أكدت د. هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع السياسى، أنّ عام 2023 كان حافلاً بهموم اقتصادية واجتماعية وثقافية دولية، إلا أن ذلك لم يمنع الدولة المصرية من تنفيذ مبادرات ومشروعات اقتصادية وتنموية، وأضافت فى حوارها لـ«الوطن» أن منظمات حقوق الإنسان سقطت فى 2023 لأنها لم تعد قادرة على فرض رؤيتها، لأنها منظمات أوروبية ولا ترى إلا المواطن الأوروبى، مؤكدة أن كل ما نادت به المنظمات الدولية فى 2023 بشأن السلام مجرد ادعاءات واهية، وإلى نص الحوار:

فى البداية كيف ترين عام 2023 وما شهده من أحداث؟

- عام 2023 كان حافلاً بهموم اقتصادية واجتماعية وثقافية دولية، ورغم ذلك واصلت مصر مبادراتها ومشروعاتها الاقتصادية والتنموية، وهو ما لمسه المصريون فى قطاعى الطرق والإسكان وغيرهما، وكلها كانت تتم تزامناً مع أزمة اقتصادية عالمية فضلاً عن حرب غزة التى بشّرت بنهاية درامية لعام 2023 وما زلنا نعيش تلك الأحداث.

مصر الوحيدة القادرة على اتخاذ موقف شديد الثبات والقوة فى ظل الاضطرابات الإقليمية الراهنة

وكيف ترين مصر فى هذا العام؟

- كما ذكرت رأينا مبادرات ومشروعات قومية مهمة رغم الأحداث العالمية، ومصر هى الوحيدة القادرة على اتخاذ موقف شديد الثبات والقوة فى مواجهة المؤامرات الدولية.

ما أسباب الأزمات فى 2023؟

- شهد عام 2023 العديد من الأزمات الناجمة عن أحداث سابقة، كانتشار فيروس كورونا الذى أثر بالسلب على السياحة والأنشطة الاقتصادية، وألزم الدول بإنفاق الكثير من الأموال على العلاج، وهى أمراض دولية أصابت كل دول العالم، علاوة على الأزمات الاقتصادية، إلى جانب الحروب، وبينها الحرب الروسية الأوكرانية، والدعم الأمريكى غير المسبوق للحركة الصهيونية الدولية، وما يحدث فى السودان وليبيا، فالسودان تفكك وأصبح شمالاً وجنوباً ويجرى مخطط تفكيكه على أرضية أخرى بين الجيش وقوات الدعم السريع، وليبيا حدث بها تفكيك على أرضية قبلية ومؤامرات دولية من دول أرادت السيطرة عليها، وسوريا تعانى.

«القاهرة» تدعم دول الجوار المتأزمة وأسترشد بمقولة «الأبنودى» حول مصر: «وكأنى عود درة فى غيط كمون»

بمَ تعلقين على صمود مصر وسط كل هذه الأحداث؟

- هنا أسترشد بمقولة الأبنودى: «وكأنى عود درة فى غيط كمون»، الذرة تتميز بارتفاعها وهنا مصر ثابتة وحولها دول سقطت، فمصر لا تتلقى دعماً من دول محيطة بل هى التى تدعم تلك الدول المتأزمة.

وهل عنف 2023 جديد أم سبق أن شهد العالم مثله؟

- العنف الذى شهده 2023 سبق فى التاريخ عنف أكثر منه، كالحربين العالميتين الأولى والثانية وحرب فلسطين وانتقال الحركة الصهيونية التى مارست عنفاً كبيراً فى 1948 و2006، كما شهدت منطقة غزة وفلسطين وجنوب لبنان عنفاً لا مثيل له، لأن هناك محاولات لتوسيع الجغرافيا الإسرائيلية، وفى عام 1948 وهو عام النكبة حدث تهجير بالقوة والغزو من العصابات الصهيونية المكونة من 60 ألف مقاتل فى مواجهة الجيوش العربية واغتصبت النساء وقتل الأطفال.

وبمَ تفسرين أسباب ذلك؟

- هذه الأحداث نتيجة الأمراض السياسية والاجتماعية، كما أن الإنسانية لا تزال فى مواجهتها.

وكيف ترين موقف حقوق الإنسان؟

- سقطت منظمات حقوق الإنسان، لأنها لم تعد قادرة على فرض رؤيتها، خاصة أن منظمات حقوق الإنسان منظمات أوروبية وهى لا ترى الإنسان غير الأوروبى، وهنا نشاهد قتلاً وإهانات وذبحاً ترصده الكاميرات، فعام 2023 هو العام الأصعب فى الكشف عن موقف منظمات حقوق الإنسان التى حاولت التدخل فى الأوضاع الداخلية لبعض الدول، أين حقوق الإنسان مما يحدث فى قطاع غزة وما نراه فى فلسطين؟!

دعوات السلام

كل ما نادت به المنظمات الدولية فى 2023 بشأن السلام كلها ادعاءات، فالسلام لا بد أن تكون له قوة تدعمه، لكن المناداة بالسلام من ناحية والناحية الأخرى دعم الولايات المتحدة الأمريكية لرئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلى فكيف يكون السلام؟! بل هذا يسمى الكيل بمكيالين، ونحن نرى فى الوقت الحالى أن فقراء العالم يدفعون الفاتورة، ويجب أن تتوقف الدول التى تدعم الحروب والقتل.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الصراعات المسلحة الأمم المتحدة الحرب العالمية الثانية منظمات حقوق الإنسان عام 2023

إقرأ أيضاً:

مفوض حقوق الإنسان يحذر من «خطر كبير» إذا سقطت الفاشر

مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أبدى مخاوفه من تعرض سكان مخيمي أبو شوك وزمزم للنازحين “لخطر شديد من الهجمات الانتقامية”.

التغيير: وكالات

حذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، من احتدام القتال بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني للسيطرة على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وأكد أن الخسائر بين المدنيين والانتهاكات الجسيمة بحقهم آخذة بالازدياد.

وقال تورك في بيان صدر اليوم الخميس، إن المدنيين محاصرون في المدينة بسبب قلة الطرق الآمنة والتكاليف الباهظة للخروج فيما تفرض قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة حصاراً عليها منذ مايو.

وفي الأسبوعين الماضيين، تصاعدت المعارك للسيطرة على الفاشر، وقد وثقت المفوضية مقتل مدنيين بيد كلا الطرفين.

كما وثقت مفوضية حقوق الإنسان حالات إعدامات ميدانية وعنف جنسي قائم على النوع الاجتماعي، فضلاً عن تقارير عن اختطاف ما لا يقل عن خمس نساء وعدة شباب في الفاشر.

كما وردت تقارير عن اعتقالات تعسفية واسعة النطاق في شمال وجنوب دارفور من قبل قوات الدعم السريع التي تتهم المدنيين بتقديم معلومات وإحداثيات مواقعها للقوات المسلحة السودانية.

تصاعد الأعمال العدائية

وقال المفوض السامي: “استنادا إلى التجارب المريرة السابقة، إذا سقطت الفاشر، فهناك خطر كبير من حدوث انتهاكات واعتداءات تستهدف مجموعات عرقية بعينها، بما في ذلك الإعدامات الميدانية والعنف الجنسي، من قبل قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها”.

وأبدى تورك بشكل خاص مخاوفه بشأن سكان مخيمي أبو شوك وزمزم للنازحين، مشيراً إلى أن سكانهما معرضون لخطر شديد من الهجمات الانتقامية “بناء على هويتهم القبلية، سواء كانت حقيقية أو متصورة، بأنهم ينتمون إلى نفس المجتمعات التي ينتمي إليها قادة الحركات المسلحة المتحالفة مع القوات المسلحة السودانية”.

كما أعرب عن قلقه بشأن تصاعد الأعمال العدائية وتفاقم عدد الضحايا المدنيين في أجزاء أخرى من البلاد، بما في ذلك في منطقة الخرطوم الكبرى وولاية سنار. وقال: “يجب أن يتوقف القتال فورا. لقد بلغ السيل الزبى”.

وذكّر المفوض السامي الأطراف بالالتزامات التي قطعوها في إعلان جدة لحماية المدنيين والتزاماتهم بموجب القانون الدولي الإنساني، وحثهم على الانخراط بصدق في جهود الوساطة.

كما دعا المجتمع الدولي، بما في ذلك عبر مجلس الأمن، إلى اتخاذ إجراءات ضرورية وفعالة لحماية المدنيين في السودان، خاصة الفئات المعرضة لخطر العنف المستهدف، وضمان احترام القانون الدولي من قبل جميع الأطراف.

الوسومإعلان جدة الخرطوم الدعم السريع السودان المجتمع الدولي سنار فولكر تورك مجلس الأمن الدولى مخيم أبو شوك مخيم زمزم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان

مقالات مشابهة

  • الجماهير الإنجليزية الأكثر تعرضا للاعتقالات بالموسم الماضي
  • Google Earth يعرض صورًا تاريخية تعود إلى الحرب العالمية الثانية
  • محلل سياسي: ما يحدث في لبنان بناء على اتفاق بين أمريكا ونتنياهو
  • رئيس اللجنة الفرعية لإعداد قانون الإجراءات الجنائية: التعديل يتوافق مع الدستور و«استراتيجية حقوق الإنسان»
  • برغم القانون حقوق المرأة على مائدة الدراما المصرية
  • وزيرة التضامن تشارك في جلسة حول "تعزيز وحماية حقوق الإنسان للنساء والأطفال في حالات النزاع وما بعد النزاع"
  • مفوض حقوق الإنسان يحذر من «خطر كبير» إذا سقطت الفاشر
  • رضواني: “سنة 2023 استثنائية والتتويج بـ “الدوبلي” الإفريقي لا يحدث كل يوم”
  • منظمات حقوقية تشيد بقرار العفو عن المحكومين البنغاليين في قضية «التجمهر»
  • ميناء الإسكندرية: ارتفاع حجم الصادرات بنسبة 44% في أغسطس الماضي