أستاذ «اجتماع سياسي»: «عنف العام الماضي» لم يحدث منذ الحرب العالمية الثانية
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
أكدت د. هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع السياسى، أنّ عام 2023 كان حافلاً بهموم اقتصادية واجتماعية وثقافية دولية، إلا أن ذلك لم يمنع الدولة المصرية من تنفيذ مبادرات ومشروعات اقتصادية وتنموية، وأضافت فى حوارها لـ«الوطن» أن منظمات حقوق الإنسان سقطت فى 2023 لأنها لم تعد قادرة على فرض رؤيتها، لأنها منظمات أوروبية ولا ترى إلا المواطن الأوروبى، مؤكدة أن كل ما نادت به المنظمات الدولية فى 2023 بشأن السلام مجرد ادعاءات واهية، وإلى نص الحوار:
فى البداية كيف ترين عام 2023 وما شهده من أحداث؟
- عام 2023 كان حافلاً بهموم اقتصادية واجتماعية وثقافية دولية، ورغم ذلك واصلت مصر مبادراتها ومشروعاتها الاقتصادية والتنموية، وهو ما لمسه المصريون فى قطاعى الطرق والإسكان وغيرهما، وكلها كانت تتم تزامناً مع أزمة اقتصادية عالمية فضلاً عن حرب غزة التى بشّرت بنهاية درامية لعام 2023 وما زلنا نعيش تلك الأحداث.
وكيف ترين مصر فى هذا العام؟
- كما ذكرت رأينا مبادرات ومشروعات قومية مهمة رغم الأحداث العالمية، ومصر هى الوحيدة القادرة على اتخاذ موقف شديد الثبات والقوة فى مواجهة المؤامرات الدولية.
ما أسباب الأزمات فى 2023؟
- شهد عام 2023 العديد من الأزمات الناجمة عن أحداث سابقة، كانتشار فيروس كورونا الذى أثر بالسلب على السياحة والأنشطة الاقتصادية، وألزم الدول بإنفاق الكثير من الأموال على العلاج، وهى أمراض دولية أصابت كل دول العالم، علاوة على الأزمات الاقتصادية، إلى جانب الحروب، وبينها الحرب الروسية الأوكرانية، والدعم الأمريكى غير المسبوق للحركة الصهيونية الدولية، وما يحدث فى السودان وليبيا، فالسودان تفكك وأصبح شمالاً وجنوباً ويجرى مخطط تفكيكه على أرضية أخرى بين الجيش وقوات الدعم السريع، وليبيا حدث بها تفكيك على أرضية قبلية ومؤامرات دولية من دول أرادت السيطرة عليها، وسوريا تعانى.
«القاهرة» تدعم دول الجوار المتأزمة وأسترشد بمقولة «الأبنودى» حول مصر: «وكأنى عود درة فى غيط كمون»بمَ تعلقين على صمود مصر وسط كل هذه الأحداث؟
- هنا أسترشد بمقولة الأبنودى: «وكأنى عود درة فى غيط كمون»، الذرة تتميز بارتفاعها وهنا مصر ثابتة وحولها دول سقطت، فمصر لا تتلقى دعماً من دول محيطة بل هى التى تدعم تلك الدول المتأزمة.
وهل عنف 2023 جديد أم سبق أن شهد العالم مثله؟
- العنف الذى شهده 2023 سبق فى التاريخ عنف أكثر منه، كالحربين العالميتين الأولى والثانية وحرب فلسطين وانتقال الحركة الصهيونية التى مارست عنفاً كبيراً فى 1948 و2006، كما شهدت منطقة غزة وفلسطين وجنوب لبنان عنفاً لا مثيل له، لأن هناك محاولات لتوسيع الجغرافيا الإسرائيلية، وفى عام 1948 وهو عام النكبة حدث تهجير بالقوة والغزو من العصابات الصهيونية المكونة من 60 ألف مقاتل فى مواجهة الجيوش العربية واغتصبت النساء وقتل الأطفال.
وبمَ تفسرين أسباب ذلك؟
- هذه الأحداث نتيجة الأمراض السياسية والاجتماعية، كما أن الإنسانية لا تزال فى مواجهتها.
وكيف ترين موقف حقوق الإنسان؟
- سقطت منظمات حقوق الإنسان، لأنها لم تعد قادرة على فرض رؤيتها، خاصة أن منظمات حقوق الإنسان منظمات أوروبية وهى لا ترى الإنسان غير الأوروبى، وهنا نشاهد قتلاً وإهانات وذبحاً ترصده الكاميرات، فعام 2023 هو العام الأصعب فى الكشف عن موقف منظمات حقوق الإنسان التى حاولت التدخل فى الأوضاع الداخلية لبعض الدول، أين حقوق الإنسان مما يحدث فى قطاع غزة وما نراه فى فلسطين؟!
دعوات السلامكل ما نادت به المنظمات الدولية فى 2023 بشأن السلام كلها ادعاءات، فالسلام لا بد أن تكون له قوة تدعمه، لكن المناداة بالسلام من ناحية والناحية الأخرى دعم الولايات المتحدة الأمريكية لرئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلى فكيف يكون السلام؟! بل هذا يسمى الكيل بمكيالين، ونحن نرى فى الوقت الحالى أن فقراء العالم يدفعون الفاتورة، ويجب أن تتوقف الدول التى تدعم الحروب والقتل.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الصراعات المسلحة الأمم المتحدة الحرب العالمية الثانية منظمات حقوق الإنسان عام 2023
إقرأ أيضاً:
باحث سياسي: اجتماع وزراء الخارجية العرب بالدوحة يدعم شرعية مفاوضات واشنطن وحماس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الكاتب والباحث السياسي زهير الشاعر، أن اجتماع وزراء الخارجية العرب في الدوحة جاء في توقيت بالغ الأهمية، حيث يعزز شرعية المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وحركة حماس، معتبرًا أن هذا الاجتماع يعكس تقدمًا حقيقيًا في الجهود الدبلوماسية، حيث تلعب واشنطن دورًا محوريًا في إدارة المفاوضات والضغط على الجانب الإسرائيلي لتحقيق نتائج ملموسة.
وبحسب الشاعر خلال مداخلة على قناة "القاهرة الإخبارية"، فإن المفاوضات الحالية تركز على ثلاثة محاور رئيسية: وقف إطلاق النار واستدامة التهدئة حيث يجري العمل على ضمان وقف إطلاق النار بشكل مستدام، مما يمهد الطريق لإجراءات لاحقة، وإعادة إعمار غزة، وذلك وفقًا لخطة عربية تمت مناقشتها في القمة العربية الطارئة الأخيرة، والتي تهدف إلى بدء عمليات إعادة الإعمار في القطاع، وأفق سياسي جديد حيث يرتكز على دعم أمريكي لحل الدولتين، ما يشير إلى تحضيرات لمرحلة سياسية جديدة قد تشمل إعادة هيكلة النظام السياسي الفلسطيني ودمج حركة حماس في المشهد السياسي.
وأوضح الشاعر، أن الولايات المتحدة أبدت مرونة مشروطة في دعم جهود إعادة الإعمار، كما أنها مستعدة لتقديم مساعدات مالية ودبلوماسية لدفع العملية السياسية نحو تهدئة شاملة في المنطقة، معتبرًا أن هذه التحركات قد تؤدي إلى مرحلة دراماتيكية من التغيير، حيث يجري العمل على احتواء حركة حماس ضمن النظام السياسي الفلسطيني، مما قد يفتح المجال لعملية سياسية حقيقية نحو الاستقرار.
وختم الشاعر حديثه بالإشارة إلى أن التطورات الحالية قد ترسم ملامح جديدة للوضع الإقليمي، خاصة فيما يتعلق بالعلاقة بين إسرائيل وحماس، ومستقبل القضية الفلسطينية بشكل عام.