د. سعيد بن سليمان العيسائي **
انتقلنا بعد ذلك لمشاهدة مبنى رئيس الوزراء البريطاني "10 Downing street" "UK Prime minister home and office"، وقد لفت انتباهنا مظاهرة في الشارع المُؤدي إلى مبنى البرلمان؛ حيث كان رئيس الوزراء قادمًا لحضور اجتماع في مبنى البرلمان في تلك الأثناء.
قال لي الولد محمد: هل يعقل أنَّ بريطانيا كانت تحكم العالم من خلال مساحة لا تتعدى كيلو مترمربع، فقلت له: ليست العِبرة بالمساحة والحجم، وإنما العِبرة بالدهاء والخديعة والمكر والخبث الذي كانت تمارسه بريطانيا.
مررنا كذلك على ذاكرة الجريمة والتمرد في الهند
"Crime and Indian Military Memorial"، وعلى ضريح إدوارد المعترف "Shrine of Stedword The confessor"، وإدوارد المعترف "Edward the Confessor"، عاش حوالي (1003- 1066م)، وقد حكم من عام 1042 حتى وفاته عام 1066، وهو من أصول سكسونية، والده هو الملك "إيتلرد أو نريدي"، وأمه هي "إيما" زوجة "كانون العظيم" الغازي الدنماركي بعد وفاة والده.
ولندن آي أو عجلة لندن "London Eye"، هي عجلة سياحية ضخمة، أو دولاب هواء، تمَّ إنشاؤه في العاصمة البريطانية قبيل مطلع القرن الحادي والعشرين، ويُعدُّ من معالم لندن السياحية، وتقع على ضِفاف نهر التايمز، يُمكن للشخص ركوبها لمشاهدة معالم مدينة لندن، والتمتع بالمناظر الجميلة أثناء دورانها حول محورها.
ومن الأماكن الشهيرة كنيسة "وستمنستر آبي" في لندن، التي بُنيت عام 1066، وفيها يتم تتويج الملوك؛ حيث تم تتويج 40 ملكًا وملكة، وتمَّ فيها 16 عُرسًا من الأعراس الملكية.
انتقلنا بعد ذلك لمشاهدة ساعة "بج- بن" الشهيرة التي بدأ عملها في 3 يونيو عام 1859، و"بج- بن" هذا اسم الجرس العظيم الذي يدق على مدار الساعة، ويقع في الطرف الشمالي من قصر "وستمنستر" في لندن.
وتقول إحدى الروايات إنَّ أصل التسمية "بج بن" مرتبطة بوزير الأشغال البريطاني الأسبق "بنجامين هال"، المهندس الذي كتب اسمه على الجرس، وأشرف على تنفيذ هذه الساعة، وتصميم برجها. ولما كان بنجامين ضخم الجسم، كانوا يُطلقون عليه لقب (بج بن)، وقد أطلق اسمه تكريمًا له على جرس الساعة الضخم.
وتمَّ استخدام صوت الجرس كإثبات لضبط الوقت في بعض الإذاعات، مثل B.B.C، وهي ممارسة بدأت في 31 ديسمبر 1923.
توجهنا بعد ذلك إلى شارع "Edgware Rd" الذي يسميه العُمانيون "إدوارد رود"، الذي توجد به الكثير من المحلات والمطاعم والمقاهي العربية، وتوجد بالقرب منه محطة مترو سميت باسمه. كنَّا نبحث عن شريحة هاتف محلية، فدلَّنا صاحب أحد المحلات إلى بقالة يبيع فيها بائع باكستاني الجنسية هذه الشرائح، وعندما أردنا الدفع بالبطاقة قال: إِنَّ ماكينة السحب معطلة، وكنت قد أخذت معي بعض الجنيهات الإسترلينية، استفدت منها في الفطور عند وصولنا من المطار، حيث إنَّ الفتاة الروسية صاحبة المقهى قالت: إِنَّ ماكينة السحب معطلة أيضًا.
وجدنا في محل البقالة شابًا كويتيًا قال لي: إن المحل لأخيه، وهو يُديره، ووجدنا بالمحل طاولة فلافل، وبالقرب منها سوداني، فتبادلت معه أطراف الحديث باللهجة السودانية.
وتحدثت معه بما أعرفه عن الكتابة والفن والشعر في السودان، فقال لي: أنت موسوعة، وأخبرنا أنَّ والده كان مُعلمًا في عُمان، ونظم في عمان بعض القصائد التي أسمعنا بعضًا منها.
ركبنا مترو لندن إلى 4 أماكن قريبة بعضها البعض، مشينا بها على الأقدام، وهي Oxford circus و Trafalgor square وCoven garden، وشاهدنا مجموعة من العروض الموسيقية، والألعاب البهلوانية، ومجموعة من المسارح تُعلن عن عروضها المسرحية.
وزرنا كذلك ميدان "بيكا ديلي" "Piccadilly square"، أو سيرك بيكا ديلي في لندن، وهذه المناطق بها مجموعة من المطاعم والمقاهي، والمباني التي أنشئت في القرن التاسع عشر.
مررنا على المبنى الذي تمَّ فيه تصوير مسلسل "هاري بوتر"Harry Potter and" وCursed Child"، ودخلنا أحد المقاهي في هذه المنطقة بُنِيَ عام 1854 بحثًا عن "سكون"، وهو ما يسميه البريطانيون "Afternoon breakfast" الذي تشتهر به مقاطعة "ديفون Devon" ، فكان أفضل ما أكلنا من هذا الكعك في بريطانيا، حيث تمَّ إعداده طازجًا في تلك الأثناء، وقُدِمَ ساخنًا مع الزبدة والجام "المربى"، والشاي الانجليزي "English Tea".
أكلنا في بعض المخابز القريبة من الفندق الذي نسكن فيه، فكان الكعك "سكون" جافًا يابسًا يتكسر في يدنا، فعلِمنا أنه غير طازج، ويُسخن للزبون عندما يطلب.
سألتنا نادلة هذا المقهى: عما إذا كان لدى أحد منا حساسية من أي نوع من الأطعمة أو المشروبات، فظننت ذلك نوعًا من التقدير وحُسن المعاملة للزبائن، وعندما سألت ولدي الذي يدرس اللغة الانجليزية في "بورنموث" قال: هذا التعامل والسؤال خوفًا من أن يرفع الزبون عليهم قضية إذا كان يعاني من أي نوع من الحساسية.
وأذكر هنا أنني من مُحبي قهوة "كُوستا كُوفي" منذ سنوات طويلة، وأُفضلها عندما أزور أي دولة، فكانت فرصة سانحة لاحتسائها في منبعها، حيث افتتح أول فرع لها في لندن عام 1971م.
سألنا نادلة المطعم عن أنواع الشاي المتوفر في المحل والمطعم، فقالت: لدينا أكثر من 1000 نوع.
سألتها مرة أخرى: هل تقصدين في لندن؟ فردت: لا؛ بل أقصد في هذا المحل والمقهى فقط، هنا تذكرت الأخ الزميل خالد الجابري الملحق الثقافي العماني السابق في الهند، عندما كنا في زيارة إلى دِلهي لحضور أحد الندوات في جامعة "جواهر لال نهرو" الذي أخذنا بعد المؤتمر لزيارة بعض أشهر محلات بيع الشاي في دِلهي الذين أخبرونا أنَّ بعض كِبار المسؤولين العُمانيين عندما يزورن دِلهي يشترون منهم بعض أفخر الأنواع، وأذكر أنني أحضرت معي علبًا من الشاي الفاخر من أحد هذه المحلات إلى عُمان.
** كاتب وأكاديمي
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
أثرت القلوب والعقول بجمالها وصوتها.. محطات فنية في حياة أسمهان
عرض برنامج «صباح الخير يا مصر» تقديم الإعلاميين مصطفى كفافي وجومانا ماهر عبر القناة الأولى والفضائية المصرية، تقريرا تليفزيونيا بعنوان «في ذكرى ميلادها.. محطات فنية مهمة في حياة الفنانة أسمهان».
وأفاد التقرير: «تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنانة الراحلة أسمهان التي أثرت القلوب والعقول بجمالها وصوتها العذب الممتلئ بالبهجة والشجن، ورغم رحيلها في ريعان شبابها إلا أنها تركت بصمة لا تُنسى من الأعمال الفنية الموسيقية الخالدة».
وأضاف: «في سنوات قليلة، استطاعت أسمهان أن تحرف اسمها في تاريخ الفن منذ بدايتها مع شقيقها الفنان فريد الأطرش».
وتابع: «كان فريد أول من دعمها فنيا، وبدأت معه في الغناء بصالة ماري منصور بشارع عماد الدين عام 1931، بعد أن خاضت تجربة بالغناء مع والدتها علياء المنذر في حفلات الأفراح والإذاعة المحلية، وسرعان ما لمع اسمها في عالم الفن والغناء».
اقرأ أيضاًذكرى ميلاد فريد الأطرش.. قصة عشقه للنادي الأهلي وسر خلافه مع العندليب
تفاصيل حفل «ليلة وردة» بـ موسم جدة.. عبير نعمة تغني «وحشتوني»
في ذكرى ميلادها.. لغز وفاة أسمهان مازال يحير الجميع