«حروب دولية».. نصف مليون عسكري و10 آلاف مدني ضحايا الأزمة الروسية - الأوكرانية
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
تدخُل الحرب الروسية - الأوكرانية مرحلة جديدة من مسار الصراع الممتد منذ اندلاعها فى فبراير 2022، وترجّح تقديرات غربية أن تستمر العمليات القتالية خلال العام الحالى، بالنظر إلى التطوّرات فى ساحة المعركة، واعتماداً على الاعتبارات الجيوسياسية، والانتخابات التى يشهدها الكثير من الدول الداعمة لكييف، فضلاً عن مدى استمرار الدعم الغربى فى توفير الأسلحة والذخيرة المطلوبة.
وكشفت بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان فى أوكرانيا أن ما لا يقل عن 10 آلاف مدنى، بينهم أكثر من 560 طفلاً، قُتلوا وأصيب أكثر من 18٫500 آخرين منذ بداية الأزمة، بينما تعلن روسيا مقتل نحو نصف مليون عسكرى أوكرانى، بينهم 71 ألفاً خلال الهجوم المضاد، فيما رفعت الاستخبارات الأمريكية مؤخراً السرية عن التقارير، التى تشير إلى أن الخسائر الروسية، سواء فى القتلى أو الجرحى، تصل إلى 315 ألف شخص.
وخلال مايو الماضى قادت قوات فاجنر تمرداً ضد السلطات الروسية بقائدها يفجينى بريجوجين، لينتهى التمرد فى اليوم نفسه بتراجع فاجنر، وبعد تمرد هذه القوات بثلاثة أشهر، أعلن مقتل قائدها بريجوجين فى حادث تحطم طائرته الخاصة التى كانت متجهة من موسكو إلى سان بطرسبرج. وبعيداً عن حرب الإحصاءات الدائرة بين روسيا والغرب، فى ما يخص أعداد الضحايا شهدت ساحة المعركة مئات الآلاف من الضحايا على مدار الأشهر الماضية.
«صادق»: «موسكو» تتصدّر المشهد العسكرى رغم كل هذه الإمدادات اللوجيستية والعسكرية لـ«كييف»وأوضح د. محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربى للدراسات السياسية، أن الأزمة الأوكرانية كانت واحدة من أهم الأسباب، التى زادت من دموية العام الماضى، مشيراً إلى الإمدادات اللوجيستية الكبيرة التى أمدّت بها الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو أوكرانيا من خلال صفقات الأسلحة مثل صفقة «A16»، وأيضاً الصفقات الأخرى كالصواريخ وطائرات درون وتحميل أوكرانيا فوق طاقتها من الناحية العسكرية التى لا تحمل خبرات عسكرية كبيرة، إضافة إلى الدعم اللوجيستى من جانب الدول الأوروبية. وأوضح «إسماعيل» لـ«الوطن» أن هذا الحراك فى الأزمة لم يؤدِّ إلى استقرار أوكرانيا، بل بالعكس أدّى إلى مزيد من التهاب بؤر الصراع فى أوكرانيا، فيما لا تزال روسيا تتصدّر المشهد العسكرى رغم كل هذه الإمدادات اللوجيستية والعسكرية لأوكرانيا.
«الشيخ»: الهجوم المضاد فشل فى كسر دفاعات الدب الروسى.. وتجميد الصراع يتوقف على تطورات 2024وقالت د.نورهان الشيخ، خبيرة الشئون الروسية وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية وأستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، إنه رغم أن الأزمة الروسية - الأوكرانية مستمرة منذ 2021، فإن عام 2023 شهد الكثير من المحطات المهمة والفاصلة التى تجعله عاماً فاصلاً، وعلى رأس هذه الأحداث سلسلة الهجمات المضادة التى أبرزت قدرة روسيا على التصدى لأوكرانيا فى وقت كان فيه الغرب بشكل عام وأوكرانيا بشكل خاص يعولون على قدرة الهجوم المضاد فى كسر الدفاعات الروسية.
وأشارت إلى أن العدوان على غزة مثّل محطة مهمة فى مسار الأزمة الروسية - الأوكرانية إذ شهدت تحولاً كبيراً فى ظل تغيُّر أولويات الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما برز خلال زيارة الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى لأمريكا خلال 2023 الزيارة التى اختلفت كلياً عن الزيارة السابقة، إذ لم يرحّب مجلس الشيوخ بخطابه، كما أقر حزمة مساعدات لإسرائيل فيما لم يقرها لأوكرانيا، وفى الوقت نفسه تم عرقلة حزمة المساعدات الأوروبية لأوكرانيا، مما يؤشر إلى تغيّر مهم وأساسى فى الدعم الغربى لأوكرانيا، مما يسمح بإعطاء مساحة أكبر لروسيا وإحكام سيطرتها على مناطق أكبر فى أوكرانيا، وربما التمدّد فى حدود الدونباس.
وقالت «الشيخ» إن عام 2024 ربما سيشهد مسألة تجميد الصراع أو التسوية السلمية، وهو ما يتوقف على مجريات الأمور خلال عام 2024، وفى الحالتين أصبحت سيطرة روسيا على الدونباس شبه مؤكدة، وتجاوزت روسيا العقوبات والحصار، خصوصاً بعد زيارات الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، واستقباله فى الإمارات والسعودية وقبلها الصين وإيران.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الصراعات المسلحة الأمم المتحدة الحرب العالمية الثانية
إقرأ أيضاً:
مسؤول أوكراني يدلي بتصريح عن وقف إطلاق النار مع روسيا
عبر رئيس جهاز المخابرات العسكرية الأوكراني كيريلو بودانوف عن اعتقاده بأن وقفا لإطلاق النار في الأزمة الحالية قد يحدث هذا العام.
وقال، في مقابلة مع صحفية بثت على موقع "يوتيوب": "أعتقد أنه سيحدث. معظم مقوماته موجودة". ولم يدل بتفاصيل أخرى.
ويرفض مسؤولون أوكرانيون إلى حد كبير فكرة وقف إطلاق النار.
وأضاف بودانوف "كم ستكون مدته؟ ومدى فعاليته؟ هذان سؤالان آخران".
وجرت مناقشات مكثفة بشأن وقف إطلاق النار المحتمل بعد عودة دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة مرة ثانية. وكان قد وعد بإنهاء الأزمة الأوكرانية سريعا.