ناقلات نفط تتجنب البحر الأحمر بعد ضربات أمريكية على اليمن
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
حولت ست ناقلات نفط جديدة على الأقل مسارها بعيدا عن جنوب البحر الأحمر يوم الاثنين مع تزايد الاضطرابات في هذا الممر الحيوي لإمدادات الطاقة بعد الضربات التي قادتها الولايات المتحدة على مواقع تابعة للحوثيين في اليمن.
وأظهرت بيانات من إل.إس.إي.جي وكبلر عن تتبع السفن أن ست ناقلات نفط أخرى على الأقل حولت مسارها بعيدا عن جنوب البحر الأحمر أو توقفت قبل دخوله منذ مطلع الأسبوع.
ويصل بذلك إجمالي عدد حالات اضطرابات الشحن التي أحصتها رويترز إلى إجمالي 15 حالة على الأقل منذ الضربات التي قادتها الولايات المتحدة على مواقع للحوثيين في اليمن الأسبوع الماضي. وشنت الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات من الجو والبحر على أهداف عسكرية للحوثيين في اليمن ردا على هجمات الحركة على السفن في البحر الأحمر.
وتستهدف مليشيا الحوثي السفن التجارية منذ أواخر العام الماضي بهجمات تقول الجماعة إنها بغرض دعم الفلسطينيين في ظل حرب تدور رحاها بين إسرائيل وحماس، وركزت الهجمات على منطقة مضيق باب المندب.
وفي علامة أخرى على التصعيد، استولت إيران يوم الخميس على ناقلة تحمل خاما عراقيا وكانت متجهة إلى تركيا.
ووقع هذا الحادث بالقرب من مضيق هرمز، بين عمان وإيران، وهو ممر شحن حيوي آخر للتجارة العالمية.
وشوهدت الناقلات تويا وديانا-آي وستولت زولو ونافيجيت برايد إل.إتش.جيه وهي تستدير في منتصف الرحلة لتجنب البحر الأحمر بين الساعة 0300 و0730 بتوقيت جرينتش يوم الجمعة، وفقا لبيانات تتبع السفن من الشركتين. وأظهرت البيانات أن إحداها وهي تويا، ناقلة الخام الضخمة القادرة على حمل ما يصل إلى مليوني برميل من النفط، كانت فارغة.
أما السفن الثلاث الأخرى فهي ناقلات وقود. وارتفعت أسعار النفط بما يزيد على ثلاثة دولارات للبرميل بما يوازي أكثر من أربعة بالمئة بحلول الساعة 1144 بتوقيت جرينتش وفاق سعر تداول برنت 80 دولارا بسبب المخاطر الجيوسياسية المرتفعة.
وارتفعت أسعار النفط بنحو ثلاثة بالمئة بحلول الساعة 1325 بتوقيت جرينتش بعد أن سجلت زيادة أكبر في وقت سابق من الجلسة مع بلوغ خام برنت أكثر 80 دولارا. وقالت رابطة ناقلات النفط (إنترتانكو) في مذكرة وزعتها على أعضائها إن القوات البحرية المشتركة،وهي شراكة بحرية متعددة الجنسيات تقودها الولايات المتحدة من البحرين، تحذر كل السفن "بالابتعاد لمسافة كبيرة عن باب المندب".
وأضافت إنترتانكو في المذكرة التي اطلعت عليها رويترز "من المتوقع أن تستمر فترة التهديد لعمليات الشحن بضعة أيام".
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: الولایات المتحدة البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
أمريكا تعترف بفشل حملتها على اليمن: صنعاء تفرض معادلة الردع البحري وتربك الاستراتيجيات العسكرية الأمريكية
يمانيون../
رغم الاستعراض العسكري الواسع خلال ولاية ترامب الثانية، أقرّت الولايات المتحدة بفشل حملتها على اليمن، في ظل استمرار وتعاظم الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية ضد كيان الاحتلال الصهيوني ومصالح واشنطن في البحر الأحمر، وتعثّرها في تأمين ممرات التجارة الدولية رغم الكلفة العسكرية الهائلة.
وأكدت مجلتا “فورين بوليسي” و”معهد واشنطن للدراسات” في تقريرين منفصلين أن اليمن بات يشكل تهديداً نوعياً على الهيمنة البحرية الأمريكية، ويقوّض فعالية الإنفاق الدفاعي الهائل الذي بذلته وزارة الدفاع دون تحقيق أهداف ملموسة.
مجلة فورين بوليسي وصفت العمليات الأمريكية في اليمن بأنها “نزيف عسكري بلا إنجاز”، مشيرة إلى أن الأهداف التي أعلنتها واشنطن، وعلى رأسها تأمين الملاحة البحرية وردع الهجمات، لم تتحقق، بل تصاعدت عمليات صنعاء التي استهدفت السفن الأمريكية و”الإسرائيلية” في البحر الأحمر، ما أدى إلى شلل شبه تام لحركة السفن عبر هذا الممر الحيوي.
كما انتقدت المجلة غياب الشفافية العسكرية الأمريكية، حيث تفتقر العمليات إلى بيانات رسمية واضحة، وتُختزل التغطية الإعلامية بفيديوهات دعائية. وأشارت إلى أن الهجمات اليمنية استخدمت ذخائر موجهة تستهلك قدرات بحرية “محدودة أصلاً”، بحسب وصف خبراء عسكريين.
من جهته، حذّر تقرير أعده المقدم في القوات الجوية الأمريكية “جيمس إي. شيبارد” لصالح معهد واشنطن، من أن الحصار البحري الذي تفرضه صنعاء بات يهدد ليس فقط التجارة العالمية بل كذلك قدرة واشنطن على التحرك السريع عسكرياً في مناطق النزاع، مؤكداً أن مضيق باب المندب يُعد أحد أهم الشرايين الحيوية للوجستيات العالمية والعسكرية، حيث تمر عبره سلع تتجاوز قيمتها التريليون دولار سنويًا.
ووفقاً للتقرير، أجبرت هجمات القوات اليمنية شركات الشحن العالمية على تجنب البحر الأحمر وسلوك طريق رأس الرجاء الصالح، وهو مسار أطول بـ15 يومًا وأكثر كلفة بمليون دولار إضافي لكل رحلة، ما يمثل ضغطاً هائلًا على سلسلة الإمدادات الدولية.
ورغم محاولات واشنطن لفرض الحماية على سفنها، فإن بعض السفن تعرضت لهجمات رغم وجود مرافقة عسكرية، ما كشف ضعف الردع الأمريكي في المنطقة. واعتبر التقرير أن هذه التطورات تتطلب “إعادة صياغة العقيدة البحرية الأمريكية”، إذ إن تعطيل النقل البحري يهدد فعليًا القدرات الأمريكية على الاستجابة الطارئة وإعادة التموضع الاستراتيجي.
واعتبر التقرير أن صنعاء، ورغم غياب حاملات الطائرات أو الأساطيل العملاقة، قد نجحت في فرض معادلة ردع دقيقة وفعالة، أربكت المخططين العسكريين الأمريكيين وأجبرتهم على مراجعة الخيارات التكتيكية واللوجستية.
وتوقع التقرير استمرار الهجمات اليمنية باستخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية، ليس فقط في البحر الأحمر، بل لتمتد إلى بحر العرب وشمال المحيط الهندي، مع احتمال توسع الأهداف لتشمل الممرات البديلة التي تحاول واشنطن الاعتماد عليها.
وفي محاولة للحد من تأثير الهجمات اليمنية، اقترحت شبكة النقل عبر الجزيرة العربية (TAN) التابعة للبنتاغون إنشاء 300 منشأة لوجستية – تشمل مطارات وموانئ ومراكز برية – لتسهيل نقل البضائع خارج باب المندب، مشيرة إلى إمكانية نقل الحمولات عبر ميناء جدة أو ممر بري يربط ميناء حيفا في الكيان الصهيوني بالخليج العربي مروراً بالأردن والسعودية والبحرين.
ورغم ما يبدو من بدائل، إلا أن التقارير الأمريكية نفسها تحذر من أن هذه الخيارات مكلفة ومعقدة، وتقع هي الأخرى في نطاق نيران القوات اليمنية، ما يعقّد قدرة واشنطن على تنفيذ استراتيجيتها البحرية في المنطقة، ويجعلها عرضة لردود فعل غير تقليدية من صنعاء، التي تُدير المعركة بإيقاع منضبط يدمج بين السياسة والتكتيك العسكري بفعالية غير مسبوقة.