تعتبر مدينة غزة الفلسطينية من أقدم مدن التاريخ، وقاتلت وتقاتل فيها وعليها ولأجلها، على وجه التقريب جميع جيوش العالم القديم، فعبرتها أمم ودخلها ملوك أكثر من أى مدينة أخرى بحجمها، فى ساحل الشام، وأصبحت أرضها مركز تلاقح حضارات ولغات وثقافات لعل بعضها لا يزال مستعملا إلى الآن.
وعلى الرغم من صغر الحجم الجغرافى لغزة والتى تحمل هذا الاسم منذ عشرات القرون، إلا أنها كانت مقصد جيوش وعبور وإقامة الملوك، فهى تقود إلى أفريقيا ومنها يتم الدخول إلى مصر، وتعتبر بوابة العرب القديمة على البحر المتوسط.
وبحسب مؤرخين فلسطينيين اعتمدوا فى تأريخهم لغزة على أهم كتب التاريخ العربى والإسلامى والعالمى فإن العرب والمصريين كانوا أقدم الوافدين إلى غزة، وأنه قد ورد اسم غزة فى ألواح تل العمارنة الفرعونى بما يشبه اسمها الحالى: «هازاتى»، أو «غزاتى» أو «غزاتو» كما قال مؤرخ فلسطين الأشهر فى العصر الحديث، «عارف العارف» بكتابه عن تاريخ المدينة.
وكان ملوك مصر، من أوائل ملوك التاريخ الذين دخلوا غزة حيث دخلها نحو خمسة عشر ملكًا فرعونيًّا، بدءًا من عام 3235 قبل الميلاد وانتهاء بعام 664 قبل الميلاد. ومن أشهر ملوك مصر الذين دخلوا غزة أحمس عام 1573 قبل الميلاد وتحتمس عنخ آمون عام 1539 ورعمسيس الثالث عام 1195.
وبحسب مؤرخى الشرق القديم فإن وقوع غزة على ثلاث واجهات هى مصر والجزيرة العربية والبحر المتوسط، جعلها محط أنظار ملوك وجيوش العالم القديم، فمرت فترة طويلة جدا، كانت فيها غزة إحدى أهم بقاع الأرض، حربًا واحتلالًا وصراعات مسلحة، فمن أراد احتلال مصر عليه العبور بريًا من غزة، أما إذا أراد المصريون رد العدوان فيعبرون غزة، بعد احتلالها وتأمينها ثم المضى قدمًا إلى بر الشام وصولا إلى الأناضول التركية حاليا.
ووصلت غزة من الشهرة والأهمية التاريخية إلى أن أصبح لها تقويم خاص بها، عرف بـ«التقويم الغزى» كما للمسلمين تقوم هجرى وللمسيحيين تقوم ميلادى ولليهود تقويم عبرى، أو التقويم القبطى، ويرجع مؤرخون سبب حصول تقويم غزى إلى ارتباط تلك المدينة بتواريخ حروب عالمية عليها ومنها كحروب ملوك الفراعنة وملوك اليونان والرومان وملك الآشوريين والبابليين وملوك المسلمين كصلاح الدين وأولاده وهى معارك غيرت حياة أمم وكتبت تاريخًا جديدًا، ثم ما لبث أن تم محوه، بحرب كبرى وهكذا حتى صارت أحداث غزة تقويمًا يبدأ عام 60 قبل الميلاد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكاية و طن مدينة غزة الفلسطينية قبل المیلاد
إقرأ أيضاً:
كنائس فلسطين تدعو إلى اقتصار فعاليات عيد الميلاد المجيد على الشعائر الدينية
سرايا - دعت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، اليوم السبت، إلى اقتصار فعاليات عيد الميلاد المجيد لهذا العام في الأراضي المقدسة على الشعائر الدينية، كما تم في العام الماضي.
وأكد رئيس اللجنة الدكتور رمزي خوري، على وحدة الشعب الفلسطيني بمختلف أطيافه، وأن دم الشعب الفلسطيني ومصيره واحد، في ظل ما يعانيه من ألم وحزن نتيجة المجازر الجماعية التي يتعرض لها جراء هجمات جيش الاحتلال الإسرائيلي وآلياته العسكرية.
وأوضح أن الوضع الراهن يتطلب تحركا عاجلا على مختلف الأصعدة لوقف الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، مع الضغط لوقف إطلاق النار في غزة بشكل فوري، مؤكدا ضرورة إيجاد حل عادل ودائم يحقق الأمن والاستقرار، ويضمن للفلسطينيين حقوقهم المشروعة، كما نصت عليها القوانين والاتفاقيات الدولية.
كما دعا خوري الكنائس في جميع أنحاء العالم إلى تذكر أطفال ونساء فلسطين الذين استشهدوا وجرحوا ونزحوا، إضافة إلى المفقودين الذين عانوا جراء آلة القتل الإسرائيلية، وأن يكون ميلاد هذا العام فرصة لتكثيف الصلوات والدعوات إلى الله من أجل أن يعم السلام وتنتهي الحرب، وأن ينعم الشعب الفلسطيني بالحرية والعدالة، ويُحقق له حلم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
بترا
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 562
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 23-11-2024 06:33 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...