حرب بلا ضمير.. 100 يوم من العدوان الإسرائيلي على القطاع.. أكثر من 31 ألف شهيد حتى الآن.. والمؤسسات الأممية تطالب العالم بالتدخل
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
مرَّ، يوم الأحد الماضي، 100 يوم على الحرب بين إسرائيل وحماس، وتُعَدُّ تلك الحرب بالفعل هي الأطول والأكثر دموية بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية منذ تأسيس إسرائيل في عام 1948، ولا توجد أي علامات على نهاية الحرب قريبًا.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، أن عدد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تجاوز 24 ألفا، خلال مائة يوم.
وأوضحت الصحة في غزة، أن حصيلة الشهداء خلال مائة يوم ماضية ارتفعت إلى عن 24100 شخص، بالإضافة إلى إصابة 60834 شخصا أصيبوا، منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر الماضي، بحسب وسائل إعلام فلسطينية.
فيما قالت منظمة الصحة العالمية، بعد مرور 100 يوم على المأساة في غزة، إن قطاع غزة شهد أكثر من 300 هجوم على المرافق الصحية، وفي ظل الافتقار الشديد والمستمر للوصول إلى المساعدات الحيوية توقفت غالبية المستشفيات في قطاع غزة عن العمل.
الأسرى
قال نادي الأسير الفلسطيني، إن الاحتلال الإسرائيليّ، يواصل التّصعيد من حملات الاعتقال في الضّفة الغربية، وتنفيذ المزيد من عمليات التّنكيل، والتّعذيب بحقّ المواطنين، مشيرا إلى أنه على مدار 100 يوم من العدوان والإبادة الجماعية في غزة، اعتقل جيش الاحتلال، ما لا يقل عن (5875) فلسطينيًا من الضّفة (وتشمل هذه الحصيلة من اعتقل وأبقى الاحتلال على اعتقاله ومن أفرج عنه لاحقا).
وأضاف النادي، في بيان صحفي، أن حملات الاعتقال لم تستثنِ أيا من الفئات، بمن في ذلك النّساء والأطفال، حيث بلغ عدد النساء اللواتي تعرضنّ للاعتقال نحو (200)، فيما تجاوز عدد حالات الاعتقال بين صفوف الأطفال حتى نهاية شهر ديسمبر الماضي (355) طفلا.
وأوضح النادي أن مستوى الجرائم ومنذ السابع من أكتوبر، يتخذ منحى تصاعديا من حيث مستوى التوحش والتفاصيل المروعة والمرعبة التي عكستها شهادات المعتقلين وعائلاتهم، وكانت أبرز هذه الجرائم، جريمة التّعذيب التي فرضت نفسها في معظم شهادات المعتقلين، إلى جانب التّنكيل والضرب المبرّح، وتهديدهم بإطلاق النار عليهم بشكل مباشر، والتّحقيق الميداني معهم، والتّهديد بالاغتصاب، واستخدام الكلاب البوليسية، واستخدام المواطنين كدروع بشرية ورهائن، عدا عن عمليات الإعدام الميداني التي نفّذت بحقّ المواطنين خلال حملات الاعتقال منهم أشقاء لمعتقلين، وغيرها من الجرائم والانتهاكات الوحشية، وعمليات التّخريب الواسعة التي طالت المنازل، والاستيلاء على مقتنيات وسيارات، وأموال، ومصاغ ذهب، وأجهزة إلكترونية، إلى جانب هدم وتفجير منازل تعود لأسرى في سجون الاحتلال، وإقدام جنود الاحتلال على تصوير المعتقلين بعد اعتقالهم في ظروف حاطة بالكرامة الإنسانية، وأدت هذه الجرائم والفظائع التي لم نشهدها منذ عقود إلى ترك آثار بالغة الخطورة على مصير الآلاف من المعتقلين وعائلاتهم.
الأونروا
قال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في بيان بمناسبة مرور 100 على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إن الـ100 يوم الماضية كانت بمثابة 100 عام مرت على قطاع غزة.
وأضاف المفوض، أن الفلسطينيين تعرضوا لأكبر تهجير منذ عام 1948 بسبب القصف العدوانى على غزة.
ولفت إلى أن معظم سكان غزة، بما في ذلك الأطفال، سيحملون الجروح الجسدية والنفسية الناجمة عن الهجمات مدى الحياة.
وأكد المفوض العام، أن أكثر من 1.4 مليون شخص لجأوا إلى ملاجئ الأونروا واضطروا للعيش في ظروف غير إنسانية.
هنية
قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، إن الوضع الإنساني في غزة كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وأن دور الأمة يجب أن يكون كبيرًا على الجبهتين: جبهة دعم المقاومة والدعم الإنساني لأهل غزة.
وأضاف هنية، أن العالم كله يصب السلاح لدى الاحتلال ولا يخشى من ذلك، جسور جوية من عواصم متعددة تصل للاحتلال، وأصبح فرض عين على الأمة دعم المقاومة، مؤكدًا أنه قد آن الأوان لجهاد السنان، فهذه معركة القدس والأقصى وليست معركة غزة فقط، واصفًا الأهل في غزة بأنهم خندق متقدم للدفاع والهجوم.
وتابع: «أقول للأمة يجب ألا تفلت منا هذه اللحظة، قلما يجود الزمان بمثل هذه اللحظات التاريخية، إياكم أن تفلت منكم، فالوقت يلعب لصالح الأمة وصالحنا حاليًا، الأمريكان رفعوا العصا الغليظة في وجه العالم، حتى الجاليات في الولايات المتحدة وأوروبا استدعي ممثليها وطلب منهم أن لا يرفعوا حتى علم فلسطين أو ينظموا فعاليات، لكن اليوم تغيرت لغة هذه الدول بسبب الصمود، ولولا صمود الأهالي في غزة لتم سحق الضمير العالمي».
وأشار إلى أنه يجب أن نبني على هذا الصمود وأن نمسك بالإنجاز في السابع من أكتوبر ونراكم عليه، فالعدو فشل بعد نحو 100 يوم من الحرب والقصف وعمل طائرات التجسس وجهود البحث في استرداد أي أسير، مضيفًا أن عملية طوفان الأقصى جاءت بعد محاولة تهميش القضية الفلسطينية.
خبراء يعلقون
فيما قال العميد ناجي ملاعب، الخبير العسكري والاستراتيجي إن الحرب على غزة مر عليها 100 يوم وإسرائيل لم تحقق أي هدف ولكن الحكومة مستمرة في التصريحات حول تحقيق الأهداف التي رسمتها الحكومة منذ اليوم في هذه الحرب، شارحا أن العملية البرية الانتقامية الأولى لقوات الاحتلال تخللها هدنة للحصول على بعض الأسرى المحتجزين لدى حماس في تبادل مشروط مع قوات المقاومة الفلسطينية، وهذا يعني أن الاحتلال لم يحقق أي هدف حتى اليوم.
وأضاف الخبير العسكري والاستراتيجي خلال مداخلة عبر تطبيق «سكايب» على شاشة «القاهرة الإخبارية» أن تحقيق الأهداف بالنسبة لدولة الاحتلال والاستمرار بالحرب بشكل عامل كله مرهون بالدعم الدولي لدولة الاحتلال، خصوصا الدعم الأمريكي، حيث لا يزال الجسر الجوي الأمريكي الداعم لإسرائيل موجود، ومازال الإمداد بأعلى أنوع القذائف لدولة الاحتلال موجود وإذا حاولت دول العالم بأسرها التصويت لوقف إطلاق النار في غزة بمجلس الأمن تقف لهم بالمرصاد الولايات المتحدة الأمريكية.
وتابع الخبير العسكري والاستراتيجي أن دولة الاحتلال أعلنت أهدافها من الحرب على غزة، وهي تحرير الرهائن والقضاء على حماس وتوفير أمان لإسرائيل مستقبل بكل الجبهات، شارحا أن جبهة الشمال مازالت خطرة على إسرائيل خصوصا وأن القوة التي استخدمها حزب الله اليوم لا توازي 6% من قوته الأساسية ومقدرته الصاروخية التي تطال إسرائيل، هذا بجانب استدراج اليمن لأمريكا في حرب جديدة لم تكن مخططة لها.
قال المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور ماهر صافي، إن مرت مائة يوم من العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة راح ضحيتها ما يقرب من 24 ألف شهيد وأكثر من 8 آلاف مفقود تحت انقاض منازلهم المدمرة بفعل القصف الهمجي الصهيوني على السكان الآمنين وجلهم من النساء والأطفال والشيوخ واكتر 64 ألف مصاب من دمر أكثر من 80% من منازل قطاع غزة، وذمرت البنية التحتية لقطاع غزة، وهدم ما يزيد عن 30 مشفى ومراكز صحية وطبية والعديد من المدارس والجامعات والمساجد والمؤسسات الحكومية والخاصة والمحال التجارية وإضافة إلى ثلاث كنائس تم تدميرها، فمنذ العام 1948 لم يمر على فلسطين مثل المائة يوم مارست اسرائيل فيها كل أنواع القتل والتدمير الممنهج ضد الشعب الفلسطيني.
وأضاف صافي في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، اليوم الأحد، أنه لا توجد رؤية واضحة عن مستقبل قطاع غزة بعد هذا الدمار الذي شمل كل حارة وشارع وبيت في غزة، بعد 100 يوم من العدوان الهمجي تم تهجير ما يقارب 90% من سكان قطاع غزة من منازلهم إلى الجنوب في دير البلح ومنطقة النواصي غرب خان يونس والغالبية العظمى في رفح ما يزيد عن ١.٤ مليون نسمه علما بإن عدد سكان قطاع غدة ٢.٣ مليون نسمة يعيشون فى ظروف قاسية نتيجة موسم الشتاء والبرد القارص.
وقالت الباحثة السياسية الفلسطينية الدكتورة تمارا حداد، إنه بعد مرور مائة يوم على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ما زال التعنت الإسرائيلي باستكمال مخططاته نحو احتلال غزة وإعادة السيطرة الأمنية والعسكرية والسياسية الشاملة على القطاع، وهذا بالفعل حدث ضمن المناطق الشمالية للقطاع التي يريد منها أن يحولها إلى مناطق أمنية عازلة دون إرجاع النازحين إلى أماكنهم الأصلية ومواقع سكنهم وإن تم الرجوع إلا بشروط الاحتلال.
وأضافت حداد، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، اليوم الأحد، أنه بعد مرور مائة يوم والواقع الإنساني الأصعب في تاريخ الحروب والأزمات التي حدثت في العالم لم يسبق لها مثيل في قتل المدنيين بعدد كبير، حيث وصل عدد الشهداء والجرحى والمفقودين قرابة مائة ألف فلسطيني وهذا رقم كبير جدا ويعتبر الرقم دليلا قياسيا لحرب إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني، ناهيك أنه لم يتم قتلهم بالقصف الجوي أو الدخول البري فإن سياسة التجويع المتعمدة تعمل على تعزيز سياسية الموت البطيء.
وقال المحلل السياسي الفلسطيني عزيز العصا، إن جميع المنظمات الإنسانية، وبينهم الصحة العالمية أجمعت على أن ما يجري من قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال 100 يوم في حق الشعب الفلسطيني بقطاع غزة من حجم القذائف والمتفجرات، وما ألحقته من الدمار والقتل المستهدف، يهدف إلي الإبادة والتهجير، ويعد أسوأ أنواع الانتهاكات لحقوق الإنسان.
وأضاف العصا في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، اليوم الأحد، أن كل ما يجري في قطاع غزة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، لم تشهده البشرية عبر تاريخها الطويل.
وأوضح المحلل السياسي الفلسطيني، أن أمين عام الأمم المتحدة أكد في أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة، أن البشرية لم ترَ مثل ما يحدث في غزة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إسرائيل والمقاومة الفلسطيني إسرائيل وحماس إعلام فلسطيني الحرب بين إسرائيل وحماس العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة العدوان الإسرائیلی على الشعب الفلسطینی یوم من العدوان على قطاع غزة یوم الأحد مائة یوم أکثر من
إقرأ أيضاً:
سموم العدوان الإسرائيلي تشوّه مواليد غزة
لم يسلم الأطفال الخدج وحديثو الولادة في قطاع غزة من جرائم الاحتلال ، وفق
المعطيات الصادرة عن اليونيسف هناك نحو أكثر من (180) حالة ولادة يوميا منذ
بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وحسب المكتب الإعلامي الحكومي هناك نحو
(60,000) امرأة حامل في قطاع غزة يعانون من سوء التغذية والجفاف، لذا فمن
المحتمل أن كثيرا من أطفالهنّ ستتم ولادتهم ناقصي الوزن، إضافة إلى عدم تلقي
الكثير منهم للتطعيمات الصحية بسبب عدم توفرها مما يعني ظهور أمراض بين
الأطفال كالحصبة وشلل الأطفال وغيرها.
داخل حضانة مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال قطاع غزة ، ترقد الطفلة رهف
عباس لتتلقى العلاج بعد أسبوعين من ولادتها ، تبين بعد تشخيصها من قبل طبيب
الأطفال إصابتها بتشوهات خلقية بالقلب والقدمين والدماغ والوجه، اكتشفها
الأطباء بعد الولادة.
يعمل أطباء مستشفى كمال عدوان في أوضاع صعبة نتيجة استمرار حصار الاحتلال
الإسرائيلي لشمال غزة ومنع الإمدادات الطبية والأدوية من الوصول لمستشفي ما
أدي الي زيادة التحديات الإنسانية التى تتطلب مساعدة وإنقاذ حياة الأطفال ومن
ضمنهم الطفلة رهف التى ولدت 17 نوفمبر 2024 بوزن 2.3 كيلوغرام .
تقول جدتها التى تتواجد داخل المستشفي ولا تستطيع التنقل بسبب محاصرة طائرة
الكوادكابتر لمبنى المستشفي على مدار الساعة " بصعوبه وصلت برفقة زوجة ابنى
للمستشفي قبل أسبوعين، بسبب توقف الإسعاف والدفاع المدني عن العمل اضررنا
للمجيء مشيًا على الأقدام ، كانت مريم زوجة ابني متعبة للغاية طوال فترة الحمل
بسبب نقص الغذاء الصحي نتيجة المجاعة التى يعانى منها اهل شمال غزة ، لم
تتناول اللحوم والفواكهه بالمطلق فعدم توفرها كان سبب لذلك وغلاء اسعارها هو
السبب الآخر ".
وتابعت جدة الطفلة بينما كانت تحاول ارضاعها كمية صغيرة من الحليب الصناعي
التى استطاعت الحصول عليه من قسم الحضانه بالمستشفى قائلة "لم تحصل مريم والدة
الطفله رهف خلال فترة حملها على الرعاية الصحية المطلوبة من متابعة شهور الحمل
داخل عيادات وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) او حتي عيادات
الرعايه الاولية التابعة لوزارة الصحة الفلسطينية كما كان حالها مع كل حمل،
كما لم تحصل على المثبتات والمكملات الغذائية، كانت تذهب لطبيب خاص بشكل دوري
لتطمئن على الجنين من خلال تصوير الالتراساوند وتتناول الفيتامينات والحديد
في الحمل السابق "
وفي شهورالحمل الأولى لوالدة رهف، تعرض المربع السكني التى تسكنه العائلة
بشمال غزة إلى قصف إسرائيلي عنيف ، تم تدمير الحي بأكمله وقد نجت العائلة
بأعجوبة، مما أدى إلى استنشاقها دخانا أسود ناتجا عن هذا القصف معبق برائحة
الكبريت الكريهه .
تعرضت مريم أيضا، كما تقول حماتها ، إلى "سوء تغذية كحال نساء واطفال سكان
قطاع غزة بسبب الحصارالذي فرضه جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومنعه دخول اللحوم
الحمراء والبيضاء الطازجة والخضروات والفواكه إلى أسواق القطاع، وكان طعامها
من المعلبات التي كانت تحصل عليها عائلتها من المؤسسات الدولية والإغاثية ".
وإلى جانب الطفله رهف عباس ، ولد الطفل محمد غبن من رحم أمه ميت نتيجة إصابته
بتشوهات خلقية وثقب بالقلب ونقص كبير بالوزن .
أشار تقييم الحالة الطبية للطفل محمد غبن ، حسب الأطباء قسم الحضانه داخل
مستشفى كمال عدوان شمال غزة ، إلى عدم اكتمال جمجمته وثقب في القلب، مما أدى
إلى وفاته بعد ساعات من ولادته.
العثور على مستويات عالية للغاية من الديوكسينات في دم الأمهات الحوامل وحليب
الثدي وأيضاً في التربة والرواسب والأطعمة.
وحسب ما ورد من تقرير لوزارة الصحة الفلسطينية فقد شهد قطاع غزة خلال شهور
الحرب الإسرائيلية المستمرة عليه منذ 7 أكتوبر 2023، زيادة ملحوظة
في أعداد الأطفال المصابين بتشوهات خلقية، وفقا لإحصائية رسمية و طبية حيث
أفادت الإحصائية الرسمية بتسجيل أكثر من 172 إصابة لأطفال حديثي الولادة
بتشوهات واضطرابات خلقية خلال أشهر يونيو ويوليو وأغسطس 2024
في مجمع ناصر الطبي وحده، توفي 20% منهم.
رئيس قسم الحضانة داخل قسم النساء والولادة بمجمع ناصر الطبي الطبيب حاتم ظهير
أكد وجود زيادة طردية في عدد الأطفال الحديثي الولادة المصابين بالتشوهات
الخلقية خاصة أمراض القلب والأعضاء التناسلية والأطراف السفلية وتشوهات الوجه .
وأرجع ظهير الزيادة في حالات التشوهات الخلقية بين المواليد ، إلى المواد
المتفجرة التي سقطت على قطاع غزة والتي تحمل سميات كثيرة، إضافة إلى الفيروسات
المنتشرة بالقطاع وغياب النظافة وسوء التغذية عند الأمهات.
وأوضح ظهير أيضا أن الزيادة المستمرة في حالات ازدياد التشوهات الخلقية بين
الأطفال المواليد هي مستجد يستدعي الدراسة من قبل المختصين، وإجراء الفحوصات
للوصول إلى الأسباب الرئيسية لزيادة حالات التشوهات.
وبيّن أن معظم حالات الأطفال المصابين بالتشوهات الخلقية يكون مصيرهم الوفاة،
خاصة أن غالبية الحالات هي لتشوهات بالقلب ويحتاجون إلى إجراء عمليات جراحية
في الأسبوع الأول بعد الولادة، وهذا الأمر غير متوفر في مستشفيات قطاع غزة.
وقال "فقدنا أطفالًا مصابين بتشوهات خلقية كان يمكن إنقاذهم لو تم تحويلهم إلى
خارج قطاع غزة".
اما طبيب النساء والولادة بمستشفى العودة بمخيم النصيرات/وسط قطاع غزة الدكتور
ناجي القرشلي
قال "هناك أسباب عديدة لتسجيل تشوهات خلقية بين الأطفال الحديثي الولادة،
أبرزها المتفجرات التي ألقاها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، والمواد
السمية الناتجة عنها".
وأوضح أن النساء الحوامل بقطاع غزة عانين من سوء تغذية وعدم حصولهن على الطعام
اللازم خلال فترة الحمل، مما أدى إلى حدوث تشوهات لدى أطفالهن، إضافة إلى
حالات النزوح المتكررة، والعيش داخل الخيام.
واعتبر أن عدم حصول الحامل على المياه النظيفة الصالحة للشرب، وانتشار الأمراض
والفيروسات بين النازحين، من أسباب ارتفاع حالات التشوهات الخلقية بين
المواليد.
ويعد غياب الرعاية الصحية، وعدم حصول الحوامل على المثبتات والفيتامينات خلال
فترة الحمل من الأسباب في إصابة الأطفال في أرحام أمهاتهم بتشوهات خلقية.
وفي شمال قطاع غزة، تسجل زيادة لأطفال غير مكتملي النمو مع وجود حالات تشوهات
خلقية، وفقًا لمدير مستشفى كمال عدوان الطبيب حسام أبو صفية.
وقد أوضح أبو صفية الأسباب وراء تلك الحالات إلى عدم توفر الرعاية الصحية لدى
الحوامل التي تعد مهمة جدًا لهن، إضافة إلى غياب أصناف الطعام الغنية
بالفيتامينات وسوء التغذية.
ويوضح أن بعض الأطفال المواليد يكونون غير مكتملي الرئتين، لذلك يتم وضعهم في
الحضانات من أجل المساهمة في علاجهم واكتمال نموهم.
ويبيّن أن هناك حالات إجهاض مرتفعة بين النساء الحوامل بسبب الانفجارات والخوف
والنزوح، إضافة إلى حدوث إجهاض ناتج عن التشوهات.
وما زال يعانى سكان قطاع غزة يشكل عام ، والنساء الحوامل بشكل خاص ، من سوء
التغذية خلال أيام الحرب المستمرة.
اما صندوق الأمم المتحدة للسكان فقد أكد أن سوء التغذية بغزة يشكل خطرًا
كبيرا على الحوامل وحديثي الولادة وسط تزايد ولادة أجنة ميتين وأطفال منخفضي
الوزن ويعانون الهزال وتأخر النمو.
وأوضح الصندوق الأممي للسكان في منشور عبر منصة "إكس" في يوليوالماضي،
أنه من الشائع ولادة أطفال منخفضي الوزن بشكل متزايد في غزة.
وأكدت تيد شيبان نائبة المديرة التنفيذية لليونيسف في المجال الإنساني وعمليات
الإمداد، أن قطاع غزة على وشك أن يشهد انفجارًا في حالات الوفاة للأطفال التي
يمكن تجنبها، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم وفيات الأطفال التي يصعب
تحملها بالفعل في غزة.
وقالت شيبان "لقد حذرنا من أن قطاع غزة على شفا أزمة تغذية، إذا لم ينته
النزاع فإن تغذية الأطفال ستواصل الانخفاض، مما سيؤدي إلى حدوث حالات وفاة
يمكن الوقاية منها، أو مشاكل صحية ستؤثر على أطفال غزة لبقية حياتهم وستكون
لها عواقب محتملة على الأجيال".
ان استخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنواعا مختلفة من الصواريخ والقنابل في
قصفه قطاع غزة، ومنها الفسفور الأبيض، وفقا لتأكيدات منظمات حقوقية أبرزها
هيومن رايتس ووتش.
خيث أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش أنها تحققت من مقاطع فيديو التقطت في العاشر
من أكتوبر2023 تظهر "انفجارات جوية متعددة للفسفور الأبيض الذي
أطلقته المدفعية فوق ميناء مدينة غزة".
وراجعت المنظمة الفيديوهات وتحققت من أنها صوّرت في ميناء مدينة غزة، وحددت
الذخائر المستخدمة في الغارة على أنها قذائف فسفور أبيض مدفعية من عيار 155
ملم وتنفجر جوا، وصدر عنها الدخان الأبيض الكثيف ورائحة الثوم، وهما من خصائص
الفسفور الأبيض.
دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام قالت إن مخلفات الحرب في قطاع
غزة تضم مواد مشعة والفوسفور الأبيض والهالوجينات والمعادن الثقيلة، وإنه يمكن
لهذه الحرب أن تترك أثرا بيئيا ساما وتتسبب في "أضرار لا توصف" لصحة الإنسان.
والفوسفور الأبيض مادة كيميائية شديدة السمية، وتحترق في الهواء، وتسبب حروقا
شديدة في الجلد والعينين، ويمكن أن يتسبب الدخان أيضا في التهابات العين
والجهاز التنفسي، فضلا عن تهيج المعدة. وفي الحالات القصوى يمكن أن تشوه وتقتل
بحرق العظام.
في سياق متصل، أصدر مركز الميزان لحقوق الإنسان تقريراً ميدانياً بمناسبة
اليوم العالمي للطفل الموافق 20 نوفمبر 2024 حول القتل والتجويع الذي تمارسه
قوات الاحتلال بحق المدنيين في قطاع غزة لا سيما الأطفال.
اظهر التقرير المخاطر المحدقة بصحة الأطفال جراء استمرار جريمة التجويع، حيث
أشار إلى أن آثار التجويع ستؤثر على صحة ونمو الأطفال في المستقبل، فسوء
التغذية لفترات طويلة يمكن أن يؤدي إلى توقف أو تأخر في النمو الجسدي، مما
يسبب قصر القامة أو التقزم (stunting). هذا التأخر قد يكون غير قابل للتصحيح
بشكل كامل حتى مع تحسن التغذية لاحقاً. الأطفال الذين يعانون من التقزم غالباً
ما يكون لديهم ضعف في نمو العضلات والعظام، مما قد يؤثر على قدراتهم الحركية.
وأن نقص العناصر الغذائية الأساسية، مثل الحديد والزنك وأحماض أوميغا-3
الدهنية، يمكن أن يتسبب في ضعف التطور العقلي وتأخر في اكتساب المهارات
اللغوية والمعرفية. الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية غالباً ما يواجهون
مشاكل في التعلم والتركيز، مما يؤثر سلبياً على أدائهم المدرسي وقدرتهم على
التحصيل الأكاديمي على المدى الطويل.
ويمكن أن يسبب سوء التغذية مشاكل صحية دائمة، مثل فقر الدم المزمن، ضعف جهاز
المناعة، وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المعدية. ويمكن أن تزيد هذه المشاكل من
خطر الإصابة بأمراض غير معدية لاحقاً في الحياة، مثل أمراض القلب والسكري.
وأظهر التقرير أيضًا أن الأطفال الذين تعرضوا لسوء التغذية لفترات طويلة
غالباً ما يكونون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، مثل الالتهاب الرئوي والإسهال
المزمن. حتى بعد تحسن التغذية، قد تبقى لديهم نقاط ضعف في جهاز المناعة. كما
يمكن لسوء التغذية المزمن أن يؤثر على التطور الجنسي وقد يؤدي إلى مشاكل في
الخصوبة أو تأخر في سن البلوغ.
وفي حالة الفتيات، سوء التغذية خلال فترة الحمل يمكن أن يؤثر لاحقاً على صحة
الأطفال، وولادة أطفال ناقصي الوزن أو يعانون من مشاكل نمو.
فيما أكد رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده أن جيش الاحتلال
الإسرائيلي أسقط على قطاع غزة 70 ألف طن من المتفجرات منذ السابع من
أكتوبر 2023.
وقال عبده "قد يكون هناك ارتباط بزيادة عدد حالات التشوهات الخلقية للأطفال
الحديثي الولادة بقطاع غزة، والقنابل التي ألقاها الاحتلال على القطاع، ولكن
ذلك يحتاج إلى مختصين لإثباته، ويعمل الاحتلال على منعهم من الدخول للقطاع".
وأوضح عبده أيضًا أن "القوة التدميرية للمتفجرات التي ألقيت على غزة تزيد على
ما ألقي على هيروشيما، مع ملاحظة أن مساحة المدينة اليابانية 900 كيلومتر مربع
في حين أن مساحة قطاع غزة لا تزيد على 360 كيلومترا.
وبيّن أن إسرائيل تستخدم قنابل ذات قوة تدميرية ضخمة، بعضها يبدأ من 150
كيلوغراما إلى ألف كيلوغرام، لافتا إلى تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف
غالانت بإسقاط أكثر من 10 آلاف قنبلة على مدينة غزة وحدها (تبلغ مساحتها 56
كيلومترا).
وذكر أنه تم توثيق استخدام إسرائيل أسلحة محرمة دوليا في هجماتها على قطاع
غزة، ولا سيما القنابل العنقودية والفسفورية التي هي عبارة عن مادة سامة شمعية
تتفاعل مع الأكسجين بسرعة وتتسبب في حروق بالغة من الدرجة الثانية والثالثة.
وأشار إلى أن جيش الاحتلال استخدم قنابل متفجرة ذات آثار تدميرية ضخمة في
المناطق المأهولة بالسكان مما يمثل أخطر التهديدات للمدنيين في النزاعات
المسلحة المعاصرة، ويفسر ذلك حجم الدمار الهائل في قطاع غزة وتسوية أحياء
سكنية بكاملها وتحويلها إلى أنقاض وخراب.
في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة لأكثر من عام أصبح من الضروري علي المنظمات
الدولية ودول العالم الضغط من اجل ضمان اغاثة الاطفال وذويهم ومنع المجاعة،
وتسهيل اجلاء الاطفال المصابين والمرضي للعلاج في المستشفيات خارج القطاع
وتوفير الخدمات الصحية والإنسانية لحماية الاطفال وضمان تمتعهم بالحد الأدنى
من سبل العيش اللائق.