تتسارع ارتفاعات درجات الحرارة قارات آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية، مسجلة أرقاما قياسية ومتسببة في وفيات وحرائق غابات وفيضانات وإرباك مظاهر الحياة اليومية، وسط تحذيرات من تداعياتها الصحية حيث تعتبر المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن الحرارة أحد أكثر التغيرات الجوية فتكا.

وفي الولايات المتحدة، أعلنت شرطة ولاية بنسيلفانيا مصرع 5 أشخاص على الأقل بعد أن جرفتهم السيول، ولا يزال 3 آخرون في عداد المفقودين.

وقال حاكم الولاية جوش شابيرو إن إدارته قلقة بشأن سوء الأحوال الجوية، حاثا المواطنين على البقاء في حالة تأهب.

وفي وقت سابق، أفادت خدمة الأرصاد الجوية الوطنية بالولايات المتحدة أن موجة حر قوية تمتد من كاليفورنيا إلى تكساس، ومن المتوقع أن تبلغ ذروتها خلال أيام محذرة من شدتها وخطورتها في الوقت نفسه.

ويقع ما يقرب من ربع سكان الولايات المتحدة تحت تحذيرات الحرارة الشديدة، ويرجع ذلك جزئيا إلى "قبة الحرارة العنيدة" التي كانت متوقفة فوق الولايات الغربية.

واسع النطاق شديد الوطأة

وحذرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية من "موجة حرّ واسعة النطاق وشديدة الوطأة" في قسم كبير من غرب البلاد وجنوبها، مع توقع استمرار ارتفاع درجات الحرارة الأسبوع المقبل، مما يزيد المخاطر الصحية على ملايين السكان.

وطالبت سلطات هيوستن بولاية تكساس، من سكان المدينة، السبت الماضي، الحدّ من استعمال الكهرباء من الثانية عصرا وحتى العاشرة مساء، ويسري هذا التنبيه حتى اليوم الإثنين، في محاولة للتخفيف من ارتفاع الطلب.

وفي كندا، أعلنت السلطات أمس أن رجل إطفاء ثانيا لقي حتفه خلال مكافحة أحد الحرائق الضخمة التي تشهدها البلاد منذ أسابيع، بعد وفاة إطفائية غرب البلاد الخميس الماضي في أول حالة وفاة منذ بدء موسم الحرائق التاريخي الذي تشهده كندا.

وتواجه الأقاليم الشمالية الغربية من كندا موجة جفاف شديدة هذا العام، والأيام الأخيرة تجاوزت درجات الحرارة الأرقام القياسية في بعض الأماكن. وهناك 89 حريقا نشطا الوقت الحالي بهذه الأقاليم ، منها 12 منها خارجة عن السيطرة. وأتت النيران بهذه المنطقة على أكثر من 809 آلاف هكتار.

موجة الحر غير المسبوقة تؤرق الإنسان والحيوان (الأوروبية)

وفي أوروبا تجتاح موجة من الحر الشديد القارة، وتخطت 40 درجة مئوية في بعض مدن إسبانيا، وفرنسا، واليونان، وكرواتيا، وإيطاليا. وتتصاعد المخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن موجة الحر هذه والتي يُتوقع أن تزداد سوءا.

وعلقت السلطات في مطار كاتانيا جنوبي إيطاليا اليوم الرحلات الجوية من وإلى المطار، وذلك في الوقت الذي كان يكافح فيه رجال الإطفاء للسيطرة على حريق شب بالمطار الليلة الماضية. وذكرت وكالة أنباء أنسا أن رجال الإطفاء قالوا إن الوضع "حساس وصعب".

وأصدرت السلطات مؤخرا تحذيرا من المخاطر الصحية الشديدة في 15 مدينة، من ضمنها فلورنسا والعاصمة روما، التي شهدت هذا الأسبوع سقوط عدد من السيّاح تعرضوا لضربات شمس.

حرائق غابات

وفي إسبانيا، أجلت السلطات ألفي شخص بعد اندلاع حرائق الغابات وخروجها عن السيطرة في جزيرة لا بالما. وقالت أمس إنه تم إجلاء ما لا يقل عن 4 آلاف شخص إثر خروج حريق غابات في الجزيرة عن السيطرة.

وتشارك 10 وحدات جوية و300 من أفراد فرق الإطفاء على الأرض للسيطرة على الحريق المشتعل على الجزيرة التي تشكل جزءا من أرخبيل إسباني قبالة سواحل غرب أفريقيا.

وفي اليونان، حظرت السلطات الوصول إلى الغابات والمحميات الطبيعية بسبب تزايد مخاطر اندلاع حرائق الغابات. مع توقع طقس حارق حتى الأسبوع المقبل، وتظل اليونان في حالة تأهب قصوى للتعامل مع النتائج الصحية وحرائق الغابات.

 رجال الإنقاذ في كوريا الجنوبية يواصلون البحث عن ضحايا في نفق غمرته المياه في تشونغ غو (رويترز)  

أمطار آسيا

وفي آسيا، تشهد عدة دول في أنحاء القارة سلسلة من الأمطار الغزيرة، أدت إلى حدوث فيضانات وانزلاقات للتربة. وذكرت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية أن عدد القتلى أو المفقودين في الأمطار الغزيرة الأخيرة ارتفع إلى 49 بعد انتشال 4 جثث أخرى من طريق تحت الأرض غمرته المياه في السابق وسط مدينة تشونغ غو.

وأمر الرئيس يون سوك يول ـالذي عاد من رحلة خارجيةـ ببذل الجهود الممكنة للتعامل مع الأضرار الناجمة عن الأمطار الغزيرة بما يشمل تصنيف مناطق  متضررة على أنها مناطق كوارث، بينما يواصل عمال الإنقاذ جهودهم للوصول إلى المحاصرين في القرى والأنفاق التي غمرتها مياه الفيضانات.

وفي الهند، واصلت الفيضانات في المناطق المنخفضة وتجاوز منسوب مياه "نهرغامنا" رقما قياسياً منذ 40 عاما، مما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص في غضون أسبوعين.

وفي اليابان، اجتاحت الأمطار الغزيرة محافظة أكيتا شمالي البلاد، مما أدى إلى فيضان في نهر شينشيرو، وسط مخاوف من وقوع فيضان أيضا في نهر توهوكو.

وأصدرت السلطات اليابانية تنبيهات بضربة شمس لعشرات الملايين من الناس في 20 من محافظاتها البالغ عددها 47 حيث أدت درجات الحرارة المرتفعة إلى احتراق مناطق واسعة وهطول الأمطار الغزيرة على مناطق أخرى. وعثر أمس على شخص ميتا في سيارة غمرتها المياه بعد أسبوع من مقتل 7 أشخاص في طقس مشابه جنوب غرب البلاد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الأمطار الغزیرة درجات الحرارة

إقرأ أيضاً:

أميركا وأوروبا وأستراليا تتخذ إجراءات ضد ديب سيك

حذرت البحرية الأميركية أعضاءها من استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي "ديب سيك" الصينية بسبب المخاوف الأمنية والأخلاقية المرتبطة بها، في وقت تتوالى فيه التحذيرات من دول ومنظمات دولية بشأن حماية البيانات والخصوصية على هذا التطبيق.

البحرية الأميركية تحذر من استخدام "ديب سيك"

أبلغت البحرية الأميركية أعضاءها بتجنب استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي من شركة "ديب سيك" الصينية في تحذير عبر البريد الإلكتروني ينص على عدم استخدام النموذج الصيني بأي شكل من الأشكال بسبب المخاوف الأمنية والأخلاقية المحتملة المرتبطة بأصل النموذج واستخدامه، وفقا لتقرير نشره موقع "سي إن بي سي".

وأكد متحدث باسم البحرية الأميركية صحة البريد الإلكتروني، في إشارة إلى سياسة الذكاء الاصطناعي التوليدي لرئيس تكنولوجيا المعلومات في وزارة البحرية، حيث جاء في رسالة البريد الإلكتروني "نود أن نلفت انتباهكم إلى تحديث بالغ الأهمية يتعلق بنموذج ذكاء اصطناعي جديد يسمى (ديب سيك)".

ومن جهته، صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن الارتفاع المفاجئ لنموذج "ديب سيك" الصيني بمنزلة جرس إنذار لشركات التكنولوجيا الأميركية، في الوقت الذي يحاول فيه إبقاء تطبيق "تيك توك" ساري المفعول في بلاده.

إيطاليا تُرسل أول طلب لمراقبة البيانات إلى "ديب سيك"

قدمت منظمة "يوروكونسمرس" (Euroconsumers) وهي ائتلاف يضم مجموعات المستهلكين في أوروبا، شكوى إلى هيئة حماية البيانات الإيطالية تتعلق بكيفية تعامل نماذج "ديب سيك" مع البيانات الشخصية، وركزت الشكوى على لائحة حماية البيانات العامة "جي دي بي آر" (GDPR) وهي الإطار التنظيمي لحماية البيانات في أوروبا.

إعلان

وأكدت هيئة حماية البيانات الإيطالية أنها أرسلت كتابا إلى "ديب سيك" تطلب منها الحصول على معلومات، إذ تشير الهيئة إلى أن بيانات ملايين الأشخاص في إيطاليا في خطر، وقد منحت الشركة الصينية 20 يوما للرد على الكتاب.

وأحد التفاصيل الرئيسية حول "ديب سيك" التي لاحظها كثيرون هي أن الخدمة تعمل من الصين وفقا لسياسة الخصوصية الخاصة بها، ويشمل ذلك المعلومات والبيانات التي تجمعها الشركة وتخزنها، وتفيد التقارير أن "ديب سيك" تُخزن البيانات في بلدها الأصلي أي في الصين.

وتُشير الشركة الصينية باختصار في سياستها إلى أنه عند نقل البيانات إلى الصين من البلد الذي يُستخدم فيه "ديب سيك"، فإنها تفعل ذلك وفقا لمتطلبات قوانين حماية البيانات المعمول بها، ولكن "يوروكونسمرس" وهيئة حماية البيانات الإيطالية تحتاجان مزيدا من التفاصيل، فهما تريدان معرفة البيانات الشخصية التي تُجمع -ومن أي مصادر- ولأي أغراض، بما في ذلك المعلومات المستخدمة في تدريب نظام الذكاء الاصطناعي، حتى إنهما تريدان معرفة الأساس القانوني لمعالجة البيانات، وتحتاجان مزيدا من التفاصيل حول الخوادم في الصين.

وعلاوة على ذلك، فقد ذكرت المنظمة في شكواها أنها تريد إجابات حول طريقة إعلام المستخدمين -سواء كانوا مسجلين أو غير مسجلين في الخدمة- بكيفية معالجة بياناتهم الشخصية التي تم أو يتم جمعها عبر أنشطة جمع البيانات من الويب.

ويذكر أن منظمة "يوروكونسمرس" نجحت في قضية ضد "غروك" (Grok) العام الماضي حول سياستها في استخدام البيانات لتدريب نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها.

ومن المثير للاهتمام أن سياسة العمر الخاصة بشركة "ديب سيك" تشير إلى أنها غير مخصصة للمستخدمين الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما، رغم أنها لا توفر طريقة لفرض ذلك. وبالنسبة لأولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و18 عاما، فإن "ديب سيك" تقترح عليهم قراءة سياسة الخصوصية مع شخص بالغ.

إعلان

وعلى مدى الأيام القليلة الماضية كان "ديب سيك" موضوعا رئيسيا في مؤتمر صحفي في المفوضية الأوروبية، إذ سُئل توماس رينيه المتحدث باسم المفوضية لشؤون سيادة التكنولوجيا عما إذا كانت هناك مخاوف متعلقة بالأمن والخصوصية والرقابة على المستوى الأوروبي بشأن "ديب سيك". ومع ذلك، كانت رد رينيه "من السابق لأوانه قول أي شيء عن أي تحقيقات".

وأشار رينيه إلى أن الخدمات المقدمة في أوروبا ستحترم القواعد الأوروبية، مضيفا أن قانون الذكاء الاصطناعي ينطبق على جميع خدمات الذكاء الاصطناعي المقدمة في المنطقة، ولكنه رفض الإفصاح عما إذا كانت شركة "ديب سيك" في تقدير الاتحاد الأوروبي تحترم تلك القواعد أم لا.

أستراليا تُحذر مواطنيها من النموذج الصيني

حث وزير الخزانة الأسترالي جيم تشالمرز الأستراليين على توخي الحذر عند استخدام نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني "ديب سيك" ليكون بذلك أول حكومة تحذر من استخدامه، حسب رويترز.

وقال تشالمرز في مؤتمر صحفي: "نود أن نحث الأستراليين على توخي الحذر بشأن هذه التكنولوجيا الجديدة، فمن الواضح أننا نتلقى باستمرار نصائح حول هذا الأمر".

مقالات مشابهة

  • يوم الخميس.. حائل وطريف تسجلان أقل درجة حرارة في المملكة
  • رفحاء تتصدرها.. 4 أماكن تسجل أقل درجة حرارة اليوم الأربعاء
  • فيديو.. فيضانات تاريخية تجتاح شمال غرب فرنسا
  • أميركا وأوروبا وأستراليا تتخذ إجراءات ضد ديب سيك
  • حالة الطقس اليوم الأربعاء 29 يناير 2025: ارتفاع درجات الحرارة واختفاء الأمطار
  • بدأت بصاعقة رعدية.. حرائق الغابات تجتاح مناطق ريفية في أستراليا
  • تصل إلى 2 مئوية.. أقل درجات حرارة في المملكة اليوم الثلاثاء
  • الأرصاد الجوية تحذر من الشبورة الكثيفة والأمطار الغزيرة..تعرف على حالة الطقس غدًا
  • موسكو وضواحيها تسجل 3 درجات حرارة قياسية
  • حالة الطقس غدا.. شديد البرودة على أغلب الأنحاء وفرص لسقوط الأمطار