شمسان بوست / وكالات:

في ظل الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا منذ فبراير 2022، تتصاعد المخاوف من احتمالية توسعها إلى دول أخرى في أوروبا، لاسيما ألمانيا والسويد، ففي الوقت الذي تستعد فيه ستوكهولم للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”، تصاعدت تحذيرات حول اندلاع حرب في البلد الأوروبي.

ونوه وزير الدفاع المدني السويدي كارل أوسكار بوهلين، خلال مؤتمر حول الدفاع، قائلًا “قد تحدث حرب في السويد”، محذرًا من أي تراخ في هذا المجال.



وبعدها بأيام قليلة خرج القائد الأعلى للقوات المسلحة السويدية ميكايل بيدن، ليعرض الفكرة ذاتها، إذ عرض منازل محترقة ومدمرة بالقصف في أوكرانيا. وسأل “هل تعتقدون أن هذه يمكن أن تكون السويد؟”، مؤكدًا أنه لا يطرح مجرد سؤال بسيط.

وتابع أن “حرب روسيا ضد أوكرانيا هي مرحلة وليست هدفًا نهائيًا، فالهدف هو إنشاء منطقة نفوذ وتدمير النظام العالمي القائم على نظم محددة”، مشددًا أنه يجب على السويديين أن يستعدوا نفسيًا للحرب.

وبالإضافة إلى استعداد السويد للانضمام للناتو، وقع البلد الأوروبي اتفاقًا في بداية ديسمبر الماضي، ما يسمح للولايات المتحدة باستخدام 17 قاعدة عسكرية على أراضيها.

يذكر أن السويد ترسل بانتظام قوات لعمليات حفظ السلام، لكن هذا البلد المرشح للانضمام إلى الناتو منذ مايو 2022، لم يشارك في أي نزاع مسلح منذ حروب نابليون ومعظم السويديين لا يعرفون أي شيء عن وقائع الحرب.

وتأتي تصريحات وزير الدفاع السويدي في أعقاب ما كشفته صحيفة “بيلد” الألمانية، عن وثيقة سرية لوزارة الدفاع الألمانية، تضم سيناريو اندلاع مواجهة بين روسيا وألمانيا في شرق أوروبا.

وأفادت صحيفة بيلد، نقلًا عن مواد سرية الطابع لوزارة الدفاع الألمانية، بأن الجيش الألماني يستعد لخوض الحرب ضد الجيش الروسي، وقد يحدث تصعيد بين الناتو وروسيا.

وأشارت الصحيفة إلى أن ألمانيا تستعد للحرب بين قوات حلف شمال الأطلسي وروسيا، والتي يمكن أن تبدأ في صيف عام 2025، إذ أن الحديث يجري عن سيناريو تدريبي يصف خطوة بخطوة، وشهرًا بعد شهر، كيف سيتصرف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكيف سيدافع الناتو عن نفسه؟.

وبحسب الصحيفة الألمانية “ففي هذا السيناريو، سيبدأ التصعيد في غضون أسابيع قليلة. وسيصدر القائد الأعلى لحلف شمال الأطلسي الأمر، بإرسال نحو 300 ألف جندي إلى الجهة الشرقية، بما في ذلك 30 ألف جندي من الجيش الألماني، وستندلع الحرب في صيف 2025”.

وتقول الوثيقة أن التصعيد يمكن أن يبدأ في فبراير 2024 مع بدء الهجوم الروسي ضد مواقع القوات المسلحة الأوكرانية، والذي سينتهي بحلول يونيو من نفس العام، بعد تراجع القوات المسلحة الأوكرانية.

وبعد ذلك ستبدأ في دول البلطيق مواجهات إثنية، مما سيجبر موسكو على نقل القوات والصواريخ متوسطة المدى إلى كالينينغراد لضرب ممر سووالكي (الذي يربط كالينينغراد مع بيلاروس عبر ليتوانيا)، قبل أن يقرر “الناتو” في مايو 2025، اتخاذ “تدابير ردع موثوقة” لمنع أي هجوم روسي على هذا الممر الاستراتيجي.

وقد أكدت روسيا أنها لا تشكل تهديدا لأي من دول الناتو، لكنها لن تتجاهل الإجراءات التي قد تشكل خطرا على مصالحها، وفي الوقت نفسه، تظل منفتحة على الحوار، ولكن على قدم المساواة، ويتعين على الغرب أن يتخلى عن مسار عسكرة القارة.

وفي الوقت ذاته أعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، خلال زيارته العاصمة الأوكرانية كييف، توقيع اتفاق أمني ثنائي مدته عشرة أعوام، إذ قال سوناك على منصة التواصل الاجتماعي “إكس” خلال تواجده هناك “أنا في أوكرانيا لإيصال رسالة بسيطة. دعمنا لا يمكن أن يتزعزع”.

ويقضي الاتفاق الأمني البريطاني مع أوكرانيا، بتقديم لندن مساعدات عسكرية وتدريبية لكييف، وذلك في إطار دعمها لمواجهة روسيا، إذ ستزيد دعمها في السنة المالية المقبلة إلى 2.5 مليار جنيه إسترليني (3.19 مليار دولار)، بزيادة قدرها 200 مليون جنيه إسترليني عن العامين السابقين، فيما يعد أكبر التزام سنوي لـ لندن، وهي واحدة من أقرب حلفاء أوكرانيا، منذ الهجوم الروسي للبلاد.

المصدر: شمسان بوست

كلمات دلالية: یمکن أن

إقرأ أيضاً:

روسيا تصد هجوما أوكرانيا على ميناء بالبحر الأسود .. ودول الناتو ترفض خطة لدعم كييف

عواصم «د.ب.أ» «أ.ف.ب»: أعلنت وزارة الدفاع في موسكو اليوم أن الجيش قام بصد هجمات لزورقين مسيرَين يحملان متفجرات لتفجير المدينة ـ الميناء نوفوروسيسك الروسية.

وقالت الوزارة إنه تم تدمير الزورقين في البحر.

وتقع نوفوروسيسك على البحر الأسود، وهي ميناء كبير ترابط فيه الكثير من سفن أسطول البحر الأسود الروسي لاستخدامها ضد أوكرانيا.

ولم تذكر الوزارة في البداية أي ضرر محتمل. ويأتي البيان عقب أن أشارت وسائل الاعلام المحلية إلى وقوع انفجارات في المنطقة.

كما أفادت وزارة الدفاع الروسية بصد هجمات بطائرات درون على منطقة موسكو، بالإضافة إلى منطقتي بيلجورود وبريانسك على الحدود مع أوكرانيا.

ولم يتسن التأكد بصورة مستقلة من هذه المزاعم.

وطالبت السلطات في نوفوروسيسك السكان خلال الليل بالبقاء في المنازل، حيث تم إغلاق شوارع المدينة وإطلاق صفارات الإنذار.

ويشار إلى أن مدينة نوفوروسيسك، الواقعة بجنوب غرب منطقة كراسنودار، تعرضت لهجمات من جانب أوكرانيا عدة مرات في مايو الماضي. وفي 17 مايو الماضي، تم إسقاط 44 طائرة درون، في حين تضرر 30 مبنى، بحسب ما ذكرته السلطات.

رفض خطة تمويل

وأفادت معلومات حصلت عليها وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، اليوم، بأن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرج، لم يتمكن من إقناع الدول الأعضاء بأن تلتزم بتعهد متعدد السنوات لدعم أوكرانيا ماليا.

وقبل قمة قادة الحلف في واشنطن، سيتعهد الحلفاء فقط بدعم أوكرانيا بقيمة 40 مليار يورو (43 مليار دولار) خلال العام المقبل، حسبما علمت (د.ب.أ) من وفود الناتو.

يشار إلى أن التعهد المالي متعدد السنوات جزء من مساعي الأمين العام لتعزيز دعم الحلف لأوكرانيا في حالة عودة دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة في يناير 2025 .

كما أن تعهد حلف شمال الأطلسي بتقديم الدعم المستقبلي لأوكرانيا من شأنه أن يبعث برسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مفادها أنه لن ينجح في غزوه لأوكرانيا.

و دعا ستولتنبرج، في اجتماع لوزراء دفاع الحلف في يونيو الماضي، الحلفاء إلى الاتفاق على خطة للحفاظ على مستوى الدعم الحالي لأوكرانيا على المدى الطويل، والذي حدده بمبلغ 40 مليار يورو سنويا.

وقال ستولتنبرج إنه سيتم تقسيم العبء وفقا للناتج المحلي الإجمالي لدول حلف شمال الأطلسي، حيث تساهم الولايات المتحدة بنسبة 50%.

ويتوافق مبلغ 40 مليار يورو تقريبا مع الدعم الذي يقدمه حلفاء الناتو سنويا لأوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي.

ولم يتوصل الحلفاء داخل الحلف إلى اتفاق بشأن تقاسم التكاليف المالية لدعم أوكرانيا، حيث ذكرت دول أعضاء، على نحو غامض، أن الناتج المحلي الإجمالي لاقتصاد أي بلد يجب أن يكون له دور في مسألة الدعم لأوكرانيا.

والخطوة التي لم يكتب لها النجاح للحصول على الدعم المالي من الحلف لأوكرانيا على أساس أكثر ثباتا، جزءٌ من مشروع الناتو الأوسع لتحويل تنسيق المساعدات العسكرية لأوكرانيا بعيدا عن الولايات المتحدة.

ووافقت الدول الأعضاء في الحلف على خطة لتنسيق المساعدات العسكرية لأوكرانيا.

وفي السابق، كانت دول حلف الناتو تنسق الدعم لأوكرانيا من خلال مجموعة غير رسمية بقيادة الولايات المتحدة، «مجموعة الاتصال الدفاعية الخاصة بأوكرانيا».

ومن شأن الخطة الجديدة أن تنقل هذه المسؤولية من مجموعة الاتصال إلى مهمة رسمية بقيادة الحلف تحت مسمى «المساعدة الأمنية والتدريب لحلف شمال الأطلسي لأوكرانيا».

ومن شأن المهمة الجديدة أن تشهد إشراف الناتو على تدريب القوات المسلحة الأوكرانية وتنسيق المساعدات العسكرية رسميا لأوكرانيا للمرة الأولى.

موقوف يجمع معلومات

أقرّ فرنسي عامل في منظمة غير حكومية سويسرية تنشط في تسوية النزاعات بذنبه وفق ما أكد اليوم جهاز الأمن الروسي الذي أوقفه في مطلع يونيو، بتهمة جمع معلومات استخباراتية عن الجيش.

في 7 يونيو، وُضع لوران فيناتييه (47 عاما) العامل في منظمة «مركز الحوار الانساني» السويسرية، قيد التوقيف الاحتياطي بانتظار محاكمته.

ويتهمه المحققون الروس بأنه لم يسجل نفسه بصفته «عميلا أجنبيا»، فضلا عن جمع معلومات عن الأنشطة العسكرية الروسية. وتأتي هذه القضية وسط توتر متصاعد بين موسكو وباريس.

وتُتَهم روسيا بالقيام بعمليات تدخل وترهيب وتضليل إعلامي في فرنسا، في حين تتعرض فرنسا لانتقادات بسبب دعمها المتزايد لأوكرانيا.

وجاء في بيان لجهاز الأمن الفدرالي اليوم الأربعاء «خلال زياراته إلى موسكو، أجرى ل. فيناتييه اتصالات عدة مع ممثلي دوائر الخبراء والعلماء (في شؤون السياسة والاجتماع والاقتصاد والجيش)، ومع موظفين».

وأضاف «من خلال التواصل مع هؤلاء الأشخاص، جمع الفرنسي، بشكل خاص، معلومات عسكرية وعسكرية تقنية يمكن أن تستخدمها أجهزة استخبارات أجنبية لإلحاق الضرر بأمن الاتحاد الروسي».

وخلال الاستجواب، «اعترف المواطن الفرنسي بذنبه بالكامل»، بحسب جهاز الأمن الفدرالي.

والتهمة الوحيدة التي وجهت إليه حتى الآن هي عدم تسجيل نفسه بصفته «عميلا أجنبيا» باعتباره «شخصا سعى إلى جمع معلومات عن الأنشطة العسكرية والعسكرية التقنية للاتحاد الروسي».

وتستخدم السلطات الروسية قانون «العملاء الأجانب» لقمع منتقديها ومعارضيها ومراقبتهم. وهي جريمة يعاقَب عليها بالسجن خمس سنوات.

وإذا تم تصنيف الاتهامات على أنها «تجسس»، فسيواجه الفرنسي عقوبة أشد تصل إلى السجن 20 عاما.

وتضاعفت قضايا «التجسس» أو «الخيانة العظمى» في السنوات الأخيرة في روسيا، خاصة منذ بدء هجومها على أوكرانيا في فبراير 2022.

لن نكون طرفا في الحرب

أكد المستشار الألماني أولاف شولتس لمواطني بلاده أن دعم ألمانيا لأوكرانيا في معركتها ضد روسيا لن يجعل من ألمانيا طرفا في الحرب.

وخلال جلسة استجواب للحكومة في البرلمان، قال شولتس اليوم الأربعاء ردا على سؤال بهذا الخصوص: «نعم، أقدم هذا الضمان. أنا أضمن ذلك كمستشار».

وكان السياسي المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أعرب عن موقف مشابه في وقت سابق. ومع ذلك، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتبر أن ألمانيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) أطراف في الحرب منذ فترة طويلة، غير أن هذا الأمر لم يسفر عن أي تبعات عملية حتى الآن.

وأعرب شولتس عن رفضه لوقف إطلاق النار في الجمهورية السوفيتية السابقة وفق الشروط الروسية، وقال: «من وجهة نظري، فإن وقف إطلاق النار الذي يتضمن استسلام أوكرانيا هو أمر لا ينبغي لنا كألمانيا أن ندعمه أبدا».

ورأى شولتس أن مسألة وقف إطلاق النار الذي يتضمن استسلام أوكرانيا ليست مجرد فكرة افتراضية وتابع : «يمكن رؤية ذلك في عرض السلام الغريب المقدم من السيد بوتين»، مضيفا أن بوتين :« قال إنه مستعد لوقف إطلاق النار إذا قبلت أوكرانيا بمزيد من عمليات الضم (ضم روسيا لأراض أوكرانية) بدون مقابل». وقال شولتس إن هذا الأمر يوضح أن بوتين « لا يعتزم إنهاء حربه العدوانية بأي حال من الأحوال».

مقالات مشابهة

  • روسيا تصد هجوما أوكرانيا على ميناء بالبحر الأسود .. ودول الناتو ترفض خطة لدعم كييف
  • حدث ليلا.. تفشي بكتيريا مميتة بمستشفى إسرائيلي والصحة العالمية تحذر من مرض خطير
  • واشنطن: خروج روسيا الحل الوحيد لوقف إطلاق النار في أوكرانيا
  • بعد الحرب الطاحنة و السيطرة على بلدتين.. روسيا تعلن تدمير 11 مسيرة و5 مقاتلات أوكرانية وتكشف تفاصيل العملية
  • المعاهدة الكبرى بين روسيا وإيران قد تدوم 20 عاما وتعطل الجغرافيا السياسية بالمنطقة
  • بعد أن يسدل الستار علي الحرب العالمية الثالثة في السودان يمكن اجراء مناظرة سياسية بين الجنرالين
  • رئيس وزراء السويد السابق يحدد هوية دولة ستفر إليها سلطات كييف بعد انتصار روسيا
  • نظرة على الهجمات الروسية الهجينة المشتبه بها ضد الغرب
  • مستشار رئاسي أمريكي سابق يقترح على أوكرانيا بديلا لحلف "الناتو"
  • مستشار رئاسي أمريكي سابق يقترح على أوكرانيا بديلا سريا لحلف "الناتو"