جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-28@13:25:22 GMT

للنساء فقط

تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT

للنساء فقط

 

جابر حسين العماني

jaber.alomani14@gmail.com

 

حواء أيتها المرأة الطيبة العفيفة، اعلمي أنَّ الله تعالى جعلك بين الأنام سيدة لطيفة، عليك أن تتسلحي بالعلم والحكمة والمبادئ النظيفة، لا تقبلي بغير العلم والأخلاق بديلًا، وإلا كنت بين النَّاس ضعيفة، أنت جميلة دائمًا عندما تتحلين بالإيمان والصدق والإخلاص والعفة أيتها الشريفة.

لا خير في المرأة إن لم تطع الله في جميع أحوالها، وعليها أن تتمسك بحبل الله المتين، وصراطه المستقيم، وأن لا تمارس الفشل في مجتمعها وأسرتها، وأن لا تعجز عن تقديم الحب والمودة والوفاء لأبويها وزوجها وأبنائها، فهي الأم العظيمة المقدسة، والبنت العزيزة المؤيدة، والأخت الكريمة المسددة، والزوجة الصالحة المجددة، وهي الجدة والمعلمة والمربية والعاملة والقدوة الحسنة لأسرتها ومُحيطها، التي تشعرهم بالحب والاطمئنان والاستقرار، وأمر الله تعالى بمعاشرتها بالمعروف فقال تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}، وقال الإمام جعفر بن محمد الصادق وهو حفيد الرسالة: (رَحِمَ اَللَّهُ عَبْدًا أَحْسَنَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ زَوْجَتِهِ، فَإِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ مَلَّكَهُ نَاصِيَتَهَا وَجَعَلَهُ اَلْقَيِّمَ عَلَيْهَا).

إنَّ الله تعالى جعل العزة والكرامة للمرأة فمنحها العقل المدبر، فلا ينبغي لها إلا أن تكون أنموذجا يقتدى به، وأن لا تكون عدائية ومتسلطة وتافهة ومستهترة، أو مبالغة بالمظاهر الزائفة التي تطالبها بها الثقافة الغربية، حتى لا تفتقد قيمتها ومبادئها الرصينة التي يجب أن تكون متمسكة بها، والتي اهتم الإسلام من أجلها، فقد كرمها الله بأفضل ما كان ويكون، فلابد أن تكون إنسانة واعية في حياتها ومحيطها الأسري والاجتماعي، مسيطرة على انفعالاتها، لتكسب بذلك ثقتها بنفسها وبمن حولها، وليبتسم الجميع لها بالمحبة والمودة والاطمئنان والاستقرار.

لقد رفع الله تعالى مكانتك أيتها المرأة، وقدرك وكرمك، وجعلك عزيزة في الدنيا والآخرة، بل كنت ولازلتِ شقيقة الرجال وقرة الأعين وثمرة الأفئدة، بدونك لا يمكن للمجتمع أن يسير بمن فيه إلى نحو النجاح والتفوق والازدهار، فأنت النصف الآخر للرجل وبدونك لا طعم للحياة.

عليك أن تتخذي من مريم العذراء قدوة، وفاطمة الزهراء أسوة، وزينب الحوراء سيرة، فهن نساء خالدات خلدهن التأريخ لعظيم مواقفهن، وجمال مبادئهن، وعظيم سيرتهن، وما خاب من سار على نهجهن وطريقتهن، قال تعالى: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّركِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 42].

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اِبْنَتِي فَاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِسَاءِ اَلْعَالَمِينَ مِنَ اَلْأَوَّلِينَ وَاَلْآخِرِينَ)، وقال حفيد الرسول صلى الله عليه وآله وحفيد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام زين العابدين عن عمته السيدة زينب: (أَنْتِ بِحَمْدِ اَللَّهِ عَالِمَةٌ غَيْرُ مُعَلَّمَةٍ فَهِمَةٌ غَيْرُ مُفَهَّمَةٍ)، فكن نساء فاهمات متعلمات واعيات كما أراد الإسلام من المرأة أن تكون في بيتها ومجتمعها.

أما الثقافة الغربية فلا زالت تروج للمرأة بأنها العملة الرخيصة التي يراد منها أن تكون ذليلة في قومها، ليس لها مكانة بين فئات المجتمع الواحد، فتارة يشبهونها بالضعيفة، وأخرى بالكائن الحساس جدًا، وتارة أخرى بالصغيرة التي لا قيمة لها في المجتمع، وقد تحدث عنها أشهر الفلاسفة الإغريق في المجتمع الغربي وهو أرسطوطاليس قائلاً: "إن المرأة رجل غير كامل، وقد تركتها الطبيعة في الدرك الأسفل من سلم الخليقة"، وهو القائل أيضا: "إن المرأة للرجل كالعبد للسيد، والعامل للعالم". هكذا قيل عن المرأة وهكذا عوملت في الثقافة الغربية.

ومن المؤسف جدًا أن المرأة لا تزال تستغل إلى يومنا هذا، وفي عالمنا العربي والإسلامي بهدف إرضاء الجمهور وجمع المال، فأصبحت المرأة لا تستغل كمادة إعلانية عبر محطات التلفزة فحسب، بل تم استغلالها في مقاطع الفيديوهات والأغاني والرقص والمجون والتمثيل غير اللائق بها، استغلالا لأنوثتها وجمالها، وإهانة صريحة لكرامتها وقيمتها الاجتماعية، واتخاذها كسلعة تجارية لا أكثر، معتمدين في ذلك على التقليد الأعمى للثقافة الغربية وشعاراتها الزائفة والبراقة، وهي شعارات يجب أن لا تنخدع بها المرأة المؤمنة بوجود الله تعالى، فالمرأة نصف المجتمع بل أساسه الرصين ومن عليها مسؤولية كبيرة في إصلاح النصف الآخر بل هي المجتمع كله ولولاها لم يأتِ الرجل والعكس صحيح.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

كبار العلماء: لا يجوز الحج من دون تصريح

 البلاد – الرياض

 جدّدت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء التأكيد على ما صدر عن هيئة كبار العلماء ببيانها المؤرخ في 12 شوال 1445هـ، بخصوص وجوب استخراج التصريح لمن أراد الذهاب إلى الحج، وأنه لا يجوز الذهاب إلى الحج دون أخذ تصريح، وأن من حج دون تصريح فهو آثم.

 وقال معالي الأمين العام لهيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور فهد بن سعد الماجد: “إن فتوى هيئة كبار العلماء بهذا الخصوص استندت إلى عددٍ من الأدلة والقواعد الشرعية، يأتي في طليعتها ما تقرره الشريعة الإسلامية من التيسير على العباد في القيام بعبادتهم وشعائرهم، ورفع الحرج عنهم، قال الله تعالى: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)، وقال تعالى: (وما جعل عليكم في الدين من حرج)، والإلزام باستخراج تصريح الحج إنما جاء بقصد تنظيم الحجاج، بما يمكِّن هذه الجموع الكبيرة من أداء مناسكهم بسكينة وسلامة، وهذا مقصد شرعي صحيح تُقرره أدلة الشريعة.

 وهو كذلك -أي الالتزام باستخراج التصريح- يتفق والمصلحة المطلوبة شرعًا، ذلك أن الجهات الحكومية المعنية بتنظيم الحج، ترسم خطة موسم الحج بجوانبها المتعدِّدة، الأمنية، والصحية، والإيواء والإعاشة، وفق الأعداد المصرَّحة لها، وكلما كان عدد الحجاج متوافقًا مع المصرَّح لهم، كان ذلك محقِّقًا لجودة الخدمات التي تُقدّم للحجاج، وهذا مقصود شرعًا، كما في قوله تعالى: (وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود).

 وأضاف معاليه: “إن الالتزام باستخراج التصريح هو من طاعة ولي الأمر في المعروف، قال الله تعالى:( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)، والنصوص في ذلك كثيرة كلها تؤكد وجوب طاعة ولي الأمر في المعروف، وحرمة مخالفة أمره، والالتزام باستخراج التصريح من الطاعة في المعروف، يُثاب من التزم به، ويأثم من خالفه، ويستحق العقوبة المقرَّرة من ولي الأمر”.

 وأوصت هيئة كبار العلماء بالالتزام باستخراج التصريح؛ ذلك أن الالتزام بذلك يدفع -بحول الله- أضرارًا كبيرة، ومخاطر متعدِّدة تنشأ عن عدم الالتزام باستخراج هذا التصريح، منها التأثير على سلامة الحجاج وصحتهم، وعلى جودة الخدمات المقدَّمة لهم وعلى خطط تنقلاتهم وتفويجهم بين المشاعر.

 وأوضحت الهيئة أن الحج بلا تصريح لا يقتصر الضرر المترتِّب عليه على الحاج نفسه، وإنما يتعدى ضرره إلى غيره من الحجاج الذين التزموا بالنظام، ومن المقرَّر شرعًا أن الضرر المتعدي أعظم إثمًا من الضرر القاصر، وفي الحديث المتفق عليه عنه صلى الله عليه وسلم: “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”، وعنه صلى الله عليه وسلم: “لا ضرر ولا ضرار”.

 وختمت بيانها بأن الالتزام باستخراج التصريح هو من تقوى الله تعالى؛ فإن هذه الأنظمة والتعليمات ما قُرِّرت إلا لمصلحة الحجاج، يقول الله تعالى: (فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج).

مقالات مشابهة

  • 3 أمور ترفع قدرك عند الله.. تعرف عليها
  • وكيل وزارة «الصحة» لـ «الاتحاد»: إنجازات نوعية ومستقبل مستدام للمرأة الإماراتية بالقطاع الصحي
  • علي جمعة: تعظيم النبي أمر إلهي وليس اختراعا بشريا
  • كيفية اختيار الأصدقاء .. الأزهر للفتوى يوضح
  • كبار العلماء: لا يجوز الحج دون أخذ تصريح وأن من حج دون تصريح فهو آثم
  • كبار العلماء: لا يجوز الحج من دون تصريح
  • ما هي مفاتيح النجاة؟.. علي جمعة يكشف عنها
  • علي جمعة: التوكل على الله من مفاتيح النجاة
  • أذكار الصباح اليوم الأحد 27 أبريل 2027
  • حماد عبد الله حماد – الدندر: حين تكون البذاءة مؤسسة