"اﻟﺘﺮاﻣـــﺎدول" ﺣﺮام ﻋﻠﻰ المرﺿـﻰ ﺣـﻼل ﻷﻫــﻞ اﻟﻜــﻴﻒ
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
يواجه مرضى الأورام بأنواعها والامراض المستعصية، وهم أكثر الحالات المرضية حاجة لمسكنات الترامادول وبدائله، مشكلة كبيرة فى العثور عليه، تصل إلى تهديد صحتهم، خاصة أن جميع البدائل الأخرى لا تؤدى نفس نتائجه، وتستمر رحلة بحث ومعاناة طويلة لأهل مرضى الأورام بحثاً عن أدوية علاج الآلام فى الصيدليات، دون جدوى، نقص العلاج أو العلاج غير موجود هو الإجابة الرئيسية والأساسية لدى الصيدليات، وبعض الصيادلة يهمس فى أذنك بصوت منخفض «الدواء جدول وناقص، لأن سعر العبوة 10 أقراص هو عشرون جنيهاً، والمحزن والمؤسف فى ذات الوقت نجد حولنا فى أغلب المناطق والمحافظات شباب يتعاطى الترامادول ويشترى بشكل عادى من السوق السوداء.
ومن المعلوم أن الدولة مشكورة تقدم كافة أصناف «مسكنات الألم» ومتوافرة بشكل طبيعى للمرضى المنتفعين بنظام التأمين الصحى، لكن البعض يحتاج شراء حصص إضافية بعد انتهاء حصة الدواء المقررة من التأمين، وأعداد ضخمة من الحالات المرضية خارج منظومة التأمين الصحى، وليس لديهم بديل لتوافر الدواء.
وبعض المرضى عندما يزيد الألم يتم زيادة جرعة المسكن من قبل الطبيب المعالج وتتضاعف الجرعات ثم يلجأ المريض إلى الشراء من السوق السوداء مضطرًا، ويقع فريسة سهلة لأصحاب الضمائر الميتة تجار الحرام.
ويلجأ أهل المريض وكثير منهم من محافظات بعيدة عن العاصمة، من الوجه البحرى أو القبلى، والمناطق النائية، إلى رحلة طويلة من العذاب والألم للسفر إلى صيدلية الاسعاف بمحافظة القاهرة، وهى الوحيدة التى تصرف الدواء بالسعر الرسمى وكميات تكفى شهر وفق الضوابط الرسمية المحددة.
وطالب مرضى الأورام بضرورة وضع ضوابط رقابية مشددة، ومتابعة الأجهزة الرقابية المعنية، لمنع التلاعب بأدوية تسكين الآلام، وفى مقدمتها الترامادول ومشتقاته، وهو علاج فعال وضرورى للعديد من المرضى، أهمها أورام الجهاز الهضمى والمسالك البولية والرئة والعظام وكسور العظام الشديدة، بل يعد علاجاً لا بديل له وأكثر المسكنات الفعالة فى تلك الحالات، وخاصة التى فشل تسكين ألمها بواسطة المسكنات الأخرى المعروفة، وهنا تظهر أهمية الترامادول، الذى يستخدم مع حالات الحروق، وآلام الأعصاب، والآلام الناتجة عن مرض السرطان، والآلام الناتجة بعد العمليات الجراحية الكبيرة.
واقترح المرضى فتح صيدلية حكومية فى كل محافظة من محافظات الجمهورية، لصرف الدواء مثل المتبع بصيدلية الاسعاف بمحافظة القاهرة، تيسيراً على الأهالى القادمة من محافظات بعيدة.
وقال حسن محمد، مريض أورام مسالك بولية، إن بعض المرضى يعيشون على مسكنات الألم لفترات طويلة وكل مريض تختلف حالته عن الآخر، وليس معنى الخوف من إساءة استخدامها منعها عن المرضى المحتاجين لها، بل المطلوب وضع ضوابط ولوائح وقيود على الصرف تمنع سوء الاستخدام وتسهيل الصرف للحالات المرضية.
وأضافت هند السيد، مريضة أورام كبد، أن صرف هذه النوعية من الأدوية يخضع لضوابط مشددة وجرعات محددة، خوفاً من الاستغلال الخاطئ لها، وللأسف الوضع الحالى أصبحت له سوق سوداء وموازية ورفع سعره من 10 جنيهات إلى 600 و700 جنيه للعبوة الواحدة، والمسألة ترجع إلى الضمير أولاً وأخيراً.
والجدير بالذكر أن إدراج الترامادول جدول أول مخدرات، أصبح الحصول عليه صعب لأنه يحتاج إلى نماذج صرف معينة وروشتات مختومة مستوفاة لعدة شروط منها اسم الطبيب والختم وتوقيعه وبيانات المريض، وتسجيل ذلك فى دفتر لدى الصيدلى، ويحتفظ الصيدلى بالروشتة ويسجل نفسه لدى مديرية الصحة بالمحافظة، لكن الواقع فى كثير من الصيدليات ترفض صرف الدواء وتتهرب من البيع بالسعر الرسمى للمرضى.
والجدير بالذكر أن «أدوية الآلام» أصبحت جزءاً رئيسياً من حياة المرضى الذين سقطوا ضحية لأمراض الأورام السرطانية، مثل حاجتهم للطعام والشراب، بل تسبقها فى أحيان كثيرة، وهى عبارة عن عقاقير من مشتقات (الترامادول) ومسكنات أخرى، ويتم توفير هذه الأدوية فى مراكز علاج الأورام الحكومية والجامعية، وصرفها يجرى وفقط ضوابط محددة.
ومرضى الأورام الذين يحصلون على مسكنات الألم على نفقتهم الخاصة يجدون صعوبة فى الحصول عليها من الصيدليات، فضلاً عن أن مشتقات الترامادول المتوافرة غير موثوق بها، وهناك احتمال كبير أن تكون مغشوشة، والمتوفر فى السوق السوداء يصل سعر الترامادول بها إلى 700 و 1000جنيه للعلبة اللواحدة (10 أقراص) بدلاً من 20 جنيهاً ثمن العقار الحقيقى، ويحتاج المريض لقرص صباحاً وقرص مساء ومع تطور المرض تتضاعف الجرعة إلى قرصين صباحاً ومساءً.
وأوضح على جمال، ابن أحد مرضى أورام الكبد، أن التأمين الصحى و مرضى نفقة الدولة، يصرفون الجرعات المحددة لهم من مراكز الأورام، غير أنه تواجههم كثرة الإجراءات الروتينية والعرض على لجان طبية للتأكد من أحقية عملية الصرف، كما توجد لاصقة مخدرة على الجسم يحتاج إليها بعض المرضى الذين لم يعد يصلح لهم تناول الأقراص بالفم، وهى الأخرى ناقصة فى السوق والمراكز الحكومية.
وأدوية المسكنات لمرضى الأورام فى غاية الأهمية، ومطلوبة فى كل مراحل العلاج، وتزيد أهميتها بعد انتشار الورم بالجسم، وعلاج المسكنات يبدأ مع المرضى تدريجياً من أولى مراحل العلاج وتزيد أهميته عندما يبدأ الورم فى الضغط على الأعصاب.
ومن المعلوم أن دواء ترامادول هو علاج وقائى لآلام الأعصاب عند مرضى السرطان، كما أنه يظهر تحسن فى نمط الحياة عند هؤلاء المرضى، ويستعمل لتسكين الآلام المتوسطة والشديدة، إلا أنه بعد استعمال الترامادول فى العلاج لعدة شهور غالبًا ما يحتاج المريض إلى زيادة الجرعات المطلوبة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اﻟﺘﺮاﻣـــﺎدول مرضى الأورام منظومة التأمين الصحى مرضى الأورام
إقرأ أيضاً:
دراسة: عصير الكرز يعالج أمراض القالون بنسبة 40%
متابعات:
كشفت دراسة بريطانية حديثة أن تناول عصير فاكهة محددة مرتين يوميا قد يساعد على تخفيف أعراض التهاب القولون التقرحي بشكل ملحوظ.
وتعد الدراسة التي أجراها باحثون من جامعتي هيرتفوردشاير ووسط لانكشاير، الأولى من نوعها من حيث الحجم والتركيز على البشر.
وأظهرت النتائج أن المرضى الذين تناولوا 130 مل من عصير الكرز المخفف مرتين يوميا لمدة ستة أسابيع، شهدوا انخفاضا بنسبة 40% في مستويات الكالبروتكتين البرازي، وهو مؤشر رئيسي على التهاب الأمعاء. كما أفاد المشاركون بتحسن بنسبة 9% في جودة حياتهم الصحية العامة، وهي نتيجة ذات دلالة إيجابية للمرضى الذين يعانون من هذه الحالة المزمنة.
ويعزو الباحثون هذه الفوائد إلى احتواء عصير الكرز الحامض من نوع Montmorency على تركيزات عالية من مركبات الأنثوسيانين المضادة للالتهاب، حيث توفر كل 30 مل من العصير المركز ما يعادل تناول 100 حبة كرز كاملة.
ورغم أن العصير لا يعد بديلا عن الأدوية التقليدية مثل مضادات الالتهاب والستيرويدات، إلا أنه قد يصبح مكملا غذائيا قيما في خطة العلاج الشاملة.
وقالت ليندسي بوتومز، المؤلفة المشاركة في الدراسة، وأستاذة علوم التمارين والصحة ورئيسة مركز أبحاث علم النفس والرياضة بجامعة هيرتفوردشاي: “مع أن عصير الكرز لا يمكن أن يحل محل الدواء، إلا أن نتائجنا تبشر بإمكانية استخدامه إلى جانب العلاجات الدوائية للمساعدة في تحسين جودة حياة المريض وتقليل الأعراض، وربما حتى المساعدة في تأخير المزيد من العلاج الطبي المكثف أو الجراحة”.
وتم إجراء الدراسة على 35 مريضا تتراوح أعمارهم بين 18-65 عاما، مع ضبط دقيق للعوامل المؤثرة مثل النظام الغذائي والأدوية الثابتة. وقد لاحظ الباحثون أن التأثير الإيجابي للعصير كان واضحا على مستوى التهاب الأمعاء، رغم عدم ظهور تغيرات ملحوظة في تحاليل الدم.
ويعد التهاب القولون التقرحي من الأمراض المزمنة التي تؤثر بشكل كبير على جودة حياة المرضى، وهو مرض يسبب التهابات وقرحا مزمنة في البطانة السطحية للأمعاء الغليظة (التي تعرف باسم القولون)، وكذلك المستقيم. ويعاني المصابون من أعراض مزعجة مثل آلام البطن المتكررة والإسهال الحاد.
ويمكن أن يضعف التهاب القولون التقرحي الجسم وقد يؤدي في بعض الأحيان إلى مضاعفات تهدد الحياة. وفي حين أنه ليس له علاج معروف، يمكن أن يقلل العلاج من أعراض المرض ويخففها إلى حد كبير.
وفي ضوء هذه النتائج الواعدة، يخطط الفريق البحثي لتوسيع نطاق الدراسة ليشمل مرضى داء كرون، في مسعى لتقديم حلول طبيعية تكميلية لمختلف أمراض الأمعاء الالتهابية. ويؤكد الخبراء أن هذا النوع من الأبحاث يمثل خطوة مهمة نحو تحسين حياة المرضى وتقليل الاعتماد على العلاجات الدوائية المكثفة التي قد تكون لها آثار جانبية غير مرغوب فيها.