جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-26@08:10:56 GMT

التعليم المستدام (3-2)

تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT

التعليم المستدام (3-2)


د. عبدالله بن سليمان المفرجي
نستكمل خطوات رسم خارطة الطريق من أجل تحقيق تعليم مستدام ومعزز للمهارات على النحو التالي:
5- توظيف التقنيات التعليمية الحديثة في المواقف التعليمية المختلفة. وأمام تلك التحديات العاتية والأمواج الجارفة، والتسابق في الحصول على التقنيات الحديثة المتطورة في التعليم، كيف يمكن التوليف بين العولمة والتعليم العالي؟ فماذا نحن فاعلون هل بمقدورنا مواكبة ركب الحضارة العالمية وتحقيق أهدافنا ورؤانا للارتقاء بأوطاننا الحبيبة ومستوى تعليمنا؟ في الوقت الذي أكد فيه خبراء ومختصون أنّ توظيف التقنيات الحديثة في التعليم يعزز سرعة الفهم والتحصيل ويخلق جيلا جديدًا مواكبًا للعصر الحديث ومتغيراته المتسارعة.


6- التدريب والتأهيل المستمر لأعضاء هيئة التدريس على طرق التدريس المبتكرة وأساليب التقويم الفعالة وعلى توظيف التقنيات الحديثة، والتشجيع المستمر على تكوين مجتمعات التعلم المهنية داخل المؤسسة التعليمية بما يساعد على الارتقاء بالتعليم. فكم هي جلسات العصف الذهني اليومية الفعلية بين أعضاء هيئات التدريس الأكاديمي  لتبادل الأفكار الإبداعية مع الأقران، وكم هي القرارات الصاعدة الجديدة اليومية والتي تكون نابعة من العاملين فيها، لا هابطة عليها كالسيل المنهمر المدرار، وكيف تم صياغة رسالة المؤسسة ورؤيتها هل هي بناء على تصورات القادة التربويين وآرائهم الشخصية أم هي نتاج تعاون مشترك بين فرق العمل جميعها معها، فالإلمام بمحتوى مواد المساقات التدريسية، دون الاهتمام بطرائق تدريسها؛ يشكل عقبة كبيرة في تدريسها وفي تحقيق الطموحات التي تسعى المؤسسات التعلمية إلى تحقيقها في شخصيات الطلاب، فطريقة التدريس تعد همزة الوصل بين الطالب والمنهج، وهي من أهم المكونات في نجاح عملية التعليم والتعلم، فقد أضحى المتعلم يطلب من أستاذه أن يحاوره ويفتح معه قنوات التواصل والإقناع، بأسلوب شائق وممتع يجعله فاعلا في العملية التعليمية؛ بل أصبح العالم الآن متجها نحو التعليم التفاعلي النشط والتعليم التعاوني والتشاركي والتعليم بالاكتشاف والتعليم عن طريق عقود التعلم والتعليم عن طريق استخدام السقالات التعليمية (الويب كويست) والتي يكون الطالب فيها فاعلا في بيئة التعلم لا متلقيا سلبيا. في ظل طرق التدريس الحديثة المبتكرة التي تستخدم المنظمات البصرية والثقافة البصرية، وتنسجم مع أنماط المتعلمين الثلاثة السمعي والبصري والحسي؟ أين تفعيل نظرية الذكاءات المتعددة "الثمانية"؟ دائما ما نخاطب نوعا واحدا من المتعلمين. يقول ألبرت آينشتاين: "كل إنسان هو عبقري بشكل أو بآخر، المشكلة أننا نحكم على الجميع من خلال مقياس واحد، فمثلاً لو قيَّمنا سمكة من خلال مهاراتها في تسلق شجرة ستمضي السمكة بقية حياتها معتقدة أنها غبية".
7- توظيف الأنشطة التعليمية التفاعلية في المواقف التعليمية المختلفة، بما يخدم العملية التعليمية ويسهم في سرعة إيصال الفكرة والمعرفة والمعلومة بطريقة سريعة ويجعلها أكثر رسوخا كالجبال الرواسي. فلم يعد التعليم مقتصرًا على حدود التلقي داخل فصول الدراسة، للمعلومات والمعارف، كما لم يعد الإنصات والاستماع داخل جدران فصول المؤسسات الأكاديمية، كفيلا بالتعلم فقط؛ بل أضحت طرقا توائم ظروف الحياة العصرية. وتثير فضول وتشويق المُتعلم، كمساعدته على اللعب المنظم، والتعامل مع تطبيقات الحاسوب، فتلك تسهم في زيادة دافعية المتعلم للتعلم، والاستمرار لتوظيف أقصى حد ممكن لقدراته، مع دورها الفاعل في تنمية مهارات التعلم الذاتي والتفكير، وتنمح المتعلم القدرة على تحمل المسؤولية في عملية التعلم، وتنمي لديه الاستقلالية في التعلم، وتمنح القدرة على صياغة أهدافه التعليمية، بلغته الخاصة، والقدرة على مناقشتها مع أقرانه ومعلميه، وتحديد الاستراتيجيات الملائمة لتحقيقها على أرض الواقع. فالتقنية الرقمية تسللت لبيوتنا بلا استئذان وأخذت تتحكم في أجيالنا من منبت الشعر إلى أخمص القدمين، لذا بات من الظلم الشنيع أن نستمر في إعداد أبنائنا بنفس طريقة إعداد آبائنا وأجدادنا ومعلمينا لنا "لا تكرهوا أولادكم على آثاركم، فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم" [سقراط، راجع: الشهرستاني، الملل والنحل، ابن القيم، إغاثة اللهفان].
8- الاهتمام بالمتعلمين وتوفير الإرشاد النفسي والأكاديمي والدعم المادي والمعنوي لمشاريعهم وأفكارهم وابتكاراتهم الإبداعية والسعي لتحويلها إلى مشاريع قابلة للتطبيق العملي أو شركات ناشئة عن طريق التعاون مع الجهات الحكومية والخاصة، فلا بد من الاهتمام برفع مستوى الدافعية لدى المتعلمين. بطرق إبداعية واحترافية من خلال القراءة الواعية في هذا المجال، واستخدام أساليب التهيئة الحافزة عند بدء المحاضرة، أو تقديم الخبرة؛ مثل: سرد قصص الناجحين والمميزين، وطرح الأسئلة السابرة التي تدفع للعصف الذهني، وتقديم العروض المثيرة للدهشة، والتي يتم تعزيزها بالمنظمات البصرية المختلفة ويستعمل فيها الثقافة البصرية المتنوعة والتي تساعدهم على حل ما يطرأ من مشكلات بأنفسهم. فما أروع أن يتم عقد مسابقات دورية للطلاب في مختلف التخصصات ورصد جوائز قيمة لهم "وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ" [المُطففين:26].

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

وزير التعليم: انضباط المنظومة التعليمية بمدارس الشرقية يعكس الجهود المبذولة من المعلمين والإدارة المدرسية

تفقد الوزير محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني بزيارة مدرسة "صلاح الدين الثانوية بنين" التابعة بإدارة مشتول السوق التعليمية والتى تضم عدد ٦٢٧ طالبًا.

وحرص الوزير محمد عبد اللطيف خلال تفقده احدى فصول الصف الأول الثانوي على اجراء حوار أبوي مع الطلاب حول طموحاتهم العلمية، ومدى استيعابهم للدروس داخل الفصل.

كما أطلع الوزير على كشاكيل الحصة والواجبات المدرسية،  موجهًا الطلاب بالتركيز على مجال علوم الحاسب باعتبارها لغة العصر ومهن المستقبل.

وفى ختام جولته، أثنى الوزير على مستوى المنظومة التعليمية بالمحافظة وانضباطها، كما أثنى على مستوى الطلاب العلمي، مؤكدًا أن هذا يعكس الجهود المبذولة من قبل المعلمين والإدارة المدرسية في مختلف المدارس لتطوير العملية التعليمية.

مقالات مشابهة

  • "الحارثي": استثمار التقنيات الحديثة في خدمة المحتوى الإعلامي
  • أبوظبي والشارقة تبحثان تطوير العمل القضائي عبر التقنيات الحديثة
  • "التعليم": تمكين المدرسة محور التحول في الحوكمة التعليمية
  • وكيل وزارة التربية والتعليم تتفقد سير العملية التعليمية ببلدية قصر بن غشير
  • مكافحة المخدرات تناقش توظيف التقنيات الرقمية لتعزيز الأمن
  • وزير التعليم: انضباط المنظومة التعليمية بمدارس الشرقية يعكس الجهود المبذولة من المعلمين والإدارة المدرسية
  • محافظ الغربية يفتتح المعرض الختامي للأنشطة التعليمية بمديرية التربية والتعليم: 1300 عمل فني و40 مشروعًا ابتكاريًا يجسدون مهارات طلابنا ورؤية مصر المستقبلية
  • وزير التعليم يُشيد بانضباط المنظومة التعليمية خلال جولته بمدارس الشرقية
  • وزير التعليم: انضباط المنظومة التعليمية بمدارس الشرقية يعكس الجهود المبذولة في تطوير المنظومة
  • وكيل وزارة التعليم بأسيوط يتفقد مدارس إدارة الغنايم التعليمية