الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري الأمريكي تنطلق من ولاية أيوا... ما أهمية هذه المحطة للمرشحين؟
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
تنطلق الاثنين الانتخابات التمهيدية في المعسكر الجمهوري في الولايات المتحدة التي تعرف بـ(كوكوس - التجمعات الحزبية) في ولاية أيوا، والتي سيتنافس فيها الرئيس السابق دونالد ترامب الذي يبدو الأوفر حظا في مواجهة السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة والحاكمة السابقة لولاية ساوث كارولينا نيكي هايلي والسيناتور المحافظ رون ديسانتيس حاكم فلوريدا.
دونالد ترامب سيختبر صحة توقعات استطلاعات الرأي التي تضعه في موقع متقدم على منافسيه للظفر ببطاقة الترشح عن الحزب الجمهوري وكسب ترشيح هذه الولاية الواقعة بالغرب الأوسط في الولايات المتحدة.
كل مرشح سيسعى إلى الاستفادة من هذا الموعد الانتخابي الأول للحصول على زخم قد يعزز موقعه أو يساعده على إحداث مفاجأة غير منتظرة.
ولاية أيوا تدين بهذه السمعة التي جعلت منها تقريبا "صانعة الملوك" إلى الديمقراطي جيمي كارتر في عام 1976. حين راهن هذا الحاكم السابق لجورجيا، والذي كان غير معروف تقريبا على مستوى ولاية أيوا و قام بحملة انتخابية هناك استمرت لمدة أربعة عشر شهرا كاملة. وفاز بالتصويت فى آخر المطاف، مما دفعه إلى الواجهة وظفر بعد ذلك بالانتخابات الرئاسية. وفي عام 2008، اتبع الديمقراطي أيضا باراك أوباما نفس الاستراتيجية بحذافيرها.
ولكن تاريخيا الفوز في الانتخابات التمهيدية في ولاية أيوا بالنسبة للجمهوريين،لا يعني اختيار الفائز كمرشح رئاسي. فمنذ جورج بوش في عام 2000، لم ينجح أي فائز في هذه التجمعات "الكوكوس" في ضمان ترشيح الحزب.
لكن الوضع مختلف بالنسبة للديمقراطيين، إذ إنه منذ عام 2000 كل من فاز في هذه الانتخابات التمهيدية حصل على ترشيح الحزب الديمقراطي، باستثناء جو بايدن عام 2020.
قبل ذلك يتوجب ربما النجاح في إخراج الناخبين في أيوا من بيوتهم وتحدي أحوال الطقس الأشد برودة في العهد الحديث للحملات الانتخابية في ظل العواصف الثلجية والرياح العاتية المتوقعة في بعض المناطق إذ ستصاحبها درجات حرارة تصل إلى 42 درجة مئوية تحت الصفر، ما من شأنه أن ينعكس على نسب المشاركة.
ويعني نظام الكوكوس أو التجمع الحزبي الذي تتبعه هذه الولاية أن مواطني الولاية سينتخبون مندوبين إلى اجتماع للحزب الجمهوري يقومون بدورهم بالتصويت على المرشح الذي تختاره الولاية، أي أن المواطنين لا ينتخبون مرشحهم المفضل مباشرة.
ترامب الأوفر حظا للفوز وديسانتيس وهايلي لانتزاع المركز الثانيدونالد ترامب الذي يتقدم في استطلاعات الرأي الحالية يواجه الاثنين الناخبين لأول مرة منذ مغادرته البيت الأبيض. ولا يخفي رغبته في تعزيز مكانته كمرشح أول ورئيسي.
ومن بين باقي المرشحين الخمسة في السباق، يتمتع رون ديسانتيس ونيكي هايلي فقط بمنصب المرشح البديل. وتعد السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة هايلي المرأة الوحيدة في السباق. كما أصبحت الشخصية المفضلة الجديدة لدى اليمين المعتدل وتحظى بتقدير دوائر الأعمال الأمريكية.
في حين يبدو أن حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، الضابط البحري السابق، قد وضع كل ثقله في ولاية أيوا من خلال زيارة كل مقاطعات الولاية في الأشهر الأخيرة.
أي مصداقية لاستطلاعات الرأي؟استطلاعات الرأي تضع دونالد ترامب متقدما بفارق كبير في ولاية أيوا بنسبة 48%، متفوقا على نيكي هايلي التي حصلت على 20% ورون ديسانتيس الذي نال 16%، وفقا لاستطلاع أجرته العديد من وسائل الإعلام، ونشر السبت في عدة وسائل إعلام أمريكية.
مجرد بلوغ "رون ديسانتيس ونيكي هايلي المركز الثاني في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري وراء دونالد ترامب، هو في حد ذاته تغيير لديناميكية الانتخابات التمهيدية المقبلة"، بحسب كاتي أكين، الصحافية السياسية بصحيفة دي موين ريجستر، التي غطت التجمعات الحزبية في الولاية لعدة سنوات، لصالح صحيفة الإندبندنت البريطانية.
رهان ذو أهمية بالغة لهايلي وديسانتيس خصوصا إذا تم منع الرئيس السابق ترامب الملاحق في عدة قضايا، من مواصلة سباقه الرئاسي.
أيوا… مقياس للشعبية؟ومن حيث الأرقام، فإن ولاية أيوا، تضم فقط 40 مندوبا جمهوريا، وبالتالي فهي لا تتمتع بأهمية سياسية كبيرة. وعلى الرغم من ذلك، ففي كل انتخابات رئاسية يسارع المرشحون إلى هناك، برفقة حشد من وسائل الإعلام لعقد التجمعات وإلقاء الخطابات.
ولن تحيد الانتخابات الرئاسية المقبلة عن ذلك، فحسب إحصاء أجرته شبكة "إن بي سي"، فقد شارك رون ديسانتيس في ولاية أيوا فيما لا يقل عن 125 حدثا انتخابيا منذ مايو/أيار وشاركت نيكي هايلي في 33 مقابل 27 لدونالد ترامب.
فرانس24
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: كأس الأمم الأفريقية 2024 الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج المعسكر الجمهوري دونالد ترامب الولايات المتحدة الحزب الجمهوري دونالد ترامب نيكي هايلي انتخابات تمهيدية الانتخابات الرئاسية الأمريكية للمزيد كرة القدم كأس الأمم الأفريقية 2024 ساحل العاج منتخب مصر الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا الانتخابات التمهیدیة فی ولایة أیوا دونالد ترامب رون دیسانتیس
إقرأ أيضاً:
واشنطن بين رئيسين.. سياسة بايدن تترك الشرق الأوسط مشتعلًا.. ولا أمل في السلام الأمريكي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أثارت سياسة الرئيس جو بايدن في الشرق الأوسط مقارنات بالتحديات التي واجهها أسلافه مثل جيمي كارتر وجورج دبليو بوش، على الرغم من اختلاف الظروف بشكل كبير، كما تطرح سؤالًا عن تطورات الأوضاع بالمنطقة فى ظل إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي خوان كول: "على عكس تورط كارتر في أزمة الرهائن الإيرانيين أو صراعات بوش مع حركات المقاومة في العراق، تنبع صعوبات بايدن من تصرفات حليف رئيسي للولايات المتحدة: إسرائيل. لقد أثار دعم إدارته للحملات العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك في غزة ولبنان وإيران، انتقادات واسعة النطاق، محليًا ودوليًا".
إرث معقدخلال السنوات الأولى لبايدن في منصبه، سعت إدارته إلى إعادة معايرة السياسة الأمريكية في المنطقة. وشملت الجهود البارزة رفع العقوبات المفروضة على حركة الحوثيين في اليمن من قبل الإدارة السابقة، وتسهيل المفاوضات بين الأطراف المتصارعة في اليمن، والحفاظ على الحد الأدنى من التدخل العسكري في العراق وسوريا لمحاربة بقايا تنظيم الدولة الإسلامية.
ولكن كانت هناك فرصة ضائعة كبيرة تمثلت في الفشل في استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة لعام ٢٠١٥ مع إيران. فقد فككت إدارة ترامب هذا الاتفاق النووي، الذي كان يهدف في الأصل إلى منع طهران من تطوير الأسلحة النووية في مقابل تخفيف العقوبات. وعلى الرغم من الإشارات المبكرة للاهتمام بإحياء الاتفاق، احتفظ فريق بايدن بالعديد من عقوبات ترامب، مما أعاق التقدم الهادف. ونتيجة لذلك، سعت إيران إلى إقامة علاقات أوثق مع الصين وروسيا، مع عواقب جيوسياسية كبيرة. وقد أكدت عضوية طهران في منظمة شنغهاي للتعاون وشراكتها العسكرية مع موسكو على التحالفات المتغيرة استجابة للسياسات الأمريكية.
تصاعد التوتراتكانت الأحداث التي أعقبت هجمات حماس على إسرائيل في أكتوبر ٢٠٢٣ بمثابة نقطة تحول في سياسة بايدن في الشرق الأوسط. وقد أثار دعم الولايات المتحدة للرد العسكري الإسرائيلي في غزة، والذي اتسم بغارات جوية واسعة النطاق، إدانة من العديد من البلدان، وخاصة في الجنوب العالمي. لقد أدت الأنباء عن ارتكاب جرائم حرب وإصابات غير متناسبة بين المدنيين إلى تآكل الدعم الدولي للسياسات الأمريكية في المنطقة.
واتسع نطاق الصراع مع انخراط إسرائيل في أعمال عدائية مع حزب الله في لبنان وتنفيذ ضربات على أهداف إيرانية. وأثارت التوترات المتصاعدة مخاوف بشأن حرب إقليمية أوسع نطاقا، حيث تكافح إدارة بايدن للتعامل مع الأزمة. وقد اعتُبرت الجهود المبذولة للتوسط مع إيران والجهات الفاعلة الإقليمية الأخرى غير كافية، حيث سلط المنتقدون الضوء على الافتقار إلى المساءلة عن الأفعال الإسرائيلية.
تداعيات متعددةوكان لعدم الاستقرار المستمر في الشرق الأوسط تداعيات عالمية كبيرة. فقد أدت الاضطرابات في طرق الشحن في البحر الأحمر وقناة السويس، والتي تفاقمت بسبب الهجمات الصاروخية الحوثية، إلى إجهاد سلاسل التوريد العالمية وساهمت في ارتفاع التضخم.
كما تؤكد الأزمات الإنسانية في غزة واليمن ولبنان على التحديات التي تواجه المنطقة. ويرى المراقبون أن سياسات بايدن، في حين كانت تهدف إلى الحفاظ على النفوذ الأمريكي، أدت إلى تفاقم التوترات. لقد أصبح الاعتماد على المساعدات العسكرية والتحالفات الاستراتيجية محل تدقيق، مع دعوات إلى اتباع نهج أكثر توازنًا لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع. مع استعداد بايدن لمغادرة منصبه، تظل سياسته في الشرق الأوسط موضوع نقاش مكثف. إن الإدارة المقبلة سوف ترث منطقة تتسم بالانقسامات العميقة والتحالفات المعقدة. وسوف يتطلب التصدي لهذه التحديات إيجاد التوازن الدقيق بين المصالح الأمنية، والمخاوف الإنسانية، والسعي إلى تحقيق الاستقرار في الأمد البعيد.. فهل يمكن أن يتحقق ذلك على يد إدارة ترامب؟.. مجرد سؤال تظل إجابته موضع تساؤل كبير أيضًا.