اتجاهات مستقبلية
دافوس 2024.. جرس إنذار آخر
بعد نحو شهر من انقضاء مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28) في دبي، الذّي دق جرس إنذار بشأن تفاقم مشكلة تغير المناخ، يأتي التئام المنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع دافوس السويسري، في الفترة من 15 إلى 19 يناير الجاري، ليدق جرس إنذار آخر، أو بالأحرى أجراس إنذار أخرى بشأن أزمات العالم المركّبة من تغير المناخ والفوضى والصراع، إلى تآكل الثقة في المجتمعات وبين الدول.
ويشارك في منتدى هذا العام أكثر من 60 رئيس دولة، من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي، بالإضافة إلى نحو 2800 آخرين، على رأسهم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ.
وسوف يركز المشاركون، من قادة السياسة، ورواد الأعمال العالميين، والشخصيات العامة، والناشطين الاجتماعيين البارزين، على المداولة في أربع قضايا رئيسية: الأولى، وتشمل الصراع الدولي المتمثل في الحرب الدائرة رحاها في غزة، التي تُعد الأكثر تدميرًا والأكبر تكلفةً بشرية في القرن الحالي، إضافة إلى الحرب الأوكرانية-الروسية التي تنتظرها مرحلة طويلة من الاستنزاف الدموي؛ والثانية الحرب الباردة الجديدة التي تجثم بظلالها الكئيبة في الأجواء، وتنذر بمواجهة محتملة لا تبقي ولا تذر بين الشرق والغرب؛ والثالثة أزمة تغير المناخ المركَّبة بمضامينها الرهيبة على الأمن الغذائي والأمن الصحي والأمن الإنساني عامةً؛ والرابعة الفوضى المحتملة الناجمة عن سوء استخدام الذكاء الاصطناعي. وفي هذا الخصوص، فإن تقرير المخاطر العالمية 2024، الصادر قبيل انعقاد المنتدى، قد سلط الضوء على التهديدات المحتملة المتزايدة جرّاء استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لأغراضٍ ضارة؛ فبالإضافة إلى التلاعب بنتائج الانتخابات وانتشار المعلومات الكاذبة والحقائق البديلة، تشمل هذه التهديدات التوظيف العسكري لتقنيات الذكاء الاصطناعي، والاستخدام الإجرامي لهذه التقنيات لشن هجمات سيبرانية، والتحيز المتأصل في أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تستخدمها الشركات والدول القومية.
وفي إطار سعيه للانخراط في الفعاليات الدولية لتعزيز توجهه العالمي، يشارك مركز تريندز للبحوث والاستشارات للمَرّة الأولى في المنتدى الاقتصادي العالمي، ممثلًا برئيسه التنفيذي الدكتور محمد العلي، وذلك في حلقة نقاشية بعنوان (اقتصاديات السلام في الشرق الأوسط.. نموذج أفضل الممارسات للتعليم حول ثقافة السلام وأهداف التنمية المستدامة). كما يعقد “تريندز” مائدة مستديرة، على هامش منتدى دافوس، عن ترسيخ التسامح والسلام العالمي، بالتعاون مع التحالف البرلماني للأخلاقيات العالمية، في 15 يناير 2024.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
الروبوت المرافق.. هل يقترب الذكاء الاصطناعي من العاطفة الإنسانية؟
يتجه العالم بشكل متسارع نحو اعتماد الذكاء الاصطناعي في مختلف مناحي الحياة، من تسهيل المهام اليومية إلى تقديم حلول تقنية مبتكرة في الطب والتعليم والصناعة، غير أن اللافت في السنوات الأخيرة هو توجه بعض الشركات لاستخدام هذا الذكاء المتطور في مجالات تمس الجوانب العاطفية والإنسانية، وذلك وفقًا لما تم نشره في صحيفة (ذا صن).
في خطوة مثيرة للجدل، طرحت إحدى الشركات دمية تُعرف باسم "الروبوت المرافق X04-SYNC2"، مصنوعة من السيليكون وبسعر يصل إلى 64,700 جنيه إسترليني، وهو مبلغ كبير من الممكن استخدامه لشراء منزل بثلاث غرف نوم في بعض مناطق المملكة المتحدة.
تخطت هذه الدمية المفهوم التقليدي للروبوت، حيث تم تزويدها بإمكانات تقنية هائلة، أبرزها التكامل مع نظام الذكاء الاصطناعي ChatGPT، ما يتيح لها إجراء محادثات مُراعية للسياق تتطور بناءً على التفاعلات السابقة مع المستخدم.
ملامح واقعية وتفاعل بشري اصطناعيلا يقتصر الأمر على المحادثة فقط، بل تم تزويد الدمية بتعبيرات وجه آلية، وأذرع وأيدٍ قادرة على الحركة لتعكس المشاعر، تمامًا كما في أفلام الخيال العلمي، كما تحتوي عيناها على كاميرات دقيقة للتعرف على الأشخاص وتتبع الوجوه، مما يمنحها القدرة على التفاعل وكأنها كائن حي.
حداثة الفكرة وارتفاع التكلفةتستطيع الدمية تحرّك ذراعيها والغمز بعينيها وتقديم القهوة للأشخاص، ورغم كل هذا التطور إلا أنه لم يتم بيع سوى ثلاث دمى فقط منذ إطلاقها أوائل عام 2024، مما يعكس ربما حداثة الفكرة وارتفاع تكلفتها في آن واحد.
الحاجة الاجتماعية تدفع نحو بدائل اصطناعيةفي تصريح لصحيفة "ذا صن"، قال متحدث باسم أحد متاجر الدمى والروبوتات:
منذ عام 2020، لاحظنا ازديادًا ملحوظًا في الطلب على روبوتات المرافقة، فمع تزايد التحول نحو التواصل الرقمي، أصبح من الصعب على كثيرين تكوين علاقات حقيقية ومستقرة في الواقع".
وأضاف أن كثيرًا من الأشخاص باتوا يبحثون عن رفقاء أذكياء يلبّون احتياجاتهم الاجتماعية والعاطفية، بعيدًا عن تعقيدات العلاقات الإنسانية التقليدية.
دعم لغات متعددة وتحكم ذكييُضاف إلى ذلك أن الروبوت يدعم عدة لغات منها الإنجليزية، الصينية، الروسية، والكورية، مما يجعله مناسبًا لجمهور عالمي واسع، ويُتحكم فيه من خلال تطبيق ذكي متصل بشبكة الواي فاي، ويُزوَّد بمعالج فائق السرعة يُمكّنه من التفاعل اللحظي والاستجابة السريعة.