قلق غربي من تزايد وتيرة هجمات «داعش»
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
دينا محمود (لندن)
أخبار ذات صلةقرع إعلان تنظيم «داعش» الإرهابي مسؤوليته عن شن نحو 30 هجوماً شهدتها مناطق مختلفة من العالم في وقت سابق من الشهر الجاري، أجراس الإنذار لدى دوائر الأمن والاستخبارات في عدد من عواصم الدول الكبرى، وسط مخاوف من أن يكون التنظيم قد عاد إلى الحياة بالفعل، بعد سنوات من الخمول.
واعتبر خبراء مكافحة الإرهاب، أن تلك الاعتداءات، التي وقعت على مدار 24 ساعة فحسب وشملت تفجيريْن إرهابيين ضربا إيران وأوقعا نحو 100 قتيل بجانب هجمات أخرى في أنحاء متفرقة من أفريقيا وآسيا، تنذر بأن فترة الهدوء التي نعمت بها الدول الغربية، منذ أن دُحِرَ «داعش» في العراق وسوريا قبل عدة أعوام، ربما تكون قد شارفت على الانتهاء.
وبدت هذه الهجمات، تأكيداً على تزايد خطورة جناح هذا التنظيم الإرهابي في أفغانستان، المعروف باسم «داعش - خراسان»، خاصة بعدما وسع رقعة استهدافه وعملياته، لتشمل دولاً آسيوية، من بينها بنجلاديش وميانمار وسريلانكا وقيرغيزستان وجزر المالديف، فضلاً عن تبنيه اعتداءات نُفِذَت في مناطق أخرى من العالم. ويرى متخصصون في شؤون الجماعات الإرهابية والمتطرفة، أن الاعتداءات الأخيرة تثير تساؤلات مثيرة للقلق، بشأن كيفية تمكن «داعش - خراسان» من تعزيز قدراته، لدعم منفذي هجمات إرهابية، في بقاع بعيدة عنه جغرافياً مثل دول أوروبا، ما يشير إلى أنه ربما نجح في التكيف مع الضغوط الناجمة، عن الحملات الأمنية التي يتعرض لها، كما فعل تنظيم «القاعدة» من قبل.
ومن بين العوامل التي تثير مخاوف الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الغربية أيضاً في الوقت الحاضر على هذا الصعيد، قدرة تنظيم «داعش» بوجه عام، على تجنيد من يُعرفون بـ «الذئاب المنفردة»، وهم الإرهابيون المستعدون للعمل بشكل منفرد، من دون تلقي دعم مادي من التنظيم، أو أن يكونوا تابعين بشكل مباشر لهيكله القيادي، وهو ما يزيد من صعوبة الرصد المسبق لهم، وإحباط مخططاتهم.
ويقول الخبراء إنه على الرغم من تراجع وتيرة عمليات التنظيم في أفغانستان ومحيطها، فإن ذلك يترافق مع تصاعد خطورته في مناطق أخرى، ما يمثل مؤشراً ينبغي أن يحظى باهتمام الدوائر الأمنية في الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين.
فوفقاً للخبراء، توجب هذه التطورات، أن تتحلى بُلدان الغرب بالحذر، من محاولات «داعش» استغلال التوترات الإقليمية وفترة القلاقل الحالية في الشرق الأوسط، لإحياء مطامعه، في إعادة تأسيس «خلافته المزعومة»، التي تفككت خلال العقد الماضي. وفي تصريحات نشرتها صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية، حذر الخبراء الأمنيون، من أن عدم وقوع هجمات إرهابية في أوروبا حتى الآن، قد لا يعود لعدم بذل «داعش» جهوداً كافية على هذا الصعيد، وإنما لأن أجهزة الأمن في القارة، لا تزال متيقظة لمحاولات هذا التنظيم الوحشي ضرب المصالح الغربية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: داعش مكافحة الإرهاب الهجمات الإرهابية
إقرأ أيضاً:
ماذا يقول الخبراء عن تزايد معدلات التوحد؟
صرّح باحثون بأن البيانات الفيدرالية الجديدة في الولايات المتحدة تُظهر ارتفاعا في معدل انتشار التوحد تُثير القلق، لكنهم أضافوا أن الأسباب والأعراض أكثر تعقيدا من مجرد أرقام.
وأظهرت بيانات نشرتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة على موقعها الإلكتروني في 14 إبريل/نيسان الجاري، ارتفاع معدل انتشار التوحد في جميع أنحاء الولايات المتحدة من طفل واحد من كل 36 طفلا إلى طفل واحد من كل 31 طفلا. فكيف فسر المتخصصون هذه الزيادة وفقا لما نقلته عنهم مجلة نيوزويك الأميركية؟
تحسن الوعي وأساليب التشخيصيرى يورغن هان عضو في المجلس الاستشاري العلمي لمعهد أبحاث التوحد في الولايات المتحدة، والأستاذ ورئيس قسم الهندسة الطبية الحيوية في معهد رينسيلار بوليتكنيك أن البيانات الجديدة غير مفاجئة، وتدل على اتجاهات متواصلة على مدار سنوات.
وعندما سُئل هان عن سبب هذه الزيادات، قال: "نعلم أن الأرقام ترتفع، لكننا لا نعرف بالضبط سبب ارتفاعها. على سبيل المثال، في إحدى الدراسات إذا زادت المضاعفات أثناء الحمل، فإن خطر إصابة الطفل تزداد، ولكن ليس بالقدر الذي يُفسر سبب ارتفاع المعدل الإجمالي".
وصرحت روما فاسا، مديرة الخدمات النفسية في مركز خدمات التوحد والعلوم والابتكار في معهد كينيدي كريجر في الولايات المتحدة بأن تقرير الانتشار مهم لأنه يساعد الباحثين على فهم اتجاهات تشخيص التوحد.
إعلانوقالت: "هذا المعدل المتزايد مدفوع بعدة عوامل، منها تحسن الوعي بالتوحد بين الأطباء والآباء والمعلمين وغيرهم من المهنيين؛ وتحسين إمكانية الوصول إلى الفحص والتقييم؛ وتوسيع معايير تشخيص التوحد".
شارك نايجل نيوبوت، الأستاذ المساعد في تقنيات التعلم المتقدمة بجامعة فلوريدا في الولايات المتحدة، هذا الرأي، قائلا إننا كمجتمع نفهم ونعرف أكثر بكثير مما كنا نعرفه في السابق. هناك عوامل أخرى مؤثرة، لكن الجهات المعنية، بما في ذلك الأطباء العامون، والمؤسسات التعليمية، وأولياء الأمور، يمكنهم رصد العلامات المبكرة المحتملة للتوحد، وكل ذلك يساعد في الوصول إلى تشخيصات مبكرة.
فيما صرح روبرت ميليلو، عالم الأعصاب والخبير في مجال اضطرابات النمو المرتبطة بالدماغ بأن زيادة الوعي لا تُفسر بشكل كامل هذه المعدلات المرتفعة.
وأضاف ميليلو: "في أحسن الأحوال، لا يُمكن تفسير 50% من الزيادة إلا من خلال تحسين التقدير. هذا يعني أن 50% على الأقل لا يوجد لها تفسير. إذا تحدثتَ إلى أي شخص في مجال التعليم والرعاية الصحية، فستجد أن الزيادة في عدد الأطفال ذوي جميع الإعاقات واضحة".