قال يسري عبدالله، أستاذ الأدب والنقد الحديث بجامعة حلوان، إن هناك اختراقا ناعما يتم في الآونة الحالية للمجتمع المصري، من قبل جماعات إرهابية ومتطرفة، ويجب أن يتوفر مشروعا فكريا جامعا، ولابد من أن يكون ضمن أحد المرتكزات التي تعزز وجودها الدولة المصرية.

وأضاف عبدالله، خلال حواره مع الإعلامي محمد الباز، مقدم برنامج «الشاهد»، عبر قناة «إكسترا نيوز» «هذه الجماعات ليس عمرها 80 أو 90 عاما، بل تمتد وتعتمد على بعض الأفكار التراثية المستقرة منذ مئات وآلاف السنين، وبالتالي يجب مواجهة هذه الأفكار الظلامية من خلال تقديم مشروع بديل».

وتابع: «يجب أن يعتمد هذه المشروع على بعض المحاور الرئيسية، وهي المحور التعليمي والمعرفي والثقافي والإعلامي، كما يجب الانتباه جيدا إلى فكرة التنوير والقائم بالتنوير أو التدريس والقائم بالتدريس، وهذا يشير إلى من سيحمل هذه الرسالة؟».

وواصل: «يجب اختيار الكفاءات في السياق الثقافي والمعرفي تحديدا، والتأكيد أيضا على فكرة الانتماء الذي لا يخالطه أي شك فيما يتصل بمتطلعات هذه الجمهورية الجديدة، والإيمان العميق للأشخاص الذين يعملون في هذه الدوائر المعرفية والثقافية، كما أن هذه الإدارة ستكون تقنية بشكل كامل ومهتمها تشمل تعزيز طاقة الخيال والعقل النقدي الذي يعمل على التأمل والتفكير لمواجهة هذا التكفير».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الشاهد الثقافة الإخوان

إقرأ أيضاً:

هل تعاني من الأفكار السلبية؟

 

مدرين المكتومية

في بعض الأحيان وقبل أن أشرع في كتابة مقالي الأسبوعي، ينتابني شعور غامض بأنني أخوض معارك ذاتية في أعماق نفسي، شيء ما يُشبه الحرب، لكنها حرب أفكار، تتصارع في ذهني، هل أكتب عن ذلك الموقف الذي وقع أمامي واستخلصتُ منه العِبر والحِكَم؟ أم أتطرق لقضية تلك المرأة التي تُعاني في حياتها الزوجية من شريكها الذي لا يكف عن إيذائها نفسيًا؟ أم أُناقش قضية تفجّرت على منصات التواصل الاجتماعي وأصبحت حديث الرأي العام والنَّاس في كل منزل، رغم أنها لو حدثت في العصر الذهبي للصحافة الورقية لنُشِرَت على عمودين في صفحة داخلية دون أن ينتبه إليها أحدٌ!!

في الحقيقة ما وددت قوله في هذه المقدمة هو أننا نعيش كل يوم بمزاج مختلف، وتقلب في الطاقات، أننا نعيش وفق الأفكار التي تسكننا والتي تتشبث بمخيلتنا، فتجدنا مرة من السعادة المفرطة نود لو أن نهدي العالم بأكمله لمن نحبهم، وفي أحيان أخرى نتمنى أن نعيش الحياة بأنفسنا دون أن نتشاركه مع أحد، وفي بعض اللحظات من فرط الفرح نود لو أن لدينا أجنحة تأخذنا للبعيد، وفي بعض اللحظات الأخرى نتمنى لو أنَّ الحياة تقف عند هذا الحد.

كل هذه التناقضات التي يعيشها العقل البشري هي حصاد ما يسكنه من أفكار وهواجس تراكمت مع الوقت وأصبحت تشكل لديه تشويشاً بين الحين والآخر، لذلك الإنسان فينا يعيش بمزاجات متقلبة وفق ما ينهي به يومه أو يبدأ به يوميه، لذلك علينا دائماً أن نكون حريصين في كل ما نفكر به قبل النوم وما نستيقظ عليه.

والأفكار السلبية تحبط الشخص وتصنع منه شخصًا متقاعسًا غير قادر على العطاء، أو استكمال يومه بطريقه صحيحة، فتجده يتهرب من أداء عمله بشكل متكامل تحت عذر أنه بمزاج سيئ، ولكن كل هذا لا يأتي إلّا بما يُمليه الشخص على نفسه من شعور، فكل ما أرسلت لعقلك رسائل سلبية فإنه يرسلها بطريقة تحولك لشخص يعيش حالة سيئة، فالجسم يعمل بنظام " الرد " أي كما نقول نحن لكل فعل رد فعل، ولكل نوع من المشاعر تأثيره المباشر على تقلب المزاج.

إننا بحاجة لأن نصنع لأنفسنا حاجزَ أمانٍ من الأفكار السلبية، وبلغة حروب العقل "منطقة منزوعة السلاح"، بالطبع سلاح الفكر. علينا ألا نُعطي الأفكار السلبية أي فرصة لتتحكم بمشاعرنا وتخلق منّا أشخاصًا سيئين أو على الأقل أشخاصاً لا يملكون القدرة على اكتشاف جماليات الأشياء في داخلهم، والامتنان لكل اللحظات الجميلة، ولكل الأشخاص المحيطين، ولكل ما بين أيدينا من نعم، دون أن نفكر بطريقة سلبية أو عكسية اتجاه المواقف والأحداث.

علينا ألا نعطي تحليلات لكل شيء خاصة وأن العقل يكبر الأشياء أكثر من حجمها إذا ما أخذ فرصته، بل علينا أن نرى الأشياء بحجمها الطبيعي حتى نكون سعداء كفاية، علينا أن نهتم بصحتنا النفسية، وحياتنا العملية، وواجباتنا الاجتماعية دون أن يطغى أحدها على الآخر حتى نعيش السعادة بكل ما نستطيع.

وأخيرًا.. إنَّ كل فكرة تلمع في عقولنا يجب أن نتعاطى معها بصورة إيجابية، وأن نكف عن تصدير السلبية وتضخيم الأمور والمبالغة في طرح الرؤية ووجهة النظر، علينا أن نشعر بالامتنان إلى هذا الوطن المعطاء مهما ضغطت علينا الظروف، ومهما ضاق بالبعض الحال، وعلينا أن نمارس الود والمحبة وكرم الأخلاق مع جميع من حولنا، وخاصة أولئك الذين نلتقي بهم يوميًا من الأهل وزملاء العمل.. الحياة فرصة للسعادة أو التعاسة، فاخترْ أيهما تريد!

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • أستاذ قانون دولي: الـ 12 شهراً القادمة ستحدد مصداقية النظام العالمي في مواجهة الاحتلال
  • غرسة دماغية من “أمازون” تسمح لمريض بالتحكم في المساعد الرقمي “من خلال الأفكار”
  • عبدالله بن سالم يطلع على جهود «الهوية والجنسية» في دعم منظومة العمل الأمني
  • أكاديمي يوضح كيف تدعم مبادرة «بداية جديدة» الأسر الأولى بالرعاية
  • هل تعاني من الأفكار السلبية؟
  • عبدالله بن سالم يستقبل وفد الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية
  • عبدالله بن زايد: نسعى إلى توجيه منظومة متكاملة تشرف على تنفيذ الهيكلة الجديدة لقطاع التعليم
  • عبدالله بن زايد: نموذج التعليم الجديد يراعي المجتمع ويهتم بالتطوير
  • عبدالله بن زايد: النموذج الجديد يراعي أفراد المجتمع ويهتم بتطوير مسيرتهم التعليمية
  • برئاسة عبدالله بن زايد.. مجلس التعليم يناقش مستجدات الفترة الانتقالية إلى الهيكلة الجديدة