عقدت مديرية الأوقاف بالفيوم برئاسة الدكتور محمود الشيمي وكيل الوزارة، (17) أسبوعا دعويا تحت عنوان: "الكبر ونهاية المتكبرين"، وذلك بالمساجد الكبرى بقرى المحافظة. 

يأتي هذا في إطار الدور التثقيفي ونشر الفكر الوسطي المستنير الذي تقوم به مديرية أوقاف الفيوم، بحضور نخبة من كبار القراء والعلماء والأئمة المميزين.

 

وخلال هذه اللقاءات أكد العلماء على حرمة الكبر؛ لأن "التواضع" فضيلة ذات شأن عظيم، لما تتضمنه من عطاء يلبي جميع ما يحتاج إليه البشر من أمور الدين والدنيا، وهو عطاء لا يقارن به عطاء آخر، مضيفين أن أمر الله رسوله( صلى الله عليه وسلم) بالتواضع؛ لأن الكبر عواقبه وخيمة، فقال تعالى"واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين" وقوله "ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور".  

 العلماء: التواضع هو الرفق ولين الجانب وهو السماحة في القول والفعل 

  واختتم العلماء حديثهم بأن التواضع هو الرفق ولين الجانب، وهو ما يستلزم السماحة في القول والأدب في الفعل، وليس التواضع مذلة ولا مهانة، فهو فضيلة ترتبط بفضائل أخرى كالرحمة، وبر الوالدين، والخشوع لله تعالى، بخلاف الذل الذي هو بذل النفس وبيعها في سوق الشهوات والأغراض والذي يتبعه هوان ومهانة.  

  وقال العلماء أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يجلس مع أصحابه فلا يتميز عليهم بمكان، ولا بزي ولباس، حتى يدخل الداخل يريده فلا يكاد يعرفه حتى يسأل عنه: أين محمد أو أين رسول الله؟ فلا يعرفه حتى يشير إليه أصحابه ويدلونه عليه، من شدة تواضعه عليه الصلاة والسلام، وكان يزور أصحابه في بيوتهم، ويجلس معهم كأحدهم، يعود مرضاهم، ويشيع جنائزهم، ويشاركهم في أفراحهم، ويواسيهم في أتراحهم.. ويسلم على الصغار، ويمسح على رؤوسهم ووجوههم، ويدعو لهم وربما يمازحهم كما فعل مع أخي أنس ابن مالك: (يا أبا عُمَيرُ! ما فعل النُّغَيرُ)[متفق عليه]، تُسأل عنه عائشةُ - رضي الله عنها وأرضاها، كيف يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته؟ فتقول: كما يكون الرجل في بيته: يخصِفُ نعلَه، ويَرقَعُ ثوبه، ويكون في مِهنَةِ أهله.. فإذا نودي للصلاة قام كأنه لا يعرفنا ولا نعرفه.[انظر صحيح الأدب المفرد].   وأشار العلماء إلى أن الإنسان النبيل صاحب المروءة كلما ازداد شرفا ورفعة، كلما ازداد تواضعا لله وشكرا، وأبو بكر رضي الله عنه كان خير الناس بعد الأنبياء والمرسلين، وهو خير أتباع الرسل إلى يوم الدين، كان إذا مدح في وجهه أو أثنى الناس عليه يقول: "اللهم إنك أعلم بي من نفسي، وأنا أعلم بنفسي منهم، اللهم اجعلني خيرا مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون، ولا تؤاخذني بما يقولون"، وكان عمر وهو أمير المؤمنين يصعد المنبر ويقول: "أيها الناس! تواضعوا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من تواضع لله رفعه).  إن كل ما يتفاخر به الناس بعضهم على بعض من حسب ونسب، أو منصب أو سلطان، أو مكانة وجاه، أو علم أو حال، إنما هي في الحقيقة كلها من أسباب التواضع والانكسار لله. فهي إما أمور لا دخل للإنسان فيها كالنسب والحسب، أو محض فضل من الله على الإنسان وعطاء للابتلاء. 

  

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الكبر التواضع أوقاف العلماء الفيوم بوابة الوفد جريدة الوفد

إقرأ أيضاً:

أوقاف الفيوم تنظم أمسية دعوية كبرى بمسجد الرحمن

عقدت مديرية أوقاف الفيوم اليوم الأربعاء، أمسية دعوية بمسجد الرحمن بالكعابي الجديدة التابع لإدارة سنورس ثان.

جاء ذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور أسامه الأزهري،وزير الأوقاف، وبحضور فضيلة الدكتور محمود الشيمي، وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم، وفضيلة الشيخ أحمد سيد عبد الله،مدير الإدارة،وفضيلة الشيخ عماد محمود،مفتش المنطقة،وفضيلة الشيخ محمد محمود قارئا ومبهتلا،وجمع غفير من رواد المسجد، وذلك تحت عنوان: "محاسبة النفس..ماذا قدمت لدينها ودنياها ووطنها".

وخلال اللقاء أكد العلماء أن محاسبة النفس زاد المتقين، وسبيل النَّجاة يوم الدين، وقد أقسم الحق سبحانه بالنفس الكريمة التي تُكثِر لَوْمَ صاحبِها ومحاسبتَه، يقول سبحانه: “وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ”، ودعانا نبيُّنا (صلى الله عليه وسلم) إلى محاسبة النفس، وأخبرنا أن أذكى المؤمنين هو الذي يضع الموت في حسبانه ويعمل لآخرته، فحينما سئل نبينا (صلى الله عليه وسلم) أي المؤمنين أكيس؟ قال (صلى الله عليه وسلم): “أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا وَأَحْسَنُهُمْ لِمَا بَعْدَهُ اسْتِعْدَادًا”، ويقول سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه): “حاسِبوا أنفسكم قبل أن تُحاسَبوا، وزِنوها قبل أن تُوزَنُوا، وتزيَّنوا للعرض الأكبر: “يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيةٌ”.

وأشار العلماء إلى أنه إذا كان الإنسان سيلقى ربه سبحانه، ويحاسبه ويسأله عن كل شيء؛ فحُقَّ له أن يحاسِب نفسه قبل أن يُحاسَب، حيث يقول الحق سبحانه: “وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ”، ويقول سبحانه: “وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا”، ويقول تعالى: “إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا”، ويقول المصطفى (صلى الله عليه وسلم): “مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ اللَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ، فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَا يَرَى إِلَّا النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَة “.

كما أوضح العلماء أن العاقل هو الذي لا يغفل عن دوام محاسبة نفسه، ويتزوَّد بالتقوى ليوم القيامة، حيث يقول الحق (سبحانه): “وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى”، ويقول سبحانه: “وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ”، ويقول تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ* وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ”، لافتين إلى أنه بالمحاسبة تُزَكَّى النفس وتُرَقَّى إلى معالي الأمور وصالح الأخلاق، حيث يقول الحق سبحانه: “قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا”، ويقول الحسن البصري (رحمه الله): إنَّ العبدَ لا يزالُ بخيرٍ ما كان له واعظٌ مِن نفسه، وكانت المحاسبةُ مِن هِمَّتِه، ولا شك أن محاسبة النفس لا تقف عند حد النظر فيما قدمت لآجلتها، ومحاسبتها على أداء الشعائر من صلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ وحجٍّ ونحو ذلك، بل يمتد مفهومها ليشمل محاسبة النفس على ما قدمت لعمارة الكون، وماذا قدم الإنسان لأهله ووطنه والإنسانية من علم نافع وعمل جاد، فالعاقل هو من يعمِّر الدنيا بالدين، ويلبي نداء وطنه متى دعاه الوطن أو احتاج إليه، فما أحوجنا إلى دوام محاسبة النفس، والمبادرة بتعجيل التوبة الصادقة؛ والعزم الصادق على الإصلاح، حيث يقول نبينا (عليه الصلاة والسلام): “إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا”.

مقالات مشابهة

  • أوقاف الفيوم تنظم أمسية دعوية كبرى بمسجد الوحدة المحلية تحت شعار "إن الحسنات يذهبن السيئات"
  • أوقاف الفيوم تُطلق أكثر من 150 ندوة لترسيخ ثقافة الفتوى المعتبرة
  • ختام الأسبوع الثقافي بأوقاف الفيوم تحت عنوان “مظاهر تكريم الإنسان في الإسلام”
  • أوقاف الفيوم تنظم أمسية دعوية كبرى بمسجد الرحمن
  • أوقاف الفيوم.. ختام الأسبوع الثقافي بالإدارات الفرعية
  • "الأوقاف" تعقد 99 ندوة علمية على مستوى الجمهورية
  • أوقاف الفيوم تنظم 17 قافلة دعوية بمساجد الإدارات الفرعية
  • «منهج الإسلام في علاج الخلاف بين الزوجين».. الأوقاف تعقد 99 ندوة علمية كبرى على مستوى الجمهورية
  • الأوقاف تعقد ٩٩ ندوة علمية كبرى على مستوى الجمهورية
  • انطلاق فعاليات اليوم الثاني من الأسبوع الثقافي بأوقاف الفيوم