نيجيرية تكسر التمييز ضد المرأة بورشة إصلاح تكنولوجيا الهاتف الخاصة بها
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
كان مجتمع مافا في ولاية بورنو بشمال نيجيريا من بين العديد من البلدات التي عانت من هجمات إرهابيي بوكو حرام اللعين التي قتلت الكثيرين وأغرقت آخرين في ظروف ومشقة رهيبة وأجبرت الآلاف على الفرار.
اليوم ، تغير الكثير بالنسبة للبلدة الصغيرة ، بما في ذلك وجود أول فنية هواتف شهيرة فالماتا عثمان التي شهدت الخراب الذي أصاب المدينة قبل بضع سنوات.
على الرغم من بعض ردود الفعل العنيفة والمقاومة من المجتمع ، كانت الفتاة البالغة من العمر 23 عاما تؤمن بحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين.
يقول عثمان: "كنت أدرس قبل أن أتعلم المهارة، وبعد تخرجي من المدرسة كنت في المنزل أفعل حتى بعد سنوات طورت الاهتمام والإلهام في إصلاح الهواتف وكما ترون الحمد لله يمكنني الاعتناء وكذلك من حولي".
يرعى العديد من سكان مجتمع مافا خدماتها الآن ، لكن البعض لم يتوقف أبدا عن التعبير عن دهشته من الخبرة الفنية للشابة.
يقول أحدهم باباغانا موجو إنه حاول دون جدوى إصلاح هاتفه حتى وجد فالماتا. "لقد واجهت مشكلات في إصلاح هاتفي الذي عانيت منه أثناء محاولة إصلاح الهاتف ، أخذته إلى أربعة أماكن مختلفة للإصلاح، عميل آخر مارينجو كافي يشهد على عمل فالماتا، «عملهم جيد جدا هنا، إنه يظهر تقدما.
سوف يساعدها حقا ومن حولها. لقد رأيت نساء ينخرطن في مثل هذا النوع من العمل. إذا علمت فتيات أخريات ، فإنهن أيضا سيعلمن الآخرين وهذا يعني التقدم لمجتمعنا ".
وقد وصفتها خطوة فالماتا الجريئة بأنها بطلة محلية في بيئة قرية تختلف عن بيئة معظم النساء النيجيريات اللواتي يسمح لهن بالعمل وشغل مناصب مكتبية ولكن هنا في مافا، تركز النساء وخاصة المسلمات على الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال.
"سأنصح النساء بعدم الجلوس في المنزل خاملين ، حتى لو كنت متزوجة أو شابة ، فليس من المتوقع منك أن تكون خاملا خاصة عندما يكون لديك أطفال ليس عليك الاعتماد على زوجك لتوفير احتياجاتك، فالحياة الآن ليست سهلة نعم ، سوف يعيل الأب أطفاله وأنت ، لكن سيكون من الجيد أن تلعب دورك مثل ممارسة الأعمال التجارية مهما كانت صغيرة ... البدايات الصغيرة تنمو لتصبح شيئا كبيرا".
على الرغم من أن نيجيريا تقدمت 16 مركزا في ترتيب المؤشر العالمي للفجوة بين الجنسين لعام 2022 مقارنة بعام 2021 ، إلا أنها لا تزال تعاني من فجوة بين الجنسين تبلغ 63.9٪ وفقا لتقرير الفجوة بين الجنسين العالمي.
وأفاد مراسل أفريكا نيوز بيتروس كوروتسي في مافا نيجيريا أن الكثيرين في المدينة يستلهمون من الشابة ويعتقدون أنهم أيضا يمكن أن يزيدوا من الفقر إذا اتخذوا مثل هذه الخطوة الجريئة في مجال يعتقد تقليديا أنه للرجال في مجتمعهم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: بین الجنسین
إقرأ أيضاً:
يوم المرأة العالمي: إعادة التفكير في الحرية التي لم تكتمل
في يوم المرأة العالمي، نحتفي بها، لكن بأي امرأة؟
تلك التي رسمها الخيال الجماعي في صورة انتصارٍ رمزي؟ أم المرأة التي ما زالت تقف عند حافة التاريخ، تنظر إلى حريتها كضوء بعيد لا يكتمل؟
التاريخ ليس مجرد خط صاعد نحو التقدم، بل شبكة معقدة من الصراعات. والمرأة، رغم كل ما تحقق، لم تخرج تمامًا من ظل الأنظمة التي صاغت وجودها.
قد تكون تحررت من بعض السلاسل، لكنها ما زالت محاطة بجدران غير مرئية، جدران صنعتها السياسة، والدين، والاقتصاد، وحتى اللغة نفسها.
هكذا نجد أن أسماء مثل فاطمة أحمد إبراهيم، التي ناضلت من أجل حقوق المرأة في السودان، لم تواجه فقط السلطة السياسية، بل واجهت بنية اجتماعية متجذرة صممت كي تعيد إنتاج القهر بأشكال جديدة.
لكن السؤال الأهم: هل التحرر أن تُمنح حقوقًا ضمن قواعد لعبة لم تصممها؟ أم أن التحرر الحقيقي هو إعادة تشكيل القواعد ذاتها؟
في مجتمعات تتقن إعادة إنتاج القهر بوجوه ناعمة، يصبح السؤال أكثر تعقيدًا: هل حصلت المرأة على حريتها، أم أنها فقط صارت أكثر وعيًا بما سُلِب منها؟
وإذا كان التحرر مسارًا متجدّدًا، فإن كل انتصار تحقق كان مصحوبًا بقيود جديدة، أكثر خفاءً، وأكثر فاعلية.
المرأة نالت حق التعليم، لكن ضمن أطر تحدد لها ماذا يعني أن تكون “مثقفة” وفق تصورات السلطة، كما حدث مع ملكة الدار محمد، كأول روائية سودانية ولكن بقي صوتها محصورًا داخل سياقات لم تعترف بإبداعها كما يجب.
المرأة نالت حق العمل، لكن في سوق مصمم لإدامة أشكال غير مرئية من الاستغلال، كما شهدنا مع النساء في الثورة السودانية اللواتي وقفن في الصفوف الأمامية، ثم وجدن أنفسهن مستبعدات من مراكز القرار.
نالت المرأة الحقوق السياسية، لكنها ظلت داخل أنظمة لم تتغير جذريًا، كما حدث مع الكثير من الناشطات اللواتي تم تهميشهن بعد الثورات، رغم أنهن كنّ المحرك الأساسي لها.
في ظل هذه التناقضات، يبقى السؤال: هل تحررت المرأة حين دخلت فضاء العمل والسياسة، أم أن الفضاء نفسه أعاد تشكيلها لتناسب إيقاعه، دون أن يسمح لها بتغييره من الداخل؟
لا يزال العالم يحتفي بالمرأة بناءً على الأدوار التي تؤديها للآخرين: أم، زوجة، ابنة، وحتى في أكثر الخطابات تحررًا، تُقدَّم كـ”مُلهمة” و”صانعة تغيير”، لكن نادرًا ما تُمنح حق الوجود كذات مستقلة.
وربما السؤال الحقيقي ليس “كيف تحررت المرأة؟” بل “ممن تحررت؟” وهل التحرر من سلطة الرجل يكفي، بينما ما زالت خاضعة لسلطة السوق، والسلطة الرمزية، وسلطة الخطابات التي تحدد لها حتى كيف ينبغي أن تتمرد؟
عند هذه النقطة، لم يعد السؤال عن الحقوق وحدها كافيًا، بل أصبح من الضروري إعادة النظر في مفهوم العدالة ذاته. هل يكفي أن تكون هناك مساواة قانونية إذا كان النسيج الاجتماعي نفسه منحازًا؟ هل يمكن للمرأة أن تتحدث بصوتها، أم أنها ما زالت تتحدث داخل الأطر التي صُممت سلفًا؟ إن الاحتفاء بيوم المرأة يجب ألا يكون طقسًا رمزيًا، بل لحظة للتأمل في بنية العالم نفسه. هل هو عالم يمكن للمرأة أن تعيد تشكيله، أم أنه عالم يلتهم كل محاولة لإعادة تعريفه؟
في النهاية، الحرية ليست وجهة تصلها المرأة، بل معركة مستمرة، ليس ضد الآخر فقط، بل ضد الأوهام التي صيغت لتجعلها تعتقد أنها وصلت.
ربما السؤال الأكثر إلحاحًا ليس متى ستحصل المرأة على حقوقها الكاملة، بل: هل هذه الحقوق هي كل ما تحتاجه؟ أم أن التغيير الحقيقي يبدأ عندما لا تكون المرأة مضطرة لأن تثبت أنها تستحقها أصلًا؟
zoolsaay@yahoo.com