صحيفة الاتحاد:
2025-03-13@00:41:25 GMT

«أُخفي الهوى».. شخوص مهمّشة ومصائر متشابكة

تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT

شعبان بلال (القاهرة)
في بعض المجتمعات، هنالك أناس مهمشون، بغض النظر عن حالاتهم المادية، قد يكونون مهمّشين، بسبب الشكل أو البطالة أو الاضطراب النفسي، فيواجهون وصم المجتمع والمقربين.. وهذه الظاهرة تتصدى لها الكاتبة التونسية درّة الفازع في روايتها «أُخفي الهوى»، وتروي حكايات هؤلاء المهمشين بطرق مختلفة.
تطرح الكاتبة في الرواية، المرشحة ضمن القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية 2024، سؤالاً مفصليّاً هو: كيف يقع بعض الأشخاص في طريق الشر رغم أنهم قد يكونون أصلاً أخياراً في الحقيقة، لتخوض بذلك في ثنائية الخير والشر في النفس البشرية.


يقوم النص على أحداث وشخصيات حية من المجتمع الإنساني بشكل متوازٍ، وتتصاعد مستويات السرد تدريجياً فيما ترتبط كل شخصية بأخرى في نسيج مفاجئ يكتشفه القارئ عبر خيوطه المتشابكة، ويكتشف أيضاً كيف يرتبط قدر كل واحد من الشخوص بالآخر.
ضد النسيان
في حديث لـ «الاتحاد»، تقول درّة الفازع: «إن الرواية تاريخية، وتدور أحداثها في عام 2014، وتحكي عن أجواء وفضاءات في تونس، كيف نعيش وماذا نقول، وتعرض أحلامنا وواقعنا والصعوبات التي قد نواجهها، وفيها أيضاً فيض من المشاعر، كالحب والقطيعة والخيانة، وهي رواية (ضد النسيان)، وعنوانها مستوحى من أشعار ابن الفارض: (أخفي الهوى ومدامعي تبديه.. وأميته وصبابتي تحييه)، وإنني أحب تلك الأشعار وقد وجدتها تتماشى مع الرواية، لأن فيها كثيراً من الحب والمشاعر عبر حكايات متوازية».
وأضافت: «رغم أن صبغة الرواية محلية، لكن حاولت وضع بُعد إنساني لها، لتلامس القارئ أياً كانت جنسيته، فالتجربة الإنسانية فيها تجعلها عالمية وقابلة لأن تتنقل بين الثقافات عبر هذا الجانب الإنساني».
بين السطور
لغة عربية فصحى بمفردات بسيطة، سردت بها الكاتبة الأحداث، واستخدمت السهل الممتنع، ووضعت اللغة العربية في قالب عصري لتقديم رواية عصرية تحتفي بالحرف العربي حتى في غلافها، لأن درة تؤمن بأن شخصية كاتب الرواية تتسرب عبر الحروف والكلمات، ولذلك يجد القارئ بالتأكيد بعضاً من درة الفازع بين السطور، وتظهر في الأحداث رؤيتها تجاه العالم وصراع الأجيال الواقع حالياً.
وعن ذلك تقول: «أعتبر شخصية الراعي البدوي محورية، نراه يتنقل، شخصاً ليس مهماً ولا يستطيع القراءة والكتابة، ثم عندما يذهب إلى أعالي الجبال تعرف قوته في طريقة تعامله مع المواقف المختلفة في مناطق وعرة وصعبة، وقد استلهمت الشخصية من قصة واقعية هي معينتي المنزلية التي عاشت تلك الحياة». 

أخبار ذات صلة إبداعات روائية حصدت الجوائز الأدبية العربية أحمد مراد: رواية «الهول».. أحداث من زمن آخر!

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الرواية جائزة البوكر العربية

إقرأ أيضاً:

الخطة العربية لقطاع غزة.. ومواجهة عاصفة ترامب

بقلم: د.حامد محمود

كاتب متخصص في الشئون الإقليمية والدولية

في ظل التعقيدات التي تحيط بالقضية الفلسطينية، طرحت القمة العربية في القاهرة رؤية بديلة لمسار الحل، تهدف إلى ترسيخ السيادة الفلسطينية ودعم إعادة إعمار قطاع غزة، في مواجهة الطروحات الأمريكية، ولا سيما خطة ترامب التي تسعى إلى إعادة رسم المشهد الإقليمي وفق مصالح واشنطن وتل أبيب. لكن يبقى السؤال الجوهري: إلى أي مدى تمتلك الخطة العربية مقومات النجاح في مواجهة الضغوط الخارجية؟

 

هل تكفي المبادرات التقليدية؟

أكد البيان الختامي لقمة فلسطين أن السلام العادل والشامل هو الخيار الاستراتيجي للدول العربية، مستندًا إلى مبادرة السلام العربية لعام 2002، التي تقوم على إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية وفق حل الدولتين. بينما تدفع واشنطن بمشروعات تسوية تتجاوزها بالكامل، عبر مقاربة “السلام الاقتصادي” التي تسعى إلى تحقيق الاستقرار الإقليمي، من دون الاعتراف بالحقوق السياسية للفلسطينيين.

المصير الفلسطيني: إعادة الإعمار ورفض التهجير

وفي صلب البيان الختامي، جاء الرفض القاطع لأي شكل من أشكال تهجير الفلسطينيين، سواء داخليًا أو خارجيًا، واعتبار ذلك جريمة ضد الإنسانية وتطهيرًا عرقيًا. ويعدّ هذا الموقف استجابة مباشرة للتهديدات الإسرائيلية والأمريكية التي ألمحت إلى إمكانية نقل سكان غزة إلى سيناء أو الأردن، وهو سيناريو من شأنه إعادة تشكيل الخريطة الديموغرافية والسياسية للمنطقة. كما حذرت القمة من أن أي محاولة لفرض هذا التهجير ستؤدي إلى إدخال المنطقة في دوامة جديدة من الصراعات، ما يعكس رؤية عربية لمخاطر هذه الطروحات على استقرار الشرق الأوسط برمته.

ومما لا شك فيه ان تبنى القمة للخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة، بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية وبمشاركة البنك الدولي والصندوق الإنمائي للأمم المتحدة، بهدف إعادة تأهيل القطاع بدعم عربي ودولي، مع ضمان بقاء الفلسطينيين في أرضهم. يأتي هذا الطرح في مواجهة المقاربة الأمريكية التي تربط الإعمار بشروط سياسية يُعتقد بانها سوف تعزز الهيمنة الإسرائيلية على مستقبل غزة.

لكن هذه الخطة العربية، تصطدم بعوائق عدة، أبرزها مدى قدرتها على استقطاب التمويل الدولي في ظل الضغوط الأمريكية التي قد تعرقل تقديم الدعم عبر المؤسسات المالية العالمية.

وبشأن إدارة القطاع وفي محاولة لترتيب الأوضاع الداخلية، كان من الامور الايجابية الطرح الذى قدم امام القمة بتشكيل لجنة لإدارة غزة تحت إشراف الحكومة الفلسطينية، مع تدريب كوادر أمنية فلسطينية بالتنسيق مع مصر والأردن، في خطوة تهدف إلى إعادة توحيد الضفة وغزة سياسيًا وجغرافيًا .

وكان من النقاط الهامة ايضا ان القمة ذهبت أبعد من ذلك، داعيةً إلى نشر قوات دولية لحفظ السلام في الضفة والقطاع، وهو مخرج مهم للوقوف امام مخططات ترامب ونتنياهو , فضلا عن التشديد على ضرورة إلزام إسرائيل بوقف الاستيطان ورفض أي محاولات لضم أجزاء من الضفة الغربية، محذرًا من أن هذه الممارسات تهدد بإشعال الوضع الإقليمي. كما أكد أهمية احترام الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس، في رد واضح على المحاولات الإسرائيلية لفرض سيطرة مطلقة على الحرم القدسي. لكن يظل التساؤل قائمًا: إلى أي مدى يمكن لهذه الضغوط الدبلوماسية أن تحقق نتائج ملموسة في ظل الدعم الأمريكي لإسرائيل؟

مسار قانوني لمحاسبة إسرائيل

وفي محاولة لتعزيز الموقف الفلسطيني دوليًا، حملت القمة إسرائيل “المسؤولية القانونية والمادية عن جرائمها في غزة” وفق نص البيان، وشرعت بدرس تصنيف التهجير والتجويع ضمن جرائم الإبادة الجماعية. كما دعت إلى تحرك عبر مجلس الأمن والمحاكم الدولية لمعاقبة إسرائيل. لكن رغم أهمية هذا المسار في دعم المطالب الفلسطينية، فإنه يظل محكومًا بمحدودية التأثير في ظل الفيتو الأمريكي المتكرر في مجلس الأمن، ما لم ترافقه إجراءات ضغط سياسية واقتصادية فعلية.

ولكن دعونا نطرح هذا التساؤول الهام: هل تصمد الخطة العربية أمام استراتيجية ترامب؟

حيث تسعى الخطة العربية إلى ترسيخ الحقوق الفلسطينية وتعزيز الوحدة العربية في مواجهة الطروحات الأمريكية والإسرائيلية، لكنها تواجه عقبات كبرى اولها ضعف أدوات الضغط: في حين تمتلك واشنطن أوراق ضغط اقتصادية وسياسية، تعتمد الخطة العربية على قرارات دولية ودبلوماسية، وهو ما قد يجعل تنفيذها صعبًا من دون دعم غربي فعلي.

وثانيها التوازنات الدولية حيث تسعى الخطة العربية إلى إعادة إشراك الولايات المتحدة في مسار المفاوضات، لكنها لا تقدم آلية لإلزام واشنطن بتغيير نهجها المتناغم مع النهج الإسرائيلي، خصوصاً في هذه القضية.

وثالث هذه العقبات الانقسامات الفلسطينية فبالرغم من دعم القمة لإدارة فلسطينية موحدة لغزة، فإن استمرار الخلافات بين الفصائل قد يعيق تطبيق هذه الخطة بشكلٍ فعلي، كما أن الخطة لا تحتوي على إطار زمني واضح وآليات تنفيذية محددة بتواريخ للتنفيذ.

ورابعها أن إعادة الإعمار مرهونة بالإرادة الدولية: يرتبط نجاح إعادة إعمار غزة بمدى استعداد القوى الكبرى، وخاصة أوروبا، لدعم التمويل، وهو أمر قد يكون مشروطًا بالموقف الأمريكي الحالي.

ونهاية يبقى التساؤل مطروحا؛ هل تتحول المبادرة العربية إلى واقع؟

تمثل الخطة العربية تحركًا مهمًا لإعادة التوازن إلى القضية الفلسطينية وإبقائها في صدارة الأجندة الدولية، لكنها بحاجة إلى أدوات تنفيذية أقوى، وتحالفات دولية أوسع، واستراتيجية ضغط فاعلة تستطيع مواجهة النفوذ الأمريكي والإسرائيلي. وبينما تتحرك خطة ترامب وفق سياسة “فرض الأمر الواقع”، تظل الخطة العربية رهينة القدرة على تحويل المواقف السياسية إلى آليات تأثير ملموسة، وإلا فإنها قد تبقى مجرد موقف عربى نظرى و أخلاقي في مواجهة مشروع أكثر تماسكًا وشراسة

Tags: إعادة الإعمارالخطة العربيةالخطة العربية لقطاع غزةالسلام العادل والشاملرفض التهجيرمحاسبة إسرائيلمخطط ترامب

مقالات مشابهة

  • أصوات تعانق السماء.. أحمد عطية يبدع في القرآن والإنشاد بكفر الشيخ | شاهد
  • ليلة في حب عظماء الطرب لمواهب الأوبرا على المسرح الكبير
  • أعمال حليم وأم كلثوم وفوزى بأصوات المواهب الواعدة فى الأوبرا
  • الخطة العربية لقطاع غزة.. ومواجهة عاصفة ترامب
  • آن هاثاواي بفيلم عن رواية كولين هوفر مع داكوتا جونسون وجوش هارتنت
  • من الرواية إلى الشاشة.. كيف نقل مسلسل شارع الأعشى ماضي الرياض إلى الدراما؟
  • الخطة العربية مقابل المقترح الأمريكي
  • ظاهرة بائعات الهوى تهدد مدينة صور: توقيف فتاتين بعد توجيه القضاء
  • العراق يتذيل القائمة العربية في المساواة التعليمية بين الجنسين
  • انطلاق المرحلة الأولى من مسابقة القارئ الصغير بموسمها الرابع بالسويداء