بوابة الوفد:
2025-02-07@03:35:42 GMT

عائد إلى غزة

تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT

رواية «غسان كنفانى» الشهيرة «عائد إلى حيفا» 1969 والتى تعد من أبرز أعمال الأدب الفلسطينى قد ترجمت إلى العديد من اللغات وأيضا تم تحويلها إلى فيلمين أحدهما فلسطين والآخر إيرانى حصدا العديد من الجوائز كما أنتج مسلسلًا سوريًا للمخرج «باسل الخطيب» والمؤلف «غسان نزال» عن نفس القصة بالإضافة إلى تحويلها إلى مسرحية ميلود امية لفرقة طقوس الأردنية تتناول ذات الموضوع المتعلق بقصة النكبة الأولى فى 1948 حيث تتناول رواية عائد إلى حيفا قصة سعيد الذى اضطر إلى أن يترك منزله ويفر من حيفا إبان القصف المدفعى الصهيونى فى ٤٨ على المدنيين العزل فى المدينة لإجبارهم على الفرار والنزوح إلى البحر للفرار إلى عكا وفى أثناء تواجده على الشاطئ يلتقى زوجته «صفية» وقد هربت هى أيضا من البيت بحثًا عن زوجها وفى خضم الخوف والقصف نسيت ابنهما «خلدون» ذا الخمسة أشهر رضيعًا وحيدا فى سريره ولم تستطع العودة لا هى ولا زوجها للمنزل واضطرا للعيش فى عكا وتكوين أسرة جديدة وإنجاب أبناء جدد وبعد عشرين عامًا تمكنا من الرجوع إلى «حيفا» بعد الحصول على الموافقات الأمنية واتجها إلى منزلهما وطرقا الباب ليجدا سيدة صهيونية تسكن دارهما وبدآ استرجاع الذكريات من أفراح وأحزان وعلما أن ولدهما قد تربى فى كتف تلك الأسرة القادمة من أوروبا والتى منحها الكيان المحتل والوكالة اليهودية ذلك المنزل شريطة تربية هذا الرضيع المفقود ومن ثم نشأ الطفل يهوديًا والتحق بالخدمة فى الجيش الإسرائيلى.

. وفى لحظة اللقاء يفاجأ الأب أن ولده يرفضه بل ويلومه على تركه طيلة تلك السنوات وأنه لا يرغب فى العودة للعيش معه ويفضل أن يعيش مع تلك الأسرة وهذا الكيان الذى آواه ورباه ومنحه الحياة.. وهنا يدرك سعيد وصفية أنهما ضحايا وجناة فى آن واحد، فقد استسلما للنزوح واللجوء وأخذتهما الحياة الجديدة والأبناء الآخرون وأن حلم العودة هو ماض لن يعود لكن ابنهما الصغير خالد الذى يرغب فى الانضمام للمقاومة بينما يرفض والده سعيد هو الوحيد القادر على تحقيق العودة لأن الوطن ليس مجرد ماض ولا ذكريات ولا ابن ضائع ولا منزل استوطنه المحتل، وإنما الوطن هو المستقبل الذى لن يعود ولن يكون إلا بالمقاومة والسلاح والصمود وليس الهروب والنزوح واللجوء.. هذه هى قضية كنفانى الكاتب الفلسطينى المسيحى الذى استشرفت قصته أحداث «غزة» وكيف أن العودة إلى الأرض وإلى حيفا ويافا وعكا لن يكون باجترار الذكريات أو حمل المفتاح القديم للدور التى تركوها فى النكبة الأولى، أو العشم فى مساعدة الجيران والأشقاء وإنما الأمل الوحيد هو فى المقاومة والتخطيط والصمود وهذه الدماء الذكية الطاهرة التى تروى الأرض وتزهر من خلالها أشجار البرتقال والزيتون ونخيل دير البلح والزعتر.

إن كان أهل غزة قد فقدوا الدار والولد والأمن وسبل الحياة وتعرضوا لأكبر جريمة حرب فى العصر الحديث وتلك الإبادة الجماعية وهذا الخذلان والصمت العربى والإسلامى المريع والمخيف بدعوى السياسة والمصالح وعدم القدرة على مجابهة الكيان الاستعمارى الدولى فإن الله أرسل لهم جنودًا من عنده من أقصى الجنوب كما أرسل النجاشى ملك الحبشة لينصر المسلمين المهاجرين فى صدر الإسلام ويحميهم من بطش بنى جنسهم فى قريش.. فإن رئيس جنوب أفريقا سيريل رامافوزا وفريقه من المحامين ووزير العدل وكل شرفاء هذه الدولة الأفريقية هم من سوف يسجلون بأسمائهم تاريخًا جديدًا للإنسانية والحضارة بهذه الدعوة القانونية التى رفعوها أمام محكمة العدل الدولية لنصرة أهلنا فى غزة، الإنسانية لا تحتاج إلى جوار ولا إلى رابطة دم أو دين أو عرق.. ولا تعتمد على مصالح ولا يرهبها خوف أو احتياج.. الإنسانية قيمة ومعنى ومغزى لا يدركه إلا كبار النفوس أحرار العقول أسياد الأرواح.. عائدون إلى غزة الحرة بإذن الله.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عائد إلى غزة

إقرأ أيضاً:

انخفاض عائد السندات الهندية لأجل 10 سنوات إلى أدنى مستوى

انخفض العائد على سندات الحكومة الهندية لأجل 10 سنوات نحو مستوى 6.7% في فبراير 2025، وهو أدنى مستوى له منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، وسط موجة شراء الأوراق المالية وتوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الهندي.

يتوقع أن يبدأ البنك المركزي الهندي دورة خفض أسعار الفائدة يوم الجمعة بعد ترك سعر إعادة الشراء القياسي عند ذروته عند 6.5% لمدة عامين، مما يشير إلى التحول في ميزان المخاطر لدى البنك المركزي بين انخفاض النمو وارتفاع الأسعار.

جاء هذا بعد أن قدم بنك الاحتياطي الهندي سلسلة من الحقن النقدية وعمليات شراء السندات طويلة الأجل لمعالجة ظروف السيولة الضيقة الناجمة عن الظروف النقدية الضيقة واستنزاف بنك الاحتياطي الهندي لاحتياطيات النقد الأجنبي للدفاع عن الروبية.

وفي الوقت نفسه، دعمت مدفوعات الأرباح القوية من قبل بنك الاحتياطي الهندي والإنفاق غير الكافي السابق على النفقات الرأسمالية من قبل الحكومة الهندية السندات المحلية بعد سلسلة التخفيضات الضريبية التي تم تقديمها في ميزانية نيودلهي الجديدة.

اقرأ أيضاًبنك إنجلترا يخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس

حسام هزاع: السياحة في مصر تحقق نموًا والإيرادات 15 مليار دولار

سعر الجنيه الذهب اليوم الخميس 6 فبراير 2025

مقالات مشابهة

  • الكيان الصهيوني يقتحم بلدة الخضر جنوب بيت لحم
  • برلماني عن مُخطط تهجير الفلسطينيين: الكيان الصهيوني اعتاد على أسلوب البلطجة
  • «المالية» تطرح أذون خزانة بقيمة 80 مليار جنيه
  • انخفاض عائد السندات الهندية لأجل 10 سنوات إلى أدنى مستوى
  • قبل اجتماع المركزي المصري.. أعلى عائد على شهادات الادخار من بنك مصر
  • الكيان الصهيوني يعلن انسحابه رسميًا من مجلس حقوق الإنسان
  • الكيان الصهيوني يعتقل ثمانية مواطنين جنوب طوباس
  • بفائدة 30%.. أعلى عائد على شهادات الادخار في بنك مصر
  • الكيان الصهيوني يقتحم عدة مدن فلسطينية مساء اليوم
  • لبنان يقدم شكوى جديدة إلى مجلس الأمن الدولي ضد الكيان الصهيوني