لجان المقاومة تتحدى قرار والي الشمالية
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
رصد – نبض السودان
حذرت تنسيقية لجان المقاومة الولاية الشمالية ما وصفتها بحكومة الأمر الواقع في الولاية الشمالية من محاولة ارهاب الناشطين أو ملاحقتهم، وأكدت مواصلة أنشطتها دون وصاية أو تهديد من أحد.
وتعهدت بأن لا يهدأ لها بال إلا بإيقاف الحرب واستعادة الديمقراطية المنشودة وتقديم الذين أجرموا في حق الشعب السوداني وانتهكوا حرماته إلى العدالة.
ودعت تنسيقية الولاية الشمالية- في بيان – إلى الوحدة في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ السودان ومقاومة محاولات الزج بالمدنيين العزل في محرقة هذه الحرب.
وطالبت لجان الخدمات والتغيير في كل انحاء الولاية برفض قرار حل لجان الخدمات الذي لا يستند على سند دستوري أو قانوني، مؤكدة أنه صادر عن القوي الظلامية التي تحاول قطع الطريق على الثورة واعادة فلول النظام البائد، كما طالبت اللجان بعدم تسليم اي أصول أو مستندات ومواصلة نشاطها دون تردد.
وأكدت المضي قدماً في العمل على مناهضة القرارات، وقالت “إن مثل هذه القرارات لا تعنينا، ولن تثنينا عن المضي قدما في طريق ثورة ديسمبر المجيدة، وايقاف هذه الحرب اللعينة التي تدور بين طرفين ارتكبا سويا جرائم يندى لها جبين التاريخ، قبل يدمرا السودان من أجل الصراع علي السلطة. ولفتت الي أنها ستظل ترفض وتناهض حملات الاستنفار وتوزيع السلاح لمنسوبي النظام السابق ومحاولات الزج بالمدنيين في محرقة حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: الشمالية المقاومة تتحدى قرار لجان والي
إقرأ أيضاً:
إبراهيم شقلاوي يكتب: قَدَر البرهان وعفوية حماد عبد الله
في مشهد بدا عفويًا، التقى رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، خلال زيارته أمس لمنطقة الدندر، بالمواطن “حماد عبد الله حماد” الذي اشتهر قبل أشهر بمقطع متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عقب ظهوره بشكل عفوي أمام كاميرا تلفزيون السودان بعد اندلاع الحرب. الرجل بدأ حديثه حينها بتمجيد الجيش السوداني، لكنه سرعان ما أطلق عبارة مباشرة، وغير محتشمة تجاه مليشيا الدعم السريع، أربكت المذيع، ومنعها لاحقًا الإعلام الرسمي من البث، لكنها انتشرت مجتزأة وأصبحت مادة واسعة التداول بين جمهور منصات التواصل الاجتماعي.
تلك الواقعة تعود إلى لحظة صادقة انفجرت من وجدان مواطن سوداني بسيط، عايش بمرارة فظائع هذه الحرب، وذاق، كما غيره من السودانيين، مرارة الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع بحق المدنيين والبنى التحتية، في تعدٍّ لا يُمكن وصفه إلا بأنه ممنهج وبعيد عن كل قواعد القانون الدولي والإنساني.
زيارة البرهان للدندر، ولقاؤه بحماد عبد الله، وإن أثارت الكثير من التفاعل، يجب أن تُقرأ في سياقها الإنساني أكثر من كونها موقفًا سياسيًا. فالمنطقة، كغيرها من بقاع السودان، لم تكن بمعزل عن تداعيات الحرب، ومواطنوها، الذين عانوا من التهجير والانتهاكات، ربما وجدوا في ذلك اللقاء رسالة تضامن، أو اعترافًا ضمنيًا بما عاشوه من أهوال.. وكان من الطبيعي أن تكون القيادة قريبة من شعبها في هذه اللحظات الفارقة.
لكن تبقى هناك حساسية رمزية لا يمكن إغفالها، إذ إن اللقاء، دون ضبط لسياقه الإعلامي أو توضيح لمقاصده، منح صدىً متجددًا لخطاب شعبي عُرف بفجاجة مفرداته، التي حاول البعض اتخاذها تجريمًا للموقف. وهنا يبرز التحدي الحقيقي: كيف نوازن بين التعبير الشعبي المشروع، والارتقاء بخطاب الدولة، دون أن نُسقط من حسابنا الجراح التي ما زالت تنزف؟
وفي هذا السياق، تبرز دلالة الآية الكريمة من سورة النساء، حيث يقول تعالى: ﴿لَا يُحِبُّ ٱللَّهُ ٱلْجَهْرَ بِٱلسُّوٓءِ مِنَ ٱلْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَۚ وَكَانَ ٱللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا﴾ (الآية: 148).
وهي آية عظيمة تُرشد إلى أن الجهر بالسوء – وإن كان مكروهًا – فقد يُباح للمظلوم، دون أن يتجاوز. فالظلم لا يُعطي الإنسان تفويضًا مفتوحًا في القول، بل مساحة من التعبير المشروط بالعدل وضبط اللسان، لأن الله سميع لما يُقال، عليم بما تُخفي الصدور.. وإن صبر فهو خير له.
لذلك ليس من العدل تحميل رئيس مجلس السيادة وزر كل انفعال شعبي، خصوصًا في ظل الفظائع المتكررة التي ارتكبتها المليشيا بحق الوطن والمواطن، لكن من حقنا، في المقابل، أن نتساءل عن ملامح الخطاب العام الذي يُبنى في هذه المرحلة المفصلية. فالحرب ليست فقط معركة على الأرض، بل معركة في المعنى واللغة والمستقبل.
السودان اليوم لا يحتاج إلى بطولات لفظية، بل إلى خطاب رصين يُواسي المنكوبين، ويؤسس لمشروع وطني جامع. أما الذين صنعتهم الصدف الإعلامية، فمكانهم ربما في ذاكرة الطُرفة والمزاح العفوي ، لا على منابر القرار أو رمزية المشهد الوطني.
دمتم بخير وعافية..
إبراهيم شقلاوي
الوان