قالت شبكة غربية إن الضربات التي تقودها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على جماعة الحوثي المتمردة في اليمن تمثل منعطفا جديدا دراماتيكيا في الصراع في الشرق الأوسط - وهو تحول يمكن أن يكون له آثار في جميع أنحاء المنطقة.

 

وذكرت شبكة theconversation في تحليل للكاتب مهاد درار وترجمه للعربية "الموقع بوست" إن "الضربات الجوية الأمريكية البريطانية التي شنت فجري الجمعة والسبت تهدد بتعزيز موقف المتمردين الحوثيين في اليمن والمنطقة؟

 

وأصابت هجمات 11 يناير/كانون الثاني 2024 حوالي 60 هدفاً في 16 موقعاً، وفقاً لقيادة القوات الجوية الأمريكية في الشرق الأوسط، بما في ذلك العاصمة اليمنية صنعاء، والميناء الرئيسي للحديدة، وصعدة، مسقط رأس الحوثيين في شمال غرب البلاد.

 

وحسب تحليل درار وهو كخبير في السياسة اليمنية، قال "أعتقد أن الهجمات الأمريكية على الحوثيين ستكون لها آثار واسعة النطاق - ليس فقط على الحوثيين والحرب الأهلية في اليمن، ولكن أيضًا على المنطقة الأوسع حيث تحتفظ أمريكا بحلفاء رئيسيين.

 

واضاف "باختصار، يمكن للحوثيين تحقيق مكاسب سياسية من هذه الهجمات الأمريكية البريطانية لأنهم يدعمون الرواية التي كانت الجماعة تزرعها: أنهم مقاتلون من أجل الحرية يقاتلون الإمبريالية الغربية في العالم الإسلامي" حد زعمهم.

 

هدف جديد للحوثيين

 

ومما جاء في التحليل "لقد أدى الصراع بين إسرائيل وغزة إلى إعادة تنشيط الحوثيين ــ ومنحهم سببا لوجودهم في وقت حيث كانت مكانتهم في الداخل تتضاءل".

 

وأضاف "بحلول وقت هجوم 7 أكتوبر الذي شنه مسلحو حماس في إسرائيل، كان صراع الحوثيين الطويل مع المملكة العربية السعودية، التي تدعم الحكومة اليمنية التي أطاح بها الحوثيون في بداية الحرب الأهلية اليمنية في عام 2014، قد هدأ بعد توقف في أبريل 2022. - إطلاق النار أدى إلى انخفاض كبير في القتال".

 

وتابع "توقفت الهجمات الصاروخية الحوثية على المدن السعودية، وكانت هناك آمال في أن تؤدي الهدنة إلى نهاية دائمة للصراع الوحشي في اليمن".

 

وأردف "مع تراجع التهديدات الخارجية، أدت المشاكل الداخلية التي ظهرت في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون - الفقر، والرواتب الحكومية غير المدفوعة، والبنية التحتية المتدهورة - إلى تزايد القلق بشأن حكم الحوثيين. وتآكل الدعم الشعبي للحوثيين ببطء دون إلقاء اللوم على معتدٍ خارجي؛ لم يعد بإمكان قادة الحوثيين تبرير الصعوبات في اليمن باعتبارها التضحية المطلوبة لمقاومة القوى الأجنبية، وتحديداً المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة".

 

وأشار إلى أن الهجمات الإسرائيلية في غزة وفرت هدفاً متجدداً للحوثيين. لقد سمح التوافق مع القضية الفلسطينية للحوثيين بإعادة تأكيد أهميتهم وأعاد تنشيط مقاتليهم وقيادتهم.

 

ولفت التحليل إلى أنه من خلال إطلاق الصواريخ على إسرائيل، صور الحوثيون أنفسهم على أنهم القوة الوحيدة في شبه الجزيرة العربية التي تقف في وجه إسرائيل، على عكس القوى الإقليمية مثل المملكة العربية السعودية ومصر. وتقدم الميليشيا لليمنيين وغيرهم في المنطقة وجهًا مختلفًا عن الحكومات العربية التي لم تكن حتى الآن مستعدة لاتخاذ إجراءات قوية ضد إسرائيل.

 

وعلى وجه الخصوص، يقارن الحوثيون نظرتهم للعالم مع نظرة المملكة العربية السعودية، التي كانت تتطلع قبل هجوم حماس في أكتوبر/تشرين الأول إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

 

يمضي التحليل بالقول "بغض النظر عن النية أو الضرر الذي لحق بالحوثيين عسكرياً، فإن الضربات الغربية قد تصب في صالح رواية الجماعة، مما يعزز الادعاء بأنهم يقاتلون أعداء أجانب قمعيين يهاجمون اليمن. وهذا لن يؤدي إلا إلى تعزيز صورة الحوثيين بين المؤيدين".

 

وقال "بالفعل، تمكن الحوثيون من حشد الدعم الشعبي المحلي في الجزء من اليمن الذي يسيطرون عليه وراء أفعالهم منذ أكتوبر 2023".

 

وذكر أن الغارات البحرية الدرامية واحتجاز أطقم السفن كرهائن أنتجت لقطات فيروسية تستغل القومية اليمنية الشمالية. جذب تحويل السفينة التي تم الاستيلاء عليها إلى منطقة جذب عام المزيد من الاهتمام محليًا.

 

استغلال التعاطف الفلسطيني كسلاح

 

وأكد التحليل أن الحوثيين نجحوا في مواءمة القضية الفلسطينية مع قضيتهم. وقد أدت المناشدات من خلال المساجد في اليمن وحملات الرسائل النصية عبر الهاتف المحمول إلى جمع التبرعات للحوثيين من خلال استحضار محنة غزة.

 

وزاد "قد تأتي الضربات الأميركية البريطانية بنتائج عكسية لسبب آخر أيضاً: فهي تستحضر ذكريات التدخلات العسكرية الغربية في العالمين الإسلامي والعربي". ولا شك أن الحوثيين سوف يستغلون ذلك.

 

وأوضح أن الافتقار إلى الدعم الإقليمي يترك الولايات المتحدة وحلفائها في التحالف في موقف صعب. وبدلاً من أن يُنظر إليها على أنها حامية للأمن البحري، فإن الولايات المتحدة - وليس الحوثيين - معرضة لأن يتم تصويرها في المنطقة على أنها الطرف المعتدي والطرف المتصاعد.

 

واستدرك "قد يؤدي هذا التصور إلى الإضرار بمصداقية الولايات المتحدة في المنطقة وربما يكون بمثابة أداة تجنيد للمنظمات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية والجماعات المماثلة".

 

واستطرد "كما أن الدعم العسكري والدبلوماسي الأمريكي لإسرائيل طوال الصراع الحالي يثير الشكوك في المنطقة حول الأهداف الحقيقية للضربات الصاروخية ضد الحوثيين".

 

إشعال الحرب الأهلية من جديد؟

 

يشير التحليل إلى أن لنشاط الحوثيين المتجدد والضربات الغربية على الجماعة آثاراً على الحرب الأهلية في اليمن نفسها.

 

وقال "منذ الهدنة بين طرفي الصراع الرئيسيين – المملكة العربية السعودية والحوثيين – وصل القتال بين الحوثيين والجماعات الأخرى في اليمن، مثل المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة الانتقالية اليمنية والمقاومة الوطنية، إلى طريق مسدود".

 

وأفاد أن الضربات الأمريكية البريطانية وضعت المعارضين الحوثيين في موقف صعب. وسوف يترددون في دعم التدخل الغربي علناً في اليمن أو إلقاء اللوم على الحوثيين لدعمهم الفلسطينيين. ولا يزال هناك تعاطف واسع النطاق مع سكان غزة في اليمن - وهو الأمر الذي يمكن أن يمنح الحوثيين فرصة لكسب الدعم في المناطق التي لا تخضع لسيطرتهم.

 

وتطرق إلى أن الحكومة الانتقالية اليمنية أصدرت بيانا في أعقاب الضربات الأمريكية البريطانية يظهر المأزق الذي يواجهه المنافسون الحوثيون. وفي حين ألقوا اللوم على "الهجمات الإرهابية" التي يشنها الحوثيون في "جر البلاد إلى مواجهة عسكرية"، فقد أكدوا من جديد بوضوح دعمهم للفلسطينيين ضد "العدوان الإسرائيلي الوحشي".

 

وتوقع أن يواصل المنافسون الحوثيون عملية التوازن هذه، فإن الحوثيين لا يواجهون مثل هذه القيود - حيث يمكنهم استغلال الهجمات بحرية لحشد المزيد من الدعم واكتساب ميزة استراتيجية على منافسيهم المحليين.

 

ويرى أن جماعة الحوثيين قد تكون الأكثر جرأة أقل احتمالاً لقبول الوضع الراهن في اليمن واغتنام الفرصة للضغط من أجل المزيد من السيطرة - مما قد يؤدي إلى إشعال حرب أهلية بدا أنها في طريقها إلى الزوال.

 

وختم مهاد درار تحليله بالقول "يعتمد الحوثيون على العدوان الأجنبي لتعزيز قوتهم. وبدون هذا الصراع الخارجي كمبرر، تصبح أوجه القصور في الإدارة السياسية للحوثيين واضحة، مما يقوض حكمهم. خلال الحرب الأهلية، تمكن الحوثيون من تصوير أنفسهم على أنهم المدافعون عن اليمن ضد النفوذ السعودي. والآن يمكنهم إضافة تدخل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إلى هذا المزيج".

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن أمريكا الحوثي البحر الأحمر الملاحة الدولية المملکة العربیة السعودیة الأمریکیة البریطانیة الولایات المتحدة الحرب الأهلیة الحوثیین فی فی المنطقة فی الیمن إلى أن

إقرأ أيضاً:

اليمن يشن أول حرب استباقية ضد الولايات المتحدة الأمريكية منذ تربعها على عرش العالم

الفريق الرويشان: قواتنا المسلحة لديها بنك أهداف ولديها استباق حتى في المعلومات العميد عامر: الهجوم الأمريكي فشل والأمريكيون باتوا على قناعة بصعوبة استخدام الحاملات في أي هجوم مقبل أبو شمالة: كسر أمريكا في المنطقة ينعكس على العدو الصهيوني الذي يرتكز بقوته إلى الآلة العسكرية الأمريكية مفتي الديار اليمنية: وَعْدُ القرآن الكريم رأيناه واقعاً في المواجهة بيننا وبين الأمريكان.. وموقفنا حق إلى جانب غزة ولبنان يُرضي الله ورسوله والمؤمنين

 

الثورة / إبراهيم الوادعي

منذ الحرب العالمية الثانية والتي أفرزت الولايات المتحدة الأمريكية زعيمة للعالم، وحتى الثلاثاء منتصف الأسبوع الفائت، لم تتعرض الولايات المتحدة لحرب استباقية على طول هذه العقود.

ومنذ دخول الأساطيل الأمريكية مع 14 ألف جندي منطقة الشرق الأوسط في العام 1905م، لم تتعرض هذه الأساطيل لهجوم إلا في مواجهة اليمن.

وانطلاقا من هذه الحقائق يمكن اعتبار اليمن أول دولة في العالم تشن حربا استباقية ضد الولايات المتحدة منذ تربعها على عرش العالم وفق نتائج الحرب العالمية الثانية، وأول دولة في الشرق الأوسط تشن حربا على الأساطيل الأمريكية منذ انتشارها في المنطقة وإحكام السيطرة على البحار والمضائق.

نجح اليمن في المعركة التي دامت لثماني ساعات في إجهاض هجوم جوي أمريكي، خطط له بنحو ما يقارب 185 غارة جوية على العاصمة صنعاء ومناطق يمنية، كانت القيادة الأمريكية ترى من خلالها استعادة الردع والهيبة التي فقدت على يد البحرية اليمنية منذ 1 نوفمبر 2023م، تاريخ المساندة اليمنية لطوفان الأقصى وفرض الحصار على السفن الإسرائيلية، حصار تصاعد ووصل إلى المرحلة الخامسة بمنع مرور أي سفن تتصل بالكيان الإسرائيلي أو تزور موانئ فلسطين المحتلة.

وفشلت الولايات المتحدة على مدى عام في كسر هذا الحصار اليمني بل وفقدت مع ذلك سمعة بحريتها وهيبتها البحرية، حيث أخذ أعداؤها ومنافسوها الدوليون ينشرون فضائح وهزائم البحرية الأمريكية على الملأ.

النظر إلى ما جرى الثلاثاء الفائت بوصفه معركة وانتهت بفرار حاملة الطائرات ابراهام لنكولن وإفشال هجوم استباقي يجتزئ حدثا تاريخيا وتحولا استراتيجيا يؤرخ لبداية انحسار أمريكا كقوة هيمنت على البحار الدولية وخاصة ما بعد الاتحاد السوفييتي وانتهاء حقبة الحرب الباردة.

قدرة استخباراتية عالية

وفي هذا السياق يؤكد الفريق الركن جلال الرويشان نائب رئيس حكومة التغيير والبناء لشؤون الدفاع والأمن، أن الجيش اليمني أظهر قدرته في الحرب المعلوماتية والاستخباراتية باستباق الهجوم الأمريكي ومن ثم إفشاله قبل بدئه.

وقال: الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر القوة البحرية ذراعها الطولى، لإرهاب المنطقة وتهديدها، دخلت القوات البحرية الأمريكية المنطقة عام 1909 بـ 23 سفينة و14 ألف جندي وهي تتحكم بالمياه من البحر الأبيض المتوسط وحتى المحيط الهندي والخليج العربي، ومثلت على امتداد عقود قوات ردع.

وعندما قامت قواتنا المسلحة بضرب البوارج الأمريكية وضرب حاملات الطائرات، اكتشف العالم أن هذه القوة لا تستطيع أن تعمل شيئا هي فقط قوات ردع لا يمكنها حتى إدارة المعارك.

وأضاف: القوات المسلحة اليمنية لديها بنك أهداف لديها استباق حتى في المعلومات، لديها القدرة على الوصل إلى كل الأهداف، وما يعلنه قائد الثورة أن قواتنا المسلحة ليدها القدرة على الوصول إلى كل الأهداف فها هو العالم يرى حقيقة ومصداق الكلام على الأرض.

وهنا نضيف أن كل بيان لقواتنا المسلحة يعبر عن مصداقية كاملة ويعكس امتلاكها قدرة استخباراتية وتقييما كاملا عن كل ضربة توجهها، ولديها القدرة على الوصل إلى أي هدف تعلنه أو تقصفه.

تعطيل القواعد الأمريكية البرية

وحول أسباب لجوء الولايات المتحدة إلى حاملات الطائرات في مواجهة اليمن رغم امتلاكها قواعد عسكرية برية على امتداد الجزيرة العربية، أشار الفريق الرويشان إلى أن الردع اليمني وصل إلى تلك الدول ممن هم حلفاء واشنطن في المنطقة، وقال : حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة حائرون بين ما يجب أن تكون عليه شعوبهم وأنظمتهم وبين الطاعة العمياء لأمريكا، وبالتالي فكثير من هؤلاء الحلفاء يسعون لئلا تستخدم أرضيهم في شن الهجمات على اليمن خوفا من ردة الفعل اليمني، وهم يرون أن أمريكا نفسها تضرب من قبل اليمن، ولئلا يتوسع نطاق المعركة كما أن الشعوب نفسها في تلك الدول تقف إلى جانب القضية الفلسطينية.

استعراض أمريكي فاشل

وفقا للمعلومات المتوافرة فقد كان في نية الولايات المتحدة شن هجوم هو الأوسع على العاصمة صنعاء، ومحاولة استعادة الردع أمام العالم وبخاصة الصين وروسيا، حيث تقرأ جيوشهم التجربة اليمنية باحترام كبير وتعيد تقييم الموقف تجاه الدعاية الأمريكية العسكرية وقدراتها.

يقول العميد عبد الله عامر نائب رئيس التوجيه المعنوي : إن قواتنا المسلحة أفشلت هجوما أمريكيا مزمعا قبيل ساعات من شنه حيث اقتربت حاملات الطائرات الأمريكية ابراهام لنكولن إلى الحد الذي يسمح للطائرات على متنها بالوصول إلى العاصمة صنعاء دون الحاجة إلى إعادة التزود بالوقود، قبل أن تباغتها قواتنا المسلحة بهجوم عنيف دام 6 ساعات وامتد إلى المدمرات الأمريكية التي دخلت البحر الأحمر في باب المندب بغرض توفير الحماية واللوجستيك للهجوم وتشتيت قدرة القوات اليمنية في استهداف حاملة الطائرات الأمريكية أو ردع الهجوم المزمع .

وأضاف: لكن قواتنا المسلحة أظهرت براعة في العملية الاستباقية، وشنت هجوما متزامنا ومنسقا على القطع البحرية الأمريكية في البحرين العربي والأحمر وجعل كلا منها معزولا عن الآخر بالكاد يدافع عن نفسه، لتنتهي المعركة بهروب حاملة الطائرات ابراهام لينكولن بمئات الأميال داخل المحيط الهندي، ويفشل الهجوم الذي كان مخططا له أن يستهدف العاصمة صنعاء ويشكل حجر زاوية لاستعادة الردع الأمريكي.

وأضاف: بإمكان أسطول الطائرات على متن الحاملة لينكولن أن يشن 200 غارة على مراحل ضد الأهداف المعدة مسبقا، لكن الأمريكيين في الثلاثاء الماضي وجدوا أنفسهم فجأة يواجهون هجوما كبيرا ومنسقا بالمسيرات والصواريخ، وبدل أن يكونوا في وضع الهجوم أضحوا في موقع الدفاع.

وأشار العميد عامر إلى أن استخدام حاملات الطائرات لم يعد مجديا وأن الأمريكيين توصلوا إلى هذه القناعة، وهو ما قد يدفعهم إلى أشكال أخرى من الهجوم تتحسب له اليمن وتستعد له، دون أن يغير ذلك في موقفها من إسناد غزة ولبنان شيئا.

واكد أن عزيمة قواتنا المسلحة في ردع العدوان يستمد في معظمه من ثبات الشعب وشجاعة القائد الذي اتخذ قرار الإسناد والمواجهة بما يتسق مع مبادئ الإسلام والشعب اليمني ونصرة المظلومية في لبنان وغزة.

ارتياح فلسطيني لنتائج المواجهة اليمنية الأمريكية

وفي سياق متصل استقبل الداخل الفلسطيني العملية العسكرية اليمنية باستبشار كبير، وقرأت المقاومة ذلك باعتباره خطوة أخرى في طريق هز وجود الكيان الصهيوني ووضعه على مستوى المنطقة وفي المواجهة القائمة باعتبار الحماية الأمريكية هي ما تمنع اليوم سقوطه وتطيل أمد الحرب.

وقال ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس في صنعاء معاذ أبو شمالة: اليمن صاحب الموقف المبادر والمرتقي من مرتبة إلى أعلى، وهذه المواجهة الأخيرة مع حاملة الطائرات الأمريكية فيها كسر لهيبة أمريكا التي خوفت جميع دول العالم، ولم تكن أي دولة تستطيع أن ترمي برصاصة على مدمرة أو فرقاطة أمريكية.

اليمن بهذا الموقف يكسر هيبة أمريكا، ونحن نعلم كأبناء فلسطين أن كسر أمريكا في المنطقة فيه كسر للعدو الصهيوني الذي يرتكز بقوته إلى الالة العسكرية الأمريكية.

انكسار أمريكا.. سقوط لإسرائيل

وأضاف أبو شمالة: عندما نضرب أمريكا فهذا مؤشر أن اليمن سائر في طريق تحطيم كبرياء العدو الإسرائيلي ومن يقف معه إن شاء الله، وهذه طريق إيمانية نمضي فيها بتأييد من الله لعباده في اليمن وغزة، وستؤول المعركة إلى كسر هيبة أمريكا وانفها، وكسر العقيدة الصهيونية التي ترى أمريكا صنما لا يقهر.

مصداق عملي للقرآن الكريم

ما يحققه اليمن وعجز عنه العالم في مواجهة القوة العسكرية الأمريكية مرده القوة الإيمانية والموقف المحق بشكل أساس، ويرتكز عليه الشعب اليمني في نصرة مظلومية غزة ولبنان، موقف يستمد منه القائد قراره بالمواجهة بشكل رئيسي وقبل أن يدخل عنصر السلاح والتطوير .

وفي هذا الجانب يؤكد مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين أن السيد القائد حفظه الله ومن ورائه الشعب اليمني جميعه وفي موقف مساندة الشعبين الفلسطيني واللبناني اتخذ الموقف الصحيح الذي يرضي الله ويرضي رسوله ويرضي المؤمنين جميعا.

وما شهدناه في المواجهة الأخيرة ضد القوات الأمريكية في البحرين العربي والأحمر مصداق لما جاء به القرآن الكريم «يا أيها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم».

وها نحن نرى اليمن يضرب أمريكا التي تخشاها كل دول العالم.

وكما قال تعالي «وإن يقاتلوكم يولوك الأدبار ثم لا ينصرون»، بحمد الله تحققت هذه الآية في المواجهة الأخيرة بيننا وبين القوات الأمريكية، حيث فرت حاملة الطائرات مئات الأميال كما قال السيد القائد، وهذه حقيقتهم ومن كان مع الله فلا يخشى شيئا، ومن كان مع الله تعالى فإن حزب الله هم الغالبون.

مقالات مشابهة

  • وزارة الرياضة التابعة للحوثيين تهدد الأندية.. واتهامات بالتنسيق لتجميد الكرة اليمنية
  • تحليل أمريكي: انتخاب ترامب وضع إيران وأتباعها بالمنطقة تحت الملاحظة.. ما سياسته بشأن الحوثيين؟ (ترجمة خاصة)
  • روسيا تهدد بالرد القوي حال استهداف عمقها بصواريخ أمريكية بعيدة المدى
  • قرارات جديدة وصارمة… .اليمن يطالب الأمم المتحدة باتخاذ إجراءات صارمة لوقف تهريب الأسلحة إلى الحوثيين
  • مجلة أمريكية: الضرباتُ اليمنية على السفن الحربية تزعزعُ شعورَ أمريكا الزائف بالأمن
  • خبير عسكري أردني:التصعيد قادم في اليمن وأمريكا قررت اتباع استراتيجية الاغتيالات التي تمس قيادات الحوثيين
  • تحليل غربي: هل هزيمة الحوثيين ممكنة وهدف استراتيجي لترامب؟ (ترجمة خاصة)
  • اليمن يشن أول حرب استباقية ضد الولايات المتحدة الأمريكية منذ تربعها على عرش العالم
  • أبو العينين: حان الوقت لعقد مؤتمر كبير للدول العربية والإدارة الأمريكية الجديدة وإسرائيل لإيجاد حل للفلسطينيين
  • الزبيدي يبحث مع المبعوث الروسي جهود السلام في اليمن بعد اتهامات لموسكو بتزويد الحوثيين بالسلاح