المسلة:
2025-01-16@20:10:41 GMT

عقلية الضحية في العلاقات الدولية!

تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT

عقلية الضحية في العلاقات الدولية!

15 يناير، 2024

بغداد/المسلة الحدث:

ابراهيم العبادي

اختير القاضي اهارون باراك ليمثل دولة الاحتلال الاسرائيلية في المحكمة الجنائية الدولية ،جاء اختيار هذا القاضي الطاعن في السن (87 عاما )لخصائص عديدة ،ابرزها انه من ابناء الناجين من الهولوكوست ،وانه يتمتع بسمعة دولية كبيرة ،كما انه من المدافعين عن الديمقراطية والمعارضين لتوجهات (الاصلاح القضائي )التي سعت اليها حكومة المتطرفين اليمينية برئاسة بنيامين نتانياهو .

اعتادت دولة الاحتلال ان تحظى بدعم غربي كبير في المنظمات والمحافل الدولية ،ومنذ ماقبل اعلان الدولة اليهودية عام 1948 نجحت الالة الدعائية الصهيونية في استثمار المحارق النازية او ماسمي بجينوسايد اليهود في اوربا اثناء الحرب العالمية الثانية ،لابتزاز الدول الغربية وتحميلها مسؤولية حماية هذا الكيان ودعمه والانتصار له في المحافل الدولية وعلى مختلف الصعد ،العسكرية والمادية والدبلوماسية والثقافية .

رصيد هذا النجاح المتراكم ،كان يتأسس على مفهوم حماية (الضحية) وتمكينه من الدفاع عن نفسه وتحقيق احلامه في ان يتمتع بحصانة دولية لافعاله ،تمنع عنه المسائلة حتى عن جرائمه وافعاله وعدواناته التي فتكت بالمدنيين ودمرت وجودهم وحياتهم وحققت عمليا مفهوم الابادة الشاملة للفلسطينيين منذ مذبحة دير ياسين .

بعد 75 عاما ورغم مابذلته الالة الدعائية المتعاطفة مع دولة الاحتلال منذ 7 اكتوبر /تشرين الاول 2023 ، تقف الدولة العبرية متهمة امام المحكمة الجنائية الدولية ،ولاول مرة تطالب دول من خارج المنظومة العربية والاسلامية بمحاسبة اسرائيل على جرائمها في غزة ،ومعه شعرت دولة الاحتلال بان ثمة متغيرات تحدث لدى الراي العام الدولي ،وان شبكة الحماية السياسية والقضائية والاعلامية التي تمتعت بها لسنوات طوال في طريقها الى التمزق ،واول هذه المؤشرات هو وقوف اسرائيل متهمة بممارسة جينوسايد (ابادة ) ضد شعب غزة الفلسطيني ،في اختبار قوي لحججها القانونية وقدراتها الدبلوماسية والدعائية والاقناعية .

قد لا يعول كثيرا على نتائج المحاكمة ،لكن الاهم من انعقادها هو تعرية المرتكزات التي قامت عليها دبلوماسية دولة الاحتلال وسياستها الاندفاعية والهجومية دائما .

الاصل السيكولوجي لسلوك دولة الاحتلال في علاقاتها الخارجية هو (عقلية الضحية ) Victim mentality، وهذا المفهوم النفسي يتحدث عن سلوك فردي Indivdually أو جمعي Collective ، حيث يقوم الفرد او الجماعة باستغلال الاخرين وابتزازهم لخدمته وتحميلهم مسؤولية الدفاع عنه وتوفير احتياجاته بناء على شعوره بانه ضحية لظلم وقع عليه ولم يستطع دفعه حينها ،فهو يطور سردية(اعتقادات ومشاعر وتفسير للاحداث ) تتحول الى جزء من هويته الاجتماعية والسياسية ،يستثمرها في جعل الاخرين مكلفين بتقديم الخدمات له ،لتعويضه عن ما تعرض له من اضطهاد او انتقاص من الحقوق او العدوان غير المبرر .

ان شعور جماعة ما بانها تعرضت الى الظلم والاضطهاد يدفعها الى التفكير الدائم بحماية نفسها والمبالغة في صيانة امنها ،ثمن ذلك هو القلق والتوجس والشك الدائم والاعتماد على الاخرين الذين يدفعهم دافع تقديم الخدمة بسبب التعاطف او التخادم (امريكا وبريطانيا وفرنسا مثلا ) او بسبب عقدة الذنب والتكفير عن الظلم والعدوان كما هو موقف المانيا مثلا ،اسرائيل كانت تبتز العالم باسره وتذكره بالمسؤولية التاريخية عن الابادة التي ارتكبها النازيون بحق اليهود ،لتوظف ذلك في تدعيم موقفها والتغطية على جرائمها ،واشهار سلاح معاداة السامية بوجه الذين يتحدثون عن سلوك غير اخلاقي او غير قانوني لجيشها ومخابراتها الخارجية واعمالهما العدوانية .

عقلية الضحية تجعل المتلبس بها قاسيا ولااباليا ازاء معاناة الاخرين ،وميال الى العنف و الانتقام وعديم التعاطف ،يقلل من معاناة الاخرين ويصف ضحاياه بانهم مستحقون لما يحصل لهم!! .

يمكن التحقق من هذه المواصفات من ملاحظة السلوك الاسرائيلي الرسمي ومن اتجاهات الراي العام لدى المستوطنين الصهاينة طيلة الاعوام التي تلت الهجرات الصهيونية خاصة بعد الحرب العالمية الثانية .

تتحدث ابحاث علم النفس السياسي عن تطور الاستجابات العاطفية لمعتقدات عقلية الضحية الى عواقب سلوكية خطيرة مثل استخدام العنف بشكل غير متناسب يطال افراد المجموعة المنافسة او المضادة من الذين لايتحملون المسؤولية عن الاحداث الحربية او العنفية كالاطفال والنساء ،كما ان من السمات الاشكالية لمعتقدات عقلية الضحية هو تفسيرها للاحداث الراهنة بانها امتداد واستمرار للاذى السابق الذي تعرضت له ،لاحظ مثلا ماذا يسمي نتانياهو هجوم حماس ؟ انه يصفه بانه سلوك نازي وانه امتداد لحرب الابادة على الشعب اليهودي !!!!!؟؟؟؟؟؟.

في المقابل يمارس حامل عقلية الضحية سلوكا مناقضا حينما يتعلق الامر بما يرتكبه بحق خصومه ،انه يستمر في التضليل والادعاء بانه يمارس حق الدفاع فقط ،ولا يعترف بمسؤوليته عن عمليات القتل والتهجير والتدمير الممنهج ،بل يربط كل ذلك بما فعله (المخربون !!!؟؟؟) ويتنصل عن دعوات الابادة والحرق والتسميم والاقتلاع التي تصدر عن وزراء ونواب ومسؤولين وعسكريين سابقين وحاليين ،وهي القضايا التي جاءت في لائحة الادعاء والاتهام التي تقدمت بها جنوب افريقيا وحاول الممثل القانوني الاسرائيلي التهرب منها .

السلوك الاسرائيلي يستمد طاقته من خضوع الاخرين لابتزازاته العاطفية (ومديونياتهم) ازاءه ، ،انعقاد المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة اسرائيل حدث مهم ينبغي البناء عليه لتحطيم (صورة) دولة ابناء الناجين من المحرقة النازية .

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: دولة الاحتلال

إقرأ أيضاً:

FT: كيف أباد الاحتلال جباليا البلد التي كان يسكنها 200 ألف نسمة؟

نشرت صحيفة فايننشال تايمز تقريرا، للصحفيين مهول سريفاستافا٬ وهبة صالح٬ وملاكة كنانة تابر٬ وأديتي بهانداري٬ معزّزا بالصور والخرائط وصور الأقمار الصناعية والفيديو، تُبرز فيه كيف قام الاحتلال الإسرائيلي بتدمير مدينة ومخيم جباليا٬ وتروي فيه قصص بعض سكان المخيم.

وجاء في التقرير الذي ترجمته "عربي21" أنه: "في اليوم الذي نفد فيه الدقيق أخيرا، ولم يعد سقف منزلهم المنهار المكون من طابقين قادرا على صد الأمطار، حملت عائلة عبد الله أبو سيف الجد البالغ من العمر 82 عاما برفق على عربة يجرها حمار وفرّت من جباليا".

وتابع: "بعد أن أصابه الجوع والصمم بسبب شهور من الغارات الجوية، وإدراكه أنه قد لا يعود أبدا، طلب أبو سيف من أصغر أحفاده أن يسنده. كان يريد أن يرى للمرة الأخيرة معالم حياته: قاعة الزفاف حيث تزوج أربعة من أبنائه؛ والمدرسة التي درس فيها، ثم درّس فيها؛ والمقبرة التي دفن فيها والداه".

ولكن في ذلك اليوم من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي "لم يكن هناك ما يمكن رؤيته ــ لم يتبق شيء، فقط الأنقاض والحطام. لقد تم محو حياته بالكامل. كل ما تبقى هو ذكرياته". بحسب ما قاله ابنه إبراهيم.


وتقول الصحيفة إنه: "لم يسلم أي مكان في غزة من القوة التدميرية للجيش الإسرائيلي وقصفه العنيف، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023. فيما يعتقد الوسطاء أنهم على وشك إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار لإنهاء القتال وتأمين إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في القطاع".

في السياق نفسه، أردف التقرير: "لكن لم يتعرض أي مكان للدمار بشكل أكثر اكتمالا من جباليا، وهي مدينة قديمة أعطت اسمها بعد احتلال فلسطين عام 1948 لمخيم اللاجئين القريب. ومع الوقت أصبح المخيم واحدا من أكبر المخيمات في الأراضي الفلسطينية".




"يعيش في جباليا والشوارع المحيطة بها ما يقدّر بنحو 200 ألف شخصا -بما في ذلك أكثر من 100 ألف لاجئا سجّلت أسماؤهم رسميا، وفقا للأمم المتحدة والمسؤولين المحليين. إذ وُلد المخيم في نهاية حرب ودمر في أخرى؛ ليصبح مقبرة للذكريات غير المرتبطة بالمعالم التي كانت تحافظ عليها في مكانها ذات يوم" أوضح التقرير.

واسترسل: "لم يصف أحد مدينة جباليا بأنها جميلة، وخاصة المخيم نفسه. ولكن كان هناك دائما جزء صاخب ونابض بالحياة الفلسطينية: الصلاة في مسجد العودة، والاحتجاجات مع وجبة جانبية من الشاورما في دوار الشهداء الستة، والأعراس في قاعة بغداد للأفراح القريبة٬ وكان المتسوقون يسافرون من جميع أنحاء غزة إلى سوق المخيم المزدحم، منجذبين بأسعاره الرّخيصة، وكذلك الآيس كريم والكعك من متجر الزيتون الشهير، في قلب السوق".


وتابع: "كان مبنى القاضي "الحلويات الشرقية" التاريخي المكون من ثلاثة طوابق، والذي يبيع المعجنات بما في ذلك البقلاوة المحشوة بالفستق، بمثابة عامل جذب آخر. كان السكان المحليون يتجمعون لحفلات أعياد الميلاد في قاعته، بينما كان الآلاف من الناس يطلبون مسبقا أطباق المعجنات للاحتفال بنتائج امتحانات الثانوية العامة".

ويضيف التقرير في وصف المخيم: "كان نادي جباليا الرياضي الخدمي مركزا لهوس غزة بكرة القدم، حيث استضاف مباريات محلية بينما عرض مقهى "رابعة" القريب مباريات تتراوح من دوري أبطال أوروبا إلى الدوري المصري الممتاز. وكان الفنانون يغنون ويعزفون على العود في ليالي الموسيقى في المقهى".



وتصف هجوم الاحتلال الإسرائيلي بأنه كان: "بلا هوادة، وكان التدمير شاملا ــ ليس فقط في جباليا، بل وأيضا في بيت لاهيا وبيت حانون المجاورتين ــ إلى الحد الذي جعل وزير دفاع إسرائيلي سابق، أواخر العام الماضي، يصف تصرفات الجيش في شمال غزة بأنها "تطهير عرقي".

وقال موشيه يعلون لقناة تلفزيونية محلية: "لم تعد هناك بيت حانون. ولا توجد بيت لاهيا. إنهم [الجيش الإسرائيلي] يعملون حاليا في جباليا، وهم في الأساس ينظفون المنطقة من العرب". وبعد إدانته بسبب تعليقاته، عزّز موقفه، وقال لمحاور ثان إن: "هذا تطهير عرقي ــ ولا توجد كلمة أخرى لوصفه".

كذلك، تصف الصحيفة جباليا: "تحوّل مخيم اللاجئين إلى مساحات من الأنقاض على مدى الرؤية التي تستطيع المسيرات رؤيتها، وشوارعه التي كانت تعج بالسكان ذات يوم مدفونة تحت أنقاض عشرات الآلاف من المنازل. وفي مختلف أنحاء القطاع، قتل أكثر من 46 ألف فلسطينيا، وفقا لمسؤولين محليين".


وقال إبراهيم الخرابيشي، وهو محام رفض المغادرة، إن المشهد من الأرض مرعبا ولا يمكن تصوره. خلال الغارات الإسرائيلية. اختبأ هو وزوجته وأطفاله الأربعة في زاوية من منزلهم. وهو يتفادى الطائرات الرباعية المروحية الإسرائيلية عندما يخرج خفية للحصول على الطعام للبقاء على قيد الحياة.

وأضاف: "نرى جثثا لا يجرؤ أحد على إزالتها على مدى الرؤية. نسمع الجرحى ينادون طلبا للمساعدة ويموت بعضهم. كل من يشعر بالشجاعة الكافية للذهاب لنجدتهم يسقط بجانبهم ثم نسمع صوتين يصرخان طلبا للمساعدة بدلا من صوت واحد".



ونشأ الشاعر مصعب أبو توهة، في بيت لاهيا القريبة. فرّ أولا إلى مصر، ثم إلى سيراكيوز، نيويورك. كل ما تبقى له لينقله إلى أطفاله هو القصص. لقد دمرت الغارات الجوية الإسرائيلية مكتبته التي تضم عدة آلاف من الكتب. وكتب في قصيدة: "أترك باب غرفتي مفتوحا، حتى تتمكن الكلمات في كتبي من الفرار عندما تسمع القنابل".

وقال إن هذه هي مأساة تجربة اللاجئين الفلسطينيين منذ عام 1948: النزوح القسري المتكرر أثناء الصراع، حتى من المنازل المؤقتة في مخيمات اللاجئين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكل ذلك مع التمسك بالأمل في العودة إلى منازل الأجداد في يافا أو حيفا أو الرملة.

وتابع: "نحن ندفع بعيدا أكثر فأكثر عن وطننا والذكريات التي يجب أن نحافظ عليها. بالنسبة لنا، الآن بعد تدمير هذا المخيم، فإن هذا يعني أيضا تدمير تاريخ اللاجئين الذي دام حوالي 76 عاما".


ويحتل مخيم جباليا مكانة كبيرة في قصص كل من الإسرائيليين والفلسطينيين. اندلعت الانتفاضة الأولى من أزقته المزدحمة في عام 1987 بعد أن صدم سائق شاحنة إسرائيلي، ثلاثة فلسطينيين من المخيم وقتلهم، ما أدّى إلى إطلاق العنان لعقود من الغضب العارم تجاه الاحتلال الإسرائيلي للقطاع.

ولكن نموه الكثيف جعله من مخيم مؤقت بعد حرب عام 1948 إلى ما يوصف بـ"غابة خرسانية" لا تزيد مساحتها عن كيلومترين مربعين، أبرز أيضا مشكلة مستعصية في قلب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني: حق العودة للفلسطينيين الذين فروا من ديارهم فيما أصبح في النهاية دولة الاحتلال الإسرائيلي، وأجيال من أحفادهم.

وبحلول الوقت الذي ولد فيه الحاج عليان فارس، في عام 1955، بدأ المخيم في التبلور. قامت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ببناء منازل صغيرة من الأسمنت وألواح الزينكو، بغرف لا يزيد حجمها عن ثلاثة أمتار مربعة. كانت العائلات بأكملها تتجمع فيها. لم تكن المنازل بها مراحيض وكان السكان مضطرين إلى نقل المياه من صنابير بعيدة.

والآن بعد أن نزح إلى أنقاض مخيم آخر، أصبح لدى فارس (69 عاما) حلم واحد: إذا انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي يوما ما، فسوف ينصب خيمة فوق أنقاض منزله ويعيش هناك حتى يتم إعادة بناء جباليا. وقال فارس بصوت يكاد يغرق في صوت مسيّرة إسرائيلية: "مخيم جباليا مدينتي، إنه مسقط رأسي. كل ما يخصني موجود في جباليا. سأشعر بالغربة في أي مكان خارج جباليا".

لقد كان سماح الاحتلال الإسرائيلي لمئات الآلاف من المواطنين الذين فروا من شمال غزة٬ بالعودة أم لا يشكل عقبة حاسمة في مفاوضات وقف إطلاق النار. فكل من يعود سوف يعود إلى مشهد حطمته غارات جيش الاحتلال الإسرائيلي، بما فيه: العملية الحالية، التي يقول الاحتلال إنها تهدف إلى منع المقاومة من إعادة تجميع صفوفها. وقد قُتل أكثر من 50 جنديا إسرائيليا في العملية الشمالية.


إلى ذلك، سجّلت وزارة الصحة بغزة 2,500 شهيد حتى الآن في العملية الشمالية، ولكن مع ترك العديد من الجثث لتتعفن في الشوارع -بعضها أكلتها الكلاب الضالة- فيما يعتقد المسؤولون المحليون أن العدد الحقيقي للشهداء ضعف هذا الرقم. وقال الأطباء إن المرفق الطبي الوحيد الذي لا يزال يعمل، وهو المستشفى الإندونيسي، بالكاد يعمل.

ولأكثر من ثلاثة أشهر، سمح الاحتلال بدخول القليل من الطعام. وقال كبير مسؤولي الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، توم فليتشر، على قناة "إكس" التلفزيونية إن: وكالات الإغاثة قامت في الفترة من تشرين الأول/ أكتوبر إلى نهاية كانون الأول/ ديسمبر الماضي٬ بـ 140 محاولة للوصول إلى المدنيين المحاصرين، ولكن "الوصول كان شبه معدوم".

ونفى جيش الاحتلال أنه ينفذ ما يسمى "خطة الجنرالات"، التي اقترحها مستشار الأمن القومي السابق جيورا إيلاند، والتي تنطوي على إخلاء شمال غزة بالقوة ومنع المساعدات الإنسانية. ولكن مسؤولا إسرائيليا كبيرا قال إن شمال غزة "لن يعود إلى سابق عهده أبدا".

وقال المسؤول: "يمكنك أن تسميها منطقة عازلة، ويمكنك أن تسميها أرضا زراعية، ويمكنك أن تسميها ما شئت، ولكن سيكون هناك فصل مادي أكبر بين المجتمعات الإسرائيلية والمدن الفلسطينية".

وبحسب التقرير: "يقول عمال الإغاثة إنه لا يمكن أن يبقى أكثر من بضعة آلاف من الناس. ويرفض البعض بعناد طردهم من أراضيهم. والبعض الآخر فقراء للغاية أو مرضى لدرجة أنهم لا يستطيعون التحرك. ويتنقل البعض بين المستشفيات التي بالكاد تعمل، على أمل أن يوفر وضعهم المحمي بموجب القانون الدولي بعض الأمان الضئيل".


كان عبد أبو غسان، يحتمي في مدرسة بالقرب من المستشفى الإندونيسي. وطوال اليوم كان يسمع المدفعية والانفجارات بينما يدمر سلاح المهندسين الإسرائيلي حزاما تلو الآخر من المنازل، ونشر العديد منهم مقاطع الفيديو على الإنترنت في لقطات حاولت القوات الإسرائيلية السيطرة عليها.

وفي بعض مقاطع الفيديو، يضحك الجنود الإسرائيليون ويعزفون الموسيقى ويرقصون بينما تدمر عمليات الهدم المتحكم فيها المنازل. واستنكرت جماعات حقوق الإنسان، بما في ذلك منظمة العفو الدولية وخبراء الأمم المتحدة، تدمير الاحتلال للممتلكات المدنية.

وقالت جماعات حقوق الإنسان: ما لم يخدم هذا غرضا عسكريا واضحا، فإن هذه الأفعال قد تنتهك القانون الدولي. وقال جيش الاحتلال إن أفعاله في غزة وجباليا "كانت ضرورية من أجل تنفيذ خطة دفاعية من شأنها أن توفر أمنا أفضل في جنوب إسرائيل".

وزعم أن عملياته في جباليا ركزت على القضاء على ألوية حماس في شمال غزة، وقال البيان: "إن الجيش الإسرائيلي يتخذ الاحتياطات الممكنة لتقليل الأضرار التي تلحق بالبنية التحتية المدنية والسكان المدنيين والإخلاء في الحالات ذات الصلة"، مدعيا أن قواته واجهت أحياء تحولت إلى "مجمعات قتالية تستخدم للكمائن".


ومن داخل جباليا، يتضاعف الرعب بسبب المستوى الكبير للتدمير. وقال أبو غسان إن: أحياء بأكملها سويت بالأرض: الفاخورة والفلوجة وأبو شريف، وقال وسط الانفجارات: "بقيت على الرغم من المجاعة. نحن أهل الشمال نحب هذا المكان، ولكن الوضع أصبح كارثيا: المجاعة والخوف وتدمير كل مبنى".

بعد عشرة أيام من حديثه إلى "فايننشال تايمز"، قالت عائلته إن أبو غسان: استشهد في بلدته الحبيبة بيت لاهيا بغارة جوية إسرائيلية، بين أنقاض شمال غزة الذي رفض التخلي عنها.

مقالات مشابهة

  • فيديو | محمد بن زايد يبحث مع الرئيس النيجيري ورئيسة وزراء إيطاليا تعزيز العلاقات
  • محمد بن زايد يبحث مع الرئيس النيجيري ورئيسة وزراء إيطاليا تعزيز العلاقات
  • رئيس الدولة يبحث مع الرئيس النيجيري ورئيسة وزراء إيطاليا تعزيز العلاقات
  • ندوب الحرب التي لن تبرأ بصمت المدافع
  • استشاري نفسي: متلازمة «العالم الافتراضي» تعرض الأطفال لمخاطر عقلية وسلوكية
  • FT: كيف أباد الاحتلال جباليا البلد التي كان يسكنها 200 ألف نسمة؟
  • 20 دولة تشارك في بطولة مصر الدولية للريشة الطائرة البارالمبية
  • رئيس وزراء فنلندا يفتتح مقر سفارة بلاده الجديد في أبوظبي
  • بايدن: حشدنا أكثر من 20 دولة لحماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر .. هل سيصدق في استهداف الحوثيين
  • معلومات عن الكاردينال بييترو بارولين أمين سر دولة الفاتيكان