اليمنُ يثبِّتُ معادلتَه المساندة لغزة
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
يمانيون – متابعات
بعد أن أعلن اليمنُ كاملَ استعداده لمواجهة العدوان الأمريكي البريطاني في البحر الأحمر، وإطلاقِه معركةَ “الفتح الموعود والجهاد المقدس» كان لهذه التطورات والتصعيد أسبابٌ أتت على إثر العدوان الأمريكي الذي استهدفت طائراته زوارق القوات البحرية اليمنية أثناء أداء مهامها الاعتيادية في البحر الأحمر، والذي تسبب في استشهاد وفقدان عشرة أفراد من أبطال البحرية اليمنية.
وتوالى العدوان الأمريكي البريطاني بعد ذلك، متجاهلاً وعيد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي –يحفظه الله- في خطابه الأخير بالرد على أي عدوان أمريكي.
هذا المشهد الساخن اليوم أتى ليضيف مساراً آخرَ للجبهة اليمنية في مساندة معركة “طُـوفان الأقصى”، ويؤكّـد أن مسار المعركة في تصاعد دراماتيكي، فالعمليات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية لم تتوقف في البحر الأحمر لاستهداف السفن الإسرائيلية، أَو تلك السفن المتواطئة مع العدوّ الصهيوني، كما أن إطلاق الصواريخ والمسيَّرات إلى “أم الرشراش” ومناطق أُخرى في فلسطين المحتلّة مُستمرّ؛ مَا ضيَّقَ الخناق، وأطبق الحصار على كيان العدوّ؛ ما دفع الأمريكي والبريطاني لمباشرة عدوانهما على اليمن بدون أية أقنعة في محاولة يائسة للحد من استمرار العمليات العسكرية اليمنية الهادفة لإسناد ودعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
خياراتٌ جريئة تفوق حسابات العدوّ:
ثمة خيارات تصعيدية أكثرُ جرأةً أقدمت عليها القيادة اليمنية والقوات المسلحة والشعب اليمني المؤازِر للشعب الفلسطيني بزخم وخروج كبير في كُـلّ الساحات اليمنية، وقد بدت هذه الخيارات التصعيدية اليوم أنها ستجعل من معركة البحر الأحمر، تدخُلُ مرحلةً جديدة ستحمل معها الوجعَ الكبير لأمريكا وبريطانيا ومن خلفهما إسرائيل ولمن تحالف معهم.
وبحسب المؤشرات والمعطيات والمتغيرات، لن تستطيع تلك القوى الظلامية تحمُّلَه، وما تعزز مؤخّراً يثبت جدية التحَرّكات اليمنية على المستوى السياسي والعسكري والتأييد الشعبي المطلق لكل الخيارات في هذه المواجهة، فالرئيس المشاط خلال ترؤسه اجتماعاً بالقيادات العسكرية والأمنية، قال خلال كلمته: «إن دماء شهداء القوات البحرية قد دشّـنت معركة جديدة مع العدوّ الأمريكي والرد عليه آتٍ لا محالة»، كما أكّـد على موقف اليمن وشعبه الثابت والمبدئي والإيمَـاني والأخلاقي والإنساني تجاه نصرة غزة وفلسطين، حَيثُ قال: «إذَا كان الأمريكي ملتزمًا بحماية الكيان الصهيوني فنحن ملتزمون بنصرة غزة وفلسطين»، وجدد الإصرار اليمني على مواصلة عمليات قواته المسلحة في البحر الأحمر بقوله: «إن أية سفينة مرتبطة بالكيان الصهيوني لن تمر من البحر الأحمر مهما كان الثمن».
هذه رسائل واضحة إلى الأمريكي والبريطاني والكيان الصهيوني مفادُها أن عدوانكم وتهديداتكم لن تخيفنا ولن تثنيَ شعبنا في مواصلة معركته المناصرة والمساندة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة مهما كانت التحديات والتضحيات.
ومن خلال ما سبق فَــإنَّ الردَّ اليمني على العدوان الأمريكي وتهديداته، كان حازماً وشجاعاً ومتفرداً، على مستوى المنطقة والعالم؛ فلم يكن العدوان الأمريكي وتهديداته لليمن مؤخّراً، سوى نقلة تأهبت لها اليمن وشعبها وقيادتها وقواتها المسلحة وتم الاستعداد لها وخوض معركتها بثبات وتحدٍّ كبير بعد أن قطع اليمن خطواتٍ كبيرةً وملفتة وفعالة في سياق معركة “طُـوفان الأقصى”، وتحويله للبحر الأحمر وباب المندب إلى قوة ردع قلبت موازين القوى لصالح معركة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ولصالح محور المقاومة والأمّة.
لقد بات هذا واضحًا ومؤثراً باعتراف العدوّ الصهيوني نفسه، عبر تصريحات مسؤوليه في وسائل إعلامه، وبشهادة قادة محور المقاومة والتي كان آخرها تأكيداً لهذه الحقيقة والواقع الذي فرضه اليمن على الأعداء وعلى العالم، ما قاله السيد المجاهد حسن نصر الله -الأمين العام لحزب الله- في لبنان: إن «اليمن جزء من معادلة دولية يقف العالم أمامها على رجل ونص».
وعلى ذلك فلم يكن التحَرُّكُ اليمني في هذه المعركة عابراً ومحدوداً وجزئياً، بقدر أنه قد لفت أنظار العالم، وجعله أكثر انشداداً، صوب معركة البحر الأحمر التي قضت على كُـلّ التحَرّكات البحرية للعدو الصهيوني ولمن يسانده ويتواطأ معه من الدول الأُخرى، وتفرد في كسر الصورة النمطية للدول والشعوب العربية والإسلامية الخانعة والمهزومة نفسياً وعمليًّا أمام الكيان الصهيوني والعدوّ الأمريكي لعقود طويلة.
معركةُ الفتح الموعود تفتحُ مساراً آخرَ:
ما يقوم به اليمن في البحر الأحمر، نقل المعركة إلى طور جديد من المواجهة مع العدوّ، أخذت مساراً مختلفاً تم إدراجها ضمن عنوان ومسار نابع من التوجيهات الإلهية والقيم الإيمَـانية والمبادئ الإنسانية، التي تدعو إلى نصرة المظلومين والمستضعفين في قطاع غزة؛ فبعد أن ارتكب الأمريكي والبريطاني حماقة بعدوانهم على اليمن والقوات البحرية اليمنية، واجه الشعب اليمني وقيادته الشجاعة وقواته المسلحة الباسلة هذا العدوان وتلك التهديدات بتصعيد ناري، وبتحَدٍّ كبير وشجاع وإقدام قلّ لها نظير، وأطلقت القيادة اليمنية اسمَ “معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس” كعنوان ومسار جديد للمعركة مع العدوّ الأمريكي، كحرب ومعركة مقدسة يخوضها اليمن نيابةً عن الخانعين والمتخاذلين من العرب والمسلمين، الذين وقفوا في موقع المتفرج المتخاذل والمتواطئ مع العدوّ الصهيوني المجرم، الذي ترتكب قواته أبشع المجازر الوحشية في قطاع غزة بحق الأطفال والأجنة والنساء والأبرياء دون أن تحَرّك لهم ساكناً أَو تصدر لهم موقفاً تجاه كُـلّ هذه الجرائم الوحشية.
وبذلك يستكملُ اليمنُ تأكيدَ المعادلة التي فرضها على العدوّ الصهيوني وعلى العدوّ الأمريكي اليوم وبعد مشوار من البطولة والإقدام في عملياته العسكرية النوعية في البحر الأحمر والأراضي الفلسطينية المحتلّة، والتي كان من أبرز وأهم نتائجها أن اليمن قد أزاح أمريكا وإسرائيل من موقع تموضعهم الطويل في الهيمنة على البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
ومع كُـلّ المعطيات الموجودة، فَــإنَّ أمريكا التي تسعى اليوم، من خلال تحَرّكاتِها العدائية الوقحة في البحر الأحمر، إلى تطمين حلفائها وبقية دول العالم بأنها ما زالت حاضرة، وقوة عظمى مهيمنة على البحار والممرات المائية في العالم، وفي البحر الأحمر على وجه الخصوص، وما زالت قادرة على حماية ربيبتها إسرائيل وتأمين السفن المتجهة إليها، وهي أمام اليمن اليوم وما قامت به قواته المسلحة من تحَرّكات وخطوات قوية في فرض الحصار البحري على الكيان الصهيوني، تقف عاجزة وقد سقطت فرضيتها الزائفة، وتعرت أمام العالم، وأمام الكيان الصهيوني الذي بدا منزعجاً وقلقاً حيال هذا العجز الأمريكي، وهذا الضعف الذي بدا عليه في هذه المواجهة، والذي لم تستطع قواته حتى الآن أن تفك الحصار البحري التي فرضته اليمن على الكيان الصهيوني، ولم يستطع أن يتعامل مع الهجمات والعمليات العسكرية اليمنية في البحر الأحمر وهو؛ ما أَدَّى حتى إلى مستوى عجز القدرة الأمريكية إلى تقليص وتخفيف وطأة الخسارة الاقتصادية الكبيرة للعدو الصهيوني.
وقد عبّر الكثير من الصهاينة عن هذا الوجع الكبير، ومنهم مثالاً ما صرح به مسؤول صهيوني سابق في الاستخبارات لـ«نيوزويك» بقوله: إن “قرار شركة ميرسك العملاقة في الشحن البحري بوقف مساراتها في البحر الأحمر يسلط الضوء، ويؤكّـد بقوة فشلًا ذريعًا للإدارة الأمريكية في مواجهة تهديدات القوات اليمنية، وقد تحقّق بذلك مقياس نجاح «الحوثيين» في هذه المواجهة”.
فضلاً عن ذلك فقد علقت أكثر من سبع من أكبر عشر شركات للشحن في العالم أعمالها، والملاحة في البحر الأحمر منذ إعلان القوات المسلحة اليمنية أن أية سفينة لها علاقة بإسرائيل تعد هدفاً مشروعاً لها، كما لا تزال العديد من سفن الشحن تستخدم طرقاً بديلة عبر الرجاء الصالح بجنوب إفريقيا.
ومؤخّراً قرّرت عملاق الشحن البحري شركة «كوسكو» الصينية إيقاف التعامل مع الموانئ الصهيونية نتيجة عمليات القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر، وهو ما سيضاعف خسائر كيان العدوّ الاقتصادية، ولا يزال الأمر متاحاً، والباب مفتوحاً أمام بقية شركات الشحن البحري لتحذو حذو من سبقها من الشركات العالمية تجنباً للضربات اليمنية التي لن تتوقف إلَّا مع سماح كيان العدوّ بإدخَال الغذاء والدواء لقطاع غزة.
تثبيتُ المعادلة على وقع الفشل الأمريكي:
الحقيقة الماثلة اليوم أمام العالم، أن اليمن أسقط الهيمنة الأمريكية في البحر الأحمر، وهو ماضٍ مع أحرار المقاومة بقوة وإرادَة كبيرة في إسقاطها من المنطقة، وقد تكون هذه المعركة المقدسة، وإن كانت بالنسبة لليمن في إطارها الجيواستراتيجي، هي من ستفضي بتداعياتها ونتائجها إلى حتميةِ الزوال لهذا الكيان المجرم، مع استمرار المغامرة الأمريكية غير المحسوبة؛ لذلك فَــإنَّها بحق ستختصر المسافات الزمنية بالتعجيل في الورطة الكبيرة التي لن تستطيع واشنطن الخروج منها إلَّا وقد مُنِيَت بهزيمة ساحقة وخروج مذل ومهين من المنطقة وإلى الأبد؛ فالسيد القائد رجل القول والفعل لا يستخدم مع العدوّ في تحذيراته ونصحه لغةَ السياسة ومناوراتها التي طالما اعتاد عليها ويمارسها البعضُ من قادة العالم في هكذا مواقفَ وحالات وأحداث، فقد عرفه الأمريكيون أنفسهم والآخرون.
وكذلك من خلال مسيرة الجهاد وسنين العدوان على اليمن بأنه صادقٌ وجادٌّ في تحذيراته وشجاع في اتِّخاذ قراراته، وقبل أَيَّـام وجّه هذا القائد المؤمن المجاهد تحذيره الشديد اللهجة إلى الأمريكي بقوله: «إذَا تورط الأمريكي في شن عدوانه على بلدنا فهو تورط بكل ما للكلمة من معنى»، وَأَضَـافَ في سياق كلمته بأن «أي استهداف أمريكي لبلدنا سنستهدفه هو وسنجعل البوارج والمصالح الأمريكية هدفاً لصواريخنا وطائراتنا المسيَّرة وعملياتنا العسكرية؛ فنحن شعب لا نخاف التهديد والعدوان الأمريكي المباشر»، في إشارةٍ إلى أن اليمن يمضي في هذه المعركة وفي سياق كُـلّ التطورات ومنها التصعيد الأمريكي وعدوانه وتهديداته ليقومَ بواجبه المقدَّس لتلقينِ أمريكا والكيان الصهيوني دروساً قاسية وتوعد قواته المسلحة بتوجيه المزيد من الصفعات المدوية لهم والقادرة بعون الله على كسر أمريكا وتحالفها وتعريتها مع الكيان الصهيوني أخلاقياً وإنسانياً وسياسيًّا، وتؤسّس لمرحلة جديدة ومختلفة للمقاومة في ظل اتساع رقعة عملياتها العسكرية وتطور قدراتها في مقارعة الهيمنة والغطرسة الأمريكية الصهيونية الغربية المتناقضة مع كُـلّ القيم والمبادئ الأخلاقية التي ردّدتها وتغنت بها طويلاً على مسامع العالم، والتي سقطت اليوم سقوطاً مدوياً بعد أن فضحتها وعرتها تلك المجازر البشعة والوحشية التي ارتكبها الصهاينة في غزة بدعم أمريكي غربي وتواطؤ عربي من تلك الأنظمة الخائنة والمطبعة مع العدوّ، وبعد تلك الضربات القوية والموجعة والمواقف المشرِّفة والمسؤولة لليمن وشعبه، وللأحرار في كُـلّ محور المقاومة والعالم بأسره.
المسيرة: محمد يحيى السياني
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العدوان الأمریکی الکیان الصهیونی فی البحر الأحمر قواته المسلحة فی قطاع غزة مع العدو بعد أن فی هذه
إقرأ أيضاً:
قدمت من اليمن إلى مصر.. سفينة مهددة بالغرق في البحر الأحمر
جنحت سفينة بضائع في البحر الأحمر، في الوقت الذي تواجه خطر الغرق، نتيجة حدوث تسرب للوقود من خزاناتها إلى مياه البحر إثر ارتطام جسم السفينة بحافة الشعاب المرجانية شمال مدينة القصير المصرية.
وأفادت وسائل إعلام مصرية أن تسرب الوقود من خزانات السفينة، جعل التلوث البترولي يمتد إلى شاطئ مدينة القصير المصرية.
وحذّر قبطان سفينة البضائع الجانحة "VSG GLORY" التي ترفع علم جزر القمر، من تعرض السفينة للغرق وانشطارها لنصفين، بعد دخول المياه إلى غرفة المحركات وحدوث مَيل بها وتسرُّب الوقود لمياه البحر الأحمر.
وطالب القبطان، بسرعة إنقاذ وإخلاء الطاقم من السفينة.
وبحسب مصادر ملاحية، فإن السفينة "VSG GLORY" كانت قادمة من اليمن إلى ميناء بورالتوفيق في السويس بمصر، ويبلغ طولها 100 متر وعرضها 19 متراً، وتعرضت للجنوح في سواحل مدينة القصير جنوب البحر الأحمر مساء أمس الأول.
وأشارت إلى أن سبب الجنوح يعود إلى عطل فني بمحركات السفينة التي يملكها عراقي الجنسية، تضم 21 من البحارة والفنيين، منهم 10 هنود و4 سوريين وعراقي، و4 مصريين، في الوقت الذي تعرضت السفينة لإرتطام بحافة الشعاب المرجانية بالمنطقة، وهو ما أدى إلى ثقوب في السفينة وتسرب للوقود.
وتحاول السلطات المصرية، مسارعة الجهود لتفادي المخاطر نتيجة التسرب النفطي ومحاولة إنقاذ السفينة الجانحة.