أكد الدكتور سمير صبري، مقرر لجنة الاستثمار بالحوار الوطني، أن كل المشروعات الصناعية في مصر تحتاج لوقفة لحل المشكلات الخاصة بالصناع، لافتا إلى أن هناك قطاعات تستطيع العمل وتكوين العملة الصعبة التي نحتاجها في القريب العاجل.

توفير العملة الصعبة لشراء المكونات من الخارج

وأوضح الدكتور سمير صبري خلال لقائه مع الإعلامية عزة مصطفى، ببرنامج صالة التحرير المذاع على قناة صدى البلد، أن مشكلة الصناع هي توفير العملة الصعبة لشراء المكونات من الخارج، مشيرا إلى أن بعض الصناعات مثل «الدواء، النسيج» تعد استراتيجية في المقام الأول، وعلى الدولة توفير العملة الصعبة والتيسيرات لأصحاب المصانع لأنها مستقبل التصدير، عكس صناعة السيارات التي تعتبر من الرفاهيات للمواطن.

وفرة العملة الدولارية

وأضاف مقرر لجنة الاستثمار بالحوار الوطني، أن العامل الأهم في السوق الصناعي هو وفرة العملة الدولارية والقضاء على السوق الموازية، منوها بأن هذا القرار له علاقة بالأمن القومي والقرارات السيادية.

وتابع: فكرة تصنيع الدولة من الإبرة للصاروخ فشلت في مصر؛ لأنه ليس هناك دولة تصنع كل شيء، مشددا على أن المستورد والمصنع دراسات الجدوى هي التي تحدد أهمية المنتج وما نحتاج العمل على تصنيعه من عدمه.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الحوار الوطني العملة الصعبة السوق الدولار العملة الصعبة

إقرأ أيضاً:

أهل الشمال بين الدور الوطني والاتهامات الجائرة

دراسة تحليلية على ضوء توثيق د. حياة عبد الملك

مقدمة:
في ظل الانهيار الوطني الشامل، تتصاعد أصوات تُحمّل أهل الشمال مسؤولية فشل الدولة السودانية، وتتهمهم بالهيمنة على السلطة والثروة، وكأنهم ظلوا وحدهم يحكمون السودان منذ الاستقلال. هذا الخطاب العاطفي، المحمّل بالكراهية والتعميم، يتغافل عن حقائق موضوعية موثقة، من أبرزها ما سجلته الدكتورة حياة عبد الملك في أبحاثها، التي كشفت الدور الجوهري لأبناء الشمال في تأسيس مؤسسات الدولة، والظروف التاريخية التي أفرزت تفاوتات في التعليم والوظائف، كما وثّقت الصدام بين مفاهيم الدولة الحديثة وبين الذهنية القبلية التي ترى الأرض حقاً قبلياً لا عاماً.

أولاً: دور أبناء الشمال في بناء الدولة السودانية
منذ الحقبة الاستعمارية، وُجد أبناء الشمال في تماس مباشر مع أدوات الحكم والإدارة، لا بحكم الامتياز بل بسبب القرب الجغرافي من المركز. نالوا القدر الأكبر من التعليم ولكنهم لم يتقوقعوا في مناطقهم ولا المركز، بل انطلقوا إلى جميع أقاليم السودان – خاصة دارفور وكردفان والجنوب – موظفين في جهاز الدولة: معلمين، أطباء بيطريين وبشريين، مهندسين، قضاة، ضباطاً إداريين، زراعيين ومهنيين في كل القطاعات. قدموا الخدمات في ظروف قاسية وبعيداً عن أسرهم ومجتمعاتهم، بدوافع وطنية لا سلطوية، وبمرتبات تكفل العيش الكفاف، ولم يحصوا على أي إمتيازات خاصة، من سكان تلك المناطق، بل كانوا نموذجاً لنكران الذات في سبيل بناء دولة حديثة تسع الجميع وتحيل الثروات الطبيعة لرخاء ونعيم.

ثانيًا: فشل الدولة السودانية والتصادم مع التعدد

لم يكن فشل الدولة نتاج فساد فقط، بل نتيجة غياب مشروع وطني جامع يعترف بالتنوع، ويؤسس لوحدة طوعية. لقد حاولت النخب فرض مركزية سلطوية، على نمط بريطانيا، على مجتمعات لا تزال تقيس الشرعية بمدى الالتزام بالانتماء القبلي، فكانت النتيجة فقدان الثقة وتمدد الفوضى. الدولة لم تدمج هذه المجتمعات، وهي مجتمعات، حتى هذه اللحظة، لا تعترف بجدوى الولاء القومي.

ثالثاً: العشوائيات كنتاج للقطيعة بين الدولة والمجتمع

توثّق أبحاث د. حياة أن مفاهيم مثل “ملكية الدولة للأرض” لم تجد طريقها إلى الوعي الجمعي في مجتمعات تعيش على إرث تقليدي قبلي، خاصة في دارفور، حيث زعماء القبائل هم يملكون الأرض، يمنحون ويحرمون كيفما يشاؤون، وبسبب غياب الاعتراف بهذه الملكية للدولة المدنية، حُرم كثيرون، من مواطني دارفور على وجه الخصوص، من التملك وفرص العيش الكريم، ولم يكن أمامهم سوى العمل بالسخرة أو نزوحهم للمدن الكبرى، في الشريط النيلي وخاصة العاصمة حيث أقاموا في أطرافها، ليصبحوا عالة على نظام خدمي هش. الدولة لا تستطيع أن تقدم خدمات لمجتمعات لا تدفع الضرائب، ولذا لن يكون لها وجود في سجلات الصحة والتعليم. وهكذا نشأت أحياء هشة، خارج السيطرة، بيئات خصبة للجريمة والتطرف، والإستقطاب للحروب تحت ذريعة الظلم والتهميش ومع ذلك يُحمّل سكان تلك المدن، وهم أهل الشمال تلك المسؤولية!

رابعاً: الهجوم على قبائل الشمال
تشويه متعمد للتاريخ

الدناقلة، المحس، الحلفاويون، السكوت الجعليون، الشايقية هي قبائل أصبحت تتعرض لحملات منظمة من التشكيك والتشويه. لكن التاريخ يشهد بأنهم كانوا في طليعة مناضلي الاستقلال، ورواد الخدمة المدنية، وروح الثورات. اتهموهم بالهيمنة، ونسوا أنهم كافحوا وتعلموا ليس من أجل مجتمعاتهم فقط بل الهجرة من اقصى الشمال ليخدموا في أقصى الجنوب، وبهذا لا يعقل أن نسميهم مستعمرين بل وطنيين حتى النخاع.

خامساً: أبناء الشمال والتعليم، رهانات لا امتيازات

لم يكن التعليم حكراً على أحد، لكن أهل الشمال آمنوا به، وضحوا من أجله، راهنوا عليه كمصعد اجتماعي ولم يرثوه جاهزًا. واليوم، أصبح ما كان بالأمس تضحية، يُقدَّم على أنه جريمة امتياز وهيمنة.

سادساً: نحو حل عادل
تفكيك المركزية وإعادة هيكلة الدولة

المركزية فشلت.
والمطلوب الآن نموذج كونفدرالي مرن يمنح كل إقليم سلطة ذاتية، ويقرّ بحق تقرير المصير، ولكن داخل عقد أخلاقي ووحدوي. العودة إلى الأصول، وعودة كل مكون إلى موطنه، هو الخيار الأمثل لتحقيق الاستقرار، وتعزيز الثقة، وإنهاء حالة الاستقطاب والعداء.

خاتمة:
الخطاب الذي يُحمّل الشمال كل أوجاع السودان، هو خطاب ظلامي إرهابي لن يعيد الحقوق ويضمن العدالة ولن يبني وطناً. آن الأوان لعقد اجتماعي جديد، قوامه الشراكة والاعتراف والعدالة، لا الدماء والكراهية. من حلفا إلى الفاشر، ومن بورتسودان إلى الجبلين، يمكن أن ينشأ سودان جديد، كونفدرالي، يعترف بالتنوع ويحتفي بالاختلاف، ويضمن الحقوق للجميع، بشرط أن يرضى الجميع بالعودة لأصولهم، والتحرر من أحقاد الماضي.

المرجع:
أبحاث ومقالات الدكتورة حياة عبد الملك حول موظفي الشمال، وتاريخ الخدمة المدنية، وسوسيولوجيا العلاقة بين الدولة والقبيلة في السودان.

٦ أبريل ٢٠٢٥
sfmtaha@msn.com

   

مقالات مشابهة

  • تعاون بين «المصرف المركزي» و«الوطني لكازاخستان» و«كازاخستان لتنظيم السوق المالي»
  • رئيس الوزراء: توفير العملة الأجنبية يعد إحدى أولوياتنا وملتزمون بسعر مرن للدولار
  • الدولار بـ7.5 دينار في السوق الموازية
  • مستشار حكومي:(110) مليارات دولار الاحتياطي العراقي في البنك المركزي
  • مستشار حكومي: الدولار يتجاوز 40% من احتياطيات العراق للعملة الصعبة
  • مقرر بالحوار الوطني: زيارة السيسي وماكرون لمستشفى العريش رسالة سياسية وإنسانية
  • تحليل أمريكي: ما أبرز التحديات التي ستواجه ترامب بشأن القضاء على الحوثيين؟ (ترجمة خاصة)
  • يسرا: أتمنى أن نفتح المجال لتصوير أفلام عالمية في مصر لجذب العملة الصعبة ودعم الاقتصاد
  • انطلاق فعاليات ثاني أيام منتدى الاستثمار الرياضي
  • أهل الشمال بين الدور الوطني والاتهامات الجائرة