الجزيرة:
2024-12-18@05:49:11 GMT

كيف أضر حميدتي بالعلاقة بين الجيش السوداني وإيغاد؟

تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT

كيف أضر حميدتي بالعلاقة بين الجيش السوداني وإيغاد؟

الخرطوم- يتصاعد التوتر بين الحكومة السودانية والهيئة الحكومية للتنمية "إيغاد" بسبب تعاطيها مع الأزمة التي يعيشها السودان جراء الحرب المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وتنظر الخرطوم لهذه المنظمة الإقليمية بعين الريبة منذ قمتها في 9 ديسمبر/كانون الأول الماضي، حين اتهمت وزارة الخارجية سكرتارية إيغاد بإغفال ملاحظات مهمة دفع بها الوفد السوداني.

وأوضحت أن الوفد أبلغ السكرتارية بأن لديه تحفظات جوهرية على مسودة البيان الختامي للقمة، وأنه لاحظ إقحام فقرات دون مسوغ، فضلا عن "الصياغة المعيبة" لما اتُفق عليه في بعض المسائل المهمة.

وطالبها الوفد بتصحيح ما ورد بشأن موافقة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان على لقاء قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" حيث اشترط البرهان -لعقد اللقاء- إقرار وقف دائم لإطلاق النار وخروج قوات "التمرد" من العاصمة وتجميعها في مناطق خارجها، وهو ما لم يتضمنه البيان.

وأكدت الخارجية أن البيان -بصيغته تلك- افتقر للتوافق، ولا يعد وثيقة قانونية لإيغاد.

جاء رد الخارجية السودانية برفض الدعوة المقدمة من منظمة الإيقاد لمناقشة مسألة وقف إطلاق النار، متسقاً مع خطاب البرهان (في جيبيت) الذي كان مخيباً لآمال السودانيين في وقف الحرب. إن الذين أشعلوها ما كان لهم أن يسعوا لوقفها، وحقن دماء السودانيين، وأرواحهم الغالية، في سبيل العودة…

— سليمان صندل حقار (@SuleimanSandal) January 14, 2024

غضب الخرطوم

في الأثناء، حددت إيغاد تاريخ 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي موعدا للقاء الجنرالين في جيبوتي برعاية إسماعيل عمر جيله رئيس البلد المضيف الذي يرأس هذه المنظمة.

وبحسب مصدر موثوق تحدث للجزيرة نت، فإن حميدتي أبلغ جيله بأنه لن يلتقي البرهان إلا بحضور كل القادة، وألا يقتصر الاجتماع على جيله منفردا، لكن سكرتارية إيغاد لم تخطر الخرطوم بطلب حميدتي وتحدثت فقط عن أسباب "فنية" تحول دون عقد الاجتماع وطلبت من البرهان -في اللحظات الأخيرة- إلغاء رحلته إلى جيبوتي.

ويقول هذا المصدر (فضل عدم ذكر اسمه)، إن الأوساط الحكومية أغضبها للغاية ظهور حميدتي المفاجئ في أوغندا بالتاريخ نفسه الذي كان محددا للاجتماع بالبرهان، مما يفند التبريرات بشأن العوائق الفنية التي تحدثت عنها الخارجية الجيبوتية.

كما تزايدت الشكوك لدى الحكومة السودانية تجاه دور إيغاد في الأزمة بعد استقبال أغلب رؤساء دول المنظمة حميدتي ببروتوكولات رسمية والاحتفاء بزيارته دون اعتبار لتصنيف الحكومة له كـ"قائد مليشيا تمردت على الدولة وتمارس انتهاكات فظيعة بحق المواطنين".

ودعت إيغاد الأسبوع الماضي إلى قمة استثنائية طارئة الخميس المقبل في أوغندا لبحث أوضاع السودان والخلاف بين إثيوبيا والصومال، ووجهت الدعوة رسميا للبرهان وحميدتي في محاولة لجمعهما على طاولة واحدة لوقف الحرب.

لكن الحكومة السودانية قررت مقاطعة هذه القمة رسميا، وقالت -في بيان صادر عن مجلس السيادة- إن إيغاد لم تلتزم بتنفيذ مخرجات القمة الأخيرة في جيبوتي بجمع البرهان وحميدتي ولم تقدم تبريرا مقنعا لإلغاء اللقاء الذي دعت له بتاريخ 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وجدد المجلس تأكيد أن ما يدور في السودان شأن داخلي، وأن الاستجابة للمبادرات الإقليمية لا تعني التخلي عن الحق السيادي في حل مشكلة البلاد بواسطة السودانيين.

وشجبت الخارجية السودانية دعوة إيغاد حميدتي إلى قمة أوغندا، وقالت -في بيان- إنها خطوة تمثل انتهاكا صارخا للاتفاقية المؤسسة للمنظمة وكل قواعد عمل المنظمات الدولية، وإنها "استخفاف بالغ بضحايا الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والعنف الجنسي وكل الفظائع التي تمارسها عصابات الجنجويد في أنحاء مختلفة من البلاد" وفق نص البيان.

اعتذار البرهان عن قمة الايقاد في أوغندا موقف سليم لان معظم دول الايقاد قابضة الثمن ومنحازة ضد السودان. يجب علي البرهان ان يتمسك بمنبر جدة واتفاق 11 مايو الذي وقع عليه الدعامة والتزموا بالخروج من المنازل والمرافق المدنية. ويصر علي تنفيذه قبل اي خطوة اخري.

— Mubarak Elmahdi (@mubarak_elmahdi) January 14, 2024

خيارات مفتوحة

وذكرت الخارجية السودانية بأن إيغاد منظمة "للحكومات ذات السيادة، هدفها تعزيز السلم والأمن الإقليميين، وتحقيق التكامل بين الدول الأعضاء، ولا مكان فيها للجماعات الإرهابية والإجرامية".

وأعلنت أن خيارات السودان تظل مفتوحة تجاه إيغاد في ظل إصرارها على التنكر لنظامها الأساسي ومقتضى القانون الدولي، والقبول بأن تكون أداة للتآمر على السودان وشعبه، وفق المصدر نفسه.

وبحسب مراقبين، فإن حميدتي نجح في تحييد منظومة إيغاد لصالح أوراقه التي رتبها لإعطاء مشروعية لحربه ضد الجيش بتأكيد أنه يقاتل "فلول النظام المعزول من الإسلاميين" وأنه لم يبدأ الحرب وتم وضعها في طريقه، فكان لزاما عليه الدفاع عن نفسه دون أن ينكر ارتكاب منتسبين للدعم السريع انتهاكات جسيمة وأنه يعمل على حصارهم وعقابهم. كما ظل يطرح على قادة الدول التي زارها رؤيته لوقف الحرب والانخراط في التفاوض.

ويعتقد الدبلوماسي والمتحدث السابق باسم الخارجية السودانية العبيد مروح أن السبب الأساسي لتوتر العلاقة بين السلطة بالسودان وإيغاد يعود إلى تزايد قناعات الخرطوم بأن هذه المنظمة تحاول فرض أجندة سياسية محددة على الخرطوم بتحريض من قوى إقليمية ودولية.

ويقول -للجزيرة نت- إن المؤتمر الصحفي الذي عقده قادة الآلية الرباعية لرؤساء إيغاد أيام الحرب الأولى، وما بدا من خلاله وكأنه طعن في شرعية قائد الجيش السوداني، شكل أبرز الأدلة المادية على "محاولات الوصاية" التي تريد المنظمة فرضها على الواقع السوداني.

تلقيتُ دعوةً من سكرتارية المنظمة الحكومية للتنمية (إيقاد) للحضور والمشاركة في الدورة الاستثنائية الثانية والأربعين لمجلس رؤساء وحكومات دول الإيقاد في الثامن عشر من يناير الجاري بمدينة عنتبي بيوغندا.

اتساقاً مع موقفنا الثابت الداعم للحل السلمي الشامل، الذي ينهي مرة واحدة وللأبد…

— Mohamed Hamdan Daglo (@GeneralDagllo) January 13, 2024

تصعيد

ويضيف الدبلوماسي السوداني أن اعتقاد السلطات أن "وقوف الإمارات غير المخفي إلى جانب قوات الدعم السريع ألقى بظلاله على مواقف عدد من دول إيغاد وحولها من خانة الحياد إلى الاصطفاف إلى جانب القوات التي تمردت، عبر حملة علاقات عامة قادتها الإمارات بشكل صريح حيث أرسلت وزير الدولة للشؤون الخارجية لحضور قمة إيغاد الأخيرة في جيبوتي".

ويشير إلى أن الدبلوماسية السودانية حاولت تصحيح مواقف بعض الدول التي انحازت إلى جانب حميدتي، وتذكير قادتها بأن الالتزام بميثاق المنظمة يعصمها من التدخل السالب والسافر في الشأن الداخلي السوداني، لكن تلك الجهود لم تصمد كثيرا أمام إغراء المال -وفق قوله- ولهذا تقرر مقاطعة القمة المنتظرة الخميس المقبل.

وبرأيه، فإن الأمور مرشحة لمزيد من التصعيد، خاصة حال سمحت القمة المرتقبة لقائد الدعم السريع بحضورها أو مخاطبتها حتى من خارج قاعة الاجتماعات الرسمية.

ويتابع مروح "حال حدث ذلك، سيجمد السودان عضويته في إيغاد، ويعلن عدم تعاونه معها وعدم الاعتراف بقراراتها وسيحتفظ بحقه في الانسحاب كليا من عضويتها".

ويرى المحلل السياسي الجميل الفاضل أن الظهور المفاجئ لحميدتي أربك خطط القائمين على أمر الحكومة، إلى جانب تحركاته الدبلوماسية المكثفة واستقباله البروتوكولي بكل عواصم إيغاد تقريبا والاختراق السياسي الكبير الذي حازه بالتوقيع مع تحالف القوى المدنية "تقدم" على اتفاق بالأحرف الأولى ينزع لوقف الحرب.

ويرسم هذا المشهد -وفق الجميل- خسارة البرهان جانبا من الفضاء الإقليمي وأراضي سياسية مهمة على مستوى القارة لصالح حميدتي الذي تتمدد قواته بمسارح العمليات، مما قد يفرض عزلة إضافية على الحكومة ويدفعھا لارتياد طريق المواجهة المفتوحة مع المجتمع الدولي برمته وليس مع إيغاد فحسب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الخارجیة السودانیة الدعم السریع إلى جانب

إقرأ أيضاً:

ترتيب أممي لمحادثات غير مباشرة بين الجيش السوداني و«الدعم السريع» في جنيف

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» عن أن المبعوث الأممي إلى السودان، رمطان لعمامرة، بدأ الترتيب لتوجيه دعوات إلى طرفي النزاع السوداني، الجيش و«قوات الدعم السريع»، لاستئناف محادثات غير مباشرة بمدينة جنيف السويسرية خلال يناير (كانون الثاني) المقبل، تركز على ملف حماية المدنيين.

وانخرطت مجموعة «متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح وتحقيق السلام في السودان (ALPS)»، في الأيام الماضية، في مشاورات جديدة مع جهات فاعلة في المجتمع المدني السوداني تمثل النساء والشباب والمنظمات، لأخذ تصوراتها وملاحظاتها وعرضها ضمن أجندة المحادثات المرتقبة.

ونقلت المصادر لــ«الشرق الأوسط» عن المسؤول الأممي أن «(قوات الدعم السريع) وافقت على استئناف المحادثات، فيما أبدى الجيش موافقة شبه مبدئية على المشاركة، دون تأكيد رسمي من جانبه حتى الآن».

وقالت إن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، لعمامرة، «سيقود بنفسه المحادثات بين الطرفين للوصول إلى اتفاق ملزم بخصوص حماية المدنيين، ربما يفتح الباب لتفاهمات في قضايا أخرى بشأن الأعمال العدائية».

وخلال المفاوضات التي جرت بجنيف في أغسطس (آب) الماضي، أفلحت مجموعة «ALPS»، التي تضم الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر وسويسرا والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، في الحصول على موافقة قوية من طرفي القتال على تأمين إعادة فتح وتوسيع طرق الوصول الإنساني دون عوائق بناء على أسس «إعلان جدة»، مهدت لاحقاً لوصول محدود للإغاثة إلى المدنيين بمناطق النزاعات في دارفور وكردفان.

ورغم ذلك، فإن المتحدث الرسمي باسم وفد «الدعم السريع» المفاوض، محمد المختار النور، قال في تصريح مقتضب لــ«الشرق الأوسط»: «لم تصل إلينا دعوة رسمية بعد من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، رمطان لعمامرة، بخصوص المحادثات المزمعة. وفي حال تمت دعوتنا، فسنرد عليها بعد دراستها».

قائد «قوات الدعم السريع» السودانية محمد دقلو يصافح المبعوث الأممي رمطان لعمامرة في أوغندا (أرشيفية - إكس)
وحدّ غياب وفد الجيش السوداني عن المشاركة في تلك المحادثات من الوصول إلى اتفاق حول الآليات المقترحة من قبل الشركاء في المجموعة الدولية بشأن حماية المدنيين، المتمثلة في تلقي الشكاوى ومعالجة المشكلات الناشئة بشأن تنفيذ الالتزامات المتعلقة بذلك الملف بموجب الاتفاقيات القائمة.

وتعثرت اجتماعات تشاورية رفيعة المستوى جرت بين قادة «مجلس السيادة السوداني» ومسؤولين أميركيين ضمن اجتماعين منفصلين في جدة والقاهرة خلال الأشهر الماضية، ولم تتوصل إلى تفاهمات بشأن مشاركتهم في مفاوضات جنيف السابقة، فقد أصر هؤلاء على المشاركة بوفد يمثل الحكومة السودانية، لكن الجانب الأميركي تحفظ على ذلك.

ووفقاً للمصادر، فإن جولة المحادثات المرتقبة في يناير المقبل «ستركز على إحراز اختراق كبير يقود إلى حمل الطرفين المتقاتلين على حماية المدنيين من خلال الاتفاق على إجراءات وقف العدائيات على المستوى الوطني بوصفها مدخلاً لوقف إطلاق النار».

وقالت إن لعمامرة تحدث عن زيارة مرتقبة إلى مدينة بورتسودان؛ العاصمة الإدارية المؤقتة للبلاد، خلال الأيام القليلة المقبلة، ومن المقرر أن يلتقي خلالها قادة «مجلس السيادة» وكبار المسؤولين في الحكومة السودانية.

وأضافت أن المبعوث الأممي سيوجه، خلال زيارته إلى بورتسودان، الدعوة مباشرة للحكومة السودانية للمشاركة في المحادثات، وأنه لم يستبعد أن تتمسك بشروطها السابقة، «لكنه أكد أن محادثات جنيف تستند في الأساس على ما تم التوصل إليه في (إعلان مبادئ منبر جدة)، وهو اتفاق لا خلاف عليه بين الطرفين».

وكانت «الدعم السريع» شاركت بوفد رفيع المستوى في محادثات جنيف السابقة، مؤكدة التزامها بتحسين حماية المدنيين، وضمان الامتثال لـ«إعلان جدة» وأي اتفاقيات مستقبلية أخرى، كما تعهدت لشركاء جنيف بإصدار توجيهات صارمة لقادتها وقواتها في الميدان للامتناع عن ارتكاب انتهاكات أو التعرض للعمليات الإنسانية التي جرى الاتفاق عليها.

ولا يزال المجتمع الدولي يرى أن المساعدات الإنسانية التي جرى تسييرها خلال الفترة القصيرة التي أعقبت محادثات جنيف «غير كافية»، داعياً إلى تحسين الظروف التي تمكّن من رفع نسبة الإغاثات والمعونات، وتتيح الوصول الإنساني إلى الملايين من المدنيين المتضررين من استمرار الحرب.

واندلعت الحرب بالسودان في منتصف أبريل (نيسان) 2023 بين رئيس «مجلس السيادة» قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، و«الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي»، واتسع نطاقها لتطول مناطق واسعة من البلاد، وتتسبب في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وفقاً لتقارير من وكالات ومنظمات الأمم المتحدة.  

مقالات مشابهة

  • البرهان يرفض الجلوس مع حميدتي: (إمّا الاستسلام، أو نبيدهم أو يبيدونا)
  • نتنياهو يزور جبل الشيخ في سوريا الذي احتله الجيش الإسرائيلي بعد سقوط الأسد
  • ترتيب أممي لمحادثات غير مباشرة بين الجيش السوداني و«الدعم السريع» في جنيف
  • مراسلة الجزيرة بموسكو تكشف عن الفندق الذي نزل به الأسد والأموال التي بحوزته
  • وزير الخارجية يلتقي بأمين عام المنظمة الدولية للطيران المدني "الإيكاو"
  • الجيش السوداني يحبط هجوما جديدا ويسقط 7 مسيّرات
  • الجيش السوداني يحبط هجوما على الفاشر للدعم السريع
  • العلاقات السودانية الإماراتية.. هل تنجح وساطة أردوغان في إصلاحها؟
  • الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر
  • الجيش السوداني يُعلن مقتل قائد لقوات الدعم السريع في الفاشر