الوطن:
2024-11-08@19:20:30 GMT

«غضب الطبيعة».. أوله زلازل وأوسطه حرائق وآخره أعاصير

تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT

«غضب الطبيعة».. أوله زلازل وأوسطه حرائق وآخره أعاصير

«عام الأرقام القياسية فى الكوارث»، هكذا أطلق على عام 2023، الذى شارف على الانتهاء تاركاً خلفه الكثير والكثير من الأحداث الدموية والدمار، بدءاً بالفيضانات المدمّرة فى الهند واليابان وليبيا، مروراً بحرائق الغابات الواسعة فى أوروبا والولايات المتحدة وكندا، وانتهاءً بالعواصف المدارية غير المسبوقة فى شرق أفريقيا ونيوزيلندا والبرازيل.

إذ بدأ العام بموت 160 شخصاً من البرد فى أفغانستان جراء موجة البرد التى أصابتها فى 10 يناير، حيث وصلت الحرارة إلى 33 درجة تحت الصفر، فيما سجلت موجة الحر فى اليونان وفاة ما يقرب من 170 شخصاً، لكن كانت الكارثة الأكبر حينما استيقظ العالم على سلسلة الزلازل التى ضربت تركيا وسوريا والمغرب، ففى المغرب أوقع زلزال قوته 7 ريختر فى منطقة جبال الأطلس الكبير، نحو 3 آلاف قتيل وأكثر من 5500 مصاب، وفقاً لأحدث الأرقام الرسمية.

وفى فبراير شهدت تركيا وسوريا واحداً من أسوأ الزلازل الذى خلّف أكثر من 50 ألف ضحية ودماراً واسعاً وأكثر من 25 مليون متضرّر. أما ليبيا، فشهدت وصول العاصفة «دانيال» وانهيار السدين الرئيسيين على نهر وادى درنة الصغير مما تسبّب فى انزلاقات طينية ضخمة دمّرت جسوراً وجرفت الكثير من المبانى مع سكانها، مما أدى إلى آلاف الضحايا و10 آلاف شخص مفقود وتشرد نحو 30 ألف شخص على الأقل، وفقاً لمسئول فى الاتحاد الدولى لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.

وضرب العالم الكثير من الأعاصير التى سجّلت أرقاماً قياسية فى القوة والقدرة على الدمار، فى الفترة بين 4 فبراير و15 مارس اجتاح الإعصار فريدى جنوب المحيط الهندى بفاعلية هى الأعلى واستمرارية هى الأطول لإعصار مدارى ليُصنّف كثالث أخطر إعصار مدارى فى نصف الكرة الأرضية الجنوبى، وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1434 شخصاً، فيما تسبّب الإعصار المدارى «غابرييل» فى تدمير أجزاء من جزيرة نورث آيلاند فى نيوزيلندا، وقُدّرت أضرار هذا الإعصار بنحو 8.4 مليار دولار على الأقل، مما يجعله الإعصار الأعلى كلفة فى نصف الكرة الجنوبى.

وفى مايو، ضرب إعصار موكا ميانمار وتسبّب فى وفاة نحو 500 شخص وأضرار تقارب 1.5 مليار دولار، كما أسفر إعصار «بيبارجوى» عن مقتل أكثر من 12 شخصاً فى الهند خلال شهر يونيو، وفى البرازيل شهدت ولاية ريو جراندى إعصاراً فى 6 سبتمبر أودت بحياة 27 شخصاً على الأقل.

كما أدّت حرائق الغابات فى الكرة الأرضية إلى كوارث طبيعية وخسائر فى الأرواح، ففى جنوب وسط تشيلى أدى حريق إلى مقتل 24 شخصاً وإصابة نحو ألفى شخص، وإحراق أكثر من 800 ألف فدان من الأراضى، فيما تعرّضت اليونان فى الأسبوعين الأخيرين من يوليو إلى مضاعفة أعداد حرائق الغابات، وتسجيل البلاد أكبر عملية إجلاء بسبب المناخ شملت 30 ألف شخص فى جزيرة رودس، وفى جزيرتى إيفيا وكورفو.

وأفادت المفوضية الأوروبية بأن حرائق الغابات فى شمال شرقى اليونان أكبر ما تم تسجيله على الإطلاق فى الاتحاد الأوروبى. ووصلت حرائق الغابات إلى الوطن العربى، فاندلعت الحرائق فى لبنان وسوريا والجزائر، وشهد المغرب خلال الصيف ما بين 5 و6 حرائق يومياً، وما إن خمدت الحرائق، حتى أغرقت الفيضانات مناطق واسعة فى وسط وجنوب أوروبا خلال شهر أغسطس، فغطت السيول إسبانيا والبرتغال وسلوفينيا واليونان وتركيا، وشهدت فرنسا وبلجيكا وهولندا ولوكسمبورج والمملكة المتحدة، ضغطاً مرتفعاً تسبّب فى موجة حارّة فى أواخر الصيف.

وفى 7 أغسطس ضربت السيول الصين، مما تسبّب فى مقتل نحو 33 شخصاً وانهيار وتضرّر أكثر من 200 ألف منزل، وسجّلت درجة الحرارة رقماً قياسياً. وفى 18 مايو انتهت قصة الغواصة السياحية «تيتان»، التى كانت فى رحلة استكشافية لحطام السفينة الغارقة «تيتانيك» بمأساة. فقد انتهت الرحلة بانفجار الغواصة ومقتل ركابها الخمسة.

بدوره، قال الدكتور أيمن زهرى، خبير السكان ودراسات الهجرة، لـ«الوطن»، إن العالم شهد خلال 2023 كوارث إنسانية ضخمة جعلته العام الأكثر دموية فى القرن الحالى، إذ بدأ العام بأحداث طبيعية أدت إلى حراك بشرى كبير جداً، مثل زلزال تركيا وسوريا والمغرب، أو ضرب العاصفة «دانيال» لليبيا، وأحداث أخرى من صُنع البشر، وهى الحروب والنزاعات التى أدت إلى نزوح وهجرة مئات الآلاف من البشر، مشيراً إلى أن تحرك الناس مدفوعين بعوامل قهرية أو قسرية، يخلق حالات من التشرّد أو عدم التموضع.

وتحدث «زهرى» عن التغييرات الشخصية، التى تطرأ على الأشخاص بعد الهجرة، إذ يترك الشخص المكان الذى عاش وتربى فيه فجأة ليصبح فى مكان جديد فيعامل كمشرد أو لاجئ، وهو ما يجعل الأمر مدفوعاً بالخوف، وبالتالى تكون لديه صعوبات فى ما يخص الانتماء والشعور بالغضب والحنين إلى وطنه الذى حوّله لمشرد، إضافة إلى تنامى الشوفينية الوطنية فى البلاد التى يقيم فيها اللاجئون وتنامى التيارات اليمينية التى تدعو إلى لفظ المهاجرين واللاجئين، وهو ما ظهر بشدة فى أوروبا.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الصراعات المسلحة الأمم المتحدة الحرب العالمية الثانية حرائق الغابات أکثر من

إقرأ أيضاً:

بالفيديو.. جبال الدولوميت مقصد محبي الطبيعة بالشمال الإيطالي

لا يمكن لمن يزور الشمال الإيطالي ألا يقصد منطقة جبال الدولوميت في أقصى الشمال الشرقي للبلاد، فهي جزء من سلسلة جبال الألب المهيبة، أكبر سلسلة جبلية في أوروبا، وفضلا عن جمال المناظر الطبيعية والغنى الثقافي في الدولوميت، فإن قرب المسافة بينها وبين النمسا وسويسرا يضفي مزيدا من الجاذبية على هذه المنطقة الإيطالية.

وتقع جبال الدولوميت في إقليم ترينتينو ألتو أديجي ومقاطعة بولتسانو، وأصبح ترينتينو تابعا لإيطاليا بعد الحرب العالمية الأولى، فقد كان تابعا قبل الحرب للنمسا، ولذلك فإن المنطقة تمتاز بمزيج ثقافتها بين المكون الإيطالي والنمساوي، وهو ما يظهر في عدة مناح من الحياة مثل الملابس والطعام، وشكل المباني.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ماذا تقدم إيران لزوارها من مقاصد ومزارات؟list 2 of 210 أماكن يمكن زيارتها في مكة المكرمة والمدينة المنورةend of list

وتعتبر جبال الدولوميت، التي تمثل الجزء الجنوبي لجبال الألب الإيطالية، قلب ترينتينو وفخرها، وتقدم المنطقة الجبلية بيئة طبيعية ساحرة تتكون من بساتين التفاح الأخضر، والقرى الساحرة بمنازلها الصغيرة والمزينة بالزهور، والأنهار المنسابة بين السهول الجبلية، والبحيرات الكثيرة المنتشرة بين أرجاء المنطقة، والممرات الجبلية الأخاذة.

منطقة الدولوميت في أقصى الشمال الشرقي لإيطاليا من أفضل الوجهات الجبلية في البلاد (الجزيرة)

وقد سميت هذه الجبال باسم العالم الفرنسي دولوميو الذي كان أول من قام بتحليل صخور الدولوميت الكربونية التي تتكون منها تلك الجبال، ومادة الكربون هي التي تعطي سلسلة الدولوميت لونها الرمادي المميز، فالبعض يسميها الجبال الشاحبة.

وأدرجت منطقة الدولوميت في قائمة التراث العالمي لليونيسكو عام 2009، وذلك لما تشتمل عليه المنطقة من مميزات طبيعية وجيولوجية لافتة، وتضم الدولوميت كثيرا من القمم الجبلية، 18 منها يفوق ارتفاع كل منها 3 آلاف متر. وتغطي الدولوميت 141 ألفا و903 هكتارات من بين أكثر المناظر الطبيعية الجبلية روعة على الإطلاق؛ وتتميز هذه المنطقة بمنحدرات صخرية شاهقة، وعدد كبير من الأودية الضيقة والعميقة والطويلة.

وفي كل قرية تمر بها في منطقة الدولوميت وفي الشمال الإيطالي عموما، لا تخطئ عيناك حرص سكان المنطقة على أناقة البيوت الريفية، وهي بيوت خشبية ذات أسقف مائلة وشرفات مزخرفة ومزينة بشتى أنواع الزهور، وهو ما يجعلها متماهية مع محيطها الطبيعي البديع.

جمال البيوت الإيطالية في الدولوميت وهدوء الطبيعة المحيطة يسحر الزائر (الجزيرة) ما المميز؟

بمقدور زائر منطقة الدولوميت أن يستمتع بعديد من الأنشطة الخارجية صيفا وشتاء، ففي الشتاء تعد المنطقة قبلة لمحبي التزلج، حيث تضم عديدا من المنتجعات المعروفة برياضة التزلج، مثل كورتيينا دامبيزو وفال غاردين، وفي الصيف يمكنك الاستمتاع بالمشي لمسافات طويلة وركوب الدراجات الجبلية وتسلق الصخور في كثير من المواقع.

جانب من الطبيعة الساحرة لجبال الدولوميت غير البعيدة عن الحدود مع النمسا وسويسرا (الجزيرة)

وأكثر شيء يشد المرء إلى الدولوميت هي المناطق الطبيعية، حيث القمم الصخرية والوديان الخضراء، وبالتالي فهي مكان مثالي للتصوير الفوتوغرافي واستكشاف الطبيعة، وفي أحضان هذه الطبيعة الهادئة ستصادف كثيرا من القرى الجبلية المتسمة بالهندسة المعمارية التقليدية، مثل أورتساي التي توصف بعروس الشمال الإيطالي، فضلا عن قرى أخرى مثل سان كانديدو القريبة جدا من الحدود النمساوية، وقرية سانتا مادلينا التي فيها إحدى أجمل الإطلالات على جبال الدولوميت، فضلا عن عشرات القرى الجميلة مثل كورتيينا دامبيزو التي سبق أن استضافت الألعاب الأولمبية الشتوية وبطولات عالمية في رياضة التزلج على الثلوج.

وتعد قرية كاستيلروث (المعروفة أيضًا باسم كاستيلروتو) في جنوب تيرول منطقة جيدة لاستكشاف هضبة "سيزر آلم"، والمعروفة أيضا باسم ألب دي سيوسي، وهي أكبر مرج في جبال الألب كلها، وهي نقطة جذب رئيسية، خصوصا للتزلج والمشي لمسافات طويلة.

هضبة سيزر آلم في الدولوميت هي أكبر مروج جبال الألب الأوروبية (بيكسابي) القمم والبحيرات

وتعد قمة كرونبلاتز، القمة الأشهر في الشمال الإيطالي بالنظر إلى موقعها في قلب الدولوميت، وتضم متاحف ومطاعم راقية، ومنها متحف "إم إم إم كورونيس"، وهو على حافة أكثر هضبة بانورامية والمتحف من تصميم المهندسة العراقية العالمية الراحلة زها حديد.

ومن الأماكن المميزة لمحبي المشي الطويل وتسلق الجبال منطقة تسمى "ثري بيكس"، وهي من أشهر الجبال في الدولوميت، وهي 3 قمم متجاورة، وتقع في متنزه وطني يمنع فيه التجوال بالسيارة، وإضافة إلى هذه المنطقة يمكنك التوجه إلى قمة سيسدا شديدة الانحدار مع ظاهر أخضر وباطن صخري، وهناك خدمة نقل تيلفريك إلى مطعم في أعلى سيسدا على ارتفاع 2518 مترا، وهناك يمكن التمتع بالمنظر البانورامي على مدى البصر، وضمنه قرية أورتساي.

بحيرة فال دي فونيس توجد في وادي صغير ساحر يحمل الاسم نفسه (الجزيرة)

ومن أكثر مناطق الجذب السياحي في الدولوميت أيضا، العديد من البحيرات ومن أشهرها وأكثر روعة دوبياكو وميزورينا ولاغو دي برايس ومولفينو وتوفيل وبحيرات فوسين، وهناك يمكنك أن تجد البحيرات الجليدية الباردة، والبحيرات الصافية، والبحيرات المنعشة التي يمكنك السباحة فيها.

ومن مميزات منطقة الدولوميت قربها من بحيرة غاردا، وهي ضمن الشمال الإيطالي، وهي كبرى بحيرات البلاد، إذ تقل المسافة بين غاردا وقرية أوتساي مثلا عن 100 كلم، وتشتهر بحيرة غاردا بالرياح، التي تجذب عديدا من راكبي الأمواج إلى شواطئها الفاتنة، وتنتشر على ضفاف هذه البحيرة العديد من المدن القديمة الساحرة مثل سيرميوني ومالسيسين وليمون سول غاردا.

الأنشطة الترفيهية

توجد عديد من الأنشطة الترفيهية في منطقة الدولوميت من قبيل التلفريك والزحليقة الصيفية و"الزبلاين" (التنقل من مكان مرتفع إلى آخر منخفض بواسطة حبل معدني) والحدائق العامة، وحدائق الحيوانات، والمتنزهات المنتشرة في أغلب مدن المنطقة، إضافة إلى المتاحف المتعددة، فهناك تلفريك في عدد من القرى الجميلة مثل كورتيينا وسان كانديدو، والقيام بجولات عبر القوارب في البحيرات المشهورة في الدولوميت، كما يمكنك زيارة عديد من المتاحف المحلية ومن أشهرها متحف أوتزي في مدينة بولتسانو، حيث تعرض أقدم مومياء بشرية محفوظة بصورة طبيعية في العالم، ويبلغ عمرها 5300 عام.

من التجارب الترفيهية المميزة في جبال الدولوميت ركوب التلفريك (بيكسابي) الإقامة والتنقل

ثمة عديد من خيارات السكن في الدولوميت من الفنادق الفاخرة والمتوسطة وأقل من المتوسطة، إلى الأكواخ الجبلية والشقق المفروشة والمنازل الريفية الجميلة التي يديرها السكان المحليون، وفي ما يخص التنقل فهناك عدة وسائل للنقل العام في المنطقة مثل الحافلات وسيارات الأجرة، ولكن لأن عديدا من مناطق الجذب السياحي بعيدة نسبيا عن بعضها بعضا، فإن الخيار الأقل كلفة لك هو استئجار سيارة طيلة مدة إقامتك.

وأما تكلفة الرحلة في الدولوميت (تستبعد منها أسعار تذاكر الطائرة)، فهي متفاوتة بتفاوت طبيعة الإنفاق السياحي من فرد إلى آخر، ولكن بصفة إجمالية فإن متوسط التكاليف الإجمالية لرحلة عائلة مكونة من 4 أفراد لمدة أسبوع في منطقة الدولوميت تتراوح بين 2500 و4 آلاف يورو، وتتضمن الإقامة والتنقل والطعام والأنشطة الترفيهية.

مقالات مشابهة

  • الطقس الأكثر جفافا منذ 120 عاما.. حرائق الغابات تهدد المنازل في نيوجيرسي
  • إجلاء آلاف الأشخاص فى كاليفورنيا بعد الانتشار السريع لحرائق الغابات (فيديو)
  • أوامر إجلاء لآلاف الأشخاص في كاليفورنيا بسبب حرائق الغابات
  • السلطات في كاليفورنيا تطلق تحذيرات وأوامر إجلاء بسبب حرائق الغابات
  • "الوضع خطير جداً".. أوامر بإجلاء آلاف الأشخاص في كاليفورنيا
  • بالفيديو.. جبال الدولوميت مقصد محبي الطبيعة بالشمال الإيطالي
  • أمريكا.. فرارُ المئات من منازلهم بسبب حرائق الغابات في جنوب كاليفورنيا
  • فرار مئات السكان.. رياح قوية تؤجج حرائق الغابات في جنوب كاليفورنيا
  • الرياح القوية والرطوبة تزيدان من خطر اندلاع حرائق الغابات في كاليفورنيا
  • استعدادات مكثفة.. رياح "ديابلو" تزيد من خطر حرائق الغابات في كاليفورنيا