عربي21:
2025-02-07@06:08:36 GMT

هل ننشد العدل بعد افتضاح المؤسسات الدولية؟

تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT

عدم فعالية الأمم المتحدة وكثير من المنظمات الدولية تجلت في أوضاع كثيرة منذ إنشائها، خاصة في قضية فلسطين وعشرات القرارات التي لم تنفذ، مرورا بجائحة كورونا ونهاية بالعدوان على غزة والعجز التام عن اتخاذ موقف حاسم.

لقد تعملقت الأمم المتحدة ومنظماتها على الغلابة فقط، وجعلت كل قراراتها محصنة بالباب السابع الذي يتيح استعمال القوة لتنفيذ القرارات، بينما كان الفيتو لخمس دول مانعا من تحقيق العدالة المنشودة ضد الدول القوية.

وهنا ضاعت الحقيقة وانتفى العدل وظهر العجز جليا لحماية المستضعفين في العالم، أو حتى لإقرار السلام والأمن العالميين وهما سر وجود المنظمة.

يقول أردوغان في كتابه "نحو عالم أكثر عدلا" عام ٢٠٢١م: "لا يمكن ترك مصير البشرية لأهواء عدد محدود من البلدان في عصر يواجه مشكلات جسيمة".. "إن المجتمع الدولي والمنظمات الدولية للأسف تكتفي بموقف المتفرج لا غير، والأدهى من ذلك تموضع المجتمع الدولي والجهات الفعالة عالميا ضد الديمقراطية ومطالب الناس بالعدالة إضافة إلى إضفاء الشرعية على أولئك الذين يقتلون الأبرياء بوحشية في مختلف أنحاء العالم، والتغاضي عن العنف بتجاهل القيم العالمية من أجل سياسة الوقيعة".

العالم اليوم إن لم يستطع إجراء هذا التغيير الذي يشكل أمما متحدة تعكس التعددية الثقافية والتعددية القطبية لضمان سلام عالمي عادل وأكثر استدامة، وإن لم تنجح الجهود في تحقيق ذلك بعد كل الفشل الذي صاحب تاريخ المنظمة الدولية، فلا بد من موقف حاسم تتحرك فيه الدول الحرة التي عانت من ويلات الظلم الدولي والسيطرة الأممية لعدة دول
تعريف الأمم المتحدة في ميثاق تأسيسها: "منظمة عالمية تهدف إلى تأمين العدالة والأمن والتنمية الاقتصادية والمساواة الاجتماعية لجميع البلدان"، فهل حققت ذلك، أم كانت عاجزة وفقدت وظيفتها مع مجلس أمنها أمام صراعات عدة، مثلما حدث ويحدث في فلسطين وسوريا والعراق وأوكرانيا، ومن قبلها مجازر حرب البوسنة والمذبحة الرواندية؟ كانت كلها وصمات عار، ولم يفكر أحد في تعديل مسارها وفاقا أو اختلافا طالما هي تحقق مصالح الدول الخمس دائمة العضوية!

ومن هنا كانت اقتراحات تركيا بوجوب عدم استمرار هذا النظام الدولي المنحاز ضد الفقراء والأبرياء، بل تجب إعادة هيكلته من أجل تأسيس بنية أكثر فاعلية وشفافية ووظيفية وتمثيلا وخضوعا للمساءلة، من شأنها الإسهام بحق في السلام العالمي والأمن والاستقرار. وهذا يستلزم تغييرا جذريا عند إعادة هيكلة مجلس الأمن الذي يتمتع بسلطة رادعة فعلية لا يدفع ثمنها إلا الضعفاء، من أجل الحصول على بنية تمثيلية أكثر عدلا.

إن العالم اليوم إن لم يستطع إجراء هذا التغيير الذي يشكل أمما متحدة تعكس التعددية الثقافية والتعددية القطبية لضمان سلام عالمي عادل وأكثر استدامة، وإن لم تنجح الجهود في تحقيق ذلك بعد كل الفشل الذي صاحب تاريخ المنظمة الدولية، فلا بد من موقف حاسم تتحرك فيه الدول الحرة التي عانت من ويلات الظلم الدولي والسيطرة الأممية لعدة دول؛ إما بالتوقف عن المشاركة أو الانسحاب من هذه المنظمات، وكلما زاد العدد كلما كان ذلك مؤثرا ومعجلا في قرار التغيير المنشود.

لقد فضح العدوان الصهيوني النازي الوحشي على المدنيين في غزة لأكثر من مائة يوم قتل وهدم وتدمير وحصار ومنع كهرباء وماء وطعام ومأوى؛ عجز هذه المنظمة وكل مؤسساتها عن حماية الأبرياء ووقف العدوان رغم القرارات المؤيدة لذلك فكان العجز عالميا.

فهل من الممكن انشاء نظام دولي أكثر عدلا واستقرارا؟!

نحن أمام دولة مارقة تعتبر نفسها فوق كل القوانين والقرارات الدولية تشعر بحالة من التدليل، وتتباهى بحالة من الاستعلاء المبني على القوة اعتمادا على الدعم الأمريكي الغربي والضعف العربي الإسلامي
هل يمكن التفاؤل بدعوى دولة جنوب أفريقيا ضد جرائم الكيان الصهيوني في غزة والضفة أمام محكمة العدل الدولية؟

رغم قوة البراهين وضعف المبررات الصهيونية فقد أعلن الكيان الصهيوني أنه لن يلتزم بأي قرار يوقف الحرب التي يدعي أنه يدافع بها عن نفسه، حتى لو كان من محكمة دولية في محاكمات يراها كل العالم.

الوضع خطير، فنحن أمام دولة مارقة تعتبر نفسها فوق كل القوانين والقرارات الدولية تشعر بحالة من التدليل، وتتباهى بحالة من الاستعلاء المبني على القوة اعتمادا على الدعم الأمريكي الغربي والضعف العربي الإسلامي.

فهل آن الأوان لتغيير هذه المعادلة التي أثبتت عملية طوفان الأقصى أنها ممكنة وحقيقية وواقعية وليست مستحيلة؟

وهل ممكن أن تكون الدروس المستفادة من طوفان الأقصى علامات طريق للأمة بكل مكوناتها لاستعادة إرادتها ومقدراتها للبدء في إحداث هذه التغييرات الضرورية؟

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الأمم المتحدة العدل التغيير الأمم المتحدة التغيير العدل النظام العالمي سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بحالة من

إقرأ أيضاً:

نائب وزير العدل يلتقي البروفيسور الأسترالي تيم ان

يمانيون/ صنعاء التقى نائب وزير العدل وحقوق الإنسان القاضي إبراهيم محمد الشامي، اليوم، المفكر الأسترالي البروفيسور تيم اندرسون أحد أكثر الناشطين العالميين مناصرة لقضايا اليمن وفلسطين.

تناول اللقاء عدد من المواضيع المتعلقة بحقوق الإنسان وما تعرض له الشعبان اليمني والفلسطيني من جرائم كبرى ضد الإنسانية جراء العدوان الأمريكي الصهيوني البريطاني وبتواطؤ دولي، وسبل إيصال مظلومية الشعبين إلى العالم.

وفي اللقاء استعرض القاضي الشامي، مظلومية الشعب اليمني جراء العدوان الغاشم وحصاره الجائر، وحجم الجرائم والمجازر والدمار الذي أحدثه في جميع أنحاء اليمن.

وأثنى على مواقف وجهود البروفيسور تيم اندرسون في مناصرة وإبراز قضايا ومظلومية الشعبين اليمني والفلسطيني إلى العالم، مثمناً تلك المواقف باعتبارها انتصاراً للإنسانية والمستضعفين.

وأوضح نائب وزير العدل وحقوق الإنسان، أن العدوان لم يستثن شيئاً في اليمن حيث استهدف الإنسان وكل مناحي الحياة بما في ذلك البنية التحتية التي تعرضت لدمار هائل.. لافتاً إلى أن العدوان استهدف أيضا كوادر القضاء والبنية التحتية للسلطة القضائية بهدف خلق الفوضى في المجتمع.

وتطرق إلى ما يعانيه المواطنون في المناطق الواقعة تحت سيطرة قوى الاحتلال ومرتزقته في أجزاء من اليمن.. مؤكداً أن الكثير من المواطنين في المناطق المحتلة يقبعون في سجون سرية ويتعرضون لاعتداءات لا تمت للإنسانية والأخلاق بصلة.

ولفت القاضي الشامي إلى أن اليمن ورغم العدوان والحصار الجائر عليه، أنبرى تحت قيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي لإسناد ونصرة إخوانه في فلسطين الذين يتعرضون لأبشع جرائم ومجازر العصر من العدو الصهيوني وبدعم غربي واسع ووسط صمت المجتمع الدولي، ما دفع الأمريكي إلى محاولة زيادة تضييق الخناق على اليمنيين دون أن يحقق مآربه.

بدوره نوه مسؤول قطاع حقوق الإنسان بوزارة العدل وحقوق الإنسان، علي تيسير، بالدور النضالي للبروفيسور تيم اندرسون، في الدفاع عن اليمن وفلسطين وسوريا والعراق.. معتبراً هذه المواقف تجسيداً لروح الإنسانية.

واستعرض حجم الخسائر البشرية والمادية التي تعرض لها اليمن جراء العدوان والحصار، معرباً عن ثقته في أن يقوم البروفيسور اندرسون بالإسهام في التصدي للتضليل الإعلامي، وإيصال مظلومية اليمن إلى مختلف أرجاء العالم.

من جانبه أشاد البروفيسور تيم اندرسون بمواقف اليمن في نصرة الشعب الفلسطيني.. مؤكداً أن اليمن الدولة الوحيدة في العالم التي وقفت بقوة ضد جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.

ولفت إلى أن الكثير من الناس حول العالم كان يجهلون اليمن، لكنهم أصبحوا اليوم يعرفون الكثير عنه وينظرون إليه باعتزاز وتقدير بعد تحركاته ومواقفة العظيمة ضد الجرائم التي تُرتكب بحق الفلسطينيين.

وأكد البروفيسور اندرسون انه سيعمل جاهداً على كسر التضليل الإعلامي العالمي حول مواقف اليمن ومظلوميته، منوهاً بالتضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب اليمني في الدفاع عن وطنه طيلة السنوات العشر الماضية.

حضر اللقاء عدد من قيادات وزارة العدل وحقوق الإنسان.

مقالات مشابهة

  • العدل الدولية تسمح بمشاركة “التعاون الإسلامي” في دراسة التزامات الاحتلال في الأرض الفلسطينية
  • العفو الدولية: خطة ترامب بشأن غزة "مخزية وغير قانونية"
  • د.حماد عبدالله يكتب: ضعف المؤسسات الرسمية الدولية (1)
  • منظمة «هالو تراست»: النازحون السوريون يواجهون شبح الألغام في طريق العودة.. إمكانات الإزالة محدودة أمام حجم المخاطر ومطالبات بزيادة الدعم الدولي
  • العفو الدولية: مقترحات ترامب بشأن غزة عبثية
  • وزير الطيران المدني يلتقي بكبار مسؤولي المؤسسات المالية الدولية الكبرى
  • وزير الطيران يلتقي كبار مسؤولي المؤسسات المالية الدولية الكبرى
  • وزير الطيران يبحث مع مسؤولي المؤسسات المالية الدولية تعزيز الاستثمارات
  • بعثة الاتحاد الأوروبي: اللجنة الاستشارية خطوة مهمة في العملية السياسية التي تقودها ليبيا
  • نائب وزير العدل يلتقي البروفيسور الأسترالي تيم ان