل رشوان في تصريحات له نقلها موقع (تي آر تي عربي)، أن المسألة الأساسية في تعامل الغرب مع أوكرانيا وغزة، هي أن الأولى دولة ذات سيادة ومعترف بها من قبل الأمم المتحدة، أما في غزة، فالغرب وأمريكا يعتبر حماس حركة “إرهابية”.
ويضيف: إن “الغرب والولايات المتحدة الأمريكية يريدان بقاء (إسرائيل) في المنطقة”، وبالتالي “الموافقة على تعاملها مع ما يهددها من أخطار”.. مشيراً إلى أنه رغم الحصار استطاعت “حماس” تنفيذ عملية “طوفان الأقصى”، وهو ما يؤكد أنه مهما طال أمد الحرب في غزة لن تستطيع (إسرائيل) القضاء على الحركة تماماً”.
وشدد على أن هذا هو “الأمر الذي ترغب فيه القوى الغربية، ولذلك تعارض أي هدنة إنسانية تجري الدعوة إليها من خلال مجلس الأمن”.
وبينما يرى الغرب دفاع الأوكرانيين عن أرضهم حقا مشروعا، يرى اقتحام المقاومة لمستوطنات العدو الصهيوني عملاً إرهابياً.. متجاهلا أنه لا يكاد يمر يوم دون أن يقتحم جنود العدو بيتا أو بلدة فلسطينية، فيهدمون المنازل علنا ويعتقلون النساء، بل يقتلونهن في وضح النهار.
وفي حين تنهمر دموع الغرب والأمريكان على مجندات صهيونيات يخدمن في جيش مُحتل وغاصب، فإنه في الوقت نفسه لا يرى نساء فلسطين وهُن يرُكلن ويسُحلن ويقُتلن في الشوارع على مرأى ومسمع العالم، كما أنه لا يرى المسجد الأقصى يقُتحم ويُدنس ويُنكل بالمصلين فيه، دون أن ينطق بكلمة واحدة.
ولعل من يرى سياسة أمريكا اليوم يجد أن ورقة التوت التي كانت تستر عورتها أمام العالم قد سقطت منذ تولي دونالد ترامب سدة الحكم فيها، بسبب انحيازها الكبير لكيان العدو الصهيوني وتفاني ترامب وإفراطه بتنفيذ وعوده للوبي الصهيوني، وهذا ما يتجلى أيضاً هذه الأيام في مواصلة بايدن نهج سلفه بدعم هذا الكيان المؤقت.
والمؤلم حقاً أن هناك أنظمة عربية متواطئة بل أكثر من ذلك فهي داعمة لتدمير غزة بذريعة التخلص من “حماس” وهذا الشيء الوحيد الذي صدق به العدو الصهيوني عندما أعلن أن “هناك أنظمة عربية تدعم حربه التدميرية على غزة”.. فأمريكا تحتقر أتباعها من العرب والمسلمين وحتى ماء الوجه لم يسمح لتلك الأنظمة التابعة أن تخرج بعد قمة الرياض العربية الإسلامية بموقف مُشرف.
ولكن صمود أبناء غزة الأسطوري أسقط ورقة التوت عن هذا العالم المنافق وكل المتشدقين بحقوق الإنسان بشكل خاص، ونرى اليوم من هو الخارج عن كل ما هو إنساني وعقل بشري أن يصدق التمثال الذي يرمز للحرية في أمريكا لكن الحرية بمفهومها لها وجه آخر غير الوجه الطبيعي لها.
كما كشفت غزة حقيقة بعض العرب حُكاماً ومحكومين وحتى الفلسطينيين من عرب “أوسلو”، وكيف أن عباس وزمرته من مركز أمن رام الله لحماية العدو الصهيوني، مُستعد أن يأتي على ظهر دبابة صهيونية لحكم غزة التي لا ولن تقبل حكم الخونة والعملاء.
وتفوقت غزة أيضاً بصمودها الأسطوري على كل ما هو مستحيل، بل وتفوقت على صمود “لينيغراد” السوفياتية التي كانت مدعومة من الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، ناهيك أنها جزء من دولة عظمى وهي الاتحاد السوفيتي (آنذاك).
وفي وقت يواصل فيه العدو الصهيوني قصف كل ما هو على أرض غزة من بشر وحجر، وتقتل أطفالا ونساء وعائلات بأكملها لاستعادة كرامة أراقتها المقاومة بغتة، فإن النائحين الغربيين والأمريكان لا يلتفتون إلا عندما يريدون تحويل الجناة إلى مجني عليهم.
وصحيح أن معركة “طوفان الأقصى” حملت مكاسب عسكرية وسياسية وخلفت شهداء لا تُعد ولا تُحصى، ولكنها في الواقع طوفان هادر أسقط الأقنعة وفضح مكنون النفوس، لا حقوق للإنسان ولا دعم للديمقراطيات ولا حتى حصانة من قتلة الأطفال في سبيل تحقيق الأهداف السياسية.
وحتى المنظمات الدولية التي طنت آذاننا منذ عقود كشفت وجهها القبيح، وتبين أن قواعدها ولوائحها صنعت لتُنفذ على الضعفاء، ولا مجال لفرض قرار على الكيان الصهيوني، ولم تعد عصبة الأمم، بل الأصح وصفها بـ”لعبة الأمم”.
الجدير ذكره أنه قُبيل السابع من أكتوبر، وحرب الإبادة وجرائم الحرب في غزة والضفة الغربية المحتلة، راحت أوروبا في تبعيتها لواشنطن تتعايش مع فكرة أن “التطبيع” بين بعض الأنظمة العربية والكيان الصهيوني بديل عن “العملية السلمية”، بل إن علاقتها الذيلية بواشنطن جعلتها تقرأ بداية التاريخ من صباح السبت السابع من أكتوبر، وليس لتراكمات 75 عاماً من القهر والاحتلال ونشوء دولة الأبرتهايد، التي تأسست على أساطير وخرافات “تحليل” المذابح المرتكبة على أرض فلسطين، وصولاً إلى ذروة الإبادة وجرائم ضد الإنسانية في التهجير عام النكبة 1948.. والخلاصة، سقطت الأقنعة وانكشفت الحقائق.
– السياسية| مرزاح العسل
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العدو الصهیونی طوفان الأقصى
إقرأ أيضاً:
العدو الصهيوني يواصل اغلاق المعابر لليوم 12 على التوالي
الثورة نت/وكالات تواصل قوات العدو الصهيوني إطباق خناقها على قطاع غزة، بإغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات للسكان، الأمر الذي فاقم أوضاعهم الإنسانية الصعبة سوءاً بعد سوء، ودفع المؤسسات الدولية للتحذير من شح المجاعة والمياه الصالحة للشرب . وتمنع قوات الاحتلال منذ 12 يوماً إمدادات الغذاء والوقود والأدوية وغيرها من الاحتياجات الإنسانية الضرورية عن سكان قطاع غزة المطحونين، والبالغ عددهم أكثر من مليونَي نسمة، كما قررت إسرائيل قطع الكهرباء عن محطة التحلية في القطاع، الأمر الذي يمنع المياه عن سكان غزة، فضلاً عن شح في الوقود والسولار الذي أدى لتوقف عمل المخابز وعودة السكان للنار لطهي طعامهم. بدوره، أكد المتحدث باسم حركة حماس، عبد اللطيف القانوع، أن سكان قطاع غزة يعانون حصاراً مشدداً للأسبوع الثاني على التوالي، مشيرا إلى أن الاحتلال يمنع إدخال الغذاء والدواء والوقود والمواد الأساسية في جريمة تجويع جديدة. وأضاف القانوع في تصريح صحفي، أن الأيام القليلة القادمة ستشهد فقدان عدد من المواد الأساسية والسلع الغذائية في قطاع غزة، مما يزيد معاناة السكان ويفاقم أزمتهم. وشدد القانوع، على أنه في حال لم يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه قطاع غزة، فإن سكانه سيعانون من المجاعة مجدداً في شهر رمضان الفضيل. ودعا الوسطاء إلى ممارسة مزيد من الضغط على الاحتلال لفتح المعابر، وتدفق المساعدات الإنسانية ووقف سياسة العقاب الجماعي بحق شعبنا. فيما حذّر رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” من أنّ المخزونات “تنفد بسرعة كبيرة” في قطاع غزة، حيث تمنع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية منذ الثاني من مارس/ آذار الجاري. وتعقد محكمة العدل الدولية جلسات استماع الشهر المقبل بشأن التزامات إسرائيل الإنسانية تجاه الفلسطينيين، بعد اتهامات للحكومة الإسرائيلية بمنع وصول المساعدات إلى غزة.