قالت الدكتورة نعيمة عبد النبي، من سكان محافظة البحيرة وإحدى المشاركات في زيارة ضريح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، إنها تأتي في ذكرى ميلاده كل عام لاستعادة ما قدمه لمصر من إنجازات عظيمة، ما زالت قائمة حتى اليوم، وعادت بالخير على المصريين، ومنها السد العالي وقناة السويس، والإذاعة والتلفزيون، والمصانع.

التوقيع في دفتر الذكريات

وأوضحت «عبدالنبي» في حديثها لـ«الوطن» أنها تحرص على التوقيع في دفتر الذكريات الموجود في ضريح عبد الناصر، حيث تكتب للرئيس الراحل رسالة كل عام تحكي له خلالها ما يحدث، وترسل له التحية والسلام.

إنجازات عبد الناصر في الصعيد

بينما قالت الحاجة سعدية البرعي، موظفة بالمعاش من سكان سوهاج، إن الرئيس عبد الناصر له فضلا كبيرا في حياة أسرتها، وحصول والدها على حقه المشروع في الأرض التي كان يعمل بها، فقد وزع عبد الناصر الأراضي بالتساوي وقضى على الإقطاعيين، ومنذ ذلك الوقت وهي تقدر وتجل الرئيس عبد الناصر وتأتي لزيارته كل عام وتقرأ له الفاتحة، وتوقع برسالة شكر وتقدير في دفتر الذكريات الموجود في الضريح.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: جمال عبدالناصر عبد الناصر ذكرى ميلاد عبد الناصر عبد الناصر

إقرأ أيضاً:

هوامش على دفتر الوداع !

هذه الليلة نادت للفراق والتقينا لوداع في عناق كان للروح احتراق كيف نادتنا فلبينا النداء وتجرعنا خمور الحب في وجد فأفرغنا الاناء
جورج جريس فرح

بقلم: حسن أبو زينب عمر

منذ أن أطلق أيقونة الشعر الجاهلي أمرؤ القيس تغريدته التي ملأت الدنيا وشغلت الناس. قفا نبكي من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل فلازالت شلالات الوداع تنهمر دون توقف وأشهرها ما كشفت عن الرواية أن ميمون بن قيس بن ثعلبة المشهور بالأعشى تحسر كثيرا لوداع هريرة التي كانت قينة أعجب بها فصدح قائلا ودع هريرة ان الركب مرتحل فهل تطيق وداعا أيها الرجل أما شاعر المقاومة محمود درويش فقد قال وطني ليس حقيبة وأنا لست مسافر أنني العاشق والأرض حبيبة أثار هذا البيت استنكار النقاد لما فيه من تناقض سيما بعد رحيله الى مصر تاركا فلسطين التي قال فيها انه لن يغادرها فقال قولته المشهورة (ابتعدت عن وطني لكي أكون أكثر قربا منه ) .

(2) القائمة طويلة ولن تنتهي من الذين نظموا شعرا ونثرا ولكن أكثر ما أستوقفني هنا هو ما خطه يراع الأسطورة خليل فرح الذي يتربع على عرش شعر الغناء السوداني بدون منازع .. حينما تغوص في معاني كلمات قصيدته (ما هو عارف قدمو المفارق) ينتابك شعور وكأنك تسيرفي حقل كثير الخصوبة والثراء .. لكن الفارق هنا أن الوداع عنده بمذاق ونكهة الحنظل .. تفترش فيه أرضا رمضاء وتلتحف سماء غائمة تمطر حزنا لأنه ليس وداعا ينتهي بعودة العاشق. انه وداع سرمدي ..وداع رجل يرثي نفسه بعد اصابته بمرض الدرن وهو مرض كان مخيفا في المجتمع السوداني وقتها فقد كان يتم عزل المريض ويمنع زيارته خوفا من العدوى ..تعتبر هذه الأغنية من أجمل الأغنيات صدقا وعبقرية .. فهي قصيدة مترعة بالدلالات الكثيرة المعجونة بالعذوبة والعذاب معا تقطر لوعة وتنزف حزنا وأسى .. كتبها وهو في طريقه للعلاج في مصر من المرض اللعين مستخدما أسلوبه السلس في تصوير الكثير من المشاهد في امدرمان قبل مغادرته وقبل أيام من وفاته

(3) في سموم الصيف لاح له بارق لم يزل يرتاد المشارق كان مع الاحباب نجمه شارق ماله والأفلاك في الظلام ويحي قلبي الما أنفك خافق فارق أم درمان باكي شافق يا أم قبايل ما فيك منافق سقى أرضك صوب الغمام في عيون النيل جيت سايق كنا فوق أعراف السوابق الضريح الفاح طيبه عابق السلام يا المهدي السلام من فتيح للخور للمغالق من علايل أبو روف للمزالق قدلة يامولاي خافي حالق بالطريق الشاقي الترام

(4) الشاعر الثاني الذي يستوقفنا لتماثل حالته مع خليل فرح هو حسن عوض أبو العلا الذي يحمل لقب شاعر العذابات ..كان ابو العلا صبيا ملهما ينتمي لطبقة عالية في المجتمع السوداني وكان في انتظاره وتحت قدميه عالم من الثراء والتميز غير ان قفزة من على صخرة على شاطئ الإسكندرية أدت لارتطامه بصخرة تحت الماء أحدثت كسرا في عنقه فأصيب بالشلل المستديم ..ذهبت أكثر اغنياته حزنا والتي أبكت الشعب السوداني حيث كتبها من على سرير المرض في مصر يروى فيها عن معاناته مع الشلل الرباعي للفنان سيد خليفة وهي (ولى المساء) وكانت تعبيرا عن المأساة التي عاشها

(5) ولى المساء الواله المخزون في جوف الضباب وأنا أهيء زينتي وأعد مفتخر الثياب أملا لقياك الحبيب يصدني زهو الشباب أمس مضى بين التحسر والأنين ووسادتي بللتها بالدمع السخين مع تباشير الصباح وبسمة الفجر المبين غنيت مثل الطير فرحا في رياض العاشقين تسري النسائم عذبة وأنا أهيم بلا ملال وتقودني الآمال في دنيا المباهج والخيال وهناك ارقد في الرمال ولا أرى غير الرمال غد أذوب مهجتي في حر أنفاس الغرام أرنو اليك ولوعتي ظمآى تؤجج في الضرام وأبيت أعض في الدجى طيفا ينادي في منام أبدا أعيش في حبه أنا غير أحبابي حطام

(6) نثرا وفي فضاء النوستالجيا التي تعصف بالمحبين لم أقرا أكثر صدقا من كلمات سطرها واسيني الأعرج ..يقول الروائي الجزائري (ما بين طائرة تمضي وأخرى تعود قلب يستيقظ على دمعة وداع وآخر على شهقة فرح ) ..ولكن أنا الذي عاش مرارات الغربة واكتوى بنيرانها وجدت نفسي أكثر قربا وأكثر انسجاما مع قاله الكاتب الكبير الدكتور خالد الكد في مقال كتبه قبل وفاته في جريدة الخرطوم يقول (الخضرة تمتد على امتداد البصر والبجع يرف بجناحيه فوق مياه البحيرة والنسيم العليل يداعب أجساد الحسان وهن يستمتعن بحمامات الشمس تحدثا بنعمة الله .وأنا اتجاذب الحديث مع أحداهن ووجداني وأحاسيسي معلقة في مكان بعيد تمنيت أن لا استمتع بسحر المشهد في حدائق هايد بارك ..تمنيت أن اقف انتظارا لحافلة في أبو روف اتصبب عرقا فتضربي (كتاحة) تحول جبهتي الى كتلة من الطين .. نحن في هذه البلاد مهما وجدنا من نعمة مستلفون تغدق علينا الملكة اليزابيث ..ورغم ذلك فقد تمنيت أن لا أقضي نحبي في هذه البلاد التي تموت من البرد حيتانها كما يقول الطيب صالح فيصلي على امام باكستاني ثم يستلم ثمن صلاته بالإسترليني) ..بعدها بأيام نعى الناعي نبأ رحيل الكاتب الكبير خالد الكد الذي برأه اللواء عمر الحاج موسى من تهمة المشاركة في انقلاب كبيدة في حادث سيارة مسرعة .

(7) لطف الله بقاماتنا السامقة كنخيل بلادي من خليل فرح لحسن عوض أبو العلا لخالد الكد بل للمحجوب لعبد الله الطيب والطيب صالح ومصطفى التني لإدريس جماع وتاج السر الحسن لهاشم صديق وكل من صاغ الابداع من عمالقة ادباء وشعراء وفناني الأغنية السودانية ولضاربي الوتر من حسن عطية لأحمد المصطفى ولوردي والكابلي وضاربي الكفر من سبت لعلي جاجارين لكمال عبد الوهاب أنهم غادروا الفانية قبل أن تكتحل العيون بلحم الوطن الذي خلدوه شموخا في كل المحافل تنهشه ذئاب وثعالب الغاب في أحراش كينيا تحت حماية أنياب وأظافر الوحوش الأجنبية.

oabuzinap@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • هوامش على دفتر الوداع !
  • هل يمكن أن يقول العرب لا؟!
  • قيادة هيئة المساحة الجيولوجية تزور ضريح الشهيد القائد في صعدة
  • الرئيس السيسى يبعث برقيتى تهنئة لملك السعودية وولى عهده بمناسبة يوم التأسيس
  • كيف ظهر بنزيما خلال الاحتفال بذكرى يوم التأسيس في السعودية؟
  • العثور على حيوان إيجوانا نافق في بورفؤاد.. وقرار عاجل من الجهات المعنية
  • سميرة عبد العزيز تكشف عن أول جائزة حصلت عليها من الرئيس جمال عبد الناصر
  • سميرة عبد العزيز تكشف عن السبب الرئيسي لدخولها عالم الفن
  • لازم يتعالج .. اعرف أعراض مرض القلق
  • العبقرية الاستراتيجية لفكر الرئيس عبد الفتاح السيسي في مواجهة قضية تهجير سكان قطاع غزة ومخططات الشرق الأوسط الجديد