وكالات أممية: هناك حاجة ماسة إلى تغيير جذري في تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة مع تزايد خطر المجاعة
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
قالت وكالات الأمم المتحدة إن هناك حاجة ماسة إلى تغيير جذري في تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة مع تزايد خطر المجاعة وتعرض المزيد من الناس لتفشي الأمراض الفتاكة.
وأكد رؤساء "برنامج الأغذية العالمي"، و"منظمة الأمم المتحدة للطفولة" (اليونيسف)، و"منظمة الصحة العالمية" أن غزة تحتاج لوصول المساعدات بشكل أسرع وأكثر أمنا ولمزيد من طرق الإمداد لدرء المجاعة والحد من انتشار الأمراض الفتاكة.
وقالوا في بيان إن إيصال الإمدادات الكافية إلى غزة وفي داخلها يعتمد الآن على فتح المزيد من المعابر الحدودية والسماح لعدد أكبر من الشاحنات بالمرور عبر نقاط التفتيش الحدودية يوميا والحد من القيود المفروضة على حرية حركة العاملين في مجال تقديم المساعدة الإنسانية وضمانات السلامة للأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدات وكذلك من يوزعونها.
إقرأ المزيدويعتمد جميع سكان غزة على المساعدات للبقاء على قيد الحياة في ظل غياب القدرة على إنتاج أو استيراد الغذاء، ولكن المساعدات الإنسانية وحدها لا تستطيع تلبية الاحتياجات الأساسية لسكان القطاع بالرغم من تمكن الأمم المتحدة ووكالات المعونة الدولية والمنظمات غير الحكومية من إيصال مساعدات إنسانية محدودة في ظروف صعبة للغاية.
وأشاروا إلى أن الكميات أقل بكثير مما هو مطلوب لمنع مزيج قاتل من الجوع وسوء التغذية والمرض، موضحين في السياق أن نقص الغذاء والمياه النظيفة والمساعدات الطبية ينتشر بشكل حاد في المناطق الشمالية.
وشدد رؤساء الوكالات الثلاثة على أن العمل الإنساني مقيد بشكل خطير بسبب إغلاق جميع المعابر باستثناء معبرين حدوديين في الجنوب وعملية الفحص متعددة المراحل للشاحنات القادمة إلى غزة.
وأفادوا بأنه وبمجرد دخول القطاع فإن الجهود الرامية إلى إنشاء نقاط توزيع للمساعدات تتعرض للعرقلة بسبب عمليات القصف وجبهات القتال المتغيرة باستمرار، مما يهدد سلامة سكان غزة وكذلك العاملين في الأمم المتحدة والمجال الإنساني الذين يسعون جاهدين لإيصال المساعدات.
إقرأ المزيدوتقول المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين: "يواجه الناس في غزة خطر الموت جوعا على بعد أميال قليلة من الشاحنات المحملة بالأغذية، كل ساعة ضائعة تعرض حياة عدد لا يحصى من الناس للخطر"، مضيفة أنه لا يمكن لهم تفادي المجاعة إلا إذا تمكنوا من توفير الإمدادات الكافية وأتيحت لهم إمكانية الوصول الآمن إلى كل من يحتاج إلى المساعدات أينما كانوا.
من جهتها صرحت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل، بأن الأطفال المعرضين لخطر الموت بسبب سوء التغذية والأمراض يحتاجون بشدة إلى العلاج الطبي والمياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي، لكن الظروف على الأرض لا تسمح بالوصول بأمان إلى الأطفال والأسر التي بحاجة إلى المساعدة.
وبينت أن بعض المواد التي يحتاجونها بشدة لإصلاح وزيادة إمدادات المياه لا تزال ممنوعة من الدخول إلى غزة، مشددة على أن حياة الأطفال وأسرهم على المحك وكل دقيقة لها أهميتها.
هذا، وأشار أحدث تقرير للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) إلى مستويات مدمرة من انعدام الأمن الغذائي في غزة.
إقرأ المزيدوأكد التقرير أن جميع سكان غزة حوالي (2.2 مليون شخص) يعانون أزمة أو مستويات أسوأ من الانعدام الحاد للأمن الغذائي، حيث أن العديد من البالغين يعانون الجوع حتى يتمكن الأطفال من تناول الطعام.
وحذر التقرير من حدوث مجاعة إذا استمرت الظروف الحالية.
جدير بالذكر أن برنامج الأغذية العالمي يقوم بتوفير الغذاء داخل غزة يوميا منذ 7 أكتوبر، وقد أوصل المساعدات الغذائية إلى أكثر من 900.000 شخص في ديسمبر، كما احتاج البرنامج إلى ابتكار طرق جديدة في العمل مع الشركاء المحليين بما في ذلك إيجاد مواقع آمنة للتوزيع، وتوجيه دقيق القمح إلى المخابز، حتى تتمكن من استئناف الإنتاج وتوزيع المكملات الغذائية الخاصة لمساعدة الأطفال على مكافحة سوء التغذية.
من المهم الإشارة إلى أن أول قافلة غذائية يرسلها برنامج الأغذية العالمي إلى شمال غزة منذ الهدنة الإنسانية، وصلت يوم الخميس الماضي وأوصلت الإمدادات الغذائية إلى حوالي 8000 شخص.
المصدر: RT + "برنامج الأغذية العالمي"
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: اطفال الأمم المتحدة الأوبئة الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة الزراعة الصحة العامة القضية الفلسطينية برنامج الغذاء العالمي تل أبيب طوفان الأقصى قطاع غزة مساعدات إنسانية وفيات برنامج الأغذیة العالمی الأمم المتحدة إلى غزة
إقرأ أيضاً:
منظمات أممية: 420 ألف نازح في غزة منذ استئناف الحرب وأزمة الغذاء تتفاقم
الثورة / متابعات
قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إن “أكثر من 90 ألف نازح” يعيشون حاليا في نحو 115 مركز إيواء في كافة أنحاء غزة، مشيرة إلى أن “ما يقارب 420 ألف شخص نزحوا مجددا منذ انهيار وقف إطلاق النار” في القطاع.
كما أكد “برنامج الأغذية العالمي” أن العائلات في القطاع “لا تعرف من أين ستأتي وجبتها التالية”، في ظل الحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل على غزة منذ نحو 7 أسابيع.
وأوضحت أونروا -على حسابها بمنصة إكس- أن “الوضع الإنساني المتدهور في غزة يزداد سوءا نتيجة القصف واستمرار الحصار، الذي يحظر دخول المساعدات الإنسانية والإمدادات التجارية”.
ومنذ 2 مارس الماضي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي إغلاق معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، ما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين، وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية ودولية.
بدوره، حث “برنامج الأغذية العالمي” جميع الأطراف على إعطاء الأولوية لاحتياجات المدنيين، وحماية العاملين في المجال الإنساني، والسماح بدخول المساعدات لغزة فورا، وسط تواصل الحصار والإبادة الإسرائيلية.
وشدد على أن “العائلات في غزة لا تعرف من أين ستأتي وجبتها التالية”.
وأرفق البرنامج منشوره بمقطع مصور، يظهر لافتة كتب عليها “المخبر مغلق حتى إشعار آخر”، وأخرى تقول “غزة بحاجة إلى الغذاء”.
ومطلع مارس 2025م، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، بدأ سريانه في 19 يناير الماضي، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تنصل من بدء مرحلته الثانية، واستأنف الإبادة الجماعية بالقطاع في 18 مارس الماضي.
ومنذ استئناف العدوان، قتلت إسرائيل 1827 فلسطينيا وأصابت 4828 آخرين، معظمهم أطفال ونساء.