فاز المخرج والممثل المصري يوسف المنصور، بجائزة أفضل نص مسرحي لعام 2023، عن «آخر أيام الأرض» في مسابقة مهرجان المسرح العربي والذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح، وتقام دورته الـ  14  في العاصمة العراقية بغداد ويستكمل فعالياته حتى 18 يناير الجاري.

وتدور مسرحية  «آخر أيام الأرض» عن رغبة الإنسان في تطويع الأرض لصالح طموحاته، ورغبته في النجاح والسيطرة، ومع ازدياد غروره وإحساسه بأنه أصبح المتحكم القادر على تطويع الأرض، تكشر الأرض عن أنيابها لتكشف ضعف الإنسان وهشاشته.

وتعرض المسرحية مجموعة من العلماء العرب يعملون بهيئة البحث العلمي بالولايات المتحده الأمريكية ولكنهم يجدوا أنفسهم أمام اكتشافا تاريخيا مذهلا تنقلب بسببه حياتهم وتتغير نفسياتهم حتى تصل بهم للمصير المحتوم.

وقال يوسف المنصور في المؤتمر الصحفي الذي أقيم لتكريم الفائزين، في العاصمة العراقية بغداد، وسط فاعليات الدورة 14 لمهرجان المسرح العربي: «اعتدت العمل كدراماتورج للمسرحيات التي أقوم بإخراجها. 
وكنت أتهيب التدخل بالكتابة على أعمال كبار كتاب المسرح، وها أنا اليوم أجلس امامكم سعيد بلقب مؤلف للمرة الأولى، فالمؤلف هو البداية الحقيقية لأي عمل فني جيد، الذي يوفر التربة الصلبة القوية لتأسيس أعمال فنية تتخطى زمانها«.
وأضاف المخرج المصري: أشكر من كل قلبي القائمين على الهيئة العربية للمسرح وما يضيفونه من وعي وتبادل ثقافي عظيم للفنانين العرب. وأتمنى ان تستمر هذه المسابقة الهامة لدعم الأجيال القادمة. وأوجه خالص المحبة والتهنئة لزملائي ممن حصدوا باقي الجوائز في هذه المسابقة، والتي تعد شهادة جودة لكل من حصلوا عليها».
يوسف المنصور فنان متعدد المواهب، فهو ممثل معروف في أدوار تمثيلية مميزة كان آخرها مسلسل»وبينا معاد«،  كما أنه يكتب السيناريو للأفلام والدراما التليفزيونية، ويستعد حاليًا لإخراج أول أفلامه الروائية القصيرة.

والجدير بالذكر أن هذا »آخر أيام الأرض« أول تأليف مسرحي للمخرج يوسف المنصور الذي عرف كمخرج في مسرحية »طقوس الإشارات والتحولات« والتي فاز عنها بجوائز المهرجان القومي للمسرح المصري 2017. 
ثم مسرحية »أفراح القبة« التي حازت على معظم جوائز المهرجان القومي للمسرح المصري 2020.
وكانت آخر أعماله كمخرج مسرحية »الحفيد« التي قدمت على المسرح القومي المصري والتي قدم على مدار سنتين متتاليتين 2022 و 2023
.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الهيئة العربية للمسرح العاصمة العراقية بغداد العربية للمسرح المؤتمر الصحفي الولايات المتحدة الأمريكية جوائز المهرجان مهرجان المسرح العربي

إقرأ أيضاً:

تياترو الحكايات| فرقة الكوميدي العربي.. حلم عزيز عيد الذي لم يكتمل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يُعد المسرح بصفته «أبو الفنون»، ساحة تنصهر فيها مختلف أشكال التعبير الإبداعي، حيث يتكامل الأداء الحى مع عناصر السمع والبصر، لتجسيد الأفكار والمشاعر الإنسانية فى تجربة فنية متكاملة، فمن على خشبته، قدم الفنانون أعمالا خالدة تحمل رسائل مجتمعية وثقافية، أسهمت فى تشكيل وعى الأجيال، بفضل فرق مسرحية تركت بصمة لا تُمحى فى تاريخ الإبداع المسرحى المصرى والعربى.

وفى سياق الاحتفاء بهذا الإرث العريق، تسلط «البوابة نيوز» خلال ليالي شهر رمضان المبارك الضوء على نخبة من الفرق المسرحية التى شكلت علامات فارقة في مسيرة المسرح، محليا وعربيا.

وعلى الرغم أن بعضها توقف بعد رحيل مؤسسيه، إلا أن إبداعاته لا تزال شاهدة على زمن من العطاء والتميز، مؤكدة أن المسرح الحقيقى لا يموت، بل يبقى نابضا بإرث رواده ورؤاهم الخالدة.

كانت الفرق المسرحية الغنائية يتعاظم جمهورها خلال العقد الأول من القرن العشرين، كان الرائد المسرحى عزيز عيد شغوفا بتقديم الكوميديا المصرية المحلية وكانت أولى محاولاته عام 1907 حينما قام بتكوين فرقة «الكوميدى العربى»، التى قدمت المسرحية الكوميدية «ضربة مقرعة» على مسرح دار التمثيل «العربى» لكنها للأسف لم تحقق أى نجاح، حسبما ذكر المؤرخ المسرحي الدكتور عمرو دوارة.

لكن «عزيز عيد» لم ييأس ولم يفتر حماسه بل قام بإعادة تكوين فرقته المسرحية عام 1915 لتقديم المسرحيات الكوميدية والفود فيل، وبالفعل كان له ما أراد حيث ضم إلى فرقته نخبة من ممثلي الكوميديا آنذاك وفى مقدمتهم: إستيفان روستى، حسن فايق، أمين عطا الله، كما ضم إليها نجيب الريحانى، وكانت بطلة الفرقة آنذاك الفنانة الصاعدة روزا اليوسف، وكان من أهم أعضاء الفرقة أيضا الكاتب أمين صدقى الذى قام بترجمة بعض مسرحيات «الفودفيل».

افتتحت الفرقة نشاطها بمسرحية «خلى بالك من إميلى»، لكن بالرغم من أن المسرحية كانت مليئة بالمفاجآت المضحكة إلا أن الجمهور لم يقبل عليها، وذلك بسبب جرأة معالجة موضوعات الحب والجنس مما اضطر الفرقة إلى الإعلان بأن العروض للرجال فقط، فى حين يرى بعض النقاد والمؤرخين أن سبب عدم نجاح عروض الفرقة هو أنها كانت تخاطب جمهور الطبقة الوسطى، التى كانت تمثل شريحة قليلة بالمجتمع ولا ترتاد المسارح آنذاك خلال الفترة من عام 1900 وحتى ثورة 1919.

كان اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914 عاملا أساسيا فى تدهور أحوال جميع الفرق المسرحية الجادة، مع تحقيق نجاح جماهيرى كبير للاسكتشات وللعروض الكوميدية واللوحات الراقصة التى تقدم بالصالات، وكان من الطبيعى أن تتعاظم وتشتد المنافسة بين بعض تلك الفرق الكوميدية ومن أهمها فرق كل من الفنانين نجيب الريحانى «كشكش بك».

فى كازينو «آبيه دي روز» وعروض على الكسار «عثمان عبدالباسط» فى كازينو «دي باري»، حيث نجحت هذه العروض فى اجتذاب الجمهور من المسرحيات الجادة، مما اضطر بعض الفرق الجادة إلى الاندماج فى محاولة لمواجهة هذا التيار الجارف وهذه المنافسة الشرسة، فاتحدت فرقتا «جورج أبيض» و«سلامة حجازى»، وكون «عزيز عيد» بفرقته مع فرقة «عبد الله عكاشة فى نوفمبر 1916 «الفرقة المتحدة»، وكانت كل فرقة تقدم ثلاث ليال أسبوعيا، بالإضافة إلى تقديم بعض العروض المشتركة من حين لآخر.

كما شهد عام 1916 تكوين فرقة «الأوبريت الشرقى» لمصطفى أمين، وهى الفرقة التى اعتمدت على تعاونه مع الفنان على الكسار، والذى انفصل عنه بعد ذلك لينضم لفرقة الأجواق الثلاثة ثم يكون فرقته مع الكاتب أمين صدقى عام 1919.

عُرف المخرج عزيز عيد بلقب «المخرج الأول»، نظرا لدوره الريادى فى ترسيخ مفهوم الإخراج المسرحى بمفهومه العلمي المحدد، فى وقت لم يكن لهذا الدور ملامح واضحة، ففى المسرح الإغريقى، كان المؤلفون الكبار مثل سوفوكليس، إسخيلوس، أرستوفانيس، ويوربيديس هم من يوجهون الممثلين وفقا لرؤيتهم المسرحية، وغالبا ما كان المؤلف نفسه هو من يقوم بدور المخرج، أو يتولى ذلك مدير الفرقة أو أكبر الممثلين سنا، لكن الدور الفعلى للمخرج، كما نعرفه اليوم، لم يكن قد تأسس بعد.

ويُحسب لعزيز عيد أنه وضع أسسا واضحة لوظيفة المخرج، وحدد مهامه بدقة، بدءا من اختيار فريق العمل، ومرورا ببروفات الطاولة، وحتى يوم العرض، لقد وضع قواعد واضحة لكل مرحلة من هذه المراحل، مما جعله بحق رائدا فة مجال الإخراج المسرحي فى مصر، لذا يعد اسمه صفحة مضيئة فى تاريخ المسرح المصرى، ومن الضروري أن تتعرف عليه الأجيال الجديدة، لأنه كان بحق رائدا بالمعنى الحقيقى للكلمة.

ورغم الظروف الصعبة التي عاشها، إلا أنه كان متمسكا برؤيته الفنية، حيث رفض تقديم المسرح الهزلى أو الاقتباسات التجارية التى كانت شائعة آنذاك، مفضلا تقديم الأعمال الكلاسيكية العالمية ذات القيمة الفنية العميقة، وكان يسعى لرفع الذائقة المسرحية للجمهور المصرى، فى حين كان الفنان نجيب الريحانى، الذى اختلف معه فكريا، يميل إلى مخاطبة الجمهور البسيط بأسلوب كوميدى قريب منه.

لذلك يعد عزيز عيد محطة مهمة فى تاريخ المسرح المصرى، ويستحق تسليط الضوء عليه ودراسته بعمق، ليكون مصدر إلهام للمخرجين والمسرحيين الشباب، تقديرا لدوره الريادي فى وضع أسس الإخراج المسرحي بمصر.

مقالات مشابهة

  • تياترو الحكايات| فرقة الكوميدي العربي.. حلم عزيز عيد الذي لم يكتمل
  • أجرأ مسلسل مصري؟!.. خالد يوسف يتحدث عن "لام شمسية"
  • تعرف على أعضاء لجنة تحكيم مهرجان SITFY-Georgia في دورته الأولى
  • وزير الثقافة في اليوم العالمي للمسرح: منارة للإبداع والتنوير ومساحة حرة للتعبير عن قضايا المجتمع
  • القومي للفنون الشعبية يحتفل باليوم العالمي للمسرح.. غدا
  • الاحتفال باليوم العالمي للمسرح غدا.. وكلمة مصر يكتبها الفنان محمود الحديني
  • برئاسة اللبنانية الأولى.. انتخاب المكتب التنفيذي الجديد للهيئة الوطنية لشؤون المرأة
  • اللبنانية الاولى ترأست الاجتماع الاول للجمعية العامة للهيئة الوطنية لشؤون المرأة
  • عرض مسرحية سجن النساء ثاني أيام عيد الفطر
  • منتخب مصر يفوز على سيراليون في تصفيات كأس العالم