«ستاندرد آند بورز»: 170 مليار دولار صكوكاً متوقع إصدارها... بـ 2024
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
توقّعت وكالة ستاندرد آند بورز غلوبال «S&P Global» أن تصل إصدارات الصكوك العالمية إلى ما بين 160-170 مليار دولار في عام 2024 من 168.4 مليار في نهاية 2023 و179.4 مليار عام 2022، عازية توقعاتها لارتفاع احتياجات التمويل في بعض الدول الأساسية للتمويل الإسلامي واحتمال تحسن ظروف السيولة العالمية، فيما أشارت إلى أن المخاطر الجيوسياسية وتأثيراتها على معنويات السوق الإقليمية، بالإضافة إلى احتمال تأجيل تخفيضات أسعار الفائدة بسبب جمود التضخم قد تشكل مخاطر على توقعات الوكالة.
وأفادت «S&P Global» في تقرير لها تحت عنوان: «توقعات إصدارات الصكوك لعام 2024: تفاؤل حذر» بأن الانخفاض في حجم الإصدارات العام الماضي بنسبة 6.1 في المئة، والذي نتج بدرجة رئيسية عن شح السيولة في النظام المصرفي في المملكة العربية السعودية وانخفاض العجز المالي في إندونيسيا، عُوّض إلى حد ما من خلال زيادة إصدارات الصكوك المقوّمة بالعملة الأجنبية بمقدار الثلث العام الماضي مقارنة بـ2022، حيث استفادت تلك الإصدارات من التحسن في وضوح مسار أسعار الفائدة على المدى المتوسط، خاصةً في نهاية 2023.
استعدادات لنقص الإمدادات وارتفاع الأسعار منذ 15 دقيقة اختناق البحر الأحمر... مخاوف من نقص إمدادات الكويت وتضخّم الأسعار أكثر منذ 40 دقيقة
ورجّح التقرير أن تظل أسعار الفائدة داعمة لإصدار الصكوك على نطاق واسع في 2024، موضحاً أنه على الرغم من أن بنك «الفيدرالي» الأميركي قد يُرجئ خفض أسعار الفائدة إلى وقت لاحق على غير توقعات الأسواق، إلا أن احتياجات التمويل في الدول الأساسية للتمويل الإسلامي تظل مرتفعة، نظراً لبرامج التحول الاقتصادي الجارية.
ونوه إلى أن السعودية وبرنامجها «رؤية المملكة 2030» قد عزّزا إصدارات الصكوك في عام 2023 وستواصلان ذلك في 2024.
صكوك الاستدامة والرقمية
وأشار التقرير إلى نوع آخر من الصكوك حقق نمواً قوياً هو صكوك الاستدامة، التي استمرت إصداراتها بالزيادة في 2023، وإن كان ذلك من قاعدة منخفضة، مضيفاً: «مع استمرار تركّز التمويل الإسلامي في الدول المُصدّرة للنفط التي تهدف إلى تقليل انبعاثاتها الكربونية، فإننا نتوقع أن تستمر الزيادة في إصدارات صكوك الاستدامة».
وتابع: «قد يؤدي تنفيذ الدول الأساسية للتمويل الإسلامي، مثل دول الخليج، لإستراتيجيات تهدف إلى تحقيق صافي انبعاثات صفرية، إلى دفع إصدارات صكوك الاستدامة»، متوقعاً المزيد من النشاط في هذا المجال مع سعي المُصْدرين لجذب اهتمام المستثمرين العالميين وتقديم الجهات التنظيمية للحوافز.
ولفت التقرير إلى أن التحول الرقمي يمكن أن يفتح بعض الفرص لأنه قد يؤدي إلى تبسيط عملية إصدار الصكوك، ولكن ذلك يتطلب توحيد مواصفات الوثائق القانونية والاتفاق على تفسير موحد لنصوص الشريعة ذات الصلة.
إصدارات 2023
ولفت التقرير إلى انخفاض إصدارات الصكوك المقوّمة بالعملة المحلية في 2023 بنسبة 16.8 في المئة على أساس سنوي، كنتيجة رئيسية عن انخفاض الإصدارات في المملكة العربية السعودية وإندونيسيا، إذ كان الحفاظ على السيولة في النظام المصرفي على رأس جدول أعمال المملكة، كما يتضح من استمرار الحكومة والكيانات المرتبطة بها في ضخ السيولة في النظام المصرفي وانخفاض إصدار الصكوك المقوّمة بالعملة المحلية، وفي المقابل، ارتفعت الإصدارات المقوّمة بالعملة المحلية في الإمارات وتركيا، وذلك بفضل ارتفاع الإصدارات الحكومية، متوقعاً زيادة في اصدارات الإمارات خلال السنوات القليلة المقبلة مع مواصلة السلطات جهودها لتطوير سوق رأس المال المحلي.
وبين التقرير أن المزيد من الوضوح في مسار أسعار الفائدة لدى البنوك المركزية الكبرى ساهم في زيادة إصدارات الصكوك المقوّمة بالعملة الأجنبية بنحو الثلث في 2023 مقارنة بـ2022، إذ ارتفع السوق إلى مستويات عام 2021، وذلك بفضل ارتفاع الإصدارات المقومة بالعملة الأجنبية في السعودية والإمارات ودخول بعض المُصدرين الجدد إلى سوق الصكوك، بما في ذلك مصر، وشركة «أير ليس» لتأجير الطائرات القائمة في الولايات المتحدة، والفيلبين.
تأثير كبير للمعيار 62 على سوق الصكوك
أوضح تقرير «S&P» أنه في أواخر 2023، نشرت «أيوفي» مسودة المعيار 62 في شأن الصكوك، وبعد ذلك مددت الموعد النهائي للحصول على ملاحظات القطاع حتى 31 مارس 2024، مبيناً أنه في حال اعتماده، فقد يكون للمعيار 62 تأثير كبير على سوق الصكوك، إذ يطالب، بين أمور أخرى، بنقل الملكية والمخاطر المتعلقة بالأصول الأساسية إلى حاملي الصكوك، وقد يؤدي ذلك إلى إضعاف الالتزامات التعاقدية لرعاة الصكوك في حال أصبح السداد يعتمد على أداء الأصول الأساسية، أو قيمتها السوقية، أو قرار حاملي الصكوك ببيع هذه الأصول لأطراف ثالثة.
وأفاد التقرير بأنه نتيجة لذلك، قد يبتعد بعض المستثمرين التقليديين عن سوق الصكوك، الأمر الذي قد يغيّر ديناميكيات التسعير لمثل هذه المعاملات لمراعاة المخاطر الإضافية المحتملة، مضيفاً أنه في هذه المرحلة، من الصعب معرفة ما إذا كان سيُعدّل المعيار 62 وكيف يمكن أن تتفاعل الدول التي اعتمدت معايير «أيوفي» مع عدم التوازن المحتمل في أسواق الصكوك الخاصة بها.
وأشار إلى أنه حتى في حال اعتماد المعيار هذا العام، فقد يُؤجل تنفيذه إلى السنوات القادمة، الأمر الذي قد يؤدي إلى الاندفاع نحو الصكوك قبل اعتماده.
المصدر: الراي
كلمات دلالية: إصدارات الصکوک أسعار الفائدة قد یؤدی إلى أن
إقرأ أيضاً:
27 مليار درهم التبادل التجاري بين الإمارات وعُمان
رشا طبيلة (أبوظبي)
تعكس الشراكة الاقتصادية الراسخة بين الإمارات وعُمان عمق العلاقة التاريخية بين البلدين المستندة إلى التاريخ المشترك والتقارب المجتمعي، فالتبادل التجاري غير النفطي بين البلدين وصل إلى 27 مليار درهم خلال النصف الأول من 2024 بنمو 5 % مقارنة مع الفترة نفسها من العام 2023، وبنمو 7.4 % مقارنة مع الفترة نفسها من 2022.
وبلغت قيمة الصادرات غير النفطية بين الجانبين خلال النصف الأول من العام 2024 نحو 9.4 مليار درهم، وبلغت قيمة إعادة التصدير 10.9 مليار درهم والواردات 6.3 مليار درهم.
بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين خلال العام الماضي، 51 مليار درهم، مقارنة مع 48.7 مليار درهم العام 2022، بنمو 5%.
وارتفع حجم التبادل التجاري غير النفطي بين الإمارات وعُمان من 8.46 مليار درهم في العام 2010 ليصل إلى 51 مليار درهم العام الماضي، بنمو بلغ نحو خمسة أضعاف.
وشهد التبادل التجاري غير النفطي نمواً مستمراً وبشكل سنوي منذ العام 2010، حيث سجل التبادل التجاري في 2010 نحو 8.4 مليار درهم، ليرتفع إلى 11.6 مليار درهم العام 2011، ويقفز إلى 23.4 مليار درهم في 2012، و28.8 مليار درهم في 2013، و29.2 مليار درهم في 2014، و29.9 مليار درهم في 2015، و31.9 مليار درهم في 2016، و35.9 مليار درهم في 2017، ويقفز إلى 45.9 مليار درهم في 2018، و48 مليار درهم في 2019، و42.3 مليار درهم في 2020، و46.5 مليار درهم في 2021، و48.7 مليار درهم في 2022، و51 مليار درهم في 2023.
وتعتبر سلطنة عُمان من أهم الأسواق للتجارة الإماراتية غير النفطية وتأتي في المرتبة العاشرة عالمياً خلال عام 2023، والثانية خليجياً، حيث تستحوذ على ما نسبته 17% من تجارة الإمارات الخارجية غير النفطية مع دول مجلس التعاون الخليجي، وفي المركز الثالث عربياً.
صادرات وواردات
وتحل سلطنة عُمان بالمرتبة السادسة عالمياً، والثانية عربياً وخليجياً في ترتيب الدول المستقبلة للصادرات الإماراتية غير النفطية في 2023، وتستقبل ما نسبته 25% من صادرات الإمارات إلى دول مجلس التعاون الخليجي.
وتعد سلطنة عُمان الثانية خليجياً والثالثة عربياً في قائمة ترتيب الدول الأكثر تصديراً للأسواق الإماراتية في 2023، وتستأثر بما نسبته 17% من واردات الإمارات من دول مجلس التعاون الخليجي.
وتحل سلطنة عُمان بالمرتبة 5 عربياً و4 خليجياً و11 عالمياً في إعادة تصدير السلع من الإمارات إلى العالم في 2023، حيث تستأثر بما نسبته 13% من إعادة التصدير إلى دول مجلس التعاون الخليجي، وما نسبته 2.7% من مجمل إعادة تصدير الإمارات إلى العالم.
وتعد الإمارات أهم سوق تجاري والأولى عالمياً في التجارة السلعية لسلطنة عُمان في العام 2023، وتستحوذ على 26% من مجمل واردات عُمان من العالم، وهي أهم مصدر لاستقبال الصادرات العُمانية غير النفطية وإعادة التصدير عالمياً، حيث تستأثر الإمارات بنسبة تتجاوز 17% من إجمالي صادراتها غير النفطية وإعادة التصدير، كما تستحوذ الإمارات على 235 من التجارة الخارجية السلعية لسلطنة عُمان مع العالم.
استثمارات مشتركة
وبلغ الرصيد التراكمي للاستثمار الوارد من سلطنة عُمان إلى دولة الإمارات في نهاية العام 2022 ما يقارب 660 مليون دولار أميركي، موزعة على عدد من القطاعات الاقتصادية مثل الصناعة التحويلية وتجارة الجملة والتجزئة والتعدين والنقل والتخزين، والأنشطة المالية والأنشطة العقارية والأنشطة المهنية والعلمية والتقنية.
تعتبر الإمارات أكبر مستثمر عربي وثالث أكبر مستثمر عالمي في سلطنة عُمان، وتساهم بأكثر من 8.2% من إجمالي رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر في عُمان برصيد تراكمي 3.1 مليار دولار في 2022.
تعاون وشراكات
في شهر أبريل الماضي، تم الإعلان عن عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات والشراكات الاستثمارية بين دولة الإمارات وسلطنة عُمان بقيمة 129 مليار درهم في مجالات عدة، حيث تضمنت الاتفاقيات مشاريع الطاقة المتجددة والمعادن الخضراء والاتصال بالسكك الحديدية والاستثمارات في البنية التحتية الرقمية والتكنولوجيا.
ومن أبرز المشاريع التي تضمنتها مذكرات التفاهم والاتفاقيات الموقعة والشراكات الاستثمارية بين البلدين، مشروع للصناعة والطاقة بقيمة 117 مليار درهم، واتفاقية مساهمين لإطلاق صندوق يركز على التكنولوجيا بين القابضة (ADQ) وجهاز الاستثمار العُماني بقيمة 660 مليون درهم، واتفاقية مشروع ربط السكك الحديدية بين سلطنة عُمان والإمارات بقيمة 11 مليار درهم، واتفاقية تعاون ثنائي استثماري تغطي قطاعات متعددة تشكل البنية التحتية الرقمية والأمن الغذائي والطاقة، واتفاقية شراكة بين شركة الاتحاد للقطارات وشركة مبادلة وشركة مجموعة أسياد العُمانية بقيمة استثمارية إجمالية تبلغ 3 مليارات درهم.