الوطن:
2025-01-26@06:20:18 GMT

«غضب الطبيعة».. أوله زلازل وأوسطه حرائق وآخره أعاصير

تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT

«غضب الطبيعة».. أوله زلازل وأوسطه حرائق وآخره أعاصير

«عام الأرقام القياسية فى الكوارث»، هكذا أطلق على عام 2023، الذى شارف على الانتهاء تاركاً خلفه الكثير والكثير من الأحداث الدموية والدمار، بدءاً بالفيضانات المدمّرة فى الهند واليابان وليبيا، مروراً بحرائق الغابات الواسعة فى أوروبا والولايات المتحدة وكندا، وانتهاءً بالعواصف المدارية غير المسبوقة فى شرق أفريقيا ونيوزيلندا والبرازيل.

إذ بدأ العام بموت 160 شخصاً من البرد فى أفغانستان جراء موجة البرد التى أصابتها فى 10 يناير، حيث وصلت الحرارة إلى 33 درجة تحت الصفر، فيما سجلت موجة الحر فى اليونان وفاة ما يقرب من 170 شخصاً، لكن كانت الكارثة الأكبر حينما استيقظ العالم على سلسلة الزلازل التى ضربت تركيا وسوريا والمغرب، ففى المغرب أوقع زلزال قوته 7 ريختر فى منطقة جبال الأطلس الكبير، نحو 3 آلاف قتيل وأكثر من 5500 مصاب، وفقاً لأحدث الأرقام الرسمية.

وفى فبراير شهدت تركيا وسوريا واحداً من أسوأ الزلازل الذى خلّف أكثر من 50 ألف ضحية ودماراً واسعاً وأكثر من 25 مليون متضرّر. أما ليبيا، فشهدت وصول العاصفة «دانيال» وانهيار السدين الرئيسيين على نهر وادى درنة الصغير مما تسبّب فى انزلاقات طينية ضخمة دمّرت جسوراً وجرفت الكثير من المبانى مع سكانها، مما أدى إلى آلاف الضحايا و10 آلاف شخص مفقود وتشرد نحو 30 ألف شخص على الأقل، وفقاً لمسئول فى الاتحاد الدولى لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.

وضرب العالم الكثير من الأعاصير التى سجّلت أرقاماً قياسية فى القوة والقدرة على الدمار، فى الفترة بين 4 فبراير و15 مارس اجتاح الإعصار فريدى جنوب المحيط الهندى بفاعلية هى الأعلى واستمرارية هى الأطول لإعصار مدارى ليُصنّف كثالث أخطر إعصار مدارى فى نصف الكرة الأرضية الجنوبى، وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1434 شخصاً، فيما تسبّب الإعصار المدارى «غابرييل» فى تدمير أجزاء من جزيرة نورث آيلاند فى نيوزيلندا، وقُدّرت أضرار هذا الإعصار بنحو 8.4 مليار دولار على الأقل، مما يجعله الإعصار الأعلى كلفة فى نصف الكرة الجنوبى.

وفى مايو، ضرب إعصار موكا ميانمار وتسبّب فى وفاة نحو 500 شخص وأضرار تقارب 1.5 مليار دولار، كما أسفر إعصار «بيبارجوى» عن مقتل أكثر من 12 شخصاً فى الهند خلال شهر يونيو، وفى البرازيل شهدت ولاية ريو جراندى إعصاراً فى 6 سبتمبر أودت بحياة 27 شخصاً على الأقل.

كما أدّت حرائق الغابات فى الكرة الأرضية إلى كوارث طبيعية وخسائر فى الأرواح، ففى جنوب وسط تشيلى أدى حريق إلى مقتل 24 شخصاً وإصابة نحو ألفى شخص، وإحراق أكثر من 800 ألف فدان من الأراضى، فيما تعرّضت اليونان فى الأسبوعين الأخيرين من يوليو إلى مضاعفة أعداد حرائق الغابات، وتسجيل البلاد أكبر عملية إجلاء بسبب المناخ شملت 30 ألف شخص فى جزيرة رودس، وفى جزيرتى إيفيا وكورفو.

وأفادت المفوضية الأوروبية بأن حرائق الغابات فى شمال شرقى اليونان أكبر ما تم تسجيله على الإطلاق فى الاتحاد الأوروبى. ووصلت حرائق الغابات إلى الوطن العربى، فاندلعت الحرائق فى لبنان وسوريا والجزائر، وشهد المغرب خلال الصيف ما بين 5 و6 حرائق يومياً، وما إن خمدت الحرائق، حتى أغرقت الفيضانات مناطق واسعة فى وسط وجنوب أوروبا خلال شهر أغسطس، فغطت السيول إسبانيا والبرتغال وسلوفينيا واليونان وتركيا، وشهدت فرنسا وبلجيكا وهولندا ولوكسمبورج والمملكة المتحدة، ضغطاً مرتفعاً تسبّب فى موجة حارّة فى أواخر الصيف.

وفى 7 أغسطس ضربت السيول الصين، مما تسبّب فى مقتل نحو 33 شخصاً وانهيار وتضرّر أكثر من 200 ألف منزل، وسجّلت درجة الحرارة رقماً قياسياً. وفى 18 مايو انتهت قصة الغواصة السياحية «تيتان»، التى كانت فى رحلة استكشافية لحطام السفينة الغارقة «تيتانيك» بمأساة. فقد انتهت الرحلة بانفجار الغواصة ومقتل ركابها الخمسة.

بدوره، قال الدكتور أيمن زهرى، خبير السكان ودراسات الهجرة، لـ«الوطن»، إن العالم شهد خلال 2023 كوارث إنسانية ضخمة جعلته العام الأكثر دموية فى القرن الحالى، إذ بدأ العام بأحداث طبيعية أدت إلى حراك بشرى كبير جداً، مثل زلزال تركيا وسوريا والمغرب، أو ضرب العاصفة «دانيال» لليبيا، وأحداث أخرى من صُنع البشر، وهى الحروب والنزاعات التى أدت إلى نزوح وهجرة مئات الآلاف من البشر، مشيراً إلى أن تحرك الناس مدفوعين بعوامل قهرية أو قسرية، يخلق حالات من التشرّد أو عدم التموضع.

وتحدث «زهرى» عن التغييرات الشخصية، التى تطرأ على الأشخاص بعد الهجرة، إذ يترك الشخص المكان الذى عاش وتربى فيه فجأة ليصبح فى مكان جديد فيعامل كمشرد أو لاجئ، وهو ما يجعل الأمر مدفوعاً بالخوف، وبالتالى تكون لديه صعوبات فى ما يخص الانتماء والشعور بالغضب والحنين إلى وطنه الذى حوّله لمشرد، إضافة إلى تنامى الشوفينية الوطنية فى البلاد التى يقيم فيها اللاجئون وتنامى التيارات اليمينية التى تدعو إلى لفظ المهاجرين واللاجئين، وهو ما ظهر بشدة فى أوروبا.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الصراعات المسلحة الأمم المتحدة الحرب العالمية الثانية حرائق الغابات أکثر من

إقرأ أيضاً:

حرائق كاليفورنيا تلتهم الغابات وتجبر السكان على الرحيل |فيديو

تشهد ولاية كاليفورنيا موجة جديدة من حرائق الغابات التي أجبرت الآلاف على مغادرة منازلهم. في 22 يناير، اندلع حريق هائل بالقرب من بحيرة كاستايك، شمال لوس أنجلوس، حيث أجبر السلطات على إجلاء 31,000 شخص من السكان لحمايتهم من ألسنة اللهب.

وفي تطور آخر، أُجبر طلاب جامعة تشانيل آيلاند في مدينة كاماريلو  على الإخلاء بسبب حريق غابات جديد. الحريق الذي اندلع بالقرب من المنطقة دفع السلطات إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان سلامة الطلاب والسكان القريبين، في ظل ارتفاع المخاوف من اتساع رقعته بسبب الأحوال الجوية، وجاء ذلك ضمن تقريرا عرضته فضائية يورونيوز.

وتواجه كاليفورنيا تحديات متزايدة مع هذه الحرائق المتكررة التي تهدد الأرواح والممتلكات، وسط جهود مكثفة من فرق الإطفاء للسيطرة عليها. وإنّ استمرار الظروف الجوية السيئة، مثل الرياح القوية والجفاف، يزيد من صعوبة السيطرة على هذه الكوارث الطبيعية المتفاقمة التي أصبحت تمثل تهديدًا موسميًا متكررًا للولاية وسكانها.
 

مقالات مشابهة

  • كاليفورنيا تواجه موجة جديدة من حرائق الغابات وتجبر الآلاف على الإخلاء
  • كيف تتجنّب حرائق الغابات وماذا تفعل إذا وجدت نفسك محاصرًا بها؟
  • حرائق كاليفورنيا تلتهم الغابات وتجبر السكان على الرحيل |فيديو
  • ترامب يتوجه إلى كاليفورنيا لمتابعة تطورات حرائق لوس أنجلوس
  • حرائق لوس أنجلوس تتجدد.. النيران تواصل التهام الغابات رغم سقوط الأمطار
  • "بلومبيرغ": حرائق الغابات المستمرة تستنزف ترسانة العالم لمكافحتها
  • الطبيعة تكشر عن أنيابها في أمريكا.. حرائق وعواصف ثلجية وبراكين
  • حرائق الغابات والكوارث الطبيعية تدفع الأمريكيين إلى مواجهة أعباء تأمينية متزايدة
  • إخلاء جماعي في لوس أنجلوس.. أكثر من 50 ألف شخص يهربون من حرائق الغابات
  • إخلاء جماعي في شمال لوس أنجلوس.. أكثر من 50 ألف شخص يهربون من حرائق الغابات