تدخُل الحرب الروسية - الأوكرانية مرحلة جديدة من مسار الصراع الممتد منذ اندلاعها فى فبراير 2022، وترجّح تقديرات غربية أن تستمر العمليات القتالية خلال العام الحالى، بالنظر إلى التطوّرات فى ساحة المعركة، واعتماداً على الاعتبارات الجيوسياسية، والانتخابات التى يشهدها الكثير من الدول الداعمة لكييف، فضلاً عن مدى استمرار الدعم الغربى فى توفير الأسلحة والذخيرة المطلوبة.

وكشفت بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان فى أوكرانيا أن ما لا يقل عن 10 آلاف مدنى، بينهم أكثر من 560 طفلاً، قُتلوا وأصيب أكثر من 18٫500 آخرين منذ بداية الأزمة، بينما تعلن روسيا مقتل نحو نصف مليون عسكرى أوكرانى، بينهم 71 ألفاً خلال الهجوم المضاد، فيما رفعت الاستخبارات الأمريكية مؤخراً السرية عن التقارير، التى تشير إلى أن الخسائر الروسية، سواء فى القتلى أو الجرحى، تصل إلى 315 ألف شخص.

وخلال مايو الماضى قادت قوات فاجنر تمرداً ضد السلطات الروسية بقائدها يفجينى بريجوجين، لينتهى التمرد فى اليوم نفسه بتراجع فاجنر، وبعد تمرد هذه القوات بثلاثة أشهر، أعلن مقتل قائدها بريجوجين فى حادث تحطم طائرته الخاصة التى كانت متجهة من موسكو إلى سان بطرسبرج. وبعيداً عن حرب الإحصاءات الدائرة بين روسيا والغرب، فى ما يخص أعداد الضحايا شهدت ساحة المعركة مئات الآلاف من الضحايا على مدار الأشهر الماضية.

«صادق»: «موسكو» تتصدّر المشهد العسكرى رغم كل هذه الإمدادات اللوجيستية والعسكرية لـ«كييف»

وأوضح د. محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربى للدراسات السياسية، أن الأزمة الأوكرانية كانت واحدة من أهم الأسباب، التى زادت من دموية العام الماضى، مشيراً إلى الإمدادات اللوجيستية الكبيرة التى أمدّت بها الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو أوكرانيا من خلال صفقات الأسلحة مثل صفقة «A16»، وأيضاً الصفقات الأخرى كالصواريخ وطائرات درون وتحميل أوكرانيا فوق طاقتها من الناحية العسكرية التى لا تحمل خبرات عسكرية كبيرة، إضافة إلى الدعم اللوجيستى من جانب الدول الأوروبية. وأوضح «إسماعيل» لـ«الوطن» أن هذا الحراك فى الأزمة لم يؤدِّ إلى استقرار أوكرانيا، بل بالعكس أدّى إلى مزيد من التهاب بؤر الصراع فى أوكرانيا، فيما لا تزال روسيا تتصدّر المشهد العسكرى رغم كل هذه الإمدادات اللوجيستية والعسكرية لأوكرانيا.

«الشيخ»: الهجوم المضاد فشل فى كسر دفاعات الدب الروسى.. وتجميد الصراع يتوقف على تطورات 2024

وقالت د.نورهان الشيخ، خبيرة الشئون الروسية وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية وأستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، إنه رغم أن الأزمة الروسية - الأوكرانية مستمرة منذ 2021، فإن عام 2023 شهد الكثير من المحطات المهمة والفاصلة التى تجعله عاماً فاصلاً، وعلى رأس هذه الأحداث سلسلة الهجمات المضادة التى أبرزت قدرة روسيا على التصدى لأوكرانيا فى وقت كان فيه الغرب بشكل عام وأوكرانيا بشكل خاص يعولون على قدرة الهجوم المضاد فى كسر الدفاعات الروسية.

وأشارت إلى أن العدوان على غزة مثّل محطة مهمة فى مسار الأزمة الروسية - الأوكرانية إذ شهدت تحولاً كبيراً فى ظل تغيُّر أولويات الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما برز خلال زيارة الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى لأمريكا خلال 2023 الزيارة التى اختلفت كلياً عن الزيارة السابقة، إذ لم يرحّب مجلس الشيوخ بخطابه، كما أقر حزمة مساعدات لإسرائيل فيما لم يقرها لأوكرانيا، وفى الوقت نفسه تم عرقلة حزمة المساعدات الأوروبية لأوكرانيا، مما يؤشر إلى تغيّر مهم وأساسى فى الدعم الغربى لأوكرانيا، مما يسمح بإعطاء مساحة أكبر لروسيا وإحكام سيطرتها على مناطق أكبر فى أوكرانيا، وربما التمدّد فى حدود الدونباس.

وقالت «الشيخ» إن عام 2024 ربما سيشهد مسألة تجميد الصراع أو التسوية السلمية، وهو ما يتوقف على مجريات الأمور خلال عام 2024، وفى الحالتين أصبحت سيطرة روسيا على الدونباس شبه مؤكدة، وتجاوزت روسيا العقوبات والحصار، خصوصاً بعد زيارات الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، واستقباله فى الإمارات والسعودية وقبلها الصين وإيران.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الصراعات المسلحة الأمم المتحدة الحرب العالمية الثانية

إقرأ أيضاً:

أوكرانيا: تسجيل 211 اشتباكا قتاليا مع القوات الروسية خلال 24 ساعة

أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، اليوم السبت ، تسجيل 211 اشتباكا قتاليا على الخطوط الأمامية مع القوات الروسية، خلال الـ24 ساعة الماضية.

الجيش الروسي يستهدف قطارا تابعا للقوات المسلحة الأوكرانية

وأضافت هيئة الأركان وفقا لوكالة أنباء يوكرين فورم الأوكرانية أنه تم رصد 211 اشتباكا خلال الساعات الـ24 الماضية، معظمها على محور كورسك، مشيرة إلى أن الروس نفذوا أمس 34 غارة جوية وأسقطوا 64 قنبلة موجهة، بالإضافة إلى إطلاق نحو 5 آلاف قذيفة، من بينها 198 قذيفة باستخدام الصواريخ متعددة الإطلاق، بالإضافة إلى إطلاق 2230 طائرة مسيرة". 

وأعلن رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية في دونيتسك، فاديم فيلاشكين، اليوم السبت، أن القوات الروسية قتلت مدنيا وأصابت ثمانية آخرين في منطقة دونيتسك.

وأضاف فيلاشكين  في بيان نقلته وكالة أنباء (يوكرينفورم) الأوكرانية أن "الروس قتلوا في 20 ديسمبر، مدنيا من سكان كوستيانتينيفكا، وأصابوا ثمانية أشخاص آخرين في المنطقة.

وأشار البيان إلى أن عدد ضحايا الجيش الروسي في دونيتسك، لا يشمل أرقام الضحايا في منطقتي ماريوبول وفولنوفاخا.

مقالات مشابهة

  • القوات الجوية الأوكرانية: إسقاط 47 طائرة بدون طيار أطلقتها روسيا خلال الليل
  • المجر: ترامب لا يحتاج لوسطاء لوقف الحرب الأوكرانية
  • ترامب يترقب لقاءً مع بوتين لبحث حل الأزمة الأوكرانية
  • عاجل.. ترامب: انتظر عقد لقاء مع بوتين لحل الأزمة الأوكرانية
  • خبير في الشؤون الروسية: لا تفاؤل بقرب إنهاء أزمة أوكرانيا.. وبوتين يتوقع حربا عالمية
  • الدفاع الروسية: القضاء على 300 عسكري أوكراني في كورسك خلال 24 ساعة
  • الدفاع الروسية تكشف حجم خسائر أوكرانيا خلال 24 ساعة
  • أوكرانيا: تسجيل 211 اشتباكا قتاليا مع القوات الروسية خلال 24 ساعة
  • باحث في الشؤون الروسية: الغرب لا يزال متشبث بتقديم الدعم الكبير لأوكرانيا
  • روسيا: القوات الأوكرانية تواصل هجومها على مدينة ريلسك في كورسك الروسية