«العام الأكثر دموية فى تاريخ الصراع الفلسطينى الإسرائيلى»، لقب مؤلم منحته الأمم المتحدة لعام 2023، يكشف عن إجرام الاحتلال الإسرائيلى بحق مدنيى غزة الذين استشهدوا جراء العدوان الغاشم على غزة منذ 7 أكتوبر، فهناك 100 ألف فلسطينى بين شهيد ومصاب ومفقود خلال الأحداث بعدما شنت الفصائل الفلسطينية هجومها المباغت وغير المسبوق على مدن إسرائيلية تحت شعار «طوفان الأقصى» وأدى إلى مقتل 1140 إسرائيلياً وأسر واقتياد 250 شخصاً إلى داخل القطاع، لترد إسرائيل بقصف عنيف على القطاع.

واندلعت حرب غزة العنيفة، التى لم تنتهِ ليومنا هذا، وحسب الإحصائيات الرسمية، فهناك أكثر من 20 ألف شهيد، 70% منهم من النساء والأطفال، وتعرض ما لا يقل عن 1000 طفل إلى بتر أطرافهم دون تخدير، واستشهد 288 نازحاً محلياً يقيمون فى ملاجئ الأونروا.

وبلغت حصيلة حملات الاعتقال أكثر من 4655 أعلاها فى محافظة الخليل وبلغت أكثر من 1000، ليكون إجمالى أعداد الأسرى فى سجون الاحتلال 7800 من بينهم أكثر من 2870 معتقلاً إداريّاً.

ونزح كل سكان غزة تقريباً، وعددهم 2.3 مليون نسمة يقطنون إحدى أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان فى العالم فيما دمر القصف الإسرائيلى 70% من مبانى قطاع غزة.

«الرقب»: أكثر عام دموى فى عهد الاحتلال

وقال د. أيمن الرقب، القيادى بحركة فتح، لـ«الوطن»: «لم يمر فى تاريخ الصراع الإسرائيلى الفلسطينى هذه الأرقام من الشهداء والجرحى، وما زال طبعاً هناك عدد من المفقودين وما زال هناك أهداف وبالتالى عام 2023 أكثر عام دموى على فلسطين منذ عام 1948»، مشيراً إلى أن «الشهداء ليسوا فى غزة فقط بل حتى فى الضفة الغربية، وهناك شهداء تجاوزت أعدادهم 500 شهيد خلال العام وهو رقم لم نشهده منذ سنوات طويلة».

«سلامة»: الوضع مأساوى فى «القطاع»

وأوضح د. جمال سلامة، أستاذ العلوم السياسية، أن 2023 بالفعل هو الأكثر دموية فى تاريخ الصراع، إذ تخطت أعداد الشهداء فى نحو شهرين 22 ألف شهيد، وأكثر من 54 ألف جريح، وقطاع مدمر بالكامل، متابعاً أن الأمم المتحدة نفسها لم تدخر جهداً فى وصف الأحداث المأساوية بأنها لم تحدث فى التاريخ، وأحداث غزة هى التى أضفت على عام 2023 هذا الوضع الدموى المأساوى.

وأشار «سلامة» إلى أنه منذ السابع من أكتوبر حتى الآن أو قبل ذلك كان لدينا طوال الوقت ضحايا وشهداء فى فلسطين وكانت غزة مكاناً ملتهباً، مستبعداً أن يحمل عام 2024 أنباء سارة للقضية، إذ إن أقصى ما نرغب فيه لعام 2024 هو وقف العدوان الحالى.

«الحرازين»: أعداد الشهداء والمصابين صادمة وفقاً للمصادر الرسمية

وقال د. جهاد الحرازين، المحلل السياسى الفلسطينى، إن الوصف الذى أطلقته الأمم المتحدة لمس بشكل حقيقى منذ تولى حكومة اليمين الإسرائيلى المتطرف زمام الأمور فى دولة الاحتلال، إذ بدأت تنفيذ المخطط الهادف إلى عملية الإبادة للشعب الفلسطينى من حيث عملية الاقتحام وعمليات التدمير وعمليات الاستيطان والاعتداءات على قرى بأكملها كقرية حوارة، فضلاً عن عمليات القتل الجماعى للمواطنين الفلسطينيين منذ بداية العام.

وأوضح أن أعداد شهداء ومصابى 2023 صادمة بالفعل، إذ نتحدث عن أكثر من 21 ألف شهيد وأكثر من 10 آلاف مفقودين وأكثر من 60 ألفاً إلى 70 ألف إصابة، أى ما يعادل 100 ألف بين شهيد ومصاب ومفقود على يد الاحتلال، بمعنى أن هناك بحوراً من الدماء سالت فى الأراضى الفلسطينية، سواء فى قطاع غزة أو حتى فى الضفة الغربية وفى مدينة القدس، بفعل دولة الاحتلال وحكوماتها اليمينية المتطرفة.

وأشار إلى أن ما حدث من دموية لا يقاس فقط على تاريخ الصراع، بل يشكل أكبر مجزرة عرفها التاريخ الحديث، إذ بجانب استهداف المدنيين والأطفال النساء والشيوخ فاقت أعداد الصحفيين المستهدفين أكثر من 180 صحفياً حتى اللحظة وأكثر من 120 موظفاً من موظفى وكالة الأمم المتحدة ووكالة الأونروا، بالإضافة إلى أكثر من 150 مسعفاً وطبيباً من العاملين بالمستشفيات وتدمير المستشفيات الصحية وتدمير المدارس والمساجد والكنائس والجامعات، ما يعنى استهداف كل مقومات الحياة لدى الشعب الفلسطينى من قِبل الاحتلال، ما نتج عنه كوارث كبرى تمثلت بحالة من الجوع ونقص من الأغذية، إذ صنفت منطقة قطاع غزة والسكان بها من الأكثر جوعاً فى العالم بأكثر من 5 مرات من المناطق الأكثر فقراً أو جوعاً.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الصراعات المسلحة الأمم المتحدة الحرب العالمية الثانية الأمم المتحدة تاریخ الصراع ألف شهید وأکثر من أکثر من

إقرأ أيضاً:

«الصحة الفلسطينية» تعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان على غزة لـ47498 شهيدًا

أكدت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الأحد، ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لـ 47498 شهيدًا، وإصابة 111592 آخرين، منذ 7 أكتوبر لعام 2023.

وأفادت الصحة الفلسطينية في تقريرها اليومي، بأن نحو 11 شهيدًا، بالإضافة إلى 4 مصابين آخرين وصولوا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية.

وتابع تقرير الصحة الفلسطينية، أنه لا يزال عدد من الضحايا متواجدين تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

وينص اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل وحركة حماس بوساطة مصرية قطرية أمريكية، على هدنة مكونة من 3 مراحل، بدأت الأولى صباح الأحد الماضي، وتستمر لمدة 6 أسابيع، بحسب وزارة الخارجية القطرية.

يأتي ذلك بعد موافقة الحكومة الإسرائيلية النهائية، على الاتفاق، الذي تم التوصل إليه بعد 15 شهرًا من الحرب المدمرة التي خلفت عشرات الآلاف من الضحايا في القطاع.

وكان من المفترض أن يدخل هذا الاتفاق حيز التنفيذ في تمام الساعة 8:30 من صباح الأحد 19 يناير 2025، (06:30 بتوقيت غرينتش)، لكن بدأ بالفعل في تمام الساعة 11:30 بعدما وافقت الحكومة الإسرائيلية بشكل نهائي على الاتفاق.

ويأتي ذلك بعد موافقة الحكومة الإسرائيلية النهائية، على الاتفاق، الذي تم التوصل إليه بعد 15 شهرًا من الحرب المدمرة التي خلفت عشرات الآلاف من الضحايا في القطاع.

اقرأ أيضاًالصحة الفلسطينية تعلن ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 47283 شهيدًا

«يشبه القنبلة النووية».. الصحة الفلسطينية تكشف أضرار مستشفى كمال عدوان بعد القصف الإسرائيلي

الصحة الفلسطينية تعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة لـ 45717 شهيدًا

مقالات مشابهة

  • حكومة غزة: أكثر من 61 ألف شهيد بالحرب وخسائر تتجاوز 50 مليار دولار
  • «الصحة الفلسطينية» تعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان على غزة لـ47498 شهيدًا
  • شهيد وعدد من المُصابين في اعتداء إسرائيلي جديد بغزة
  • تصاعد العدوان الإسرائيلي على جنين وطولكرم وسط اشتباكات مستمرة
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 47 ألفا و487 شهيدا
  • الصحة الفلسطينية: ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي في غزة لـ47487 شهيدًا
  • قلق أممي من تدهور الوضع الإنساني في جنين نتيجة العدوان الإسرائيلي
  • أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة
  • العدوان الإسرائيلي يتواصل على طولكرم وطوباس
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة إلى 47,460 شهيدًا