لجريدة عمان:
2025-03-04@18:24:11 GMT

المأزق الأمريكي البريطاني في اليمن

تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT

هل كانت الولايات المتحدة الأمريكية تعتقد أن تدخُّلها العسكري في اليمن يمكن أن ينهي الاضطرابات في البحر الأحمر؟ إن كانت تحليلاتها للمشهد سياسيا وعسكريا أوصلتها إلى هذه القناعة فهذا يعني أنها لا تفهم التشابكات الثقافية في منطقة الشرق الأوسط رغم السنوات الطولية التي قضتها في المنطقة. فاليمن التي خاضت صراعا داميا خلال السنوات الماضية وقتل من أبنائها عشرات الآلاف وشهدت أحد أكبر المجاعات في تاريخ جزيرة العرب لم تتعرض لخطوط التجارة في البحر الأحمر، رغم أنها كانت تستطيع ولو عند الحد الأدنى الذي كان يمكن أن يلفت نظر العالم إلى القضية اليمنية ويسهم في الدفع بالحرب نحو هدنة طويلة كما هي عليه اليوم.

لكن الجرائم والمجازر التاريخية التي ما زال جيش الاحتلال الإسرائيلي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني حرّكت العالم أجمع بما في ذلك الشعب اليمني الذي وجد نفسه ممسكًا بورقة يمكن أن تشكّل ضغطًا عالميًا للتحرك نحو وقف الحرب ووقف الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة، ولم يتأخّر اليمن بعد أن فشلت كل المساعي لوقف المجاز، وجرّب أن يستخدم الورقة التي يملكها علّ العالم يستشعر أن ثمة نتائج كارثة وأثمانًا باهظة على الجميع أن يتشارك فيها فيما لو استمرت هذه الحرب الإجرامية على غزة، وعندها يمكن للداعمين الكبار للكيان الصهيوني أن يوقفوا إسرائيل عند حدها.

وقالت حركة أنصار الله «الحوثيين» التي تسيطر على صنعاء والكثير من المدن اليمنية: إنها ستمنع أي سفينة متجهة إلى إسرائيل أو على علاقة بإسرائيل ما لم تتوقف حرب الإبادة. ورغم صعوبة هذا الموقف على العالم أجمع إلا أنه ليس موقفًا عبثيًا يهدف إلى خلط الأوراق، ولكنه موقف ينطلق من مبررات سياسية وثقافية ودينية، وأيضا لمن أراد التوسع من قيم عربية تاريخية وحديثة تتمثل في إغاثة الملهوف وفي التضامن العربي، وموقف عالمي في العمل على وقف الإبادة الجماعية إن كان ثمة وسيلة لوقفها.

وهذه المبادئ من شأنها أن تجلب لليمن ولليمنيين الكثير من المتاعب والكوارث.. ولكن أهل اليمن يعتقدون، أيضا، أن ثقافتهم ودينهم ومكانتهم التاريخية تحتم عليهم ما داموا يملكون وسيلة لدعم حق الفلسطينيين في الحياة ألا يدخروا جهدا في المساعدة حتى لو نالهم بعض مما ينال أهل غزة.

لذلك كان على الولايات المتحدة وبريطانيا أن تفهما كل هذه الخلفيات المهمة قبل أن تتورط في اليمن وتمهد الطريق لتوسيع الحرب إلى خارج نطاق غزة الجغرافي وتدفع بسياسة «توحيد ساحات» المقاومة في العراق وفي سوريا وفي لبنان إضافة إلى اليمن الذي بات الآن في قلب مشهد المقاومة.

شنت أمريكا وبريطانيا فجر الجمعة الماضي ضربات قوية على أهداف يمنية وكانت النتيجة أن اعتبر اليمن متمثلا في حركة أنصار الله أن كل المصالح الأمريكية والبريطانية ومصالح دول أخرى بينها دول عربية أهداف قابلة للاستهداف المباشر.. وهذا ما حدث أمس عندما تم استهداف سفينة شحن أمريكية بصاروخ باليستي.

لكن أثر التدخل الأمريكي والبريطاني في اليمن لن يتوقف عند استمرار استهداف السفن التي تبحر في البحر الأحمر، إنه أعمق من ذلك بكثير حيث يمكن أن تبرز متغيرات جيوسياسية في المنطقة تقود إلى تحولات كبرى تسهم في تعميق الصراعات في المنطقة.

ويؤكد منتقدو التدخل الأمريكي والبريطاني في اليمن بأن الرد العسكري قد يؤدي إلى تفاقم الوضع بدلًا من تخفيفه؛ فالاعتماد على القوة العسكرية، بدلا من الحلول الدبلوماسية، أو معالجة أصل القضية وهو وقف إطلاق النار في غزة، يُنظر إليه باعتباره حافزًا محتملًا لحرب إقليمية أوسع نطاقا.. ويستشهد هؤلاء بالنفس الطويل الذي ظهرت به جماعة أنصار الله في مواجهة الحرب الماضية ما يشير إلى أن المزيد من العمل العسكري قد لا يكون حلا حقيقيا وجذريا للقضية.

ولو استمعت الولايات المتحدة للنصيحة العمانية في التعامل مع أزمة البحر الأحمر وقررت الدفع نحو وقف الحرب في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية لجنبت نفسها غرقا جديدا في اليمن خاصة أنها في سنة الانتخابات التي تتجنب فيها خوض صراعات عسكرية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: البحر الأحمر فی الیمن یمکن أن

إقرأ أيضاً:

من هو الصحفي الذي أشعل الحرب داخل البيت الأبيض بين ترمب وزيلينسكي؟

زنقة 20 | وكالات

خلال اللقاء المحتدم للرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، واجه الرئيس الأوكراني سؤالا “عدوانيا” بشكل غير متوقع، من أحد الصحفيين الأمريكيين، وهو ما كان سببا في توتر الاجواء.

السؤال جاء من برايان غلين، مراسل شؤون البيت الأبيض لحساب شبكة اسمها Real America’s Voice (صوت أمريكا الحقيقية)، خلال فترة الأسئلة، حيث هاجم زيليسنكي بسبب “عدم ارتدائه بدلة رسمية” خلال حضوره للبيت الأبيض.

وقال الصحفي: “الرئيس زيلينسكي، لماذا لا ترتدي بدلة رسمية؟ ألا تمتلك واحدة؟ الشعب الأميركي يجد مشكلة بعدم ارتدائك بدلة رسمية خلال تواجدك في أهم الأماكن الرسمية في الولايات المتحدة”.

ورد زيلينسكي: “هل لديك مشكلة في ذلك؟ سأبقى أرتدي هذا الزي (المدني) حتى انتهاء الحرب”.

وأضاف ساخرا: “ربما لاحقا سأرتدي بدلة مثل التي ترتديها أنت، ربما أفضل من التي ترتديها، وربما واحدة أقل تكلفة”.

ورد الصحفي: “هذا سيكون أفضل”.

مقالات مشابهة

  • "سموتريتش" يشدد على ضرورة الدعم الأمريكي لمواصلة الحرب
  • في الوقت الذي تهديد فيه مليشيا الحوثي السعودية..الرياض تجدد دعمها لخارطة الطريق وجهود السلام في اليمن
  • وزير الدفاع البريطاني يزور واشنطن لإجراء محادثات مع نظيره الأمريكي
  • أمريكا: لا يمكن إنهاء الحرب في أوكرانيا دون مشاركة روسيا بالمفاوضات
  • روبيو: ترامب الوحيد في العالم الذي يستطيع جلب بوتين إلى طاولة المفاوضات
  • من هو الصحفي الذي أشعل الحرب داخل البيت الأبيض بين ترمب وزيلينسكي؟
  • رمضان اليمن… هل تغيّر حاله بعد عشر سنوات حرب؟
  • 1 مارس خلال 9 أعوام.. 41 شهيداً وجريحاً بقصف العدوان السعودي الأمريكي ومرتزقته على اليمن
  • اليمن ضمن نطاق التصعيد العسكري الأمريكي بعد قرار ترامب تخفيف قيود الضربات الجوية خارج مناطق الحرب
  • اليمن ثانياً ضمن قائمة أسوأ اقتصادات في العالم خلال عام 2025