يمانيون – متابعات
منذ أن انطلقت معركة “طوفان الأقصى” المُباركة في السابع من أكتوبر من العام المنصرم، والتي أطلقتها المقاومة الفلسطينية ضد كيان العدو الصهيوني وقطعان مستوطنيه.. انكشف أمام العالم نفاق أمريكا والغرب الكافر وازدواجية معاييرهم في التعامل مع العرب والمسلمين.

ففي المعركة الأخيرة التي باغتت فيها المقاومة الفلسطينية جيش العدو الصهيوني وتمكنت من قتل وأسر عشرات الجنود والضباط الصهاينة، علت الأصوات الأمريكية ومن خلفها أصوات دول الغرب تنديداً بما يحدث لبني صهيون.

وعلى مدى سنواتٍ طُوال من الاحتلال الصهيوني الغاشم لأرض فلسطين، كانت أمريكا ودول الغرب يتعاملون مع قتل الفلسطينيين على أنه حق مشروع للصهاينة، في حين يرون رد أصحاب الأرض نوعاً من أنواع الإرهاب.

وفي هذا الموقف تجاوزت أمريكا والغرب حقيقة أن من حق الفلسطينيين مواجهة هذا الاحتلال، وأن ذلك أمر يكفله لهم القانون الدولي، بل أصبح من يتباكى على “إسرائيل” ينفق اليوم مليارات الدولارات لتمكين الأوكرانيين من فعل الأمر نفسه أمام الروس، في اختلال فاضح للمعايير الأخلاقية التي تنُصب بحسب الطلب.

ويختلف الموقف الأمريكي الغربي بين حرب أوكرانيا وحرب غزة، فبينما تصاعدت الدعوات ضد روسيا وجرى تقديم مساعدات مالية وعسكرية لأوكرانيا واستقبال اللاجئين منها لكي تستطيع مواجهة الآلة العسكرية الروسية، تجاهل الغرب تماماً هذا مع غزة، ولم يكن دعمه المالي والسياسي والإنساني على المنوال نفسه.

ويؤكد الخبير المتخصص في الشأن الروسي نبيل رشوان في تصريحات له نقلها موقع (تي آر تي عربي)، أن المسألة الأساسية في تعامل الغرب مع أوكرانيا وغزة، هي أن الأولى دولة ذات سيادة ومعترف بها من قبل الأمم المتحدة، أما في غزة، فالغرب وأمريكا يعتبر حماس حركة “إرهابية”.

ويضيف: إن “الغرب والولايات المتحدة الأمريكية يريدان بقاء (إسرائيل) في المنطقة”، وبالتالي “الموافقة على تعاملها مع ما يهددها من أخطار”.. مشيراً إلى أنه رغم الحصار استطاعت “حماس” تنفيذ عملية “طوفان الأقصى”، وهو ما يؤكد أنه مهما طال أمد الحرب في غزة لن تستطيع (إسرائيل) القضاء على الحركة تماماً”.

وشدد على أن هذا هو “الأمر الذي ترغب فيه القوى الغربية، ولذلك تعارض أي هدنة إنسانية تجري الدعوة إليها من خلال مجلس الأمن”.

وبينما يرى الغرب دفاع الأوكرانيين عن أرضهم حقا مشروعا، يرى اقتحام المقاومة لمستوطنات العدو الصهيوني عملاً إرهابياً.. متجاهلا أنه لا يكاد يمر يوم دون أن يقتحم جنود العدو بيتا أو بلدة فلسطينية، فيهدمون المنازل علنا ويعتقلون النساء، بل يقتلونهن في وضح النهار.

وفي حين تنهمر دموع الغرب والأمريكان على مجندات صهيونيات يخدمن في جيش مُحتل وغاصب، فإنه في الوقت نفسه لا يرى نساء فلسطين وهُن يرُكلن ويسُحلن ويقُتلن في الشوارع على مرأى ومسمع العالم، كما أنه لا يرى المسجد الأقصى يقُتحم ويُدنس ويُنكل بالمصلين فيه، دون أن ينطق بكلمة واحدة.

ولعل من يرى سياسة أمريكا اليوم يجد أن ورقة التوت التي كانت تستر عورتها أمام العالم قد سقطت منذ تولي دونالد ترامب سدة الحكم فيها، بسبب انحيازها الكبير لكيان العدو الصهيوني وتفاني ترامب وإفراطه بتنفيذ وعوده للوبي الصهيوني، وهذا ما يتجلى أيضاً هذه الأيام في مواصلة بايدن نهج سلفه بدعم هذا الكيان المؤقت.

والمؤلم حقاً أن هناك أنظمة عربية متواطئة بل أكثر من ذلك فهي داعمة لتدمير غزة بذريعة التخلص من “حماس” وهذا الشيء الوحيد الذي صدق به العدو الصهيوني عندما أعلن أن “هناك أنظمة عربية تدعم حربه التدميرية على غزة”.. فأمريكا تحتقر أتباعها من العرب والمسلمين وحتى ماء الوجه لم يسمح لتلك الأنظمة التابعة أن تخرج بعد قمة الرياض العربية الإسلامية بموقف مُشرف.

ولكن صمود أبناء غزة الأسطوري أسقط ورقة التوت عن هذا العالم المنافق وكل المتشدقين بحقوق الإنسان بشكل خاص، ونرى اليوم من هو الخارج عن كل ما هو إنساني وعقل بشري أن يصدق التمثال الذي يرمز للحرية في أمريكا لكن الحرية بمفهومها لها وجه آخر غير الوجه الطبيعي لها.

كما كشفت غزة حقيقة بعض العرب حُكاماً ومحكومين وحتى الفلسطينيين من عرب “أوسلو”، وكيف أن عباس وزمرته من مركز أمن رام الله لحماية العدو الصهيوني، مُستعد أن يأتي على ظهر دبابة صهيونية لحكم غزة التي لا ولن تقبل حكم الخونة والعملاء.

وتفوقت غزة أيضاً بصمودها الأسطوري على كل ما هو مستحيل، بل وتفوقت على صمود “لينيغراد” السوفياتية التي كانت مدعومة من الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، ناهيك أنها جزء من دولة عظمى وهي الاتحاد السوفيتي (آنذاك).

وفي وقت يواصل فيه العدو الصهيوني قصف كل ما هو على أرض غزة من بشر وحجر، وتقتل أطفالا ونساء وعائلات بأكملها لاستعادة كرامة أراقتها المقاومة بغتة، فإن النائحين الغربيين والأمريكان لا يلتفتون إلا عندما يريدون تحويل الجناة إلى مجني عليهم.

وصحيح أن معركة “طوفان الأقصى” حملت مكاسب عسكرية وسياسية وخلفت شهداء لا تُعد ولا تُحصى، ولكنها في الواقع طوفان هادر أسقط الأقنعة وفضح مكنون النفوس، لا حقوق للإنسان ولا دعم للديمقراطيات ولا حتى حصانة من قتلة الأطفال في سبيل تحقيق الأهداف السياسية.

وحتى المنظمات الدولية التي طنت آذاننا منذ عقود كشفت وجهها القبيح، وتبين أن قواعدها ولوائحها صنعت لتُنفذ على الضعفاء، ولا مجال لفرض قرار على الكيان الصهيوني، ولم تعد عصبة الأمم، بل الأصح وصفها بـ”لعبة الأمم”.

الجدير ذكره أنه قُبيل السابع من أكتوبر، وحرب الإبادة وجرائم الحرب في غزة والضفة الغربية المحتلة، راحت أوروبا في تبعيتها لواشنطن تتعايش مع فكرة أن “التطبيع” بين بعض الأنظمة العربية والكيان الصهيوني بديل عن “العملية السلمية”، بل إن علاقتها الذيلية بواشنطن جعلتها تقرأ بداية التاريخ من صباح السبت السابع من أكتوبر، وليس لتراكمات 75 عاماً من القهر والاحتلال ونشوء دولة الأبرتهايد، التي تأسست على أساطير وخرافات “تحليل” المذابح المرتكبة على أرض فلسطين، وصولاً إلى ذروة الإبادة وجرائم ضد الإنسانية في التهجير عام النكبة 1948.. والخلاصة، سقطت الأقنعة وانكشفت الحقائق.

– السياسية| مرزاح العسل

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: العدو الصهیونی طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

ايزنهاور الأمريكية.. وموقع الشبكة السعودي

 

رغم ابتعادها عن المياه الإقليمية اليمنية وقربها من سواحل جدة، إلا أن حاملة الطائرات الأمريكية إيزنهاور ما تزال هدفاً لعمليات القوات المسلحة اليمنية التي تنفذ بكل نجاح، وتصيب أهدافها بكل دقة، رغم كل محاولات الاعتراض التي تقوم بها المنظومات الدفاعية الأمريكية التي تجد صعوبة بفضل الله وعونه وتأييده في التصدي للكم الهائل من الصواريخ البالستية المجنحة والصواريخ البحرية والطائرات المسيرة والزوارق البحرية التي تستهدف السفن المعادية والمنتهكة لقرار منع حظر التعامل مع كيان العدو الصهيوني عبر موانئ فلسطين المحتلة.
إيزنهاور تتلقى الضربات الموجعة الواحدة تلو الأخرى، ويذهب الأمريكي للتغطية على ذلك من خلال الحديث عن اعتراض وتفجير العديد من الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة والزوارق البحرية اليمنية خلال محاولاتها استهداف السفن في البحر الأحمر حد زعمه، وهو بذلك يغالط نفسه، فإذا كانت حاملة الطائرات إيزنهاور قد تعرضت لأربع عمليات نوعية أجبرتها على التراجع إلى الوراء، وقد تدفعها نحو مغادرة البحر الأحمر في حال استمرت العمليات التي تستهدفها، وهو الأمر المؤكد، فالعمليات النوعية التي تقوم بها القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر والبحرين العربي والمتوسط والمحيط الهندي لن تتوقف إلا بتوقف العدوان على قطاع غزة ورفع الحصار المفروض على القطاع، وستظل السفن الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية وفي طليعتها حاملة الطائرات الأمريكية إيزنهاور هدفاً مشروعاً للقوات المسلحة اليمنية.
حال حاملة الطائرات إيزنهاور وهي تتلقى الضربات اليمنية الحيدرية في البحر الأحمر يذكرني بحال موقع الشرفة السعودي خلال معركة الرد على العدوان السعودي على بلادنا عندما كان هذا الموقع العسكري السعودي هدفا شبه يومي لأبطال الجيش واللجان الشعبية في تلكم الفترة وبشكل مكثف، فلا يكاد يمر يوم إلا ويتعرض هذا الموقع للقصف والاستهداف من قبلهم، وهو ما شكل هزيمة نفسية للكيان السعودي الذي وجد نفسه في موقف لا يحسد عليه، فعلى الرغم من غزارة الغارات الجوية التي كانت تنفذها طائراته يوميا بغرض إسناد المواقع العسكرية السعودية ومنها الشبكة، إلا أنها ظلت هدفاً مستمراً للجيش واللجان، من خلال عمليات نوعية موثقة بالصوت والصورة من قبل أبطال الإعلام الحربي.
واليوم وفي خضم أحداث معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس تواصل قواتنا المسلحة اليمنية الفتية تمريغ سمعة أمريكا العسكرية في الوحل من خلال استهداف سفينة حاملة الطائرات الأمريكية إيزنهاور التي تمثل واحدة من أعرق وأبرز وأهم السفن الحربية الأمريكية التي تمثل قاعدة إقلاع وهبوط للعديد من الطائرات الحربية الأمريكية الحديثة والمتطورة المتواجدة على متنها، لن تتوقف العمليات عند الرقم أربعة، فالرقم سيتصاعد ما دام العدوان والحصار الصهيوني على غزة مستمراً، وعلى الأمريكي إذا ما أراد الحفاظ على إيزنهاور وبقية القطع البحرية الحربية المساندة لكيان العدو الصهيوني أن يسحب كل هذه القطع البحرية ويتجه نحو إيقاف العدوان على قطاع غزة وإنهاء الحصار المفروض على سكانها.
لا مقام لحاملة الطائرات الأمريكية إيزنهاور في البحر الأحمر والعربي والمحيط الهندي، حالها حال بقية السفن والبوارج والقطع الحربية البحرية الأمريكية وغير الأمريكية التي تم حشدها لدعم وإسناد كيان العدو الصهيوني، عملياتنا البحرية النوعية المساندة لإخواننا في قطاع غزة مستمرة وبوتيرة عالية، والأمريكي والإسرائيلي والبريطاني يدركون جيداً حجم الأضرار والخسائر التي تترتب على هذه العمليات، حتى وإن تظاهروا بخلاف ذلك أمام الرأي العام الأمريكي والعالمي، لكن الحقيقة الواضحة والجلية تشير وبكل وضوح إلى الخسائر الهائلة التي تتكبدها أمريكا جراء مساندتها ودعمها وإسنادها لكيان العدو الصهيوني في عدوانه الإجرامي على قطاع غزة الذي يدخل شهره التاسع، وعلى الأمريكي أن يتحمل تبعات حماقاته وعنجهيته وغطرسته.
إيزنهاور وأخواتها وكل السفن المتعاونة مع كيان العدو الإسرائيلي في مرمى نيران أبطالنا المغاوير في القوات البحرية والقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير، وكما لم تتوقف عمليات الجيش واللجان الشعبية على موقع الشبكة السعودي إلا بتوقف الغارات الجوية السعودية على بلادنا، فإن معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس المساندة لغزة العزة لن تتوقف إلا بتوقف العدوان وإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة، والكرة في ملعب الأمريكي وقراره في رأسه، وهو من سيتحمل تبعات المضي في حماقاته المساندة لكيان العدو الصهيوني، ولا مجال للمراوغة واللف والدوران، واللعب بالأوراق من أجل الضغط على القيادة اليمنية للتخلي عن نصرة غزة، فهذا في اليمن غير وارد البتة.

مقالات مشابهة

  • قائد الثورة: الشعب اليمني ضرب هيبة أمريكا التي لا تجرؤ الدول الأخرى أن تستهدف بارجاتها أو سفنها في البحار
  • في ظلال طوفان الأقصى “85”
  • خالد مشعل: ترتيبات البيت الفلسطيني يجب أن تبدأ الآن ولا تنتظر انتهاء الحرب
  • لعنة غزة .. ومصائرها الجيوسياسية!
  • مسير عسكري بمديرية الحشاء في الضالع تضامناً مع غزة
  • تقرير : نجاح اسقاط المسيرات يفقد أمريكا و العدو الصهيوني الهيمنة الجوية
  • حقوقي: ما يحدث بغزة يوكد إزدواجية المعايير لدى أمريكا (فيديو)
  • المنظمات الأهلية الفلسطينية: ما يحدث في غزة دليل على إزدواجية المعايير
  • 18 عامًا على عملية "الوهم المتبدد".. و"طوفان الأقصى" أمل الأسرى
  • ايزنهاور الأمريكية.. وموقع الشبكة السعودي