الموقع بوست:
2024-07-01@22:21:12 GMT

حسابات مصرية صعبة في البحر الأحمر

تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT

حسابات مصرية صعبة في البحر الأحمر

مع تصاعد التوترات في منطقة البحر الأحمر والهجمات التي نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا على مواقع لجماعة الحوثيين في اليمن، ومع تهديد الأخيرة بالرد بقوة على تلك الهجمات، أصبحت مصر من جديد في وسط معادلة إقليمية صعبة، تفرض عليها حسابات دقيقة.

 

وقالت مصادر مصرية خاصة، لـ"العربي الجديد"، إن "الإدارة المصرية تعكف حالياً على دراسة الموقف بدقة على أساس أولي، وهو علاقاتها الاستراتيجية بالولايات المتحدة، وأيضاً على أساس الحفاظ على علاقات متوازنة مع إيران وحلفائها في المنطقة، خصوصاً جماعة الحوثيين، لما يمكن أن تشكله من تهديد للأمن القومي المصري، والملاحة في قناة السويس، نظراً لوجودها في باب المندب".

 

وعُقدت في القاهرة، أمس الأحد، مباحثات بين وزير الخارجية المصري سامح شكري، ووزير الخارجية الصيني وانغ يي، أثناء زيارة الأخير إلى مصر. وأصدر الجانبان بياناً مشتركاً توافقا فيه على "متابعتهما الحثيثة لتطورات الأوضاع في البحر الأحمر وأهمية قراءة تلك التطورات ارتباطاً بالأوضاع في غزة باعتبارها مسبباً رئيسياً لها"، كما أعربا عن "القلق إزاء اتساع رقعة الصراع بالمنطقة، مع التشديد على أهمية تكاتف الجهود الدولية والإقليمية من أجل الوقف الفوري للاعتداءات على قطاع غزة، والعمل على خفض حدة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة"، كذلك أكدا "أولوية تأمين سلامة وأمن الملاحة في البحر الأحمر".

 

وفي السياق، قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، عصام عبد الشافي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "احتمالات دخول مصر على خط الأزمة غير قائمة، لأن النظام المصري لا يفكر في الدخول في مواجهة بأي حال من الأحوال مع أي طرف من الأطراف، ولا مجال للتفكير في أن يكون طرفاً في مواجهة عسكرية".

 

وأضاف عبد الشافي: "أما بالنسبة لإيران، فهي تراقب الوضع بمنتهى الدقة والحذر، وهي حريصة كل الحرص على ألا تنتقل المعارك إلى أراضيها، وألا تصبح مسرحاً للعمليات، ولذلك فهي تدير المواجهات من خلال أذرعها الأساسية في المنطقة".

 

وقال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية إن "توسيع العمليات من جانب الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، تحت المظلة الكبرى التي يتحركون تحتها وهي حماية الملاحة في البحر الأحمر، وراءها هدف أكبر وأهم، وهو توفير الدعم الأمني واللوجستي والعسكري للكيان الصهيوني حتى يستمر في حربه على غزة"، لافتاً إلى أن "الحديث الأميركي عن أن الهجمات على الحوثي هدفها خفض التصعيد، غير دقيق، لأن خفض التصعيد يمكن أن يتحقق الآن وفوراً بوسيلة واحدة، وهي إجبار إسرائيل على وقف عملياتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أما دون ذلك فهو يدفع باتجاه التصعيد المستمر".

 

مظاهر لتوسع الصراع

 

بدوره، قال الباحث المتخصص في الشأن الأمني والعسكري المصري وشبه جزيرة سيناء، مهند صبري، لـ"العربي الجديد"، إن "مظاهر توسع الصراع مستمرة منذ بداية الحرب مع الجنوب اللبناني، والآن على اليمن بالقصف الأميركي، وهذا بالإضافة إلى الحديث الإسرائيلي عن محور فيلادلفيا والحدود المصرية أيضاً"، مضيفاً أن "كل هذه المظاهر من توسع الصراع، تطرح سؤالاً: هل تتحول فعلاً إلى إشعال صراع إقليمي لم نشهده حتى الآن؟".

 

وقال صبري إنه "حتى الآن، كل الأطراف تُحاول بقدر ما تستطيع ألا تشعل الصراع كاملاً، أما بالنسبة لعدم اتخاذ مصر موقفاً واضحاً، فأعتقد أنه منذ بداية الحرب وحتى الآن، مواقف مصر كلها كلامية ليس لها أي وقع فعلي ولا أثر فعلي في مسار الحرب وتشظياتها في اليمن ولبنان، وهذا أمر مؤسف"، مضيفاً أن "مصر ليس لها ثقل ملموس على المستوى الإقليمي".

 

وحول إمكانية أن يقوم الحوثيون في اليمن برد فعل على الهجمات، يزيد من اشتعال الوضع في البحر الأحمر، قال صبري: "أعتقد أن هذا الاتجاه هو الحاصل حالياً، ولكن علينا مراقبة كل هذه الأحداث، والتحسب لأن تأخذنا إلى صراع إقليمي أوسع".

 

من جهته، قال الخبير العسكري الفلسطيني يوسف الشرقاوي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن الولايات المتحدة "تقوم بتضليل استراتيجي وخداع ما يسمى بمحور المقاومة في المنطقة، للاستفراد بكل قطب منه على حدة، وهي تريد من وراء ذلك، ضمان عدم انخراط الجبهة الشمالية في الحرب على غزة، لأنها تعلم أن انخراط تلك الجبهة سيؤثر إيجابياً لصالح غزة".

 

وأضاف الشرقاوي أن "أميركا هي من تقود العمليات في المنطقة، تعويضاً عن خسارتها في أوكرانيا، وهي تسعى بذلك إلى التخلص من كل قوى المقاومة في المنطقة".

 

بدوره، قال الخبير في الشؤون العسكرية، رشاد الوتيري، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "ما قامت به الولايات المتحدة ومعها بريطانيا، يعدّ تدخلاً سافراً وعدواناً على السيادة اليمنية، لأن وجودهما غير شرعي في البحر الأحمر"، مضيفاً أن "العدو أراد أن يعسكر البحر الأحمر، خدمة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وإطالة أمده، ولفكّ الحصار الذي فرضته القوات المسلحة اليمنية (التابعة للحوثيين)".

 

وتابع الوتيري: "نحن اليوم أمام مرحلة جديدة من التطورات الملحوظة، فعندما أقدم الأميركيون على العدوان على اليمن، أرسلوا رسالة إلى العالم، وأكدوا أن قرار الحوثيين باعتراض السفن الإسرائيلية، كان له صدى ونجاح كبير في شلّ الحركة التجارية في ميناء إيلات، وأيضاً في الداخل الإسرائيلي".

 

وكانت مصر قد أعربت في بيان صادر عن وزارة الخارجية، الجمعة الماضي، عن "قلقها البالغ إثر تصاعد العمليات العسكرية في منطقة البحر الأحمر، والغارات الجوية التي تم توجيهها لعدد من المناطق داخل جمهورية اليمن"، داعيةً إلى ضرورة "تكاتف الجهود الدولية والإقليمية من أجل خفض حدة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، بما في ذلك أمن الملاحة في البحر الأحمر".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن مصر البحر الأحمر اثيوبيا الملاحة الدولية الولایات المتحدة فی البحر الأحمر العربی الجدید فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

وزير خارجية اليمن: هجمات الحوثيين هدفها كسب تأييد شعبي والهروب من مشكلاتها

قال الدكتور شائع الزنداني، وزير الخارجية وشؤون المغربين اليمني، إن جماعة الحوثي تقوم بدور مرسوم لها في خلق الاضطرابات في البحر الأحمر، وتهديد الملاحة الدولية، كما تحاول توجيه رسائل باستغلال القضية الفلسطينية من أجل الحصول على بعض الجماهيرية أو التأييد على الصعيد الشعبي.

وأضاف «الزنداني»، خلال لقاء خاص ببرنامج «عن قرب»، وتقدمه الإعلامية أمل الحناوي، المذاع على قناة «القاهرة الإخبارية»: «عندما نتحدث على الصعيد الشعبي العربي يعتقد أن الحوثيين يقومون ببطولات كبيرة، وأنهم يواجهون إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا».

وتابع: «هي جماعة تحاول الهروب من مشكلاتها الداخلية، ويقومون بدور محدد لهم، بما يسمى بمحور المقاومة مثل حزب الله في لبنان، والمقاومة التي يسمونها في بلدان أخرى، وبالتالي نشاط الحوثيين في إطار هذا التوجه».   

وواصل: «عسكرة البحر الأحمر وباب المندب ليس في مصلحة اليمن بأي حال، وأصبح من الصعب جدا أن تصل السفن بسهولة إلى الموانئ اليمنية نتيجة هذا التهديد وارتفاع التأمين 8 أضعاف وارتفاع أسعار النقل بشكل عام، وهذا انعكس على أسعار السلع ووصولها للشعب اليمني بشكل معقول».

مقالات مشابهة

  • الحوثيون يعلنون تنفيذ 4 عمليات عسكرية ضد سفن إسرائيلية وأمريكية وبريطانية
  • تحالف “حارس الأزهار”.. البحر الأحمر ومعركة الملاحة العالمية
  • السلطات الإريترية تفرج عن أكثر من 20 صيادا يمنيا
  • هيئة بريطانية تتلقى بلاغاً عن حادث قرب ميناء المخا اليمني
  • بنك أمريكي: هجمات اليمن أثرت على سلسلة التوريد وأبطأت نمو اقتصاد أمريكا
  • كيف يتم مطاردة اليمنيين بالبارجة “أيزنهاور”؟
  • وزير خارجية اليمن: هجمات الحوثيين هدفها كسب تأييد شعبي والهروب من مشكلاتها
  • الجيش الأميركي يدمر محطة تحكم و7 مسيرات للحوثيين في اليمن
  • إظهار القوة في البحر الأحمر… كيف طرد اليمنيون البارجة “أيزنهاور”؟
  • الجيش الأميركي يقول إنه دمر 7 طائرات مسيرة ومركب تحكم للحوثيين في البحر الأحمر