"بين الخيام".. وكالة الأنباء الفلسطينية توثق معاناة النازحين في قطاع غزة في فصل الشتاء
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
نشرت وكالة الأنباء الفلسطينية مقالا مطولا وصفت من خلاله بدقة معاناة النازحين في قطاع غزة في فصل الشتاء وبرده القارس.
وتقول الوكالة في وصفها "في خيمة من القماش والبلاستيك نصبت في العراء في جنوب مدينة رفح، يجلس إسماعيل نبهان مع أبنائه وأحفاده أمام موقد نار للحصول على بعض الدفء.. البرد قارس والخيمة تصارع الرياح الشديدة في محاولة للصمود.
وتنبعث من الخيمة التي يسكن فيها 28 فردا رائحة كريهة بسبب إشعال حطب وقطع بلاستيكية، كما يملأ الدخان الخانق المكان.
وخيمة العائلة التي نزحت من وسط قطاع غزة واحدة من آلاف خيم النازحين المستحدثة في جنوب القطاع المحاصر، تبعد مئات الأمتار عن شاطئ البحر المتوسط في أقصى جنوب غرب مدينة رفح قرب الحدود مع مصر.
ونقلت "وفا" ما جاء على لسان نبهان (60 عاما) الذي صرح "قبل يومين كانت الرياح قوية، حاولنا طيلة الليل أن نثبّت النايلون على الخيمة، نحن نعيش في صحراء والبحر أمامنا، البرد مضاعف".
وتقول رائدة عوض (50 عاما) زوجة إسماعيل نبهان: "الدخان الذي نستنشقه من حرق البلاستيك يحرق صدورنا".
مشيرة إلى حفيدها الذي يسعل، تضيف عوض "جميع الأطفال مرضى من الرائحة ومن البرد، لا يتوقفون عن السعال والرشح، الملابس ليست ثقيلة بشكل كاف لتدفئتهم"، مردفة بالقول "الأغطية بالكاد تكفي، كل ثلاثة يتشاركون بغطاء واحد".
إقرأ المزيدوأكدت رائدة أن الوضع مأساوي حتى الحطب مبلل وسيحتاجون أربعة أيام لتجفيفه ليكفيهم يوما أو اثنين للتدفئة والطهي لثلاثين شخصا.
أما محمد كحيل النازح من شمال القطاع فقال "ليس لدينا طعام ولا ماء أو تدفئة.. نحن نتجمد حتى الموت".
وحنين عدوان (31 عاما) الأم لستة أطفال والنازحة من مخيم النصيرات في وسط القطاع إلى رفح، أفادت "في الليل، أشعر أننا سنموت من البرد، جميعنا مرضى نعاني من الرشح والسعال".
وتضع عدوان التي تبعد خيمتها مئات الأمتار عن البحر، ثلاث فرشات فوق بعضها لتجنب البرد، مردفة بالقول "لا يوجد وسيلة للتدفئة سوى النار.. سعر الحطب مرتفع ولا نملك نقودا.. نشعل النار بالبلاستيك فنختنق من الرائحة".
وإلى جوارها يجلس ابنها فادي (14 عاما) الذي يتولى توفير البلاستيك لإشعال النار، ويقول الفتى وهو يشير إلى يديه اللتين صبغتا باللون الأسود "أذهب هناك بالقرب من برك الصرف الصحي عند الحدود، يوجد أسفلها بلاستيك تحت الرمل، أقوم يوميا بالحفر وتقطيع البلاستيك بالسكين".
إقرأ المزيدويضيف فادي غير مكترث بالجروح التي تغطي يديه نتيجة هذا العمل "يموت إخوتي من البرد في الليل وأنا أيضا، يجب أن نشعل أي شيء وإلا سنتجمد".
وفي خيمة مجاورة، يعدّ خالد فرج الله (36 عاما) الذي نزح من منزله شرق مدينة غزة، الخبز لعائلته المؤلفة من ستة أطفال بينهم طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة.
ويذكر فرج الله "بعد الثانية فجرا لا يتمكن أحد من النوم بسبب شدة البرد حتى لو وضعت ألف بطانية، الأرض باردة والتراب ينقل الرطوبة والبرد"، خاصة وأنه يتشارك وأطفاله الستة ثلاث فرشات فيما يصارع ما بين إشعال النار للتدفئة والخوف من القصف.
ويستدرك بالقول "أصبح لدينا هاجس.. إسرائيل يمكن أن تقصف لأي سبب".
ويخشى فرج المطر والاجتياح الإسرائيلي، حيث عبر قائلا "إذا أمطرت بغزارة سيموت الناس من البرد، وإذا اجتاحت قوات الاحتلال المنطقة ماذا سأفعل"؟.
إلى ذلك، تستمر العمليات الحربية والاشتباكات بمختلف المحاور فيما ينذر الهجوم على الحوثيين باليمن بتوسيع دائرة الحرب بالمنطقة.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة ارتفاع عدد الضحايا والمصابين في قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي المتواصل، إلى 24100 قتيل و60834 مصابا منذ 7 أكتوبر العام الماضي.
وفي آخر إحصائية نشرها على موقعه الرسمي، أكد الجيش الإسرائيلي مقتل 522 بين ضباط وجنود منذ السابع من أكتوبر 2023.
المصدر: وفا
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة القضية الفلسطينية تل أبيب حركة حماس صواريخ طائرة بدون طيار طوفان الأقصى قطاع غزة كتائب القسام معبر رفح وفيات فی قطاع غزة من البرد
إقرأ أيضاً:
الأردن ومصر يدربان الشرطة الفلسطينية لنشرها في غزة
بدأ كل من الأردن ومصر، تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية تمهيدا لنشرهم في قطاع غزة، حسب ما أعلن وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي، الإثنين.
واستعرض عبد العاطي، خلال اجتماع مع أكثر من 100 سفير أجنبي وممثلي السفارات ومنظمات دولية، خطة إعادة إعمار قطاع غزة، وفق بيان لوزارة الخارجية، نقلته وكالة الأنباء الألمانية "د ب أ".
وقدم الوزير الخطة المتكاملة لإعادة إعمار قطاع غزة التي وضعتها مصر بالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية، مشيرا إلى وجود متطلبات أساسية لنجاح الخطة، وهي تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، وإدارة مرحلة التعافي المبكر وإعادة الإعمار بصورة تضمن الملكية الفلسطينية والتعامل مع الوضع في القطاع باعتباره جزءا أصيلا من الأراضي الفلسطينية.
إلى جانب تمكين السلطة من العودة للقطاع للاضطلاع بمسؤولياتها من خلال إنشاء لجنة مستقلة وغير فصائلية لإدارة شؤون القطاع لفترة انتقالية تحت مظلة الحكومة الفلسطينية.
وشدد الوزير عبد العاطي على أن خطة إعادة إعمار غزة حصلت على تأييد إقليمي ودولي واسع، وأن مصر تعمل حاليا على ترتيب استضافة مؤتمر لإعادة إعمار غزة في القاهرة لتأمين التمويل اللازم لتنفيذ الخطة.
وأشار إلى وجود مقترح بأن يقوم مجلس الأمن بدراسة تأسيس وجود دولي في الأراضي الفلسطينية في غزة والضفة الغربية، بما في ذلك من خلال تبني قرار للمجلس لنشر قوات حفظ سلام أو حماية دولية بتكليف واختصاصات واضحة، وفي إطار برنامج زمني يضمن تأسيس دولة فلسطينية مستقلة.
من جانبه، قدم نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان المصري خالد عبد الغفار عرضا مرئيا متكاملا بشأن إعادة تأهيل القطاع الصحي بقطاع غزة، واستعرض من خلاله أبرز ملامح استجابة مصر الصحية الطارئة والخدمات الصحية التي قدمتها لأكثر من 107 ألف مواطن فلسطيني عبروا إلى مصر منذ بداية الحرب، والتي تجاوزت تكلفتها 570 مليون دولار.
وأشار عبد الغفار إلى ملامح الوضع الصحي الحالي المتردي في قطاع غزة، في ظل نقص الإمدادات الطبية وخروج أكثر من 70 في المئة من المنشآت الصحية في القطاع من الخدمة.
كما تطرق لتفاصيل مقترح إعادة بناء وتعزيز القطاع الصحي بالقطاع، لرفع كفاءته والاستجابة للاحتياجات الصحية الأساسية في القطاع، مستعرضا التكاليف المتوقعة للمشروعات المقترحة في هذا الشأن.